المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الجمعة 29 مارس 2024
الزواج السعيد في العام الجديد - للباحثة الشرعية "غناء"
المدربة امل حيدر _ لبنان
بواسطة : المدربة امل حيدر _ لبنان 28-12-2019 09:31 مساءً 85.4K
المصدر -  
كتبت الباحثة الشرعية الاستاذه غناء الموعد
حول الزواج السعيد حيث قالت :

المقدمة
كثير منا يود البدء حياة جديدة مع بداية كل عام ، وهنا يقصدون أن هذا العام سيكلل بالزواج السعيد والبدء مع شريك جميل يجعل السنة جنة من جنات الله على الأرض.
القدرة على الزواج
ولكن هل الجميع قادرون فعلا على الزواج في هذا العام خصوصا بعد ما تمر به بلادنا من أزمات؟ يجيب النبي ﷺ " من استطاع منكم الباءة فليتزوج ، ومن لم يستطع فعليه بالصوم ، فإنه له وجاء " (متفق عليه) أي من كان قادراً من الشباب على الزواج بمعنى أن يكون قادراً على كلفة الزواج من النفقة والكسوة والسكن ولديه الصحة فليتزوج. فالزواج ليس مجرد عقد أو قضاء شهوة في حلها وإنما هو مسؤولية للرجل ، ومن لم يستطع الزواج فعليه الاشتغال بالصوم لأنه يضعف الشهوة ويضيق مجاري الشيطان فهو من أسباب العفة وغض البصر
لماذا نتزوج؟
هذا السؤال يتعجب الناس منه عندما يوجه إليهم فعندما نسأل أحدهم هذا السؤال ينظر إليك مندهشاً أو خجلا من السؤال ثم يجيب في معظم الأحيان إجابات غير مفهومة ؛ مثل : كما يتزوج الناس أو ولماذا يتزوج الناس؟ أو سنة الحياة وهكذا يبقى السؤال بلا إجابة واضحة في ذهن من يقدم على الزواج في حين أن الإجابة مهمة جداً وهناك احتمالات عديدة تتردد على ألسنة الآخرين:
1- أتزوج للحصول على المتعة
2- أتزوج لتكوين أسرة أم لإنجاب الأولاد الكثيرين لأفتخر بهم
3- أتزوج طاعة لله ولإعمار الأرض وتحقيق مراد الله في خلافة الإنسان
أو يمكن أن تكون الإجابة كل ما سبق، ولكن في إطار صورة متكاملة تكون طاعة لله وتحقيق مراده هو الهدف الأسمى وتأتي الرغبة في الإستمتاع والأنس سواء بالزوجة أو الأولاد كروافد لهذا الهدف كل تلك صور مختلفة لإجابات متعددة.
اختيار شريك الحياة
لمعرفة كيفية اختيار شريك الحياة يبرز السؤال التالي: هل اختار بالعقل أم بالعاطفة؟ ويصاغ هذا السؤال بطريقة آخرى هل أتزوج زواجاً تقليديا يقوم على اختيار الأهل بمقوماتهم الخاصة أم أتزوج باختياري وذلك عن طريق ارتباط عاطفي ؟ صياغة الأسئلة بهذا الشكل توحي بأن ثمة تناقض بين اختيار العقل واختيار العاطفة أو بأن الإختيار التقليدي أو اختيار الأهل أو زواج الصالونات كما يسمونه لا تدخل فيه العاطفة أو بأن الإنسان لا يصح أن يستخدم عقله ، وهو يقرر الإرتباط عاطفياً بزميلة العمل أو الدراسة أو عبر علاقة تنشأ عبر مواقع التواصل الإجتماعي. وهذه الحقائق المنتشرة في مجتمعها لا بأس بها جميعها في الدين ضمن القيود الشرعية فالنبي ﷺ يرشدنا بقوله: لم نرَ للمتحابَّيْن مثل النكاح (ابن ماجه)
ومن ناحية أخرى منهم من يجعل اختياره قائما على الدين والأخلاق ويكون شرطا أساسيا للقبول أو الرفض ومنهم من ينظر بأهمية للشكل أو كم يملك الشريك من مال ، ومما يتفق عليه الجميع في الإختيار (المظهر الخارجي والمعاملة ومستوى التفكير والعلم) فكل هذه الأمور تلعب دوراً مهماً في الإختيار ليصبح هناك ميل ورغبة في الإرتباط ليتحقق التكافؤ بين الطرفين من الناحية النفسية والإجتماعية والإقتصادية والعلمية والجمالية ولا بأس بهذا التفكير في الدين مع التشديد على أهمية الدين والأخلاق: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير (الترمذي)
الخاتمة
لهذا فإن الإختيار السليم لنصفك الآخر يجب أن يبنى على قناعات متعددة وقبول من كلا الطرفين ليحدث انسجام سواء كان عاطفيا أم فكريا لتنجح الحياة الزوجية ، وهنا أقول لكل فتاة لا تتزوجي لمجرد الزواج أعني لا لأنكِ كبرتِ في العمر أو لأن صديقاتك تزوجن ولكن تزوجي عندما تقابلين أو تجدي الشخص المناسب لكِ على جميع المستويات الذي ستأسين به ويأنس بكِ في حياتك ولتتآلف الأرواح وتعيشوا سعادة دائمة.