المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
السبت 23 نوفمبر 2024
بواسطة : 01-03-2015 03:11 مساءً 14.2K
المصدر -  

ثلاث ليالٍ قضاها “أحمد صالح آل مديس الغامدي” بين الجبال تحاصره أصوات السباع والحيوانات المفترسة، فيما اشتدت على جسده النحيل الرياح الباردة، لكن مع كل ذلك كان الإيمان والثقة في الله تعالى تملأ قلبه، وعاش لحظات بين الحياة والموت يحلم فيها في العودة مرة لدفء الأهل والأصدقاء . إنها خلاصة قصة شاب تاه في أودية العقيق ثلاث ليالٍ وليس معه طعام أو شراب فقرر حفر قبر له ليحتمى فيه من السباع والبرد، ويكون أيضًا المثوى الأخير حال فشل جهوده للعودة مرة للأسرة، لكن الله سلم وعاد لأحضان العائلة بعد اكتشاف مكانه. ووفقًا لصحيفة “المدينة” يقول “أحمد صالح آل مديس” : “قررت أنا ووالدي والعائلة الخروج في رحلة للتنزه في أحد الأودية المعروفة بمحافظة العقيق وبدأت في الاحتطاب وتعطلت سيارتي في وادي ثراد بالقرب من سد العقيق، واتصلت على إخوتي واتجهوا لمساعدتي وطلبت منهم البقاء مع والدي وعائلتي، واستقللت سيارة شقيقي باتجاه سيارتي المتعطلة ولكنها الأخرى تعطلت فأخبرتهم بأنني سوف أذهب مشيًا إلى الوالد والعائلة وتهت ولم أعد أعرف الطريق فمشيت واقتربت من إسكان بني كبير ومن ثم قررت العودة”. ويضيف “مديس” : “كنت أتتبع الأصوات وفي كل مرة اتجه إلى طريق لا أعرفه حتى إذا أقبل الليل قمت بحفر قبر لي لاحتمي من السباع والبرد، وأيضًا حتى يكون قبرًا لي حال وفاتي، وكنت أسمع أصوات السباع والرياح الباردة، وانتظرت حتى الصباح لعلي أجد من يدلني دون فائدة”.. ويستطرد : “كنت أرفع صوتي بالأذان لعل أحدًا يسمع صوتي، وفي الليلة الثانية عطشت وكدت أموت فوجدت علبة مياه وأخرى مشروبًا غازيًا ملقى على الارض فشربتها كما إني تعثرت من سفح الجبل وأصبت بقدمي، وفى الليلة الثالثة أيقنت أن الموت إقترب وكنت أعود إلى قبري إذا جن الليل لاحتمي فيه، وكان جل تفكيري في والدي ووالدتي لأني تركتهما عند السيارة ولا أعرف مصيرهما، وعند بزوغ الفجر وتقريبًا عند الساعة السادسة صباحًا عثر عليَّ احد المواطنين من محافظة العقيق، وفورًا اتجه بى إلى المستشفى ووقتها سجدت لله تعالى شكرًا”. وقدم “آل مديس” الشكر الجزيل لسمو أمير المنطقة ومحافظ العقيق وأبناء المحافظة على وقفتهم الصادقة معه ومع اسرته. أما شقيقه “غرم الله آل مديس” فيروي معاناة أسرته في البحث عن شقيقه “أحمد “ويقول: “حين فقدنا شقيقي عند الساعة الواحدة صباحًا واتصلنا بالشرطة والدفاع المدني وتناقل الخبر عبر مواقع التواصل الاجتماعي وبدأ الجميع رحلة البحث وقد أيقنا جميعًا بأن شقيقي قد فقد ولن يعود ثانية”. وأضاف : “بعد ثلاث ليالٍ تلقيت اتصالاًايخبرنا بالعثور على أخي وهو بصحة جيدة وتبدلت أحزاننا إلى أفراح بعد أن يئسنا من العثور عليه وكانت والدتي كل يوم تدعي الله تعالى بأن يمن علينا بعودة أخي أو على الأقل العثور على مكانه”. وذكر ابن أخيه “أحمد” أن عمه كان برفقة أسرته بالقرب من “سد وادي ثراد ” في المحافظة، حيث تعطلت بهم السيارة، فقام بالاتصال بأقربائه الذين حضروا للموقع لإسعافهم، ولرغبته في البحث عن طريق أقصر للعودة طلب منهم أن يستكشف الموقع مشيًا على الأقدام تاركًا هاتفه النقال مع أسرته، ولكنه ابتعد ما يقارب من 2 كلم، وعندما همّ بالعودة ضل الطريق فاتجه إلى الجهة المعاكسة لمكان وجود سيارته وأسرته، فاستمر تائهًا بين الجبال حيث مشى خلال يومين ما يقارب من 100 كلم ذهابًا وإيابًا، يبحث عن موقع الأسرة بين الجبال الوعرة وفي الأودية المليئة بالأشجار. وأضاف، تم إبلاغ الجهات الأمنية التي شاركت في البحث عنه، إضافة إلى ما يقارب من 70 سيارة من سيارات الأهالي والشباب المتطوع، حيث استعانت أسرته وذووه بأحد قصاصي الأثر الذي ذكر أن المفقود قطع مسافة لا تقل عن 100 كلم بين الجبال بحثًا عن سيارته أو أحد يدله على الطريق. وكانت المفاجأة السارة أنهم عثروا عليه مستلقيًا على ظهره في أحد الأودية التي تبعد عن موقع السيارة قرابة 3 كلم، وكان في حالة من الإعياء الشديد والجوع والعطش، إضافة إلى إصابته في ركبته وانقطاع صوته جراء كثرة ندائه لكي يعثروا عليه، حيث تم العثور عليه من قبل كل من المواطن “سفر بن حفيان” و”محسن عمير” و”عايض بن مشرع”، وعدد من المتطوعين الشباب، وتم نقله إلى مستشفى “العقيق”.

*