المصدر - شهد الملتقى المفتوح، الذي عُقد بمقر المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) أمس الأربعاء، حول "التحولات الاجتماعية والاستشراف الاستراتيجي"، تفاعلا كبيرا من الحاضرين، ونقاشا ثريا حول أهمية الاستشراف الاستراتيجي في الوقت الراهن، والذي أصبح ضرورة للبقاء وليس ترفا، حسب ضيف الملتقى الدكتور أليوني سال، المؤسس والمدير التنفيذي للمعهد الإفريقي للاستشراف، بجنوب إفريقيا.
وقد بدأ الملتقى بكلمة للدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام للإيسيسكو، أكد فيها أن توجُّه المنظمة إلى المستقبل في رؤيتها واستراتيجيتها الجديدة، يستوجب استشراف هذا المستقبل بمنطق علمي، لتحقيق أكبر استفادة ممكنة للدول الأعضاء، مشيرا إلى أن هذا الحرص كان السبب وراء إنشاء مركز الاستشراف الإستراتيجي في الإيسيسكو.
ورحب الدكتور المالك بضيف الملتقى الدكتور سال، وأشاد بموضوع المحاضرة، مشددا على حرص الإيسيسكو على الاستفادة مما يتيحه الفكر الاستشرافي من تجاوز للزمن، وتوفير كبير للمال والجهد، عن طريق الاستعداد الاستباقي للسيناريوهات المستقبلية، التي تم استشرافها بطريقة علمية مدروسة تُمكن صناع القرار من الاختيار من بين أكثر من بديل، لتجنب اتخاذ قرارات متعجلة غير مدروسة.
بعد ذلك تحدث الدكتور قيس الهمامي، مدير مركز الاستشراف الإستراتيجي بالإيسيسكو، مشددا على أهمية نشر ثقافة الاستباق في دول العالم الإسلامي.
ومهد لموضوع المحاضرة، موضحا أهمية الاستشراف الاستراتيجي في ظل التحولات الاجتماعية الكبيرة، التي تشهدها مناطق ودول كثيرة من العالم، مشددا على ضرورة التمييز بين الاستشراف الاستراتيجي والتوقع، وكيف أن الاستشراف يعتمد بشكل كبير على أسلوب علمي مدروس في تحليل الماضي ورصد الحاضر ومن ثم استشراف المستقبل.
وتحدث الدكتور أليوني سال، قبل أن يبدأ في المحاضرة، مؤكدا أنه تحدث عشرات المرات حول الاستشراف وأهميته بشكل عام، إلا أن ربط الاستشراف بالتحولات الاجتماعية -موضوع الملتقى- كان الحافز الرئيس وراء حرصه على الحضور والمشاركة، إضافة إلى قناعته بأهمية الدور الذي يمكن أن تلعبه الإيسيسكو من خلال التفاعل مع الدول الأعضاء، التي تشهد العديد منها تحولات اجتماعية كبيرة.
وفي محاضرته قال الدكتور سال: إن الفكر الاستشرافي موجود في التاريخ والثقافة العربية والإسلامية، وإن ثمة تغيرا في الأزمنة وكثير من البلدان نهضت وتقدمت، وليس هناك حتمية تاريخية، وإن الثابت الوحيد هو التغير.
وأكد أهمية استشراف المستقبل، وتجديد إنتاج الفكر والعلوم، ولفت إلى ضرورة استيعاب الماضي، للتمكن من فهم الحاضر والتحلي بالشجاعة لبناء تصورات المستقبل، موضحا أننا لا نعيش في الحاضر بقدر ما نعيش في المستقبل، وكذلك لا يمكننا أن نعيش في الماضي، وهناك ضرورة لفهم العالم الذي سنقضى فيه باقي حياتنا.
وشدد سال على ضرورة التمييز بين الاستشراف والتوقع؛ موضحا أن الاستشراف ينبني على معطيات وأرقام ومعلومات، وتتجلى أهميته في النظر أبعد من التوقعات، مطالبا خبراء الاستشراف والمراكز البحثية بمساعدة الفاعلين في التغيير لتطوير ومتابعة أعمالهم، لتجنب اتخاذ القرارات المتعجلة أو الخاطئة.
وتابع: "يجب تعزيز القدرة على التفكير وتنمية العقول، والاستثمار في القدرات البشرية لفهم الأخطار التي تحدق بنا في المستقبل، وهذا أمر ضرروي من أجل البقاء وإنهاء التبعية".
وأوضح سال أن هناك تباينا وخللا كبيرا وفجوة عميقة بين دول الشمال والجنوب، وأضاف: "قارة إفريقيا تنتج 3% من المعارف، وهي تمثل 10% من سكان العالم"، مطالبا برفع إنتاج المعارف والتحلي بالطموح والأخلاق والمسؤولية تجاه الحاضر والمستقبل.
ودعا سال العقول المهاجرة إلى تقديم المعارف والخبرات لبلدانهم الأصلية، مطالبا الدول بتحفيزهم على ذلك، وتجميع القوى والعمل بانسجام، مشيرا إلى مثال ناجح في هذا السياق، وهو دولة بورندي، التي حققت نجاحا كبيرا في الاستفادة من عقول أبنائها المهاجرين.
وتطرق سال إلى مشكلة السكان ومشاكل التوزيع وإدارة النمو الديموغرافي، والهجرة والبطالة والسيناريوهات المتعددة للاستشراف، وشدد على ضرورة تحديد ما يريده المجتمع قبل البدء في أي عملية استشراف.
من جهتها قالت السيدة راماتا ألمامي، مديرة العلوم الإنسانية والاجتماعية بالإيسيسكو، إن المنظمة أنشأت مركز الاستشراف الاستراتيجي لاقتراح الأفكار، التي تخدم دول العالم الإسلامي، وتعزز الشراكة في بناء استراتيجيات منسجمة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة بها.
وأشارت إلى أن الإيسيسكو تهتم بتحليل المتغيرات الاجتماعية، وتولي اهتماما لتوفير الفرص للشباب للعيش بكرامة في بلدانهم، بعيدا عن محاولات الهجرة التي قد تعرض حياتهم للخطر.
وبعد مداخلة السيدة ألمامي تم فتح باب النقاش وطرح الأسئلة على ضيف الملتقى، والتي أجاب عنها الدكتور سال، مبديا إعجابه بمستوى الحوار.
-
وقد بدأ الملتقى بكلمة للدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام للإيسيسكو، أكد فيها أن توجُّه المنظمة إلى المستقبل في رؤيتها واستراتيجيتها الجديدة، يستوجب استشراف هذا المستقبل بمنطق علمي، لتحقيق أكبر استفادة ممكنة للدول الأعضاء، مشيرا إلى أن هذا الحرص كان السبب وراء إنشاء مركز الاستشراف الإستراتيجي في الإيسيسكو.
ورحب الدكتور المالك بضيف الملتقى الدكتور سال، وأشاد بموضوع المحاضرة، مشددا على حرص الإيسيسكو على الاستفادة مما يتيحه الفكر الاستشرافي من تجاوز للزمن، وتوفير كبير للمال والجهد، عن طريق الاستعداد الاستباقي للسيناريوهات المستقبلية، التي تم استشرافها بطريقة علمية مدروسة تُمكن صناع القرار من الاختيار من بين أكثر من بديل، لتجنب اتخاذ قرارات متعجلة غير مدروسة.
بعد ذلك تحدث الدكتور قيس الهمامي، مدير مركز الاستشراف الإستراتيجي بالإيسيسكو، مشددا على أهمية نشر ثقافة الاستباق في دول العالم الإسلامي.
ومهد لموضوع المحاضرة، موضحا أهمية الاستشراف الاستراتيجي في ظل التحولات الاجتماعية الكبيرة، التي تشهدها مناطق ودول كثيرة من العالم، مشددا على ضرورة التمييز بين الاستشراف الاستراتيجي والتوقع، وكيف أن الاستشراف يعتمد بشكل كبير على أسلوب علمي مدروس في تحليل الماضي ورصد الحاضر ومن ثم استشراف المستقبل.
وتحدث الدكتور أليوني سال، قبل أن يبدأ في المحاضرة، مؤكدا أنه تحدث عشرات المرات حول الاستشراف وأهميته بشكل عام، إلا أن ربط الاستشراف بالتحولات الاجتماعية -موضوع الملتقى- كان الحافز الرئيس وراء حرصه على الحضور والمشاركة، إضافة إلى قناعته بأهمية الدور الذي يمكن أن تلعبه الإيسيسكو من خلال التفاعل مع الدول الأعضاء، التي تشهد العديد منها تحولات اجتماعية كبيرة.
وفي محاضرته قال الدكتور سال: إن الفكر الاستشرافي موجود في التاريخ والثقافة العربية والإسلامية، وإن ثمة تغيرا في الأزمنة وكثير من البلدان نهضت وتقدمت، وليس هناك حتمية تاريخية، وإن الثابت الوحيد هو التغير.
وأكد أهمية استشراف المستقبل، وتجديد إنتاج الفكر والعلوم، ولفت إلى ضرورة استيعاب الماضي، للتمكن من فهم الحاضر والتحلي بالشجاعة لبناء تصورات المستقبل، موضحا أننا لا نعيش في الحاضر بقدر ما نعيش في المستقبل، وكذلك لا يمكننا أن نعيش في الماضي، وهناك ضرورة لفهم العالم الذي سنقضى فيه باقي حياتنا.
وشدد سال على ضرورة التمييز بين الاستشراف والتوقع؛ موضحا أن الاستشراف ينبني على معطيات وأرقام ومعلومات، وتتجلى أهميته في النظر أبعد من التوقعات، مطالبا خبراء الاستشراف والمراكز البحثية بمساعدة الفاعلين في التغيير لتطوير ومتابعة أعمالهم، لتجنب اتخاذ القرارات المتعجلة أو الخاطئة.
وتابع: "يجب تعزيز القدرة على التفكير وتنمية العقول، والاستثمار في القدرات البشرية لفهم الأخطار التي تحدق بنا في المستقبل، وهذا أمر ضرروي من أجل البقاء وإنهاء التبعية".
وأوضح سال أن هناك تباينا وخللا كبيرا وفجوة عميقة بين دول الشمال والجنوب، وأضاف: "قارة إفريقيا تنتج 3% من المعارف، وهي تمثل 10% من سكان العالم"، مطالبا برفع إنتاج المعارف والتحلي بالطموح والأخلاق والمسؤولية تجاه الحاضر والمستقبل.
ودعا سال العقول المهاجرة إلى تقديم المعارف والخبرات لبلدانهم الأصلية، مطالبا الدول بتحفيزهم على ذلك، وتجميع القوى والعمل بانسجام، مشيرا إلى مثال ناجح في هذا السياق، وهو دولة بورندي، التي حققت نجاحا كبيرا في الاستفادة من عقول أبنائها المهاجرين.
وتطرق سال إلى مشكلة السكان ومشاكل التوزيع وإدارة النمو الديموغرافي، والهجرة والبطالة والسيناريوهات المتعددة للاستشراف، وشدد على ضرورة تحديد ما يريده المجتمع قبل البدء في أي عملية استشراف.
من جهتها قالت السيدة راماتا ألمامي، مديرة العلوم الإنسانية والاجتماعية بالإيسيسكو، إن المنظمة أنشأت مركز الاستشراف الاستراتيجي لاقتراح الأفكار، التي تخدم دول العالم الإسلامي، وتعزز الشراكة في بناء استراتيجيات منسجمة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة بها.
وأشارت إلى أن الإيسيسكو تهتم بتحليل المتغيرات الاجتماعية، وتولي اهتماما لتوفير الفرص للشباب للعيش بكرامة في بلدانهم، بعيدا عن محاولات الهجرة التي قد تعرض حياتهم للخطر.
وبعد مداخلة السيدة ألمامي تم فتح باب النقاش وطرح الأسئلة على ضيف الملتقى، والتي أجاب عنها الدكتور سال، مبديا إعجابه بمستوى الحوار.
-