المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الأربعاء 25 ديسمبر 2024

أكد على أن المملكة هي بلاد الدعوة منذ الدولة السعودية الأولى وحتى يومنا هذا

محمد العتيق
بواسطة : محمد العتيق 20-11-2019 08:16 مساءً 9.8K
المصدر -  رعى صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبد العزيز أمير منطقة القصيم، مؤتمر «الشيخ العلامة عبد الرحمن السعدي آثاره العلمية والدعوية»، الذي تنظمه جامعة القصيم، مُمثلة بكلية العلوم والآداب بعنيزة، بالتعاون مع كرسي الشيخ ابن عثيمين للدراسات الشرعية، اليوم، بمقر المدينة الجامعية بعنيزة، وذلك بهدف تسليط الضوء على تراث الشيخ السعدي وأوجه التجديد في فكره وفقهه، بحضور معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، ومعالي المستشار بالديوان الملكي عضو هيئة كبار العلماء الشيخ الدكتور سعد بن ناصر الشثري، وعدد من مدراء الجهات الحكومية بالمنطقة.

وأكد سمو أمير القصيم خلال رعايته للحفل على أهمية مثل هذا المؤتمر الذي يعد بادرة كريمة يجتمع فيها العلماء وطلاب العلم للتركيز على عالم جليل خدم دين الله قبل كل شيء، وأبدع في الكثير من تفاسيره، مشيرًا إلى أنه قرأ الكثير في تفسير الشيخ ابن سعدي منذ سنوات، وكان لها أثر كبير في فهم القرآن ومعانيه، والتمعن في آيات الله عز وجل، موضحًا أن هذا المؤتمر يذكر الأجيال الجديدة التي طغى على بعضهم وسائل التواصل الاجتماعي والعلم السطحي في هذا العصر، ولم يتعمقوا في معرفة العلماء الربانيين الذين خدموا هذا الدين من هذه البلاد، التي هي بلاد الدعوة، منذ أن بدأت الدولة السعودية الأولى وحتى يومنا هذا.

ودعا سموه جامعة القصيم الفتية وجميع الجامعات إلى التركيز على مثل هؤلاء الأعلام، وإبراز جهودهم، وعدم نسيانهم من المؤتمرات، والندوات التي توضح وتبين للأجيال الحاضرة، والعالم أجمع جهود العلماء الربانيين الذين خدموا هذا الدين العظيم، مبيناً على أنه اذا لم نذكر نحن علمائنا فمن الذي سوف يذكرهم، سائلا الله تعالى أن ينصر دينه، ويعلي كلمته، وأن يحق الحق أينما كان، ويجعل أعمال هذه الدولة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين، وعلماءنا الكرام، وجامعاتنا التي نتأمل منها أن تتسابق لمثل هذه المؤتمرات والندوات ، خالصة لوجهه الكريم.

وبعث سماحة المفتي العام للمملكة رئيس هيئة كبار العلماء الرئيس العام للبحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، بكلمة للمؤتمر ألقاها نيابةً عنه الدكتور عبد الله الناصر، قال فيها: إن الله تعالى قيض لخدمة دينه ونشر علم الكتاب والسنة، رجالاً مخلصين في كل عصر وزمان، يقومون بخدمة الإسلام، والدعوة إلى الله، ونشر العلوم الشرعية المستقاة من كتاب الله عز وجل ومن سنة نبيه، ولا يخلو عصر من العصور من هؤلاء العلماء الأجلاء الذين نذروا أنفسهم لحمل رسالة العلم الشرعي وبذلوا جهودهم في تعليم الناس أمور دينهم وتبصيرهم في أحكام الشريعة من الحلال والحرام، ومن هؤلاء العلماء الربانيين في بلادنا المباركة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي، وهو من علماء الدعوة المباركة التي أسسها الشيخ الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله، والتي سار على حملها والسير على منهاجه ثلة من العلماء الأخيار قاموا بالدعوة إلى الله، ونشر العقيدة الصحيحة، ومحاربة الشركيات والبدع والخرافات.

وأضاف، إن الشيخ عبدالرحمن السعدي شخصية فذة وعلم بارز في سلسلة علماء الدعوة، وقد بذل جهوداً مشكورة في سبيل خدمة الإسلام وعلوم الكتاب والسنة، وتعليم الناس وتبصيرهم في أمور دينهم، وإضافة إلى اشتغاله بالتدريس والتعليم، قام بتأليف عدد من الكتب والرسائل النافعة في علوم الكتاب والسنة وفقه الشريعة الإسلامية، وقد انتفع الناس كثيراً بدروسه ومؤلفاته في زمانه وبعد وفاته إلى يومنا هذا، وانتشرت كتبه بين الناس، وأقبل طلبة العلم من الباحثين الشرعيين والدعاة والخطباء والمعلمين، وعموم المسلمين على الاستفادة من كتبه ورسائله، كل في فنه واختصاصه ومجال اهتماماته، حيث تتميز كتبه بوضوح العبارة، وجزالة الأسلوب، وسلاسة اللغة، وسهولة التعبير والصياغة، والبعد عن التعقيد والعبارات الصعبة، وبذلك كانت كتبه ومؤلفاته مورداً عذباً لجميع المهتمين بالعلوم الشرعية من عقيدة، وحديث، وفقه، وأصول، وخطب ووعظ وإرشاد، وغير ذلك من الجوانب العلمية المتعددة في تراثه العلمي.

من جهته، ألقى المستشار في الديوان الملكي وعضو هيئة كبار العلماء الدكتور سعد بن ناصر الشثري، كلمة المشاركين، والتي أكد من خلالها على أمرين يتعلقان بالمؤتمر أولهما يتعلق بالمملكة العربية السعودية، التي هيأت مناخًا للعلم والتعلم والتعليم، بعد أن كانت هذه البلاد مضرب المثل بالخوف، والجوع، حتى أن بعضهم لا يستطيع أن يأمن على نفسه، فهيأ الله تعالى هذه الدولة التي تبنت منهج التوحيد، وتبنت منهج السنة، ومنهج العلم، فكانت سببًا من أسباب انتشار العلم على مدار العالم الإسلامي، في تهيئة الأسباب التي أدت إلى انتشاره.

ورأى "الشثري" أن هذه البلدة عنيزة تعد نموذجًا من النماذج التي أدت إلى انتشار العلم من خلال العلماء الذين درسوا فيها، وجامعة القصيم لها أثر حميد في انتشار العلم من خلال قبول الطلاب من مختلف العالم الإسلامي، ليدرسوا ما يعود عليهم بالنفع، وأن يكونوا أئمة هدى ينتشر بهم الخير، بإذن الله، والأمر الثاني أن جهود الشيخ وآثاره ليست مقتصرة على مؤلفاته، لذلك من أكثر علماء العصر الذين ينقل عنهم بالبحوث هو الشيخ عبد الرحمن السعدي مع قرب عهده، فالنقل عنه كثير ومتتابع، والمؤلفات المختصرة بالعلوم، التي تكون سبب في تبسيط هذه العلوم كانت سبب في انتشار العلم.

من جانبه، قال معالي الأستاذ الدكتور عبد الرحمن بن حمد الداود، مدير جامعة القصيم، في كلمته أمام المؤتمر: أن الجامعة تفتح المجال دائما لما يخدم البحث العلمي، وتسخر كافة الإمكانيات لما يطوره، وذلك إيمانا منها بدورها في هذا المجال، الذي هو أحد الأهداف الثلاثة الرئيسية للجامعات، ومن ذلك إقامة المؤتمرات المتخصصة التي تستقطب الباحثين، ليشاركوا فيها، فتلتقي الأفكار، وتتحول العقول، وتصدر التوصيات ذات الأثر، في جو علمي موضوعي مميز، حيث نسعد هذا اليوم بأن يفتتح سمو أمير منطقة القصيم الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز، هذا المؤتمر، الذي يعد واحدًا من أوجه العناية بالعلماء وتراثهم، في محاضن التعليم العالي، الذي هو امتداد لعناية الدولة وقيادتها – حفظها الله – بالعلم والعلماء، منذ تأسيسها على يد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – رحمه الله.

وأضاف "الداود": أن تشريف سمو أمير القصيم لهذا المؤتمر هو امتداد لدعم الجامعة المستمر وعنايتها بالعلماء والباحثين، وخاصة علماء الشريعة، الذين كان لهم دور بارز كالشيخ عبدالرحمن السعدي – رحمه الله – والذي تتلمذ بين يديه جمع من كبار علماء هذا البلد المبارك، فلهم الشكر الجزيل، والدعاء الصادق الخاص أن يجزأهم خير الجزاء، مقدمًا الشكر للعلماء والباحثين المشاركين بالمؤتمر وجميع الحضور.


من جهته، تحدث رئيس اللجنة التنظيمية للمؤتمر عميد كلية العلوم والآداب بعنيزة الأستاذ الدكتور فريد الزامل، قائلاً: إن هذا المؤتمر العلمي يأتي وفاءً للعلم، وقيامًا بحق أهله، وخدمة لطلبته، حيث توالت طلبات المشاركة فيه فور الإعلان عنه، فاستخلص منها 127 ملخصًا، وبعد الفحص والتحكيم قُبل 52 بحثًا وورقةَ عمل، و53 باحثًا وباحثة، في مختلف العلوم التي للشيخ فيها مشاركة.

وتقدم "الزامل" نيابة عن اللجنة التنظيمية للمؤتمر بالشكر الجزيل إلى هؤلاء الباحثين، والأساتذة المحكمين، واللجنة العلمية، وكل المشاركين بالمؤتمر، مشيرًا إلى أن نتاجهم هو ثمرة المؤتمر الباقية، كما قدم الشكر الجزيل لراعي الحفل سمو أمير القصيم، وإلى جامعتنا المباركة ممثلة بمعالي مديرها الأستاذ الدكتور عبد الرحمن بن حمد الداود، ووكلاء الجامعة، وكذلك الزملاء في كرسي الشيخ ابن عثيمين، فإنهم شركاء أساسيون، عليهم قام الجانب العلمي، وبفضلهم بعد الله يتحقق النجاح ويبقى الأثر، وإلى الزملاء في الكلية الذين رأوا هذه الفعالية جزءً منهم، نجاحها نجاحهم، وبركتها بركة لهم، فجزاهم الله خير الجزاء.

ولفت "الزامل" إلى أن ذكرى الشيخ السعدي تعود بنا إلى موقف عظيم لجلالة الملك سعود رحمه الله، لما علم بمرض الشيخ، فأمر على الفور بإرسال طائرة خاصة، تنقله من عنيزة إلى المستشفيات الكبرى، مع قلة الإمكانات والخيارات في ذلك الوقت، رحمهم الله جميعًا، لقد كان العلم وأهله من أعظم ما عُنيت به هذه الدولة المباركة.

وقد افتتح سمو أمير المنطقة عقب وصوله لمقر المؤتمر المعرض المصاحب، والذي يحتوي على 12 جناحًا، منها جناح لكلية العلوم والآداب بعنيزة تعرض من خلاله مسيرتها طوال 40 عام، وجناح لكرسي الشيخ ابن عثيمين للدراسات الشرعية، وكذلك جناحًا للشيخ ابن سعدي، وجناح دارة الملك عبدالعزيز والذي استعرض من خلاله عدد من المجلدات التاريخية المخطوطة بيد الشيخ ابن سعدي, والذي كان من ضمنها المجلد الخامس من تفسير بن سعدي ويظهر رسالة محمد ابن الشيخ عام 1374هـ موجهة للشيخ محمد نصيف, حيث كان المجلد خارج المملكة لمدة قاربت 70 عاماً وقد تم الحصول على المجلد بتوجيه مباشر من رئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ـ حفظه الله ـ للحفاظ على تراث المملكة العربية السعودية, بالإضافة إلى معرض كرسي الشيخ عبدالعزيز بن صالح السعوي للتنمية الإيجابية، إضافة إلى جناح للراعي "مصرف الإنماء"، ودارة الملك عبدالعزيز، ودار الميمان، ودار ابن الجوزي للنشر والتوزيع، ومؤسسة الأميرة العنود الخيرية، ودار العالمية للكتاب الإسلامي، ومؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية، والجمعية الأهلية الصالحية بمحافظة عنيزة - مركز الشيخ ابن سعدي للدراسات والبحوث.