المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الثلاثاء 7 مايو 2024
موكب النور من روائع طاهر الزمخشري في المديح النبوي
محمد توفيق بلو
بواسطة : محمد توفيق بلو 07-11-2019 10:08 مساءً 78.7K
المصدر -  
يصادف يوم السبت 12 ربيع الأول 1441هـ، ذكرى تاريخ مولد النبي صلى الله عليه وسلم، وقد اهتم الشعراء المسلمين منذ فجر الإسلام بهذه المناسبة الشريفة وبسيرته النبوية فنظموا فيها روائع الأشعار الخالدة سميت بالمديح النبوي كقصائد الصحابة الكرام رضوان الله عليهم حسان بن ثابت، عبد الله بن رواحه، وكعب بن مالك، ومن سار على نهجهم من الشعراء المسلمين إلى عصرنا الحاضر ومنهم الشعراء السعوديين خصوصاً شعراء الحجاز الذين غلب على أكثرهم الوازع الديني لإقامتهم في الحرمين الشريفين أو عملهم بهما، وتأثرهم بمشهد الحجيج وهم يؤدون مناسك الحج فجادت قرائحهم بقصائد دينية شملت المديح النبوي وذكرى المولد الشريف، كالشاعر المكي فؤاد اسماعيل شاكر، والسيد حسن كتبي، ورائد الشعر السعودي المعاصر صاحب أول ديوان شعر في المملكة الأديب طاهر عبد الرحمن زمخشري الذي برزت له العديد من القصائد الدينية من ضمنها قصائد في المديح النبوي تناولت تعداد مكارمه وصفاته وعظمة أخلاقه وحبه والشوق إليه وإلى المواطن المقدسة التي عاش بها أو زارها صلى الله عليه وسلم مثل قصيدة «ذكرى الهجرة» بالإضافة إلى رائعته «موكب النور» التي نظمها من 26 بيتاً بمناسبة ذكر المولد النبوي الشريف ونشرها في ديوانيه الثاني «همسات 1952م/1372هـ».

وأجد أنه من المناسب في ذكرى المولد النبوي الشريف هذا العام 1441هـ أن أعيد سرد أبياتها إحياءً لها بعد أن انقضى عليها نحو 69 عاماً وكادت أن تندثر.

لَيْلَةٌ دون حُسنها اللألاءُ *** هَتَفَ الْبِشْرُ تحت جُنْحِهَا والرَّجَاء
لَيْلَةٌ وَالصَّبَاح دُونَ سَناها *** فَهي فِي الدهرِ ليلةٌ غرَّاء
فِيها الطير في الروابي تغَنّٰى *** وَبألحانهِ تهَادى الصَّفاء
وبها البشر والطَّلاقةُ والإشــــ*** ـــراق تهمى كأنَّها أنواء
وبها صَيْدحِ الزَّمان يُناغي *** هاتِفَ السَّعْد والمنى أصداء
وبها الكون سابحٌ في نمبر *** من ضياء وما لهُ أمْداء
وبِها الشر أخرسٌ غاله *** الذعر، وإبليس نائح بكاَّء
وبها أنجمُ السماء تباهتْ *** في علاها، يفيض منها الضِّياء
هبطت للصَّعيدِ، تَسْتَقْبِل النــ *** ــور، وَالنور سَافِرٌ وضاء
عبقريَّ الإشعاع ضاحي التَّبَاشــ *** ـــير بهيجاً، وفي سَناها البهاء
بالَّذي جاء لِلحياةِ بشيرا *** ولنَا من ظلاله أفْياء
بالذي طهَّر النُّفوس مِن الرجــ **** ــــس، بهديٍ بهِ الورى يُسْتَضاء
بالنَّبي الأُمِّي، بِالمُصلح الفــ *** ــــذِّ، بمن في أكُفِّه النَّعْماء
بإمامِ الأَبرارِ من رُسُل اللــــ *** ـــــه، بِطٰه لهُ النفوس فِداء
بالذي كان هدْيُهُ تَنزيلا *** محكَم القْول في بيانه لأَلاء
كلُّ آياته مناهلُ للخـــ *** ــــير، وفيضٌ يَعُبُّ منه الضِّماء
فهي وِرْدٌ، سبِيلها طاعة اللـــ***ــــه، وفي نهجِها السَّوي الشِّفاء
لِلعليل السَّقيم، لِلسَّائل المحــ *** ــــروم، للكلِّ من جداها رواء
للمطيع المنيبُ، للجارم العــــا *** صي وللكلِّ من سماحها أنداء
فهي للحق والعدالة دِينٌ *** وهــــي لِلظُلم والشَّقاء فناء
وهي للطُّهْر والفضيلة والأخــــ *** ـــــلاق، نبعٌ نميره مشَّاء
شرعةٌ عذَبة المناهلِ يجْري *** من ينابيع فيضها التقىٰ والإخاء
تتحدَّى الْأجْيال فهي صروح *** راسخات وَكلها أضْواء
وهي في صفْحة الزمان كتابٌ *** وهي في الكون مِلةٌ سَمْحاء
فُصِّلَتْ آياتُها فكانت مناراً *** كم تداوَتْ من هديه الأدواء
صلواتُ الإلهِ تَتْرَىٰ عليه *** وبِتَرْدِيدها يطيب الدعاء