المصدر - لايخلو معرض الفرس للجديدة من مظاهر إنسانية متفردة للفروسية، أو من مظاهر فروسية الإنسان وقدرته على التكيف مع المعيقات وتحقيق الإنجازات التي يمكن وصفها بالمعجزات. يتعلق الأمر بالعديد من الجمعيات نبيلة التوجهات، وفي مقدمتها تلك المعنية بذوي الإحتياجات الخاصة وبمقارعة التحديات وتسطير نجاحات تلو نجاحات.
تعرفنا على هذه التجربة في معرض الفرس للجديدة، من خلال رواق خصصه المنظمون لجمعية البريجة لذوي الإحتياجات الخاصة، رواق يشهد حيوية جميلة صنعتها سعادة الأطفال وابتساماتهم ومشاركتهم وتفاعلهم مع الزوار. وهناك قابلنا رئيس الجمعية السيد جندة عبدالله ونائبه االسيد الديراوي حمودة اللذين قربا إلينا بعض التفاصيل لتأسيسها وتحدياتها ونجاحها وتطلعاتها.
فروسية الإنجاز
حدثنا جندة عبدالله في شأن انطلاقة الجمعية قائلا:" قبل أن نكون جمعويين، نحن آباء الأطفال من هذه الشريحة . اجتمعنا في البداية كأولياء أمورهم يوحدنا إيمان بتميز أبنائنا في العديد من المهارات. فانطلقنا في محاولة لدعمهم في المجال الثقافي والفني. لكن بعدما لاحظنا ميولهم للنشاط الرياضي، فتحنا لهم المجال نزولا عند رغبتهم. ثم اكتشفنا أنهم على حق. والنتيجة أنهم تمكنوا من إحراز مركز الوصافة في بطولة العالم للأولمبياد الخاص في رياضة البوتشي.
وتمكنت بطلتان في ألعاب القوى من تحقيق إنجازات جيدة، كان أبزها ميدالية فضية، وكذلك لقبين في رياضة الجمباز، ثم لقبين بذهبية وفضية في رياضة الجيمناستيك".
وحول مشاركة الجمعية في معرض الفرس للجديدة، يوضح رئيس جمعيتها السيد جندة عبدالله أنها جاءت بناء على مشروع للمنظمة الدولية لذوي الإحتياجات الخاصة والمتعلق بالتربية الإدماجية. وقال:" نحن نقوم بمتابعة أداء أطفالنا ودعم المتميزين منهم في كافة المجالات وتطوير رعايتهم حتى تحقيق أعلى المراكز الممكنة في مماسة ميولهم ونشاطاتهم".
وأضاف جندة وجودنا في المعرض جاء رغبة منا في إنشاء علاقة بين هذه الشريحة التي يشكل الإنطواء أحد مميزاتها، وبين الخيل التي أصبح معروفا مدى أهميتها في فك العزلة النفسية على مثل هذه الشريحة.
الخيل لديها تأثير إيجابي على نفسيتهم ويمنحهم شعورا خاصا بالثقة بالنفس، ويشعرهم بأنهم أشخاص عاديون، بل أشخاص يتمتعون بمميزات خاصة من التفوق. لقد لاحظنا تميزهم بذكاء خاص، فضلا عن القدرات البدنية. والدليل أنهم حققوا إنجازات كمية ونوعية في إحراز البطولات الأولمبية لم يتمكن غيرهم من تحقيقها".
وثمن عبدالله جندة رئيس جمعية البريجة لذوي الإحتياجات الخاصة المبادرة الإستجابة الكريمة لمعرض الفرس للجديدة قائلا:" مثلما نتوجه بالشكر الجزيل إلى المنظمة الدولية لذوي الإحتياجات الخاصة، نتوجه بعظيم الإمتنان والتقدير إلى مدير عام المعرض الدكتور مرزاق الذي أحسن استقبالنا والإستجابة بكرم بالغ بملتمسنا ومشاركتنا وتفضل علينا بجناح خاص في المعرض. إنها بداية جيدة ونطمع أن يكون لنا رواق داخلي أوسع في الدورات المقبلة".
إعجاز الإنجاز
الإنجازات التي حققها أبناء جمعية البريجة لذوي الإحتياجات الخاصة، تجعلنا نتساءل عن كيفية تدريبهم وإعدادهم أمام منافسات مع أندية رياضية منظمة. اعتبر السيد حمودة الديراوي السؤال وجيها، لأنه ينصب على تحد كبير بين مختلف تحديات نشاطات الجمعية وسير عملها.
يقول الديراوي:" يمكن وصف عملنا بالمعجزة، لأننا نحن آباء هؤلاء الأطفال ونحن في نفس الوقت المدربون والمؤطرون. وإذا أضفنا حاجتنا إلى فضاءات للقيام بمهامنا التطوعية في جانب التدريب، وإذا أضفنا أننا لانتمتع بمنحة كتلك التي تحصل عليها الجمعيات المختلفة، وحيث لايوجد لدينا مقر خاص، فيمكن القول إن عملنا يعتبر تحديا كبيرا ومعجزة في ما نقوم به وما ننجزه. ونحن لا ندري لماذا تقابل طلباتنا بالتهميش لدى الجهات المحلية المانحة. ولا نزال نقاوم لسد احتياجاتنا بمساهمات رئيس الجمعية وأعضائها وبعض المحسنين ومساهمات انخراطات الأطفال".
وأوضح الديراوي أن استخدام الإمكانيات الخاصة لأولياء الأمور أمر عادي، لكن اعتبار إنجازات الأبناء الذين تحولوا إلى أبطال وطنيين يتطلب رؤية مختلفة. ويؤكد قائلا:" لقد حققوا المعجزة وأحرزوا الألقاب. وتأكد لدينا أن التحدي تكون نتيجته الإنجاز. هؤلاء الأطفال يستحقون حقهم بعدما انتقلوا من مستوى الإحتضان إلى مستوى الإنجاز. لذلك يستحقون رعاية وطنية. تصور أنهم لم ينعموا بالتكريم من الجهات المحلية لمدينة الجديدة رغم ما حققوه من إنجازات مشرفة للمدينة".
عوائق وآفاق
مهارات أطفال جمعية البريجة لذوي الإحتياجات الخاصة بالجديدة تستحق أن تجد فضاءات إضافية. فليست المهارات الرياضية وحدها مقياس تفوقهم، بل قد تكون المهارات الذهنية أوسع إنجازا وإعجازا.
يؤكد الديراوي أن هذا الفضاء الجديد قد تحقق بالفعل. ويقول:" الإضافة النوعية التي تفتح مجالات جديدة لصالح جمعيتنا قد وجدت فعلا، وذلك عندما تضامنت مع توجهاتنا سيدة نبيلة هي السيدة حنان صاحبة جمعية متخصصة، والتي ساندتنا بتقديم ورشات متنوعة تتضمن العديد من الحرف مثل الطبخ والتطريز وغيرهما".
وأوضح الديراوي أن الجمعية قد راسلت مكتب الإنعاش الوطني من أجل توفير تجهيزات لتوسيع نشاط الجمعية في الحرف المهنية لكن طلبها قوبل بالرفض تحت طائلة أن مقر الجمعية يوجد في منطقة راقية، وهو ما اعتبره مبررا غريبا وقال:" أغلب منخرطي الجمعية هم من الشرائح الاجتماعية الفقيرة.
فليس موقع المقر مقياسا منطقيا للإحجام عن دعم عملنا. إن هؤلاء الأطفال وحتى آباءهم ليسوا من الشريحة الميسورة. على المجتمع الرسمي وغير الرسمي أن يدعم هذه الشريحة لأنها تحتاج دعم الجميع، فضلا عن أنها تحقق إنجازات جيدة دون وجود إمكانيات التدريب التي يتمتع بها ما يوصفون بالأسوياء.
تصور أن إحدى بطلات الجمعية تحفزت تلقائيا أمام نشاط رياضي للذكور ومن خلال مراقبة ممارستهم استطاعت تقليدهم وتحقيق البطولة، وذلك أمام قريناتها ممن يتمتعن بظروف مناسبة في التدريب بأندية منظمة ذات إمكانيات جيدة".
ويختتم الديراوي حديثه بالقول:" لدينا تعاون مع بعض الجمعيات الخاصة بذوي الإحتياجات في مدينة الجديدة، نقوم معا بأنشطة مشتركة. منها أنشطة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية و"جمعية الملاك للطفل الإنطوائي". وتظل المنظمة الدولية لذوي الإعاقة المصدر الرئيس لتمويل عملنا ونشاطاتنا.
لقد تحملنا كل تفاصيل هذا التحدي لأن الأمر يتعلق بأبنائنا. ولدينا رغبة في ضم أبناء العديد من الأسر المعوزة ومنهم الأيتام مثلا، لكن الأمر يتطلب دعما يفوق إمكانياتنا. ونحن مستمرون في تحدياتنا وآفاق عملنا وأملنا من أجل فئة تستحق اهتمامنا".
تعرفنا على هذه التجربة في معرض الفرس للجديدة، من خلال رواق خصصه المنظمون لجمعية البريجة لذوي الإحتياجات الخاصة، رواق يشهد حيوية جميلة صنعتها سعادة الأطفال وابتساماتهم ومشاركتهم وتفاعلهم مع الزوار. وهناك قابلنا رئيس الجمعية السيد جندة عبدالله ونائبه االسيد الديراوي حمودة اللذين قربا إلينا بعض التفاصيل لتأسيسها وتحدياتها ونجاحها وتطلعاتها.
فروسية الإنجاز
حدثنا جندة عبدالله في شأن انطلاقة الجمعية قائلا:" قبل أن نكون جمعويين، نحن آباء الأطفال من هذه الشريحة . اجتمعنا في البداية كأولياء أمورهم يوحدنا إيمان بتميز أبنائنا في العديد من المهارات. فانطلقنا في محاولة لدعمهم في المجال الثقافي والفني. لكن بعدما لاحظنا ميولهم للنشاط الرياضي، فتحنا لهم المجال نزولا عند رغبتهم. ثم اكتشفنا أنهم على حق. والنتيجة أنهم تمكنوا من إحراز مركز الوصافة في بطولة العالم للأولمبياد الخاص في رياضة البوتشي.
وتمكنت بطلتان في ألعاب القوى من تحقيق إنجازات جيدة، كان أبزها ميدالية فضية، وكذلك لقبين في رياضة الجمباز، ثم لقبين بذهبية وفضية في رياضة الجيمناستيك".
وحول مشاركة الجمعية في معرض الفرس للجديدة، يوضح رئيس جمعيتها السيد جندة عبدالله أنها جاءت بناء على مشروع للمنظمة الدولية لذوي الإحتياجات الخاصة والمتعلق بالتربية الإدماجية. وقال:" نحن نقوم بمتابعة أداء أطفالنا ودعم المتميزين منهم في كافة المجالات وتطوير رعايتهم حتى تحقيق أعلى المراكز الممكنة في مماسة ميولهم ونشاطاتهم".
وأضاف جندة وجودنا في المعرض جاء رغبة منا في إنشاء علاقة بين هذه الشريحة التي يشكل الإنطواء أحد مميزاتها، وبين الخيل التي أصبح معروفا مدى أهميتها في فك العزلة النفسية على مثل هذه الشريحة.
الخيل لديها تأثير إيجابي على نفسيتهم ويمنحهم شعورا خاصا بالثقة بالنفس، ويشعرهم بأنهم أشخاص عاديون، بل أشخاص يتمتعون بمميزات خاصة من التفوق. لقد لاحظنا تميزهم بذكاء خاص، فضلا عن القدرات البدنية. والدليل أنهم حققوا إنجازات كمية ونوعية في إحراز البطولات الأولمبية لم يتمكن غيرهم من تحقيقها".
وثمن عبدالله جندة رئيس جمعية البريجة لذوي الإحتياجات الخاصة المبادرة الإستجابة الكريمة لمعرض الفرس للجديدة قائلا:" مثلما نتوجه بالشكر الجزيل إلى المنظمة الدولية لذوي الإحتياجات الخاصة، نتوجه بعظيم الإمتنان والتقدير إلى مدير عام المعرض الدكتور مرزاق الذي أحسن استقبالنا والإستجابة بكرم بالغ بملتمسنا ومشاركتنا وتفضل علينا بجناح خاص في المعرض. إنها بداية جيدة ونطمع أن يكون لنا رواق داخلي أوسع في الدورات المقبلة".
إعجاز الإنجاز
الإنجازات التي حققها أبناء جمعية البريجة لذوي الإحتياجات الخاصة، تجعلنا نتساءل عن كيفية تدريبهم وإعدادهم أمام منافسات مع أندية رياضية منظمة. اعتبر السيد حمودة الديراوي السؤال وجيها، لأنه ينصب على تحد كبير بين مختلف تحديات نشاطات الجمعية وسير عملها.
يقول الديراوي:" يمكن وصف عملنا بالمعجزة، لأننا نحن آباء هؤلاء الأطفال ونحن في نفس الوقت المدربون والمؤطرون. وإذا أضفنا حاجتنا إلى فضاءات للقيام بمهامنا التطوعية في جانب التدريب، وإذا أضفنا أننا لانتمتع بمنحة كتلك التي تحصل عليها الجمعيات المختلفة، وحيث لايوجد لدينا مقر خاص، فيمكن القول إن عملنا يعتبر تحديا كبيرا ومعجزة في ما نقوم به وما ننجزه. ونحن لا ندري لماذا تقابل طلباتنا بالتهميش لدى الجهات المحلية المانحة. ولا نزال نقاوم لسد احتياجاتنا بمساهمات رئيس الجمعية وأعضائها وبعض المحسنين ومساهمات انخراطات الأطفال".
وأوضح الديراوي أن استخدام الإمكانيات الخاصة لأولياء الأمور أمر عادي، لكن اعتبار إنجازات الأبناء الذين تحولوا إلى أبطال وطنيين يتطلب رؤية مختلفة. ويؤكد قائلا:" لقد حققوا المعجزة وأحرزوا الألقاب. وتأكد لدينا أن التحدي تكون نتيجته الإنجاز. هؤلاء الأطفال يستحقون حقهم بعدما انتقلوا من مستوى الإحتضان إلى مستوى الإنجاز. لذلك يستحقون رعاية وطنية. تصور أنهم لم ينعموا بالتكريم من الجهات المحلية لمدينة الجديدة رغم ما حققوه من إنجازات مشرفة للمدينة".
عوائق وآفاق
مهارات أطفال جمعية البريجة لذوي الإحتياجات الخاصة بالجديدة تستحق أن تجد فضاءات إضافية. فليست المهارات الرياضية وحدها مقياس تفوقهم، بل قد تكون المهارات الذهنية أوسع إنجازا وإعجازا.
يؤكد الديراوي أن هذا الفضاء الجديد قد تحقق بالفعل. ويقول:" الإضافة النوعية التي تفتح مجالات جديدة لصالح جمعيتنا قد وجدت فعلا، وذلك عندما تضامنت مع توجهاتنا سيدة نبيلة هي السيدة حنان صاحبة جمعية متخصصة، والتي ساندتنا بتقديم ورشات متنوعة تتضمن العديد من الحرف مثل الطبخ والتطريز وغيرهما".
وأوضح الديراوي أن الجمعية قد راسلت مكتب الإنعاش الوطني من أجل توفير تجهيزات لتوسيع نشاط الجمعية في الحرف المهنية لكن طلبها قوبل بالرفض تحت طائلة أن مقر الجمعية يوجد في منطقة راقية، وهو ما اعتبره مبررا غريبا وقال:" أغلب منخرطي الجمعية هم من الشرائح الاجتماعية الفقيرة.
فليس موقع المقر مقياسا منطقيا للإحجام عن دعم عملنا. إن هؤلاء الأطفال وحتى آباءهم ليسوا من الشريحة الميسورة. على المجتمع الرسمي وغير الرسمي أن يدعم هذه الشريحة لأنها تحتاج دعم الجميع، فضلا عن أنها تحقق إنجازات جيدة دون وجود إمكانيات التدريب التي يتمتع بها ما يوصفون بالأسوياء.
تصور أن إحدى بطلات الجمعية تحفزت تلقائيا أمام نشاط رياضي للذكور ومن خلال مراقبة ممارستهم استطاعت تقليدهم وتحقيق البطولة، وذلك أمام قريناتها ممن يتمتعن بظروف مناسبة في التدريب بأندية منظمة ذات إمكانيات جيدة".
ويختتم الديراوي حديثه بالقول:" لدينا تعاون مع بعض الجمعيات الخاصة بذوي الإحتياجات في مدينة الجديدة، نقوم معا بأنشطة مشتركة. منها أنشطة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية و"جمعية الملاك للطفل الإنطوائي". وتظل المنظمة الدولية لذوي الإعاقة المصدر الرئيس لتمويل عملنا ونشاطاتنا.
لقد تحملنا كل تفاصيل هذا التحدي لأن الأمر يتعلق بأبنائنا. ولدينا رغبة في ضم أبناء العديد من الأسر المعوزة ومنهم الأيتام مثلا، لكن الأمر يتطلب دعما يفوق إمكانياتنا. ونحن مستمرون في تحدياتنا وآفاق عملنا وأملنا من أجل فئة تستحق اهتمامنا".