في الوقت الذي أنشغل فيه ما يزيد عن نصف مليار شخص بمتابعة 'كلاسيكو الأرض' بين قطبي إسبانيا ريال مدريد وبرشلونة في الليجا أمس السبت، دخل عشاق الأهلي والاتحاد بالتزامن عالمهم الخاص، يمارسون فيه شغفهم المعتاد بمتابعة 'ديربي الغربية'.
الاتحاد والأهلي في جدة، أكبر من كونهما فريقي كرة، هتاف 'جدة كذا.. إتي (أهلي) وبحر' يلخص ما يمثله هذان الفريقان بالنسبة لجمهور تلك المدينة الواقعة على ساحل البحر الأحمر، لكن التضحية كانت واضحه تماما في المدرجين الكبيرين. واعتبرت تلك الجماهير الكبيره أن الكلاسيكو الإسباني ليس أمرًا سهلًا أيضًا مع هذا الجمهور العاشق لكرة القدم.
وفي ظل هذا الوضع فضّل قطاع واسع من الجمهور البقاء في منزله لكي يحظى بمتابعة اللقاءين في آن واحد، وعدم الذهاب إلى الاستاد الذي سيحرمه من مشاهدة الصراع المتجدد بين رفاق ميسي ورونالدو.
حركة بيع التذاكر برهنت على هذا الأمر من قبل بداية المباراه بأسبوع، إذ شهدت ضَعفًا في معدلات الإقبال، فقبل يومين من المباراة أعلنت منصة 'مكاني' المختصة بتوزيع تذاكر المباريات أنها باعت ما يقرب من 16 ألف تذكرة فقط، لكن مع الوضع في الاعتبار أن اليومين الأخيرين هما الأكثر زخمًا، ربما تتغير الأمور.
من جهتها، حاولت رابطة دوري المحترفين التخلص من هذا الإحراج بتقديم موعد الديربي ساعتين لأغراض تسويقية حسب ما أعلن ياسر المسحل المدير التنفيذي للرابطة، كما ذهبت إدارة الأهلي في نفس الاتجاه إلا أن نظيرتها الاتحادية رفضت المقترح مؤكدة ثقتها في امتلاء 'مدرج الذهب' حتى مع إغراءات الكلاسيكو الإسباني. وهذا الأمر لم يكن واضحا بالنسبه لنا كمتابعين فإدارة الإتحاد خسرت رهانها مع جمهورها الذي لم يحضر.
وليس بجديد أن يتم تغيير موعد مباراة في الدوري بسبب قمة أوروبية تقام في نفس التوقيت، ففي الدور الأول طلب مسؤولو الهلال تقديم موعد مباراة فريقهم أمام الخليج بسبب الكلاسيكو أيضًا وهو ما حدث بالفعل عقب موافقة إدارة الخليج.
كما أنه سبق وتم تقديم موعد مباراة ودية للمنتخب السعودي أمام مولدوفا عام 2014 ضمن معسكر 'الأخضر' الإعدادي لكأس آسيا 2015 في مدينة خيريز الإسبانية، بعد أن طلب اللاعبون مشاهدة نهائي دوري أبطال أوروبا بين الريال وأتلتيكو مدريد.
ويرى مراقبون أنّ الموقف الاتحادي كان مبنٍ على خلفيات مسبقة، حيث جاء ردًا على رفض طلب النادي بتقديم مباراته في كأس الملك أمام نادي الحزم، على ديربي جدة، حتى يتمكن لاعبه الغاني الموقوف سليمان مونتاري من المشاركة أمام الأهلي، إذ يتبقى على انتهاء إيقاف اللاعب مباراة واحدة.
كما ان تجاهل رفض طلب الاتحاد بإعادة مباراة الفريق أمام القادسية في الدوري بسبب خطأ تحكيمي فادح، واعتماد نتيجة اللقاء بالتعادل، وهو الأمر الذي سبّب احتقانًا كبيرًا في الشارع الاتحادي.
ورد الجانب الأهلاوي على الرفض الاتحادي من خلال طارق كيال المشرف العام على الفريق الذي كتب عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي 'تويتر': ' نحن في الأهلي نثق في حضور ودعم جماهيرنا الوفية لفريقها مهما كانت الظروف والأسباب، وهي الداعم الرئيسي للكيان بعد الله'.
الرد الأهلاوي لم يخل من طرافة ضمنية إذ ألقى كيال اللوم على الاتحاد الإسباني فيما حدث بقو له: 'للمعلومية لم يتم تحديد مباراة برشلونة وريال مدريد من قبل الاتحاد الإسباني لكرة القدم إلا قبل أسبوعين فقط.. أي بعد صدور جدول دوري جميل'.
وجاء رد كيال تماشيًا مع اشتعال تويتر بالتغريدات الجماهيرية الساخرة التي تعاطت مع الأمر على أنه يقلل من جماهيرية الكلاسيكو الإسباني وليس العكس.
أما لاعبو الفريقان قبل المباراه لم يكن لهم ردة فعل تجاه هذه التفاعلات مكتفين بتدريباتهم خلف الأسوار المغلقة وتاركين مهمة حشد الجماهير إلى مسؤولي الناديين.
وأحتاج الأهلي إلى جماهيره بشدة في هذه المباراة بغية الحصول على دعمها لتخطي منافسه التقليدي والحفاظ على صدارة الدوري الغائب عن خزائنه منذ أكثر من 3 عقود، فيما مثلت المباراة أهمية أقل للاتحاد ثالث الترتيب، ولو انتصر الاتحاد بالامس لكان جدول الترتيب مؤثرًا للغاية وخاصه لو كان خسر الهلال من الخليج.