المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الجمعة 27 ديسمبر 2024
شائع عداوي -سفير غرب
بواسطة : شائع عداوي -سفير غرب 20-09-2019 07:48 مساءً 173.9K
المصدر -  ‏‎العقال هو جزء من شخصية وهندام الرجل الخليجي خاصة، وبعض عرب الريف في عدد من الدول العربية مثل الأردن ومصر والشام والعراق -الذي يميزهم بين الشعوب الأخرى، بل إنه يميز بينهم في شكله وحجمه وطريقة لبسه-.
‏‎واسمه (عقال) مأخوذ من عقال الناقة، وهو الحبل الذي تقيّد أو تُعقل به حتى لا تبتعد عن المراعي؛ فكان رعاة الجمال يحرصون دائماً على أخذ حبل يلف على هامة الرأس يبقى ملفوفاً على رأسه إلى حين يحتاجه، ومع مرور الوقت تحول إلى جزء رئيس من قيافة الرجل وهندامه، ويقال إن لونه كان أبيض، ثم تحول إلى اللون الأسود القاتم أواخر العصر الأندلسي الأليم؛ تعبيراً على حزن المسلمين على سقوط الأندلس، وتذكيراً بالعار الذي لحق بهم.
‏‎ومر العقال من ناحية الحجم والشكل إلى عدة مراحل، وكان إلى فترة الستينيات والسبعينيات الهجرية غليظاً جداً تدل عليها بعض الصور التي التقطت تلك الفترة، ثم بدأ يصغر إلى أن صار بالحجم الحالي، ومثل ما ذكرنا فإن لكل بلد طريقة لبس أو نوعية خاصة من العقل نعرفها نحن الخليجيون، ونستدل بها على جنسية الشخص صاحب العقال؛ فنعرف على سبيل المثال أن هذا قطري الجنسية لأن عقاله مهدب، وهذا كويتي لأنه صغير، أو عراقي لأن استدارته كبيرة، ونعرف أيضاً (تمييلة) العقال الحائلي، ويقولون بأن أصل ذلك كان منذ العصر الجاهلي عندما كان العرب يرتدون العمائم التي تنسدل أطرافها على ظهر الفارس الذي يرتديها، وفي إحدى المعارك ألبس كسرى جيشه عمائم العرب؛ فأمر قائد طي من جيشه إمالة عمائمهم ميلاً واضحاً أثناء المعركة للتفريق بينهم وبين جيش كسرى.
‏‎وتعتبر دول الخليج أكبر مستورد للعقال، حيث يقدر ما تستورده المملكة فقط قرابة المليوني عقال سنوياً، وتقدر قيمتها بمئة مليون ريال غير ما يُصنع محلياً والذي يقارب نصف كمية ما يتم استيراده من الخارج، حيث يُصنع من مواد خام يدخل ضمنها القطن والنايلون وشعر الماعز ووبر الابل
‏‎لماذا نلبس العقال ومن إين جاء وماهي قصته
‏‎قصة لبس العقال
‏‎يعتبر ( العقال ) من أساسيات لبس السعوديين وبعض الدول الخليجية والعربية , وله عدة أسماء وأحجام وموديلات … الخ .
‏‎ولكن هناك سؤال مهم : من أين أتى لبس العقال وكيف لبسه العرب
يقول الاستاذ والاعلامي والباحث حسن الحزيمي مدير عام صحيفة أضواء المستقبل
‏‎نحن نعرف أن العرب كانوا يلبسون العمائم التي تعصب على الرأس , كما قال الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه ( العمائم تيجان العرب ) ولآن سنأتي على القصة التي بمناسبتها تم لبس العقال.
‏‎في الحقيقة أن القصة تبدأ أيام حروب ( الأندلس ) فنحن نعرف أن العرب خرجوا من الأندلس ( اسبانيا والبرتغال ) حالياً بعد حروب طاحنة مع الصليبيين , وفي أثناء تلك الحروب كان الجيش يتكون من قيادة عامة و ( قادة ميدانيي ) ثم يأتي باقي الجيش , وقد كان اللباس العسكري آنذاك يتكون من:
‏‎عمامة توضع على الرأس وشكلها الهندسي مطابق تماماً لشكل ( الشماغ والغترة الآن ) وفائدتها مس الوجه و حماية الجندي من حرارة الشمس – خصوصاً أنهم يلبسون فوق رؤوسهم ( الخوذه ) وهي من الحديد طبعاً وأعداد كبيرة من الجيش أتت عن طريق شمال أفريقيا.
‏‎خوذة من الحديد لحماية الرأس تلبس فوق ( العمامه ).
ويضيف الحزيمي قائلا
‏‎فكان لبس كل الجيش بهذه الطريقة , وأصبحوا يتشابهون إلى حد كبير , إلى درجة أنه لم يكن أحد يستطيع أن يفرق بين الجندي العادي القائد الميداني الذي يصدر الأوامر الميدانية, وقتها اقترح أحد القادة الميدانيين على القيادة العامة أن يعصب القادة الميدانيين رؤوسهم بعصابة بيضاء يكون مكانها هو التقاء العمامة مع الخوذة , وقد وافقت القيادة العليا على ذلك وأصبح من السهل معرفة القائد الميداني من الجندي العادي.
ويذكر الحزيمي مستطردا بقوله
‏‎ثم بدأت المعارك بين المسلمين والصليبيين وبدأ المسلمين ينحسرون من الأندلس حتى خرجوا للأسف نهائياً من الأندلس , ورغم كل المحاولات الجادة والمستميته التي بذلها المسلمين لاستعادة الأندلس إلا أن تلك المحاولات بائت بالفشل وخسرنا الأندلس ( الفردوس المفقود ) للأبد , عندها عم الحزن جميع المسلمين في كل أنحاء الأرض , وبدأ القادة الميدانيين بخلع الخوذة وإبقاء ( العمامه ) واستبدال العصابه البيضاء التي كانت تميزهم بعصابة ( سوداء ) حزناً على خسارة الأندلس , بل أنهم أقسموا بعدم انزال هذه العصابة السوداء حتى يتم استعادة الأندلس , وعاد هؤلاء القادة الميدانيين إلى أهلهم في شمال أفريقيا ومصر والشام والعراق وجزيرة العرب وهم يلبسون هذه العصابة السوداء , وحينما عرف الناس لماذا لبس القادة الميدانيين هذه العصائب السوداء لبسوها أيضاً وأقسموا بعدم انزال هذه العصابة السوداء حتى يتم استعادة الأندلس , ومع مرور الوقت وجيلاً بعد جيل تحولت هذه العصابة السوداء إلى العقال الذي نلبسه الآن.
‏‎فتأكد عزيزي القارئ أن أي شخص يرتدي العقال إنما يعبر عن حزنه على فقد الأندلس ولكنه لا يدري

‏‎السؤال اللي يفرض نفسه
هل سيأتي الْيَوْمَ الذي نستبدل العقال الأسود بعقال ابيض؟؟؟؟