المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الأحد 24 نوفمبر 2024

خلال جلسته الأسبوعية بقصر التوحيد ببريدة

محمد العتيق
بواسطة : محمد العتيق 17-09-2019 08:02 صباحاً 6.7K
المصدر -  أكد صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم ، على أن الاحداث التي مرت بها بعض دول المنطقة والعالم وماحصل بها من اضطرابات وفتن كانت من أحدى التجارب التي تم الاستفادة منها في تعزيز الانتماء الوطني في المملكة وكافة الدول المستقرة , مشيراً على أن المواطن السعودي بعد رؤيته لمثل ما حصل في هذه البلدان أصبح مساهماً وبشكل كبير في تعزيز الانتماء الوطني وتنميته وغرسه لدى الجيل.

وقال سموه : إن الغزو الثقافي والإعلامي المعادي هو أحد أهم العوامل المؤثرة في الانتماءات الوطنية وقوتها , لذا فالأسرة والتعليم والاعلام عليهم دور كبير في تعزيز وغرس الانتماء الوطني لهذه البلاد.

وبين سمو الأمير فيصل بن مشعل على أن هذه البلاد المباركة تشهد انتماء وطنياً عالياً وكبيراً من أبناءها لما قدمه الآباء والاجداد للأجيال الحاضرة أمانة عظيمه وكيان شامخ بعد توحيد هذه البلاد ويلزمنا الحفاظ على هذا المنجز العظيم وتعزيز قوة الانتماء الوطني لهذه الأرض المقدسة لما تحمله من رسالة سامية , مؤكداً على أن الجميع يستشعر ما حصل للأجيال السابقة والتي جاهدت وعاصرت الجوع والمرض والخوف , وأن الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن ـ طيب الله ثراه ـ ومن معه ـ رحمهم الله ـ سلموا هذه الأمانة وعلينا أن نحافظ عليها وأن لا نتخاذل في استمرارية غرس الانتماء الوطني بها , مشيراً على أن أبناء هذا الوطن الأوفياء من أباء وأمهات وعلماء ومعلمين على قدر كبير من المسؤولية في تحمل هذه الأمانة لحماية هذا الوطن ومكتسباته بروحهم وتكاتفهم وتعزيزهم المستمر للانتماء الوطني , داعياً المولى سبحانه أن يرزقنا شكر نعمه وأن يوفق الجميع لبناء أجيال واعية محبة لهذا الوطن المبارك , وأن يديم على هذه البلاد نعمة الأمن والأمان والنماء الدائم.

جاء ذلك في كلمة سموه خلال جلسته الأسبوعية مع المواطنين , اليوم , بقصر التوحيد بمدينة بريدة ، بحضور أصحاب المعالي والفضيلة ووكلاء الإمارة ومسؤولي القطاعات الحكومية والأهلية ورجال الأعمال وأهالي المنطقة , والتي كانت بعنوان "قراءة في الانتماء الوطني كظاهرة عالمية وكخصوصية سعودية" , قدمها الأستاذ المشارك في جامعة الملك سعود الدكتور وليد بن نايف السديري , والذي تناول فيها أن استقرار الدولة الوطنية وقوتها أمر حاسم لنجاح مجتمعها ومستقبله , وأن الدولة هي الكيان السياسي الرئيسي والوحيد في العالم الذي يجب على كل فرد من أفرادها ان يحافظ عليها كونها تساهم في تنظيم المجتمعات البشرية وهي عامل مهم في استمرارية البناء والتطور والازدهار.

وبين الدكتور وليد السديري على أن الانتماء الوطني اليوم لم يعد خياراً بل أصبح قضية نكون أو لانكون , مشيراً على أن الانتماء شعور فطري لدى الإنسان وأن ارتباط الانسان وولائه لوطنه ومجتمعه ونظامه وهويته هو ارتباط بدولته التي تحتضن كل ذلك , كونها عنصراً مهم وجلي ويمثل حاجة أساسية وقيمة أخلاقية ومصلحة عقلية , بالإضافة إلى أنها واجب ديني ومطلب شرعي لنا كمسلمين , مبيناً على أن تحقيق الانتماء الوطني يكمن عبر ترسيخه وغرسه لدى التنشئة الاجتماعية والسياسية والتي يكتسب منها الانسان ثقافته السياسية وتتشكل من خلالها هويته وانتماءه وولائه السياسي.

وأشار الدكتور السديري على أن من أهم العناصر المساهمة في المحافظة على الدولة وتنمية الانتماء لها هي الأسرة , والأصدقاء , والتعليم , والإعلام , وأن تلك العناصر مستمرة مع الانسان , وأن أهمها هو ما يغرس داخل الإنسان وما يتعلمه من برامج علمية وتربوية وخاصة خلال مراحل الطفولة والشباب , مبيناً على أن مسألة تنوع الانتماءات والتغيرات المتسارعة والعولمة واستهداف هذه البلاد المباركة هي أحد أهم عناصر التحديات لهذا الوطن , وأن المملكة نجحت وبشكل باهر في مواجهة وهزيمة تلك التحديات ولازالت مستمرة بذلك.

واختتم السديري على أن الانتماء الوطني المطلوب يكمن في العاطفة والعمل والوعي والاعتدال والتفاعل والإيجابية , وأن المجتمع السعودي حباه المولى عز وجل بالعديد من تلك الصفات والنعم التي تستوجب الشكر والحفظ , وهو الأولى بالانتماء والاعتزاز بدولته المباركة وقيادته ـ أيدها الله ـ , كون هذا الوطن يمتلك العديد من المميزات الاستثنائية المعززة للانتماء والتي اشتملت على القيمة العظيمة للإسلام والعروبة ولما تمتلكه من نهج قويم قائم على كتاب الله وسنة نبيه , مشيراً على أن ملحمة التوحيد والبناء التي قام بها الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن ـ طيب الله ثراه ـ وأبناءه البررة من بعده ـ رحمهم الله ـ حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ـ حفظه الله ـ كانت ولا زالت ركناً رئيسياً مؤثراً على تعزيز وتأصيل الانتماء لدى أبناء هذا الوطن المبارك , مؤكداً على أن الانتماء هو أحد العناصر المتأصلة في هذا المجتمع وعلينا أن نسعى جميعاً لاستمراره وتعزيزه والتوعية بأهميته عبر الأجيال.

بعد ذلك أكد الشيخ إبراهيم الحسني على ان المملكة العربية السعودية ليست دولة هامشية ولا طارئة في السياسة بل هي دولة ضاربة في القدم , صانعة للتاريخ وليست مصنوعة , مبيناً على أن هذه البلاد راسخة في السياسة , وتدير ولا تدار , ومؤثرة في الاقتصاد , وهي وطن مقدس تأسس على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم , وتحلت بالنظام وحسن الإدارة ومنذ تأسيسها , مشيراً على أننا في زمن أشد ما يجب أن نكون أكثر التفافاً واجتماعاً حول خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ـ حفظه الله ـ , ونقول له كما قالت الأنصار لرسول الله في غزوة بدر "سر بنا على بركة الله ونحن معك ولو استعرضت بنا البحر فخضته لخضناه معك , ما تخلف منا رجل واحد" , مبيناً على أنه عندما التف المواطنين على أئمة الدولة السعودية الاولى والثانية كانت البلاد بدائية ومعدمة الموارد ولكن الايمان الراسخ والولاء لقيادتها كان مضرب مثل في الانتماء الوطني العظيم.

وفي نهاية الجلسة ، شارك العديد من الحضور بطرح مداخلاتهم حول الإنتماء وطرق تعزيزه وتنميته لدى الجيل وترسيخه من خلال صقل التجارب والاحداث وتنمية المشاعر الوطنية بين أوساط الشباب والزيادة في الوعي بأهميته والطموح للسعي في تعزيزه والعناية به.