المصدر - دافع "خويتم بن سعد الحارثي" والد الطالب "معتز" الذي توفي إثر مشاجرة مع زميله صباح الاثنين الماضي في مدرسة بشر بن الوليد الابتدائية غرب مدينة الرياض، عن إدارة المدرسة ومعلميها، رافضاً الأقوال التي تتهم منسوبيها بالإهمال والتقصير، مقدراً نبل وشهامة المدرسة ومعلميها جهدهم ودورهم التربوي والتعليمي مع ابنه خلال السنوات الدراسية الست التي أمضاها فيها رحمه الله.
وأكد "الحارثي" أنه "لم يحصل أي إهمال من المدرسة والمعلمين، ولا نريد أن يصير لهم إلا كل خير، وما حصل للمرحوم قضاء وقدر".
وقال في مقطع فيديو: "كثرة السواليف والأقوال التي أكثرها غير صحيح عن إهمال المدرسة، وما حصل هو قضاء الله وقدره وحدث خلال الفسحة، وما كتبه الله سوف يحدث في أي وقت وفي أي مكان".
وأضاف: "لم يحدث إهمال من المدرسة ولا من معلميها، وجزاهم الله خيراً؛ فقد درّسوا ابني طيلة المرحلة الابتدائية ست سنوات ولم يشاهد منهم إلا كل خير ولا نريد لهم إلا أن يحصل لهم الخير".
وأردف: جاءني مدير عام "تعليم الرياض"، وقد بلغته: "تكفى ألا يلحق أي شيء للمدرسة وإدارتها ومعلميها بسبب وفاة ابني معتز رحمه الله، فلم يصدر منهم إلا الخير وبيض الله وجوههم"، مشيراً أيضاً إلى أن الطالب الذي تسبب في وفاة ابنه "معتز" رحمه الله سيطلق من سجنه.
وشدد "الحارثي" على قناعته بالعفو وتنازله عن قاتل ابنه "معتز" لوجه الله تعالى قائلاً: "الحمد لله، العفو لله سبحانه وتعالى، والله الذي عفا والحمد لله".
وتابع: "نسأل الله أن ما نعمله لوجهه الكريم، أهم شيء الإخلاص في العمل، والحمد لله نحن راضون بحكم الله وقضائه وقدره"، مشيراً إلى أن الطالب القاتل كان زميلاً لابنه في المدرسة من الصف الأول الابتدائي إلى الصف السادس.
وعن تنازله أكد "الحارثي": "الحمد لله تنازلت وطلبنا أن يخرج ويعود الطالب إلى أهله"، وأردف: "الحمد لله هذا من فضل الله ثم بفضل أمير الرياض الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز، إذ لم أعلم إلا والأمير يبادرني باتصال هاتفي، وقد طلبت منه المضي في العفو، وقال لي: "تستكمل الإجراءات النظامية وبعدها أبشر، وهذا من فضل الله".
وقد تفاعل المغردون مع مبادرة "الحارثي" بالعفو وإعلانه تنازله عن قاتل ولده "معتز" لوجه الله، وأثنوا على كرم أخلاقه وشهامته من خلال وسم #خويتم_يضرب_أروع_الأمثلة
وكتب عضو مجلس الشورى أمين عام مركز الملك عبدالله للحوار الوطني الدكتور عبدالله الفوزان: "خويتم بن سعد الحارثي: علّمتنا درساً في العفو عند المقدرة، "أخرِجوا الطفل ولا تتعرضوا لمعلمي ومدير المدرسة".
وأضاف: "أعلم والله ما تشعر به أنت ووالدته من ألم، ويا لها من فاجعة، ولكن النفوس الكبار تتسامى على الأحزان؛ طلباً للأجر من الخالق سبحانه رحم الله "معتز" وجبر الله مصابكم".
وقال عبدالله العمّار: "ضع اسم (خويتم بن سعد الحارثي) واكتب بعده ما تشاء من مكارم الأخلاق؛ لإيمانه الراسخ تقبّل مصيبة الفقد ولنبله الشديد تنازل عن قاتل ابنه، بل وطالب بالإفراج عنه، ولشهامته العظيمة اشترط عدم المساس بمنسوبي المدرسة! درس عملي مدهش قدّمه هذا الرجل الفذ،حكايته يجب أن تروى في المدارس والمجالس."
وأضاف تركي الخليوي رئيس الاتحاديين العربي والسعودي لكرة اليد: "خويتم بن سعد الحارثي والد الطفل "معتز" يضرب أروع الأمثلة في الاحتساب والشهامة ورجاحة العقل، نسأل الله أن يرزقه من حيث لا يحتسب، ويجعل "معتز" شفيعاً لوالديه".