المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الجمعة 29 مارس 2024
اللياقة الصحية والجسدية مطلب أساس لأداء فريضة الحج
محمد الياس - فقيد غرب رحمه الله
بواسطة : محمد الياس - فقيد غرب رحمه الله 04-08-2019 04:44 مساءً 15.8K
المصدر -  الحج هو خامس أركان الإسلام فرضه الله تعالى على كل مسلم بالغ عاقل قادر على آدائه ، ولأن المقدرة الصحية والبدنية هي أحد أركان المقدرة المعنية هنا فإنه من الضروري أن يستعد الحاج بشكل لائق صحياً وجسدياً منذ اللحظة الأولى التي يعتزم فيها آداء مناسك الحج وينوي السفر قاصداً بيت الله الحرام خصوصاً وأن الحاج سيواجه المصاعب والمشاق في سفره وخلال وجوده في الأماكن المقدسة وهذا ما يمكن أن يؤثر على صحته لا سمح الله وقد يعيقه عن متابعة مناسك الحج .
وعلى ذلك يلقي د.محمد طه شمسي باشا أخصائي الأمراض الباطنة بمستشفى الحمادي بالرياض الضوء عن الأستعدادات الصحية اللازمة للحاج وسبل الوقاية من الأمراض التي تنتشر أثناء فترة الحج وذلك من خلال الإجابة عن بعض الأسئلة التي تدور في خلد الحاج .
* ما هي الأستعدادات اللازمة عند ما ينوي الحاج آداء فريضة الحج ؟
بما أن الحج يجمع ضيوف الرحمن من مناطق مختلفة من العالم فإنه يساعد على تفشي وإنتشار بعض الأمراض والأوبئة التي ينقلها الحاج معه من بلده الذي يأتي منه وكذلك لابد من إتخاذ الإحتياطات اللازمة للحيلولة دون إنتقال هذه الأمراض بين حجاج بيت الله الحرام ومن بين هذه الأستعدادات :-
1- أخذ التطعيمات أو اللقاحات التي تساعد في الوقاية من بعض الأمراض التي تنتشر في فترة الحج ومنها :
- لقاح الحمى الشوكية وهو مهم جداً بل يعتبر أهمها ، ويجب أن يؤخذ قبل أسبوعين على الأقل من السفر حتى يبدأ تشكيل المناعة اللازمة تجاه مرض الحمى الشوكية أو التهاب السحايا الشوكية ، ولا يعطى للحوامل ولكنه يعطى للأطفال فوق عمر السنتين .
- لقاح الإنفلونزا ، ويعطى لجميع الحجاج وخاصة لكبار السن والذين يعانون من أمراض مزمنة مثل مرض الرئتين المزمن والمصابين بأمراض القلب والسكر .
- لقاح الرئويات : ويعطى في حالات خاصة مثل المصابين بفقر الدم المنجلي وللذين تم أستئصال الطحال لديهم ، والذين يعانون من أمراض رئوية مزمنة مثل التهاب الشعب الهوائية المزمن والربو الشعبي .
- هناك تعطعيمات أخرى مهمة ولكنها تؤخذ حسب البلد الذي حضر منه الحاج لأنها تنتشر في بعض البلدان دون الأخرى ومنها لقاح الكوليرا والحمى الصفراء وجدري الماء ( العنكز ) والتيفوئيد .
2- بالنسبة للحجاج الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل ارتفاع الضغط الدموي والداء السكري وأمراض الكبد والكلى وفقر الدم المنجلي والتلاسيميا وغيرها ، فإنه من الواجب مراجعة الطبيب من أجل تقييم الحالة لبحث إمكانية السفر وتوضح العلاجات اللازمة وتقدبم النصائح الخاصة التي ينبغي على الحاج المريض أن ينتبه لها أثناء حجه من أجل سلامته .
* ما هي الأمراض التي تنتشر أثناء فترة الحج وكيف يمكن التعامل معها ؟
تزداد أثناء فترة الحج نسبة الإصابة ببعض الأمراض منها :
1- أمراض الجهاز التنفسي مثل التهاب الطرق التنفسية العليا والإنفلونزا ، وهذه الأمراض تشفى من نفسها عادة إلا أنها قد تؤدي إلى مضاعفات ، ومن الأعراض والعلامات التي تظهر الحرارة وسيلان الأنف وألم البلعوم وألم الجسم والعضلات والسعال والصداع وأما المضاعفات التي يمكن أن تؤدي إليها فهي إلتهاب الأذن الوسطى والتهاب الشعب الهوائية وقد يحصل التهاب في الرئتين. ويستطيع الحاج حماية نفسـه من هذه الأمراض بعدم استخدام أدوات المريض وخاصـة المناشف وأدوات الطعام واستخدام الكمامات الواقية والتطعين ضد الإنفلونزا وبما أن المرض ينتشر أساساً عن طريق التنفس فيفضل الإبتعاد عن المصاب ما أمكن وأما بالنسبة للعلاج فيكون بمضادات الإحتقان وخافضات الحرارة وأدوية السعال والمضادات الحيوية إذا لزم الأمر .
2- الحمى الشوكية أو إلتهاب السحايا الدماغية .
3- يحدث هذا المرض الخطر بسبب الإصابة بفيروس أو جرثوم يؤدي إلى هذا المرض وهو ينتقل عن طريق الجهاز التنفسي ، ويتميز المرض بظهور حراره وصداع وإقياء وتعب وآلام جسمية وقد يضطرب الوعي وقد يدخل المريض في غيبوبة وعند ظهور هذه الأعراض لا بد من مراجعة الطبيب فوراً من أجل التأكد من التشخيص وذلك بسحب كمية من السائل الدماغي الشوكي وفحصه مخبرياً .
4- يعالج هذا المرض بالمضادات الحيوية أو بمضادات الفيروسات وريدياًٍ حسب التشخيص ، وأما الوقاية فتكون بأخذ اللقاح الخاص كما ذكرنا . وأما بالنسبة لمرافقي المريض فإنه يعطى دواء ريفامبيسين بالفم إذا كانوا ملازمين للمريض .
5- إلتهاب المعدة والأمعاء :
وهو يتميز بظهور آلام بطنية وإقياءات وإسهال وقد ترتفع الحرارة وينتقل هذا المرض عن طريق تناول أغذية وأشربة ملوثة عن طريق الفم ، وسبب المرض فيروسات أو جراثيم
خاصة تسبب هذه الأمراض ومن مضاعفات المرض الإنهاك والجفاف وخاصة عند الأطفال وكبار السن مما يتطلب العلاج في المستشفى في بعض الحالات .
يعالج المرض بتناول السوائل بكميات كافية وبتناول الشوربات المسلوقة مع البطاطا ويفيد الزبادي والتفاح والشاي ويمكن استخدام بعض الأدوية مثل مسكنات الألم البطني ومضادات الإقياء والأسهال .
أما بالنسبة للوقاية وهي الأهم فتكون بغسل الأيدي قبل كل طعام وبغسل الخضروات والواكه وعدم تناول طعام مطبوخ يشك في نظافته أو طريقة تحضيره .
6- الإنهاك الحراري وضربة الشمس :
يحصل الإنهاك الحراري عند التعرض لحرارة مرتفعة مع رضوبة عالية وهذا يمكن أن يؤدي ألى صداع ودوار وضعف وإنهاك عام وقد ينخفض الضغط ويغمى على المريض وأما ضربة الشمس فتحدث عند التعرض المباشر لأشعة الشمس العالية وخاصة إذا رافق ذلك مجهود جسمي ، وأهم أعراضها درجة حرارة عالية قد تتجاوز الأربعين ، جفاف الجلد والإسهال ويمكن أن تتطور حالة المريض فقدان الوعي التام في بعض الحالات.
يكون العلاج بوضع المريض في مكان بارد وخفض الحرارة بكمادات غير باردة وتوجيه مروحة هوائية بإتجاه المصاب ، كما تعطى السوائل بكميات كافية وتعوض الأملاح المفقودة ، أما في الحالات الشديدة فيجب نقل المصاب ألى أقرب مركز صحي أو مستشفى من أجل إعطاء السوائل الوريدية ، وأما الوقاية يتكون بعدم التعرض لأشعة الشمس المباشرة واستخدام الشمسيات الواقية ذات اللون الأبيض خاصة واللجوء إلى الظل ما أمكن وتناول السوائل بكميات كافية .
7- لدغة العقرب وعضة الأفعى :
وهي تسبب آلاماً شديدة وأحمرار وتورم مكان الإصابة ، وقد يكون بعضها سام جداً وتسبب أعراق ومظاهر سريعة التطور مثل هبوط الضغط وتسرع القلب والتعرق وقد تظهر أعراض عصبية ويفقد الوعي.
العلاج يكون بنقل المصاب إلى أقرب مركز صحي وتطبيق أربطة أعلى المنطقة المصابة لمنع عودة الدم إلى القلب ، بحيث لا يكون الربط شديداً ويسمح بوصول الدم الشرياني ويمكن أعطاء الأدوية المضادة لسموم العقارب والأفاعي في المراكز الصحية ، كما تعطى المسكنات والسوائل الوريدية .
8- الجروح والرضوض :
وهي تحصل عادة بسبب الإزدحام الشديد وتكون الوقاية بالألتزام بالنظام ما أمكن ومحاولة عدم التدافع ، فالحج مكان عبادة وليس مكان خلاف وتشاحن ، وتعالج الجروح البسيطة من قبل الحاج نفسه أو مساعدة أخوانه ، أما الحالات الشديدة فتحتاج إلى مراجعة مركز صحي .
9- الحروق :
تحصل عند إشتعال النيران وإنفجار اسطوانات الغاز أو تسربه ، وتعالج الحروق بنقل الحاج إلى المراكز الصحية وخاصة في حروق الدرجة الثانية والثالثة ويمكن وضع الشاش المبلل بالماء على الحروق مؤقتاً ريثما يتم الوصول الى المركز الصحي ، ولا يستعمل معجون الأسنان أو غيره ولكن يمكن استعمال معجون خاص بالحروق مثل ( فلامازين ) .
* ما هي التوصيات الصحية لوقاية الحاج أثناء فترة الحج ؟
1- التوصيات الصحية الغذائية :
مثل غلي الحليب غير المبستر وطهي الطعام جيداً وغسل الخضروات الطازجة والفواكه قبل استعمالها ويوصى بشراب الماء المعبأ صحياً في زجاجات ، ويفضل تناول الأطعمة البسيطة أثناء الحج وذلك لسهولة الهضم وتجنب التخمة والمرض وينصح بتناول الحليب المبستر والزبادي واللبن والأطعمة المعلبة لفترة مؤقتة فقط مثل الإقامة في عرفات ومنى .
2- توصيات صحية وقائية عامة :
- مثل الإغتسال اليومي وهذا مطلوب ولا مانع من ذلك وختى عند المحرم في الأيام الأولى فإنه يمكن الإغتسال ، ويجب غسل الأيدي قبل كل طعام .
- الوقاية من الشمس وذلك بوضع غطاء على الرأس أو شمسية ووضع النظارات الشمسية .
- حاول أن تبتعد عن المصابين بالإنفلونزا أو غيرها من الأمراض .
- راجع الطبيب في حال وقوع المرض .
- لا تستعمل الغاز في المشاعر المقدسة .
- يوصي الحجاج بشكل عام مجمل حقيبة تحتوي بعض الأدوية المهمة مثل مسكنات الصداع وخافضات الحرارة ومضادات الإقياء والإسهال والألم البطني .وشاشة وقطن ومطهر موضعي ومرهم مضاد للحروق ، كما يوصى المرضى المصابين بأمراض مزمنة بحمل أدويتهم معهم للتمكن بأستخدامها عند الحاجة .
3- البطاقات الصحية :
ينصح بحملها كل حاج مصاب بمرض مزمن ويكتب فيها أسم المريض والمرض والأدوية الخاصة التي تستعمل من قبل الحاج المريض ، وهذا يسهل إسعافه وعلاجه بشكل سريع إذا تطلب الأمر .
4- بالنسبة للنساء اللواتي يعانين من عدم انتظام الدورة الشهرية فإنه يفضل أن يأخذن حبوب من الحمل لتأخير الدورة الشهرية .
أما الحوامل في الأشهر الثلاثة الأولى فإنه يفضل عدم ذهابهن للحج لما يترتب على ذلك من مخاطر وأعرضأ قد تكون تشوه للجنين أو يسبب التعرض للإجهاض وخاصة في حال وجود نزف رحمي أو ارتفاع ضغط حملي أو إجهاض في حمل سابق أو إذا كان هناك مرض سكري أو أي مرض آخر مهم وأيضاً الحمل بواسطة أطفال الأنابيب .
وفي الختام :
أخي الحاج إن أهتمامك بالأمور الوقائية الصحية هو أمر ضروري لتجنب الأمراض والإصابات التي يمكن أن تعترض لها خلال موسم الحج ، ومن الضروري الإلتزام بالتعليمات المعطاه من قبل وزارة الحج والعمرة والتي توزع في جميع البلدان وتوضح بشكل تفصيلي طرق آداء المناسك والإجراءات الوقائية التي يجب أن يتخذها الحاج من بداية سفره وحتى عودته إلى بلده آمناً مغفوراً ذنبه إن شاء الله ، ونسأل الله أن بتقبل من الجميع ويجعل حجهم مبروراً وسعيهم مشكوراً .