الغربية-متابعة-سميره علي :

يلفت نظر الزائر لمدينة جده التاريخية خلال شهر رمضان المبارك الجاري انتشار "البسطات الرمضانية" المسوّقة لأنواع الأطعمة والحلويات والعصيرات الطازجة التي اشتهر بها أهالي منطقة الحجاز خاصة الكبدة بأنواعها. وتتوزع هذه البسطات في وسط جدة التاريخية وفق ترتيب أعدته أمانة محافظة جدة لأصحابها، ليتمكنوا من عرض إنتاجهم أمام زائر المنطقة التاريخية، وليسهل عليه اقتناء ما يروق له من الأطعمة الشعبية التي لا زالت تحتفظ بمكانتها على الرغم من التطور الذي ألقى بظلاله على كثير من هذه العادات فأصبحت من الماضي ولم يعد يذكر منها سوى أسمها. وزار فريق وكالة الأنباء السعودية هذه الأماكن التاريخية، مطلعا على الموروث الشعبي الذي عبر عنه كل ركن من أركان منطقة جدة التاريخية، إلى جانب تلك الوجوه الكادحة التي وقفت بزيها التراثي منذ وقت مبكر في شهر الصيام لتنادي على الزائرين بأهازيج شعبية تجذبهم لتناول أشهى أنواع الكبدة، والمعجنات الحجازية، وسط إقبالا منقطع النظير من أهالي جدة وزوارها. وحرص كل شخص ظفر بإحدى هذه البسطات أن يجعل من بسطته محط أنظار الجميع من زوّار المكان، فتنتشر الفوانيس الرمضانية الملونة، والبسطات المزخرفة بأنواع القماش المخملي، مع نسمات من روائح الطهي الذكية.

والتقت "واس" بأبو صالح الذي اشتهر بقلي الكبدة في منطقة جدة التاريخية على مدى أكثر من 20 عامًا، واعتاد زوار المنطقة على تذوقها من بسطته حيث تتميز بنكهة فريدة من نوعها على حد قول أبو صالح، نظير خلطات البهارات التي يعدّها بنفسه ويضعها مع الكبدة لتغطي المكان برائحة القلي التي تنال إعجاب زوار البسطات الرمضانية.*
وقال أبو صالح : إن الإقبال على الكبدة يزداد بصورة لافته في شهر رمضان، لأن الكثير من أهالي جدة يحرصون على وجودها في الأطباق الرئيسة على مائدة إفطارهم، وتقدم الكبدة للزوّار بطريقتين إما في وعاء خاص أو محشوة مع الخبز.*
ومن جهته قال أبو طلال أحد أصحاب البسطات : إن الاستعداد لهذا المحفل في شهر رمضان المبارك يتم منذ وقت مبكر، لافتا النظر إلى أن المأكولات الشعبية لها طلب كبير من المتسوقين، إلا أن الكبدة عدت الأكثر رواجًا عن بقية المأكولات.*
وبين البائع أبو سعيد أنه يبيع في فترة عمله بوسط جدة التاريخية من 40 إلى 50 وعاءً من الكبدة المقلية، إضافة إلى الكبدة المحشوة في الخبز، موضحا أن سعر الكبدة المحشوة في الخبز 7 ريالات.*
وعبر عددٌ من زوار بسطات جدة عن سعادتهم بالحضور إلى منطقة جدة التاريخية والاستمتاع مع مختلف الجنسيات العربية والإسلامية بأجواء رمضان، مؤكدين أنهم يحضرون إلى هنا منذ وقت مبكر لحجز مكانهم، نظرا للكثافة التي تشهدها المنطقة من الزائرين الذين تزداد أعدادهم قبيل الإفطار وبعد التراويح حتى ساعة الفجر الأولى.*