المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الخميس 2 مايو 2024

القابلات هل يعدن من جديد

اقدم قابلة في منطقة جازان: ولدت امرأة ألمانية في المطار وزوجها وظف إبني
شائع عداوي -سفير غرب
بواسطة : شائع عداوي -سفير غرب 29-06-2019 07:19 مساءً 29.6K
المصدر -  
منذ قديم الزمان وقبل ظهور المستشفيات والمصحات كانت مهنة القابلات “المولدات”فهن من يقمن بتوليد النساء ورعايتهن بعد الولادة ودون مقابل.

‏‎وفي ذاك الوقت كانت القابلة أو المؤَّلدة المصدر الموثوق للعائلة فيما يتعلق بأمور الحمل والولادة، ولم تقتصر مهامها على التوليد بل كانت ترافق المرأة الحامل وتتابع تطور حملها حتى تضع جنينها.


باختصار كانت القابلة تقوم بالمهام التي يقوم بها طبيب مختص في الحمل والولادة مع اختلاف الوسائل وبدائيتها.

ومع تطور الخدمات الطبية وانتشارها أخذ دور “الداية” يتراجع ويتلاشى، لكنها مازالت تحتفظ بمكانة مهمة في الأوساط الشعبية رغم شيوع الولادة في المستشفيات، وذلك لأسباب عدة منها اعتبار الولادة في المنزل في البيئات المحافظة والشعبية أمرا ضروريا.

‏‎مهنة توارثتها أجيال

"غرب" تلتقي باول قابلة في منطقة جازان ومن أهالي احد قرى محافظة بيش انها الوالدة عائشة 80عاما لتحكي لنا قصة مهنتها وقصص ومواقف تعرضت لها.
*
‏‎وتقول عائشة إنه وبالرغم من أن نسوة القرية مازلن يثقن فيها إلا أنها بدأت تبتعد عن العمل شيئا فشيئا كونها كبرت في السن ولم تعد حالتها الصحية تساعدها على الاستمرار.

وبلغة الواثق من قدراته تقول”طوال سنوات عملي لم أفشل في أي ولادة، لكنني ألان
أخاف الآن أن أعرض حياة الأم والطفل للخطر”.

‏‎عائشة هي الآن جدة، وهي مصرة على أنها مثلما لم توجه ابنتها لمثل مهنتها ستفعل نفس الشيء بالنسبة لحفيداتها، فهذه المهنة لم تعد في نظرها مناسبة للعصر الحالي.

لكنها ترى بأنه لا مانع لديها في أن يخترن مهنة “القابلات القانونيات” هذه المهنة كامتداد لما كنت أقوم به، كونه تحظى بالإقبال أكثر من الطبيب أو الطبيبة، وفقا لقول عائشة.

وتضيف بقولها:كان يتم منادتي في ساعات متاخرة من الليل لوجود حالة فاذهب سريعا *وأحيانا الظهر وفِي جميع الأوقات ولا أتأخر.

وتذكر لنا عائشة موقف حصل معها في المطار تقول:قبل حوالي ثلاثين عاما كنت في صالة مطار الشرقية انا واحد ابنائي في انتظار رحلتنا الى الرياض واذا بامراءة اجنبية اتضح انها ألمانية تصيح وعلى وشك الولادة وقبل حضور الإسعاف سارعت في توليدها وانبهروا من كان برفقتها زوجها وبنتها وابنها وكان الزوج يعمل مدير مصنع في شركة في الشرقية وأخذ يعرض علينا خدماتة طلبت منه توظيف ابني فاخرج ورقة من جيبه وقال غدا تباشر عملك في المجال الذي ترغبة وفعلا واستمر ابني حوالي أربعين عاما وانتقل لجازان.

غرب تتسائل هل يعدن القابلات من جديد‏؟‎


قابلات قانونيات

أطلقت العديد من وزارات الصحة في الدول العربية برامج تأهيل لما يعرف بـ”القابلات القانونيات” وهن ممرضات مؤهلات في مجال رعاية الأم والوليد، كما يتكلفن بعمليات التوليد والرعاية بعد الولادة.

وقد عرفت هذه المهنة إقبالا يتذكره البعض بالإقبال الذي كانت تحظى به القابلات التقليديات، حتى إن دولاً مثل السعودية أطلقت برنامجا للتوليد المنزلي تقوم به قابلات قانونيات أجنبيات.

‏‎فقد تبنى الهلال الأحمر السعودي فكرة مشروع “التوليد المنزلي” الذي قام بتنسيق فكرته مع نظيره الهولندي الذي سبقه في تطبيق المشروع منذ سنوات.

المشروع يهدف إلى القيام بعمليات التوليد في المنازل دون اللجوء إلى المستشفيات، وتتكلف بهذه العمليات قابلات مؤهلات للأمر.
‏‎مخاطر التوليد المنزلي
*
‏‎ورغم أن الدكتور ناصر عداوي استشاري نساء وولادة بمستشفي الملك فهد بجازان لا يشك في كفاءة “القابلات القانونيات” ويقول بأن بإمكانهن القيام بعمليات ولادة من البداية حتى النهاية لوحدهن دون الحاجة إلى الطبيب، إلا أنها لا تخفي وجود تعقيدات قد تتطلب تدخلا سريعا يصعب القيام به في حالة الولادة داخل البيت، وتستشهد بحالة زميل لها عندما كانت تعمل في مصر أصر على إجراء ولادة منزلية لزوجته التي لاقت تعقيدات ففارقت الحياة.
‏‎
ورغم أن دور القابلات التقليديات تراجع في السعودية حسب الدكتورعداوي، إلا أنه يقول إن الفئات الضعيفة اقتصاديا مازالت تلجأ لـ”الدايات”، أما الفئات المتوسطة الدخل فتذهب للمستشفيات لأن الخدمات التي تقدمها يتناسب ونظام التغطية الخاص بهم.

وكان قد أوضح مدير إدارة التمريض بصحة جازان” أن إدارته تعمل حالياً على تعزيز قدرات تمريض القابلات وتحسينها ومواكبتها للمستجدات, كما تعمل على تحسين مستوى رعاية الأم الحامل وطفلها في مراكز الرعاية الصحية الأولية, الأمر الذي يساعد في الحفاظ على صحتهما وسلامتهما و يوفر الجهد والوقت على المستشفيات للتعامل الأمثل معهما لحظة الولادة,مضيفاً في اجتماعه بمشرفات أقسام التوليد والرضاعة لإعداد وتنفيذ مشروع تطوير القابلات بمستشفيات منطقة جازان أن تمريض القبالة يمثل دوراً مهماً وكبيراً في تخفيض نسبة وفيات الاطفال والامهات وتعزيز أنماط الحياة الصحية من خلال الوقاية والعلاج وإعادة التأهيل ,موضحاً بأن المشروع يهدف إلى التوسع في إيجاد فرص تعليمية كبيرة للممرضات في مجال القبالة وتدريبهن وتأهيلهن في كل مستشفى من خلال تقديم الرعاية الشاملة للأم وطفلها اثناء وما بعد الولادة بكفاءة عالية ,وبيّن “قحل” بأن المشروع يهدف كذلك الى وضع خطط الرعاية الصحية الشاملة والتعريف بالمضاعفات التي تواجه الأم وطفلها اثناء وبعد الولادة والمشاركة في وضع الخطط الوقائية لمنع هذه المضاعفات ,وتعزيز التواصل الشفوي والكتابي ,مضيفا بأن المشروع كذلك يهدف إلى اكساب القابلات المهارات العالية في استخدام وتشغيل الاجهزة والمعدات الطبية , وغيرها من الأهداف.

موضحاً أن المشروع سوف يتم تطبيقه قريباً وسيتم تنفيذه على مراحل يتم من خلالها دراسة الوضع الراهن وتحديد المشكلات ومن ثم العمل على أهدافه، مقدما شكره وتقديره لمدير عام الشؤون الصحية على متابعته وجهوده المبذولة من أجل تنفيذ هذا المشروع بشكل خاص، وسعيه الدائم من أجل الارتقاء بالرعاية التمريضية بشكل عام في المنطقة.