المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الجمعة 27 ديسمبر 2024

خبراء يدعون الى إستثماره وتصنيعة

الذهب الأبيض في جازان .. 4ملايين ريال أرباح سنوياً
شائع عداوي -سفير غرب
بواسطة : شائع عداوي -سفير غرب 29-06-2019 05:52 مساءً 134.5K
المصدر -  
أعوام عدة وسنون مديدة، كان فيها الملح الصخري أساس طعام أهالي جازان، نظراً لكونه خالياً من أية إضافات يمكن أن تتسبب في إفساد لذّته، وما إن ظهر الملح المعلّب وبدأ في الانتشار حتى بدأ الأهالي يوقفون عادتهم في التنقيب والاستخراج.

وبعد أن كان الملح الصخري الذي يستخرج من جبل الملح الشهير أحد الضرورات لمعظم أهالي منطقة جازان، عزف عنه معظمهم تدريجياً، حتى بات منسياً ومهجوراً على رغم وفرته بكميات كبيرة، صنفها متخصصون في أمانة المنطقة بأنها «منجم وفير».

وكان عشرات الباحثين عن الملح في السابق يتجهون إلى استخراجه من الجبل بطرق بدائية، لا تتجاوز معاولهم وأكياس الخيش التي تمتلئ بعد تكسير بلورات الملح المشابهة للصخور، فتنهمر منها الحبات، ليتم بعد ذلك بيعها في أحد الأسواق لتأمين متطلبات الحياة، قبل أن تبدأ هجرة الأهالي له بعد ظهور الملح المعلّب الذي تنتجه بعض الشركات.

ويوضّح (الثمانيني) علي أحمد، أنه كان يعمل بجوار جبل الملح الذي يفصل البحر من الجهة الغربية عن سكن المواطنين من الجهة الشرقية والسوق الشعبي الذي يحده من الجهة الشمالية ، مشيراً إلى أنه كان هناك أكثر من 20 مواطناً يسكنون حي الجبل و«العشيماء» يتجهون منذ الصباح الباكر نحو الجبل، حاملين معهم أكياس الخيش ومعاول لتكسير صخور الملح، مبيناً أن الموقع لا يرتاده الناس سوى من يعملون بتكسير الصخور.

ويضيف: «يعتبر الوصول إلى الموقع سهلاً، وكذلك تكسير صخور الملح، إلا أن الصعوبة تكمن في حمل اﻷكياس التي تصل إلى 40 كيلوغراماً لمسافة 500 متر، إذ تعتبر تجربة شاقة لأنه لا يمكن الوصول إلى الموقع إلا مشياً على اﻷقدام».

وعن أسعار أكياس الملح الصخري، يوضّح أنها تختلف بحسب أحجامها، فالصغيرة تباع بسعر يراوح بين 3 و7 ريالات، والكبيرة تصل إلى 50 ريالاً بحسب العرض والطلب، منوّهاً بأن جبل الملح الصخري افتقد المنقبين منذ أعوام، بعد ظهور الملح المعلّب، إضافة إلى أن كبر سن بعض من عُرفوا بالتنقيب يعدّ سبباً في هجرتهم للجبل وترك هذه المهنة.

وعلى رغم أن مسؤولين في أمانة منطقة جازان والغرفة التجارية أكدوا قبل أعوام أن المنجم بحاجة إلى مصنع للتنقيب،واستخراج الملح لوفرته في معظم اﻷحياء الجبلية القريبة من البحر، إلا أن تلك المناطق تتعرض لهبوط في الطبقة العلوية من سطحها تسببت في تشققات في المباني دعت معها اﻷمانة إلى تعويض سكان تلك المواقع المحيطة بجبل الملح لنقلهم إلى أحياء حديثة بعيدة عن أضرار تلك التشققات الناتجة عن القبب الملحية.

من جهته، أفاد اختصاصي الجغرافيا محمد علي بأن هناك عدداً من اﻷحياء في مدينة جيزان على قبب ملحية تتسبب في هبوط للأرضيات بعد هطول اﻷمطار بشكل متواصل، الأمر الذي قد يؤدي إلى ذوبان الملح،ومن ثم تتأثر منها بعض المباني والطرقات، مشيراً إلى أن أشهر تلك الموقع هو جبل الملح الواقع جنوب غربي حارة الجبل وحي «العشيماء» والجبل الأحمر و«المضريبة».

وأضاف: «يتوافر الملح بكميات كبيرة في الجبال الرسوبية المتحولة التي تفصل مدينة جازان عن البحر من الناحية الغربية، فتلك المواقع كانت مغمورة بماء البحر، إذ وجدت بعض القواقع في تلك الجبال، وهذا يدل على أنها كونت قبب الملح في تلك الأحياء الذي انحسر عنها».

و‏‎أكدت دراسات اقتصادية أجرتها الغرفة التجارية والصناعية في جازان، في مجال استثمار وتصنيع الملح، أن الأرباح السنوية التي سيحققها أي مصنع ينشأ بجازان تتجاوز سنويا الـ 4 ملايين ريال.

وقدرت الدراسة أن إجمالي الطلب على الملح في المنطقة يصل نحو 5500 طن سنويا من ملح الطعام ونحو 11 ألف طن سنويا من الملح للأغراض الصناعية.

‏‎
و
أكد خبراء اقتصاديون ” أن الاستثمار في ذهب جازان الأبيض “الملح” من أثمن وأضمن فرص الاستثمار في سلة خبز المملكة سواء كان الاستثمار في مجال تصنيع ملح الطعام أو في مجال تصنيع الملح الصناعي، وذلك لما تحتويه المنطقة من تواجد طبيعي للملح النقي في قبة جبل الملح في مدينة “جيزان” أو في المواقع الأخرى.

وأكد مؤرخون أنه مع بدايات الدولة السعودية في عهد المؤسس الملك عبد العزيز كان موظفو الدولة يفضلون أن تسلم لهم رواتبهم الشهرية من أكياس ملح جازان، وذلك بسبب ارتفاع قيمته في ذلك الوقت.


وأوضح ” أمين عام الغرفة التجارية والصناعية سابقاً مدير عام فرع وزارة العمل والتنمية الإجتماعية حالياً المهندس أحمد القنفذي أن الاستثمار في مجال “ذهب جازان الأبيض” الملح، مجد جدا وذلك لتوفر الملح الخام والنقي في المنطقة لأنه لا يوجد حاليا أي مصنع لإنتاج الملح بالمنطقة.
*
‏‎3 كيلو جرامات استهلاك
وقدرت الدراسة معدل استهلاك الفرد في المملكة من الملح بـ 3 كيلوجرامات سنويا، فيما نجد أن حجم الطلب المتوقع على الملح يتجاوز الـ 96 ألف طن.
وقال القنفذي إن الدراسة أكدت أن معدل العائد على رأس المال من استثمار إنشاء مصنع الملح في جازان يتجاوز 18 %، بطاقة إنتاجية سنوية تصل إلى 30 ألف طن من الملح.

وتصل فترة استرداد رأس مال المشروع إلى أقل من 5 سنوات.