المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
السبت 27 أبريل 2024

الاستقلال الذاتي أهم تحدي يواجه ضعيف البصر و 46% من إجمالي ذوي الإعاقة يعانون من إعاقات بصرية متفاوتة

يوسف بن ناجي- سفير غرب
بواسطة : يوسف بن ناجي- سفير غرب 17-06-2019 03:27 مساءً 41.2K
المصدر - حوار: محمد توفيق بلو  
يعتبر ضعف البصر من حالات الإعاقة المتفاوتة الشدة التي يستلزم التعامل معها في عامة المجتمعات، لما تسببه من آثار سلبية على المصاب ما لم يتم التعامل معها بصورة تخصصية مهنية، ويستلزم ذلك كادر مهني متخصصة في مجال العناية الإكلينيكية بضعف البصر وإعادة التأهيل، وقد أصبح ضعف البصر يمثل تحدي تنموي على الكثير من المجتمعات بما فيها المملكة العربية السعودية بحكم نقص الكوادر المتخصصة والوعي المجتمعي بطرق التعامل مع الحالة.
ولتسليط الضوء على العناية الشاملة بضعف البصر التقت صحيفة "غرب" الإخبــارية مع الدكتور عصام الدهاش الأستاذ المساعد بجامعة الملك سعود بكلية العلوم الطبية التطبيقية واستشاري العناية الإكلينيكية بضعف البصر بعيادات جامعة الملك سعود.


في البداية توجهنا له بالسؤال بطلب تقديم لمحة عن مسيرته الاكاديمية والمهنية؟


حصلت على درجة البكالوريوس في البصريات من جامعة الملك سعود ودرجتي الماجستير والدكتوراة في البصريات وعلوم الرؤية من جامعة إنديانا – الولايات المتحدة. التخصص الدقيق تأهيل ضعف البصر والاهتمام البحثي تأثير ضعف البصر على الأنشطة الحياتية/الوظيفية لضعيف البصر.

ما هو سر اهتمامكم بضعف البصر؟ ومتى بدأتم التفكير في التخصص به؟


بدأ الاهتمام الفعلي في مجال ضعف البصر أثناء سنة الامتياز وذلك بعدما فحصت، لأول مرة، طفلة كانت تعاني من ضعف بصر. لم يكن التعامل مع حالتها اعتياديا كباقي الحالات، ناهيك عن عدم تواجد متخصص في ضعف البصر آنذاك. بعدها عزمت على التخصص في ضعف البصر ومن ثم بدأت مشوار الدراسات العليا بذات التخصص.

ما هو التعريف العلمي والتطبيقي المعمول به في المملكة العربية السعودية لضعف البصر؟


يعرف ضعف البصر بانه نقص في القدرة على الرؤية اللازمة للقيام ببعض المهام اليومية (مثل مشاهدة التلفاز، قيادة السيارة، القراءة، تمييز الوجوه...الخ)، وهذا النقص غير قابل للتصحيح سواءً بالنظارة، أو العدسات اللاصقة أو التدخل الجراحي.
إكلينيكياً يتم الاستناد إلى قياسي حدة الإبصار (Visual Acuity) والمجال البصري (Visual Field) ليتم تصنيف الحالة إلى ضعف بصر أو كف بصر وبالتالي الاستفادة من الخدمات المقدمة من وزارة العمل والتنمية الاجتماعية في المملكة العربية السعودية.
يُعرف ضعف البصر بأنه:
حدة إبصار أكثر (أسوأ) من 20/70 وأقل (أفضل) من أو تساوي 20/200 أو
مجال بصري أكثر (أفضل) من 20 درجة وأقل (أسوأ) من أو يساوي 30 درجة
وذلك في العين الأفضل بعد التصحيح.

بينما يُعرف كف البصر بأنه:
حدة إبصار أكثر (أسوأ) من 20/200 أو
مجال بصري أقل (أسوأ) من 20 درجة وذلك في العين الأفضل بعد التصحيح .

ما هي إحصائيات ضعف البصر في المملكة وديمغرافيتها؟


بحسب الهيئة العامة للإحصاء (مسح ذوي الإعاقة 2017) تمثل الصعوبات البصرية نسبة 46% من إجمالي السكان ذوي الإعاقة وهي الأكثر انتشاراً في المملكة. وهناك ما يقارب 830,745 حالة ضعف بصر بدرجاتها الثلاث (خفيفة، شديدة، بالغة) يمثل الذكور أكثر من النصف (55%) بينما نسبة الإناث تقارب 45% من الحالات.
يأتي الساد (الماء الأبيض) كمسبب أول لضعف البصر والعمى إلا أنه بالإمكان تفاديه/تصحيحه جراحياً. بالمقابل يأتي كل من اعتلال الشبكية السكري، اعتلال الشبكية المرتبط بتقدم السن، الجلوكوما (الماء الأزرق) واعتلال الشبكية الصبغي كأهم مسببات ضعف البصر الذي يتعذر تصحيحه.

ما هي الخدمات المتوفرة لضعفاء البصر؟

بعض الخدمات التي تقدمها وزارة العمل والتنمية الاجتماعية: إعانة مالية سنوية تصل إلى عشرة آلاف ريال، بطاقات مواقف السيارات، تخفيض تذاكر الطيران بالإضافة إلى إعفاء رسوم تأشيرة السائق ورسوم إصدار الإقامة وتجديدها.

كم عدد عيادات ضعف البصر في المملكة العربية السعودية؟ وماهي نسبة الذين يحصلون على الخدمة؟
وكيف تقيمون خدمات العناية بضعف البصر المتوفرة محلياً؟ وأهم ملاحظاتكم حولها؟ وكيف ترون إقبال الكوادر على التدرب على العناية بضعف البصر وممارسته؟


العيادات التي تقدم خدمات تقييم وتأهيل ضعف البصر محدودة جداً قياساً على عدد المحتاجين للخدمة. أظهرت دراسة أجراها د. عبدالله العتيبي (أستاذ البصريات بجامعة الملك سعود) في العام 2006م على 75 عيادة للعيون أن 95% من العيادات لا تقدم خدمات ضعف البصر، وأن غالبية مقدمي الخدمة لم يخضعوا لتدريب خاص بالتعامل مع حالات ضعف البصر. هذا المؤشر سلبي إذا ما اعتبرنا الصعوبات البصرية هي الأكثر انتشاراً بين السكان ذوي الإعاقة في المملكة (مسح ذوي الإعاقة 2017). هذه الأرقام والنتائج مجتمعة تشير لأهمية إيجاد مراكز متخصصة لإعادة تأهيل وتدريب حالات ضعف البصر. كذلك هناك حاجة ماسة لتأهيل عدد كاف من دكاترة البصريات للتعامل مع حالات ضعف البصر المتزايدة.
في الوقت الراهن ألاحظ اهتماماً متزايداً بتخصص تأهيل ضعف البصر (low vision rehabilitation) وذلك من خلال تدريسي لمادة تأهيل ضعيف البصر لطلاب برنامج دكتور البصريات وكذلك الإقبال الكبير على جلسة ضعف البصر في مؤتمر البصريات الخامس الذي انعقد في شهر فبراير الماضي. لكن لتأكيد ذلك، نحتاج إلى دراسة مسحية لمعرفة عدد المهتمين والمتخصصين في تأهيل ضعيف البصر.

نرجو تسليط الضوء على مركز عيادة ضعف البصر بجامعة الملك سعود؟ وما هي الإضافة التي قدمتها للخدمة؟


في عيادة ضعف البصر في قسم البصريات – جامعة الملك سعود نقوم بفحص الوظائف البصرية معيارياً. على وجه الخصوص: حدة الإبصار، التباين، المجال البصري. كذلك نقوم بتقدير المعينات البصرية المناسبة لكل حالة ومقارنة الوظائف البصرية مع وبدون المعينات البصرية. في حال استفاد المراجع من المعينات البصرية يتم وصفها للمراجع للحصول عليها من الجهات المزودة في الداخل. العمل قائم على توفير وتزويد المراجعين بالمعينات البصرية وغير البصرية كذلك تقديم خدمة التدريب والتأهيل على الاستخدام الأمثل للنظر (استخدام الرؤية الطرفية في حال فقدان الرؤية المركزية على سبيل المثال) والحركة والتوجه الآمن.

ماهي التحديات التي يواجهها ضعيف البصر؟


التحدي الأكبر الذي يواجه ضعيف البصر من وجهة نظري هو قدرته على الحفاظ على استقلاليته. طالما تجاوز ضعيف البصر هذا التحدي، سيكون قادراً على التغلب على إشكالات عدة مرتبطة مع ضعف البصر مثل الاكتئاب، العزلة الاجتماعية، البطالة، التوقف عن أداء الأنشطة الحياتية.
السؤال الآن، كيف يحافظ ضعيف البصر على استقلاليته؟ تحقيق هذا الهدف يعتمد على ضعيف البصر نفسه مروراً بالخدمات المقدمة له وانتهاءً بالمجتمع المحيط به. يجب على ضعيف البصر أن يؤمن بأنه قادر على استعادة استقلاليته وعليه يجب أن يكون مستعداً لتعلم ذلك. استعداد ضعيف البصر نفسياً يسرع تقبله للتوجيهات وبالتالي إتقانه لمهارات جديدة. بالمقابل، يجب أن يجد ضعيف البصر الخدمة الملائمة له من الجهات ذات العلاقة (هنا نتكلم عن فريق متعدد التخصصات: دكتور البصريات، أخصائي التأهيل الوظيفي، معلم التربية الخاصة). الأسرة والمجتمع كذلك يجب أن يتفاعلوا مع ضعيف البصر إيجابياً مما يزيد ثقته في نفسه وانخراطه في مجتمعه.

ماهي نصيحتك للفاحص في ضعف البصر؟


التعامل مع حالات ضعف البصر يختلف عن غيرها من الحالات. أُذكّر زميلي المختص بضعف البصر أن ما نصبو إليه هو تأهيل ضعيف البصر ليكون مستقلاً بذاته. لذلك، "اعرف مُراجعيك جيداً وحدد أهدافهم بوضوح". إذا ما وضعنا ذلك بعين الاعتبار، فإن الخطة التأهيلية لكل حالة تختلف عن الأخرى بحسب درجة ونوع وزمن حدوث ضعف البصر وعليه، فإن الخدمات التي تقدمها ستغير حياة ضعيف البصر جذرياً. كذلك أؤكد على أهمية استخدام الاختبارات المعيارية عند قياس الوظائف البصرية (على سبيل المثال حدة الإبصار، التباين، المجال البصري) مما له الدور الكبير في اختيار المعينات البصرية الأنسب للمراجع.