المصدر - كتبه : فاروق يوسف
ليس من المتوقع أن تفضي أية وساطة بين الولايات المتحدة وإيران إلى تفادي وقوع حرب بين الطرفين.
لا يملك أي وسيط القدرة على تليين مواقف الطرفين أو على الأقل دفعهما إلى التريث في انتظار ما يمكن أن تسفر عنه الوساطات.
الحرب الكلامية لا يمكن التعويل عليها. فهي لا تعني أن الحرب ستقع غدا. ولكن الغد يمكن أن يحمل معه مفاجآت غير سارة بالنسبة للطرفين.
حاول الإيرانيون أن يستعرضوا شيئا مما يمكن أن يحدث في المنطقة إذا ما تعرضت بلادهم لضربة أميركية.
حربهم الاستباقية كانت متوقعة. ضُربت ناقلات نفط أربع قرب الفجيرة وتم توجيه ضربة إلى عدد من مضخات النفط في السعودية وسقط صاروخ محلي الصنع في محيط السفارة الأميركية ببغداد.
اما حزب الله فإنه لم يعلن بعد عن أسلوب مشاركته في تلك الحرب. غير أن اللبنانيين صاروا يشعرون أنهم يقتربون من الهاوية التي سيدفعهم إليها حزب الله إذا ما اشتعلت الحرب.
كل ما جرى مجرد تمارين، سيشعر الكثيرون بالصدمة لو أنها لم تقع. فما عملت عليه إيران عبر ثلاثة عقود وما انفقت عليه مليارات الدولارات من أموال الشعب الإيراني لابد أن تظهر نتائجه اليوم على هيأة جبهة تقف معها في حربها الحتمية مع العالم. وهي حرب لم تغب عن ذهن الخميني، مؤسس الجمهورية الإسلامية يوم ربط مصير تلك الجمهورية بمبدأ تصدير الثورة.
اليوم تقترب إيران من هدفها. الحرب التي ستحرق المنطقة إذا لم يسمح العالم لإيران بالهيمنة عليها وضمها إليها تنفيذا لوصية الامام الذي لن يكون مستعدا لتجرع السم في قبره.
كل ذلك بالنسبة للولايات المتحدة هو عبارة عن أمنيات لقطاع طرق، لا يعترفون بالقانون الدولي ولا بسيادة الدول ولا بحاجة العالم إلى المنطقة باعتبارها خزانا مضمونا للطاقة ولا بحق الشعوب في أن تقرر ما هو مناسب لها، سواء على مستوى النظام السياسي أو سبل العيش.
ولأن إيران لا ترى في الولايات المتحدة سوى دولة لرعاة البقر فإنها تأمل في نجاح الحوار بين راعي بقر وقاطع طريق. ذلك ما مكنها في أوقات سابقة من الهيمنة على العراق. فلولا الحاجة الأميركية لإيران من أجل أن تقوم بتنفيذ عمليات الإبادة الطائفية القذرة التي شهدها العراق لما كانت اليوم تهدد بأن يكون العراق واحدة من ساحات حربها ضد الأميركان.
ألم تتخل الولايات المتحدة عن العراق لإيران في عهد الرئيس اوباما؟
غير أن ما يجب أن يدركه الإيرانيون أن السياسة الأميركية قد تغيرت. بل أن كل شيء في العالم قد تغير.
ترامب ليس أوباما. اميركا ليست أميركا. العالم غير العالم. فلمَ لا تتغير إيران؟
الوساطة لن تكون نافعة بين طرف يتغير وطرف لا يزال يعتقد أن وصايته على جزء حيوي من ذلك العالم لا تزال قائمة.
ولكن ما الهدف من تلك الوساطة؟
عنوان تلك الوساطة هو تفادي الحرب ولكنها في حقيقتها تهدف إلى إنقاذ النظام الإيراني وحمايته ودعم مشروعه في الهيمنة على المنطقة والاستمرار في مساعيه لنشر الفتنة الفوضى في المجتمعات العربية.
ذلك ما يجب أن يحذره الزعماء العرب المعنية دولهم ومجتمعاتهم بالخطر الإيراني. فإيران ليست هي الجارة التي يجب السعي من أجل التماس العذر لها في ما فعلته بل هي العدو الذي يجب أن يتلقى عقابه.
وإذا لم تتلق إيران عقابها من خلال حرب، تضعها في حجمها الطبيعي فإن المنطقة كلها ستتعرض للانهيار. ذلك لأن إيران لا تفكر إلا في تحويل المنطقة إلى معسكرات لميليشياتها التي تستعد لاستقبال المهدي حين ظهوره.
ليس من المتوقع أن تفضي أية وساطة بين الولايات المتحدة وإيران إلى تفادي وقوع حرب بين الطرفين.
لا يملك أي وسيط القدرة على تليين مواقف الطرفين أو على الأقل دفعهما إلى التريث في انتظار ما يمكن أن تسفر عنه الوساطات.
الحرب الكلامية لا يمكن التعويل عليها. فهي لا تعني أن الحرب ستقع غدا. ولكن الغد يمكن أن يحمل معه مفاجآت غير سارة بالنسبة للطرفين.
حاول الإيرانيون أن يستعرضوا شيئا مما يمكن أن يحدث في المنطقة إذا ما تعرضت بلادهم لضربة أميركية.
حربهم الاستباقية كانت متوقعة. ضُربت ناقلات نفط أربع قرب الفجيرة وتم توجيه ضربة إلى عدد من مضخات النفط في السعودية وسقط صاروخ محلي الصنع في محيط السفارة الأميركية ببغداد.
اما حزب الله فإنه لم يعلن بعد عن أسلوب مشاركته في تلك الحرب. غير أن اللبنانيين صاروا يشعرون أنهم يقتربون من الهاوية التي سيدفعهم إليها حزب الله إذا ما اشتعلت الحرب.
كل ما جرى مجرد تمارين، سيشعر الكثيرون بالصدمة لو أنها لم تقع. فما عملت عليه إيران عبر ثلاثة عقود وما انفقت عليه مليارات الدولارات من أموال الشعب الإيراني لابد أن تظهر نتائجه اليوم على هيأة جبهة تقف معها في حربها الحتمية مع العالم. وهي حرب لم تغب عن ذهن الخميني، مؤسس الجمهورية الإسلامية يوم ربط مصير تلك الجمهورية بمبدأ تصدير الثورة.
اليوم تقترب إيران من هدفها. الحرب التي ستحرق المنطقة إذا لم يسمح العالم لإيران بالهيمنة عليها وضمها إليها تنفيذا لوصية الامام الذي لن يكون مستعدا لتجرع السم في قبره.
كل ذلك بالنسبة للولايات المتحدة هو عبارة عن أمنيات لقطاع طرق، لا يعترفون بالقانون الدولي ولا بسيادة الدول ولا بحاجة العالم إلى المنطقة باعتبارها خزانا مضمونا للطاقة ولا بحق الشعوب في أن تقرر ما هو مناسب لها، سواء على مستوى النظام السياسي أو سبل العيش.
ولأن إيران لا ترى في الولايات المتحدة سوى دولة لرعاة البقر فإنها تأمل في نجاح الحوار بين راعي بقر وقاطع طريق. ذلك ما مكنها في أوقات سابقة من الهيمنة على العراق. فلولا الحاجة الأميركية لإيران من أجل أن تقوم بتنفيذ عمليات الإبادة الطائفية القذرة التي شهدها العراق لما كانت اليوم تهدد بأن يكون العراق واحدة من ساحات حربها ضد الأميركان.
ألم تتخل الولايات المتحدة عن العراق لإيران في عهد الرئيس اوباما؟
غير أن ما يجب أن يدركه الإيرانيون أن السياسة الأميركية قد تغيرت. بل أن كل شيء في العالم قد تغير.
ترامب ليس أوباما. اميركا ليست أميركا. العالم غير العالم. فلمَ لا تتغير إيران؟
الوساطة لن تكون نافعة بين طرف يتغير وطرف لا يزال يعتقد أن وصايته على جزء حيوي من ذلك العالم لا تزال قائمة.
ولكن ما الهدف من تلك الوساطة؟
عنوان تلك الوساطة هو تفادي الحرب ولكنها في حقيقتها تهدف إلى إنقاذ النظام الإيراني وحمايته ودعم مشروعه في الهيمنة على المنطقة والاستمرار في مساعيه لنشر الفتنة الفوضى في المجتمعات العربية.
ذلك ما يجب أن يحذره الزعماء العرب المعنية دولهم ومجتمعاتهم بالخطر الإيراني. فإيران ليست هي الجارة التي يجب السعي من أجل التماس العذر لها في ما فعلته بل هي العدو الذي يجب أن يتلقى عقابه.
وإذا لم تتلق إيران عقابها من خلال حرب، تضعها في حجمها الطبيعي فإن المنطقة كلها ستتعرض للانهيار. ذلك لأن إيران لا تفكر إلا في تحويل المنطقة إلى معسكرات لميليشياتها التي تستعد لاستقبال المهدي حين ظهوره.