المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الأحد 24 نوفمبر 2024
أذرع إيران في العاصفة  #تحت_ألأضواء #غرب
بواسطة : 22-05-2019 02:33 صباحاً 16.2K
المصدر -  
هكذا تهدد العقوبات الأمريكية بتقليص دعم طهران لشبكات نفوذها في الشرق الأوسط

في آخر أيام شهر أبريل/نيسان 2019، اختارت إيران مدينة بندر عباس المواجهة لساحل الإمارات، للاحتفال بيوم إيران الوطني لـ"الخليج الفارسي".

الاحتفال بدأته إيران منذ 2005، في ذكرى انتصار الأسطول الفارسي على البرتغال في مضيق هرمز عام 1602، لكنه رمز لحقبة إيرانية في المنطقة.

النفوذ الإيراني في الحقبة الجديدة يمتد خارج حدود الجمهورية الإسلامية، ليس بالجيوش وحدها كما كان الحال في الإمبراطورية الفارسية، لكن عبر وكلاء وحلفاء وميليشيات "صديقة" هنا وهناك.

إيران تتمتع بنفوذ كبير في العراق منذ انهيار دولته أعقاب الغزو الأمريكي، تؤثر على الحكومة وتؤسس الميليشيات وتغير خرائط السياسة الداخلية.

إيران صديقة النظام السوري، تتحالف معه ضد معارضيه، وتنقذه من ورطة الربيع السوري، وتقاتل مع حلفائها في كل حروب النظام.

إيران مهدت لصعود الحوثيين في اليمن، وحزب الله في لبنان، وكلاهما عنصر أساسي في الميليشيات التي تولي وجهها شطر إيران لدى اتخاذ القرار، وإعلان الحرب، والتفاوض على السلام.

ما هي حدود النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط، وكيف يتأثر بالتصعيد الأمريكي الجديد، بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "غير المتوقع" بمنع جميع مشتريات النفط الإيراني بعد الأول من مايو/أيار 2019، والذي أنهى إعفاءات كانت ممنوحة لثماني دول. القرار الذي دخل حيز التنفيذ يهدد أيضاً بمعاقبة أية دولة تشتري النفط الإيراني.

إلغاء الإعفاءات من عقوبات استيراد النفط التي كانت ممنوحة لثماني دول تمهيداً لتصفير صادرات النفط الإيرانية.

هل تتوقف إيران عن دعم حلفائها بالمنطقة بسبب العقوبات الأمريكية؟

في هذا التقرير نرصد تأثير العقوبات الأمريكية على قدرة إيران على تمويل حلفائها أو أذرعها في المنطقة، وبالتالي قدرة هؤلاء على الاستمرار في الاحتفاظ بالانتصارات التي حققوها في الدولة العربية التي يتواجدون فيها.

الحرس الثوري
التمدد الإيراني

"في بداية الثورة لم تكن لدينا أي نية في تصديرها عسكرياً على النموذج السوفييتي"

بعد نجاح الثورة في إيران 1979، أعلن الخميني مبدأ تصدير الثورة إلى العالم.

كان الإمام الخميني ينظر إلى مبدأ "تصدير الثورة" كواجب يقع على عاتق جميع المسلمين، بالدرجة نفسها التي هم مسؤولون عن تطبيق الإسلام وسيادة أحكامه وتعاليمه في إيران. بل إنّه كان يعتبر العمل على سيادة الإسلام في البلدان الإسلامية الأُخرى، وتلبية نداء مظلومية مسلمي العالم ومستضعفيه، أحد واجباته وأتباع الإسلام الأصيل قاطبة. وكان يرى في تصدير الثورة هجوماً تكتيكياً ضد أعداء الثورة لتلافي خطرهم.

بدأت القيادة الإيرانية في توطيد علاقاتها مع المجموعات والحركات الإسلامية، ولعبت بعض هذه الحركات بحكم ثقلها في محيطها، دوراً في إيصال أدبيات الثورة الإيرانية إلى الحواضن العربية والإسلامية، في لبنان واليمن ونيجيريا وباكستان وغيرها.

ساعدت أخطاء السياسة الأمريكية بالمنطقة في بروز الدور الإيراني في العقود الأخيرة، بداية من احتلال العراق وتفكيك جيشه، إلى الفراغ الذي تركته أمريكا في العراق وسوريا، وأحسنت إيران التعامل معه.

"في بداية الثورة لم تكن لدينا أي نية في تصديرها عسكرياً على طريقة النموذج السوفييتي، لكن ما جرى هو أن النظام انتهز أزمات المنطقة لبسط نفوذه وكان العراق بداية لتشكل النفوذ الإيراني.

هكذا يقول رئيس تحرير صحيفة جوان الإيرانية المحافظة، عبدالله غانجي لوكالة فرانس برس.

خرج المارد الإيراني من حدوده لأول مرة منذ قرون طويلة.

شعرت بعض الدول العربية بحالة من الخوف، وكان ذلك بين أسباب الحرب التي شنها العراق ضد إيران في سبتمبر 1980. وخرج منها البلدان منهكين عام 1988.

من يومها حاربت إيران على العديد من الجبهات عبر الشرق الأوسط لإظهار نفوذها والدفاع عن مصالحها.

أصبح هذا البلد في وضع يحمل ثقة أكبر مما كان عليه من سنوات قليلة مضت. وعلى الرغم من تدني أسعار النفط والعقوبات الدولية، استطاعت إيران أن تتحول إلى قوة إقليمية تمارس نفوذها في عدة دول.

على سبيل المثال علاقاتها بحزب الله في لبنان، الحوثيين في اليمن، الحركة الإسلامية في نيجيريا، سباه محمد (جيش محمد) في باكستان وغيرها.

عملت طهران على تقديم مساعدات عسكرية وغير عسكرية لشركائها في عدد من البلدان والمناطق، الأمر الذي عزز من نفوذها وزاد من قدراتها على التأثير في السياسات الإقليمية.

هنا قائمة أبرز الحلفاء، والأصدقاء.

خريطة حلفاء
خريطة الحلفاء

من لبنان إلى اليمن.. من العراق إلى سوريا.. ومن الحرس الثوري إلى فيلق القدس

حزب الله

درة التاج الإيراني والذراع الأطول في معارك طهران الحاسمة

ظهر حزب الله في لبنان عام 1982، وكان قيام الثورة الإسلامية في إيران عام 1979 بقيادة الخميني دافعاً قوياً لنمو حزب الله، وذلك للارتباط المذهبي والسياسي بين الطرفين.

يعتبر حزب الله اللبناني الشريك الرئيس للحرس الثوري وعناصر فيلق القدس، إذ سعت طهران لتحسين القدرات العسكرية لحزب الله من خلال إمداده بمنظومة دقيقة من أنظمة التسليح، والصواريخ، والقذائف والطائرات بدون طيار.

انخرط حزب الله بشكل مباشر في الحياة السياسية اللبنانية، عبر زيادة حصته الانتخابية في برلمان 2018، كما واصل الحزب زيادة نفوذه عبر توليه ثلاث حقائب وزارية في الحكومة اللبنانية التي تشكلت في يناير/كانون الثاني 2019، مع تحالف من 70 نائباً من نواب البرلمان الـ 128، ولديه سلطة في قرارات الحكومة اللبنانية الجديدة الهشة.

قتلى حزب الله
حزب الله يفخر بأنه يتبع الولي الفقيه.

المسألة لديه إلزام ديني وشرعي، فعلي خامنئي المرشد الأعلى للحزب هو القائد الديني والسياسي للحزب.

ومن المعروف أن المسلمين الشيعة يستلزم أن يكون لديهم مرجع ديني، وقد توسعت نظرية ولاية الفقيه في دور هذا المرجع.

المفارقة أنه ليس كل الإيرانيين أنفسهم يعتبرون خامنئي مرجعهم الديني أي أن هناك إيرانيين لا يضعون خامنئي في نفس المرتبة التي يضعها فيها حزب الله.

وعلى غرار الحزب، تأسست مليشيات شيعية بدعم إيراني في العراق وسوريا، لكن يظل حزب الله الأكثر ولاءً وانضباطاً وتدريباً، ولكن ليس الأكبر من ناحية العدد، ولكنه نموذج يراد تكراره في العديد من الدول العربية، وقد وصفه أحد الباحثين المعنيين بهذا الملف بأنه درة التاج الإيراني، وأنه الوحدة الأكفأ في الحرس الثوري الإيراني.

ويلفت تقرير لصحيفة The Guardian أن "الحزب بدأ يحصد ثمار المال والدم الذي قدمه في سوريا، فهو وإيران في صعود، وكلاهما يقومان بتشكيل سوريا ما بعد الحرب، وفي لبنان يسيطر على ثلاث وزارات.

غير أن صناديق لجمع التبرعات ظهرت نهاية أبريل/نيسان في أنحاء بيروت والضواحي الجنوبية وحتى على أعمدة الإنارة في بعض مناطق لبنان، بعدما طلب زعيم حزب الله، حسن نصر الله، التبرع لصالح الحزب بسبب الأزمة المالية التي يعانيها.

الحوثي
جماعة الحوثيين

عضو مهم في "محور الممانعة" لكنها ليست مطيعة دائماً

بعد ثورة إيران عام 1979م، بدأت السفارة الإيرانية في الثمانينيات بتقديم دعوات لشباب يمني لزيارة إيران والتعرّف على تجربة الثورة الإيرانية، واجتذبت الكثير من الشباب الزيدي أبرزهم محمد عزان وعبدالكريم جدبان وحسين الحوثي مؤسّس الحركة الحوثية، وكذلك زارها بعض علماء الزيدية مثل بدر الدين الحوثي والد حسين المؤسّس عام 1992، وعبدالملك القائد الحالي للجماعة.

بدأت المواجهة المسلحة بين الحوثيين وقوات الدولة اليمنية عام 2003م، ومنذ الجولة الرابعة للحرب عام 2007م بدأت تظهر تأثيرات حزب الله بشكل تدريجي على أساليب قتال الحوثيين.

قدّم الحرس الثوري الإيراني مساعدات لجماعة الحوثي في اليمن من خلال إمدادها بالصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار، والتي لجأ الحوثيون لاستخدامها في عدد من الهجمات البرية ضد أهداف بالمملكة العربية السعودية والإمارات.

وخلال عام 2016، ومع تصاعد حدة الصراع في اليمن، قدمت إيران مزيداً من المساعدات العسكرية للحوثيين، إذ زودت الحوثيين بالصواريخ الموجهة المضادة للدبابات، والألغام البحرية والطائرات بدون طيار.

إيران لا ترسل الأموال والأسلحة فقط.

في تقريرها الأخير للعام، 2018 كشفت لجنة خبراء في الأمم المتحدة، في تقرير اطلعت عليه وكالة فرانس برس، أن وقوداً تم تحميله في مرافئ إيران، در عائدات سمحت للحوثيين بتمويل جهود الحرب ضد الحكومة المدعومة من السعودية في اليمن. وقالت اللجنة الخبراء إنها "كشفت عدداً قليلاً من الشركات داخل اليمن وخارجه تعمل كواجهة" لهذه العمليات مستخدمة وثائق مزورة تؤكد أن كميات الوقود هي تبرعات.

على عكس حزب الله فإن الحوثيين لا يمكن وصفهم بأنهم اتباع دينيون وسياسيون لإيران، رغم أنهم يمثلون عضواً مهماً في المظلة الشيعية الواسعة التي تقودها إيران والتي يفضل أعضاؤها تسميتها محور الممانعة.

ولذا يمكن وصف الحوثيين بأنهم جزء من المظلة الشيعية التي تقودها إيران وأنهم بمثابة حلفاء غير متساوين لإيران، حلفاء يتأثرون بالموقف الإيراني والتوجهات الإيرانية، ولكنهم لا يطبقون الأوامر الإيرانية بنفس دقة حزب الله.

خامنئي والأسد
النظام السوري

جزء من المظلة الشيعية في حالة شراكة وتحالف غير متكافئ

في بداية 2019 فاجأ الرئيس السوري بشار الأسد العالم بأول زيارة علنية لحليفته الإقليمية الوثيقة إيران منذ بدء الحرب في بلاده قبل ثماني سنوات والتقى بالزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي في طهران، وعبر عن دعمه للتحالف بين البلدين. وظهر إلى جوار الأسد اللواء قاسم سليماني قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني، وهو الفيلق المسؤول عن العمليات الخارجية.

وعمدت إيران منذ اندلاع الأزمة السورية إلى تقديم الدعم لنظام الأسد، وذلك من خلال قيامها بتدريب وتمويل أكثر من 100 ألف مقاتل شيعي، وكذا توفير أسلحة خفيفة وثقيلة للنظام والميليشيات السورية. ووفقاً لبعض التقديرات، فقد أنفقت إيران حوالي 16 مليار دولار في سوريا خلال الفترة (2012-2018).

واستعاد الأسد الغلبة في الحرب بمساعدة القوة الجوية الروسية وقوات من إيران وجماعة حزب الله اللبنانية لينتزع السيطرة على كل المراكز السكانية الرئيسية من المتشددين والمعارضين المدعومين من بعض القوى الغربية ودول خليجية.

وقد نشر حزب الله اللبناني نحو 8 آلاف مقاتل في سوريا، وساعد الجماعات غير الحكومية التي عرفت باسم المقاومة الإسلامية في سوريا.

ومن بين هذه الجماعات قوات الرضا التي نشرت قوتها في عدد من المحافظات السورية، وفي مقدمتها حمص.

وجماعة الغالبون، سرايا المقاومة الإسلامية في سوريا، التي نشطت في محافظات درعا والقنيطرة.

بالإضافة إلى جماعة لواء الباقر التي تمركزت في حلب.

نظام بشار الأسد جزء من المظلة الشيعية الواسعة في المنطقة بحكم انتماء النخبة الحاكمة للأقلية العلوية التي تختلف دينياً كثيراً عن المذهب الشيعي الجعفري، لكنها في النهاية تعتبر نفسها جزءاً من الحلف الشيعي، ولكن لا يعني هذا تبعيتها الدينية والسياسية لإيران على غرار حزب الله، بقدر ما هي شراكة وتحالف غير متكافئ.

موالون لمقتدى الصدر
العراق

3 مجموعات على مسافات مختلفة من المرشد الأعلى

يتزايد النفوذ الإيراني في العراق بشكل كبير عبر وكلاء إيران وأذرع الحرس الثوري الإيراني وعناصر فيلق القدس، حيث نجحت إيران في تعزيز نفوذها الاقتصادي والسياسي والعسكري في العراق.

وساهمت عدة ميليشيات عراقية بجانب قوات الحرس الثوري الإيراني وعناصر فيلق القدس في تحرير عدة مدن من قبضة داعش. وقد ذكرت بعض التقارير أن القوات الشيعية التي يقودها فيلق القدس في الموصل عام 2017 والتي شاركت في ساحة المعركة ضد داعش كانت قد بلغت نحو 10 آلاف جندي.

يتبلور النفوذ الإيراني في العراق عبر ميليشيا الحشد الشعبي، والتي تنقسم إلى ثلاث مجموعات أساسية:

المجموعة الأولى تعلن ولاءها للمرشد الإيراني الأعلى، وتربطها علاقة وثيقة بالحرس الثوري الإيراني، ومنها: مؤسسة بدر، وعصائب أهل الحق، وكتائب سيد الشهداء، وكتائب حزب الله العراقية وحركة النجباء.

المجموعة الثانية تضم المجموعات الموالية للسيد علي السيستاني، المرجع الديني الأكبر للشيعة حول العالم، والذي أصدر فتوى في يونيو 2014 دعا فيها المقاتلين للانضمام إلى المؤسسات الأمنية للحكومة العراقية بدلاً من الانضمام للجماعات المرتبطة بإيران.

ومن بين هذه الجماعات: سرايا العتبة العباسية، وسرايا العتبة العلوية، وسرايا العتبة الحسينية.

المجموعة الثالثة تضم الكتائب الموالية للزعيم الشيعي مقتدى الصدر وفي مقدمتها سرايا السلام.

كثيراً ما يُظهر التيار الصدري بالعراق التمايز عن إيران، ولكن أيضاً كثيراً ما يتقارب معها.

الحرس الثوري
الحرس الثوري

فيلق القدس يحارب في 3 قارات بميزانية غير معروفة

تأسس الحرس الثوري الإيراني في عام 1979، لحماية الثورة من التهديدات الداخلية والخارجية. وقد ضم الحرس الثوري قوات جوية وبرية وبحرية، بالإضافة إلى قوات الباسيج (التعبئة) وهي ميليشيا تطوعية تقوم بعدد من المهام من بينها: إدارة الأمن الداخلي، وفرض سيطرة الدولة على المجتمع، والقيام بمهام ضبط الأخلاق.

في1997 انبثق من الحرس الثوري الإيراني وحدة قوات خاصة عُرفت باسم فيلق القدس، ونشطت في دعم حلفاء طهران في الخارج.

استفاد الحرس الثوري الإيراني من الشرعية الدستورية الممنوحة له وفقاً للمادة 150 من الدستور الإيراني التي عدّت الحرس الثوري المسؤول الأول عن حراسة الثورة في وقت الحرب، وأعطته طبيعة تنفيذية –في وقت السلم- في قطاع الأعمال المدنية والمشروعات الاقتصادية، الأمر الذي أهله ليكون صاحب الكلمة الفصل في شؤون السياسة الخارجية والداخلية.

تنتشر عمليات الحرس الثوري الإيراني في الدول المتاخمة للحدود الإيرانية والجوار الجغرافي، مثل شرق المتوسط، وكلٍّ من طاجكستان، وأوزبكستان، وروسيا في الشمال، والهند وبنغلادش في الغرب. إضافة إلى الدول المطلة على مياه المحيط الهندي وبحر العرب، مثل اليمن وإريتريا والصومال وكينيا وتنزانيا وأوغندا، وإثيوبيا والسودان وجزر القمر.

ويقوم فيلق القدس بالعمليات الخارجية، وقد اتضح حجم دوره بعد الغزو الأميركي للعراق عام 2003، وإثر اندلاع الثورة السورية عام 2011.

في 2 يوليو/تموز 2017، قال رئيس لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني علاء الدين بروجردي إن طهران خصصت مبلغ 300 مليون دولار لفيلق القدس المكلف بإدارة العمليات الخارجية في الحرس الثوري، علماً أن لا أحد يعرف الميزانية الحقيقية المخصصة له.

التمويل
التمويل

رواتب وأسلحة ومساعدات نفطية وأشياء أخرى

حجم التمويل الإيراني لكل هؤلاء الحلفاء

الأكثر غموضاً من كيفية وصول الأموال هو حجم هذه الأموال الإيرانية التي تصل إلى حلفائها.

وقال المحلل الاقتصادي الإيراني فريدون خاوند إن تقديم أي رقم لحجم الدعم المالي الإيراني للجماعات المسلحة أمر صعب، وبالتالي غير دقيق، خاصة أن الجمهورية الإسلامية لا تكشف عن مقدار ما تنفقه على دعم منظمات المقاومة.

التمويل
ويضيف فريدون: لكن وفقاً للتكهنات من بعض المحللين والخبراء تدفع إيران سنوياً ما بين 16 إلى 18 مليار دولار، وفي بعض الأحيان تصل التقديرات إلى أكثر من ذلك.

نسبة هذه الأموال بالنسبة لإيرادات إيران النفطية

وهذا المبلغ (ثمانية مليارات دولار) إذا افترض أنه صحيح يمثل نحو 16% من إيرادات النفط الإيرانية قبل أن تبدأ العقوبات الأمريكية تأثيرها العام الماضي. إذ قال برايان هوك الممثل الأمريكي الخاص لإيران ومستشار السياسات بوزارة الخارجية، إن "العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على طهران حرمت الحكومة الإيرانية أكثر من عشرة مليارات دولار من إيرادات النفط منذ مايو/أيار 2018 ".

ميليشيات الحشد
والمبلغ مرشح للزيادة بعد قرار واشنطن معاقبة من يشتري نفطاً إيرانياً، ما يعني مقاطعة إجبارية قد تهبط بدخل إيران من النفط إلى أقل مستوياته في التاريخ.

كانت إيران قد قدّرت دخل النفط في موازنة 2019 بنحو 21 مليار دولار، بانخفاض قدره 28% عن الموازنة السابقة، كما قال المتحدث باسم الحكومة الإيرانية في ديسمبر/كانون الأول الماضي.

غير أن الرقم يخضع الآن لمدى شراسة واشنطن في تنفيذ وعيدها بوصول دخل البترول الإيراني إلى الصفر، ما يؤدي إلى اختلال الموازنة، قبل أن يؤثر على مساعدات البلاد لميليشياتها العاملة خارج الحدود.

وطريقة وصول التمويل الإيراني رغم جدار العقوبات القديم

لا توجد معلومات دقيقة حول كيفية حجم التمويل الإيراني لحلفاء وأذرع طهران في المنطقة، وكيف يصل إليهم.

التمويل يتم في الخفاء، وإيران التي عاشت طويلاً في ظل العقوبات طورت هي وحلفاؤها مسارات للتعامل المالي بعيداً عن مقصلة العقوبات الأمريكية.

وحسب مصدر لبناني مطلع فإن الدعم الإيراني لحزب الله يصل في الأغلب في شكل أموال سائلة بعيداً عن النظام المصرفي اللبناني الخاضع بقوة للرقابة الأمريكية والدولية.

والتحالف بين الحزب وطهران ليس سراً، وسبق أن قال حسن نصر الله "نحن جماعة ولاية الفقيه هذه مفخرة لنا. والولي الفقيه لم يطلب مني شيئاً ولا من حزب الله. ونحن حزب لبناني وإيران صنعت منا شريكاً لها في المنطقة".

وقال مصدر لبناني مطلع لـ "عربي بوست" إن إيران وحزب الله فرضت عليهما عقوبات منذ سنوات طويلة وبالتالي لديهما خبرة كبيرة في نقل الأموال خارج النظام المالي الرسمي.

وأوضح أنه من بين هذه الطرق نقل الأموال عبر الطائرات إلى مطار بيروت، خاصة في ظل هيمنة أجهزة مقربة من الحزب على المطار.

الخامنئي
المستقبل

كيف يتأثر دعم إيران لحلفائها بالعقوبات الأمريكية؟

في عيد العمال الأخير، توجه الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى أحد تجمعات العمال في مجمع رياضي جنوب طهران، وأدلى بتعليقه على سريان العقوبات الأمريكية الشاملة على صادرات إيران النفطية.

وفي كلمته تعهد الرئيس الإيراني حسن روحاني بمواصلة بيع الخام الأسود، ورأى أن قرار واشنطن، الذي يهدف إلى تصفير صادرات طهران من المحروقات، محكوم عليه بالفشل. "في الأشهر المقبلة، سيرى الأمريكيون أننا سنواصل تصدير النفط. صادرات إيران لا تتم عبر طريق واحد، لدينا 6 طرق أخرى لا يعرفها الأمريكيون على الإطلاق".

كانت واشنطن قد أكدت أنها تهدف إلى "تصفير" صادرات النفط الإيراني، بهدف "ممارسة أكبر قدر ممكن من الضغط الاقتصادي" على الجمهورية الإسلامية لتغيير سياساتها النووية والصاروخية والإقليمية.

ويترقب المواطن الإيراني تأثير هذه الإجراءات في وضعه المعيشي، خاصة أن آخر المؤشرات الاقتصادية تشير إلى أن نسبة التضخم قد ترتفع إلى 40%، وإلى انخفاض نسبة النمو إلى "سالب 6%"

وماذا عن تأثير ذلك على حلفاء إيران في الخارج؟

خرج الإيرانيون في أغلب المدن نهاية عام 2017 وبداية عام 2018، للاحتجاج على الأوضاع الاقتصادية بشكل عام، لكنهم هتفوا أيضا: لا غزة، ولا لبنان، روحي فداء لإيران.

كان تعبيرا شعبيا عفويا عن الغضب الشعبي من الأموال التي تقدمها المؤسسة السياسية في إيران لحلفائها.

يقول الصحفي الإيراني بهزاد، المختص في شؤون الحرس الثوري: "لم تعلن الجمهورية الإسلامية في أي وقت مضى عن مصدر الأموال التي يتم تقديمها إلى الجماعات الحليفة خارج إيران، ولا توجد أي أرقام رسمية أو دقيقة، ولكن ميزانية الحكومة لا تكفي لتقديم كل تلك الأموال خاصة في وقت العقوبات".

ويضيف بهزاد أن المصدر الوحيد المتوقع لتمويل تلك الجماعات هي الكيانات الاقتصادية الخاضعة لسيطرة الحرس الثوري والمرشد الأعلى.

وتراهن واشنطن في الوقت الراهن على مواجهة إيران عبر ورقة الاقتصاد، عبر عقوبات متزايدة إضافة إلى إيقاف صادرات النفط الإيرانية مع إجبار شركات عالمية على وقف تعاملها مع إيران عبر التهديد بملاحقتها قانونياً وتجارياً عبر رسومات إضافية إذا هي لم تستجب لدعوات واشنطن.

عمال
وهل لديهم موارد بديلة؟

وهناك من المراقبين من يعتقد أن واشنطن ستنجح في مسعاها في بلبلة النظام بالداخل، خاصة مع تزايد السخط الشعبي داخل إيران بسبب تعثر الاقتصاد وانتشار البطالة وارتفاع الأسعار، وهذا أيضاً ما يخشاه الزعماء الإيرانيون أنفسهم عبر التركيز في خطاباتهم على "الوحدة" لمواجهة "الشيطان الأكبر".

ويتوقع الباحث اللبناني على الأمين أن يكون للعقوبات الأمريكية تأثير على حلفاء إيران وأدواتها لا سيما في لبنان وسوريا، التي تنال نصيباً كبيراً من الدعم الإيراني، وكذلك النظام السوري.

ويرى علي الأمين أنه على المدى البعيد ستتراجع قدرة حزب الله أو كفاءته؛ لأن الأيديولوجيا تنفع ولكن ليست كافية وحدها، ولكن المال عنصر أساسي في حركة حزب الله وإيران من دون أن نقلل من الشأن الأيديولوجي.

وأضاف أنه في ظل هذه الضغوط يمكن أن يحاول إيجاد موارد بديلة عبر أعمال غير شرعية، وأعمال تهريب أو صفقات ما، ولكن كل هذا سيؤدي إلى إيجاد بديل ولكن لن يعوض كل التمويل الإيراني.

هل واشنطن قادرة على احتواء إيران؟

طرح مركز كارنيغي للشرق الأوسط على عدد من الباحثين سؤالاً محدداً:

هل تمتلك الولايات المتحدة استراتيجية لاحتواء إيران في الشرق الأوسط؟

مرتبكة ومتناقضة وغير متسقة

تتميّز السياسة الخارجية لإدارة ترامب بسمات ثلاث هي الارتباك والتناقض وعدم الاتساق. مع ذلك، تُعدّ مسألة إيران الاستثناء النادر.

منذ تسلّمه الرئاسة، تمثّلت الأهداف المعلنة للسياسة الأميركية في إجبار إيران على قبول القيود الدائمة على برنامجها النووي، والحدّ من وجودها ونفوذها في المشرق.

لكن الأسئلة الحقيقية تتمثّل في ما إذا كان هذا النهج يصبّ في خانة المصالح الأمريكية طويلة الأمد، وما إذا كان سينجح، وكيف سيكون رد فعل ترامب إذا مُني بالفشل.

لكن في جميع هذه الحالات ثمّة دائماً أسباب وجيهة تدفعنا إلى القلق.

ستيفن هايدمان، أستاذ دراسات الشرق الأوسط في كلية سميث، وزميل في مؤسسة بروكينغز

تعاقب إيران بدلاً من أن تدعوها للتفاوض

سعت إدارة ترامب من دون شك، عبر الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران وإعادة فرض العقوبات، إلى زيادة الضغوط على طهران.

مع ذلك، ليس واضحاً ما إذا كانت هذه الخطوة تهدف إلى إجبار إيران على الدخول في مفاوضات ثنائية أو إلى معاقبتها وزعزعة استقرارها.

وبدلاً من الحفاظ على نوع من الوحدة الدولية في ما يتعلق بإيران، أحدثت هذه الخطوة شرخاً عميقاً بين الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين.

فولكر بيرتس، مدير ورئيس مجلس إدارة المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية (Stiftung Wissenschaft und Politik) في برلين

تخاطر بتأجيج النزعة الوطنية للإيرانيين

تبحث إدارة ترامب علناً في مسألة تغيير النظام في إيران.

وترغب، من خلال فرض العقوبات وممارسة الضغوط، إما في أن يغيّر النظام الإيراني سلوكه أو أن يغيّر الشعب الإيراني نظامه.

لكي يكون الاحتواء فعّالاً، فهو يتطلّب دعماً قوياً من الشركاء. وليس هذا ما نشهده اليوم.

أيضا فإن الخطوات الأميركية تجعل الشعب الإيراني رهينة لهذه السياسة برمتها، وتخاطر بتأجيج النزعة الوطنية والمواقف القوية المناهضة لأميركا.

وعليه، تبدو هذه الاستراتيجية بمثابة مواجهة لا احتواء.

بيار فيمون، باحث أول في مركز كارنيغي- أوروبا في بروكسل

لا تعترف بالنفوذ الإيراني كما يجب

هل تعترف سياسة الولايات المتحدة الآن بدائرة نفوذ إيراني في الشرق الأوسط؟

كلّا.

لم يتم وضع استراتيجية أمريكية تدعو إلى استخدام القوة العسكرية لصدّ إيران في سورية.

وفي اليمن، تواصل الولايات المتحدة تزويد دول الخليج بالسلاح ومساعدتها في الصراع مع الحوثيين.

إيلي ليك كاتب عمود في موقع بلومبرغ فيو

روحاني
تكتفي بتجميع أعداء إيران لتطويقها

نعم، أعتقد أن لدى إدارة ترامب استراتيجية لاحتواء إيران، وذلك للأسباب التالية:

أوّلاً، انسحبت من الاتفاق النووي مع إيران.

ثانياً، أعادت فرض العقوبات على إيران.

ثالثاً، وجّهت تهديدات إلى الدول التي ستمتنع عن قطع علاقاتها التجارية مع إيران، مثل الصين وروسيا.

ورابعاً، عزّزت علاقاتها مع الدول المعادية لإيران، من ضمنها إسرائيل والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، لتطويق إيران واحتوائها.

وانغ سولاو، أستاذ مشارك في كلية الدراسات الدولية في جامعة بكين

إيران التي تمتلك دوائر نفوذ في 4 دول عربية على الأقل، ترى الخليج فارسيا، وتدافع عن أذرعها العسكرية والأيديولوجية بالمنطقة.

لكنها الآن مهددة بتصعيد أمريكي للعقوبات، وبتكتل خليجي تقوده السعودية والإمارات، يتبادل معها الاتهامات والتهديدات.

هل تتوقف إيران عن دعم حلفائها بالمنطقة تحت ضغط العقوبات الأمريكية؟ هل تتخلى عن أرخص إمبراطورية في التاريخ بسبب هذه العقوبات التي تهدف إلى جعل صادراتها النفطية تساوي صفراً؟