بواسطة :
09-03-2014 11:25 صباحاً
8.2K
المصدر -
جدة :
لا يقرأ ولا يكتب، وتميز في الإنشاد ونظم الشعر، وحفظ سور من القرآن الكريم
بالرغم من أن تعليمه النظامي لم يتعدى المرحلة الابتدائية ومصاعب الحياة التي جعلت منه "أمياً لا يقرأ ولا يكتب" بحسب وصفه إلا أن الطفل اليتيم "رشاد م." ذو الـ11 ربيعاً اكتشف موهبته في الشعر وعمل على تنميتها خلال مكوثه بدار إيواء الأطفال المتسولين التابعة لجمعية البر بجدة.
أقران الابن "رشاد" في الدار وجميع مشرفيها مؤمنون بمواهبه المتميزة ويجدون أنه نموذج رائع من خلال الترحيب بأي زائر أو ضيف للدار عبر فن الإنشاد والبديهة العالية التي يتميز بها في نظم أبيات الشعر باسم الزائر.
يحكي "رشاد" قصته التي بدأت بوفاة والده ووالدته والحريق الذي أصاب أخاه الأكبر الأمر الذي جعله يتحمل مسؤولية شقيقاته الأربع، ليبدأ بعدها السعي للدخول إلى المملكة العربية السعودية لكي يستطيع أن يحول مال يسد احتياجات أخواته بحسب قوله.
ويواصل قصته: عند وصوله إلى جدة بدأ لفترة وجيزة عملية التسول ثم قام بعد ذلك بشراء العلك وبيعها عند الإشارات حيث ساهم ذلك في سد احتياجات أخواته عن طريق تحويل ما يجمعه من أموال كل فترة بمتوسط دخل 70 ريالاً يومياً.
وبعد القبض عليه من الجهات الأمنية وإيداعه دار الأطفال المتسولين بدأ رحلة التغير كما وصفها، تعرف على أٌقرانه عاش طفولته واكتشف ما يملكه من مواهب لاسيما في الإنشاد ونضم قصائد الشعر فضلاً عن حفظ سور وأجزاء من القرآن الكريم، متأملاً العودة في أقرب فرصة إلى بلده ليعيش بجوار أخواته وخدمتهم، في الوقت الذي يعرب عن حزنه بأن فراقه عن أصدقائه بدار الإيواء بات وشيكاً.
من جانبه أكد الأستاذ وليد بن أحمد باحمدان أمين عام جمعية البر بجدة حرص الجمعية على تطوير قدرات الأبناء بجميع دور الإيواء التابعة لها لاسيما دار إيواء الأطفال المتسولين، مشيراً إلى أن برامج وفعاليات الدار تنقل الأبناء إلى مرحلة جديدة في ظل الإشراف من الأخصائيين والأخصائيات الاجتماعيين والنفسيين.
وأبان أمين عام جمعية البر بجدة بأن الجمعية تقدم خدمات الرعاية الشاملة للأبناء فضلاً عن إشراكهم في البرامج والأنشطة المتنوعة والتي تشمل البرامج حلقات تحفيظ القرآن الكريم والأنشطة الرياضية والثقافية والترفيهية والتدريبية إلى جانب استضافة العلماء والدعاة وتعليم النزيلات من الفتيات على وجه الخصوص مهارات الخياطة والتطريز.
وأضاف باحمدان بأن المركز الذي يعتبر أول مركز لإيواء الأطفال المتسولين على مستوى المملكة يهدف للحد من ظاهرة التسول حيث لا يقتصر دوره على إيواء هؤلاء الأطفال فقط وإنما يتعدى ذلك عبر تأهيلهم من جديد وتوعيتهم وتوجيههم بالتعاون مع الجهات الأمنية.
جدير بالذكر أن مركز إيواء الأطفال المتسولين التابع لجمعية البر بجدة أنشأ بتوجيه من صاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز أمير مكة المكرمة رحمه الله بداية موسم حج 1424هـ من أجل إيواء الأطفال المتسولين الذين يتم القبض عليهم سواءً بالتسول أو من يقومون بالبيع عند الإشارات المرورية وحتى يتم ترحيلهم بالتنسيق مع هيئة الإغاثة الإسلامية والندوة العالمية للشباب الإسلامي أو استلامهم عن طريق ذويهم من أجل القضاء على ظاهرة التسول.