المصدر -
أقام النادي الأدبي الثقافي بمحافظة جدة ضمن فعاليات البرنامج الرمضاني الثقافي مساء أمس محاضرة بعنوان قراءة في كتاب الأمير خالد الفيصل( إن لم...فمن..!!؟) أ لقاها الدكتور علي الخبتي. وكيل وزارة التربية والتعليم سابقا والأستاذ بجامعة الأعمال والتكنولوجيا وأدار المحاضرة الدكتور عبدالرحمن بن رجاء الله السلمي .
حيث استهل الخبتي الحديث قائلا : قبل أن أبدأ في قراءة الكتاب أود أن أسجل هنا أن ما سأقوله هو قراءتي أنا للكتاب وليس بالضرورة ما قصده الكاتب.. أرجو أن يكون ذلك واضحاً..كتاب إن لم.. فمن..!!؟ وقال قررت قراءته لسببين: الأول: لمكانة مؤلفه..فمؤلفه فنان في الحكم.. اليس هو من قال: " وهل الحكم إلا فن؟!.مؤلفة حكيم في الفن.. إلهام في الشعر..مؤلفه مجموعة إنسان.. بل هو موسوعة إنسان.. والسبب الثاني: لمكانة القضية التي يطرحها وعمقها.. كتابٌ عنوانه سؤال مُستَفِز: إنْ لمْ... فَمَنْ..؟! يطرح قضية كبيرة..كتابٌ عبارة سيرةٌ ذاتيَّةٌ في ثوبٍ جديدٍ.. جعلهُ يقولُ"إنَّهَا ليستٍ سيرةً ذاتيَّةً"... وَلاَ مذكَّراتٍ شخصيَّةً..
وقال الخبتي قسمتُ محاضرتِي الليلةَ إلى قسمَينِ: الأوَّلُ: عنِ النظريَّةِ أستخدمُهَ القراءةِ الكتابِ.الثَّانِي: قراءةٌ للكتابِ..بعدها تحدث الدكتور الخبتي عن حياة الامير خالد الفيصل العملية والفنية والشعرية .
وبين الخبتي قائلا هذَادليلٌ يؤكِّدهُ طرحُ هذَاالكتابِ في طريقةِ وأسلوبِ،وطريقةِ طرحِ الأميرِ خالد الفيصل،وفي هذَاالكتابِ إنْ لمْ... فَمَنْ ..؟!يبدُوالأميرُ خالد الفيصل مهمومًا بقضايَاالأمَّةِ، وشبابِ الأمَّةِ، ومستقبلِ الأمَّةِ..وفِي هذَاالكتابِ الذِي نستعرضُهُ اليومَ اختارَ الأميرُ خالد الفيصل بعضَ التجاربِ ليسَ بهدفِ طرحِهَا في حدِّ ذاتِهَا، ولكنْ بهدفِ إثارةِ أسئلةٍ تحفِّزُ الفكرَ، وتُعمِلُ العقلَ، وتستفزُّ اليقظةَ.. أسئلةٌ بعضُهَا يسمِّيهَا علماءُ البلاغةِ الأسئلةُ الجدليَّةُ ، تلكَ الأسئلة التي لا تتطلَّبُ إجابةً، لكنَّهَا تُحدِثَ التأثيرَ الكبيرَ فِي المتلقِّي للقضيَّةِ التِي يريدُ أنْ يطرحَهَا المؤلِّفُ أو الكاتبُ.. إجاباتُ هذِهِ الأسئلةِ عادةً مَا تكونُ واضحةً جدًّاً، مثلُ تساؤلِ الأميرِ خالد الفيصل في العنوانِ الذَي اختارَهُ للكتابِ: إنْ لمْ..فَمَنْ..؟!! نعرفُ تمامًاماذَا يقصدُ الأميرُ مِن طرحِ السؤالِ.. هُو لا يهدفُ الحصولَ علَى إجابةٍ.. هُو يكرِّسُ الإجابةَ من خلالِ هذَا التساؤلِ، وهنَا العمقُ في الطرحِ للإقناعِ بالقضيَّةِ التِي يثيرُهَا بالسؤالِ الجدليِّ.. وهي-أيّ هذِهِ الوسيلة- أكثرُ تأثيرًاً مِن كتابةِ عدَّةِ صفحاتٍ يتمُّ كتابتُهَا للإقناعِ.. السؤالُ الجدليُّ الذِي يُطرحُ بهذهِ الصفةِ أوَّلاً يحدِثُ صعقةً في العقلِ تنبههُ بشكلٍ عميقٍ للفكرةِ المطروحةِ، وتجعلُهُ يفكرُ فيهَا.. وهذَا هُو المقصودُ من طرحِ السؤالِ، وليسَ الحصول علَى إجابةٍ هِي واضحةٌجدًّاللسائلِ وللمتلقِّي.. الهدفُ الثَّانِي مِن طرحِ مثلِ هذَا السؤالِ هُو توجيهُ القارئِ بشكلٍ مقنعٍ وذكيٍّ إلى الوصولِ إلى الفكرةِ التِي يريدُ طرحَهَا، والاقتناعَ بهَا وتبنيهَا.. لمْ يقلْ لنَا الأميرُ خالد إنَّ هذِهِ هِي فكرتِي فاقتنعُوا بهَا.. وإنَّمَا سدَّدَ إلى عقولِنَا سؤالاً جدليًّا واضحَ الفكرةِ والقضيَّةِ والمعنَى.. والإجابةُ عنهُ تكونُ بمَا يريدُ الوصولَ إليهِ والإقناعَ بهِ.. وهذَا عمقٌ في الطرحِ، وبلاغةٌ في الأسلوبِ.. هذَا ما يخصُّ العنوانَ.. ويمضِي خالدُ الفيصل في طرحِ الأسئلةِ التِي قالَ لنَا إنَّهُ يتأسَّفُ أنَّهُ أمضَى حياتَهُ وهُو لمْ يتنبَّهْ إلى ثقافتِهَا.. إلى ثقافةِ السؤالِ التِي كانَ مِن الممكنِ أنْ توفِّرَ عليهِ الكثيرَ مِن عناءِ البحثِ، وتعجِّلَ لهُ النضجَ، وتعمِّقَ له التجربةَ: ووأينَ كانَ السؤالُ في طفولتِي؟ لقدْ خسرتُ بعدمِ السؤالِ أكثرَ بكثيرٍ ممَّا خسرَ غيرِي بالجرأةِ علَى طرحِ السؤالِ.
وقال الدكتور الخبتي ونتيجةٌ لذلكَ أمطرنَا فِي هذَا الكتابِ بالكثيرِ مِن الأسئلةِ.. ليسَ هذَا فحسبْ، بلْ نصحَ القارئَ وقالَ إنَّهُ نصحَ أبناءَهُ، وكلَّ القريبينَ منهُ أنْيتبنُوا ثقافةَ السؤالِ في البيتِ، والعملِ، والمدرسةِ، والجامعةِ، وفي كلِّ مكانٍ يُوجدُونَفيهِ، والتِي ستعجِّلُ لهمْ تجربتهُم وتثريهَا وتعمقهَا.. ومضَى الكتابُ في طرحِ الأسئلةِ بأسلوبِ الشاعرِ المرهفِ العميقِ.. قضيَّتهُ الإسلامُ والانتماءُ للوطنِ والإنجازِ.. إنَّهَاأسئلةٌ توجِّهُ العقلَ وتحثُّهُ علَى القيمِ والمُثلِ والأخلاقِ والتطويرِ والنجاحاتِ والمثابرةِ والاستمرارِ في عالمٍ لا يرحمُ الكسالَى، والمقصِّرينَ، والخاملِينَ.. يدعُو للوصولِ إلى العوالمِ المتقدِّمةِ.. يؤمنُ بأنَّنَا نملكُ كلَّ الأدواتِ التِي يجبُ أنْ تضعنَا في القمةِ.. وأنَّنَا إذَا لمْ نصلَ للقمةِ سنكونُ مقصِّرِينَ في استخدامِ أدواتِنَا التِي تنبعُ من دينِنَا وعقيدتِنَا وثوابتِنَا.. وهذَا الفكرُ نجدُهُ فِي كلِّ طرحٍ يطرحُهُ الأميرُ خالد الفيصل، ويتَّضحُ بجلاءٍ فِي هذَا الكتابِ.
وقال الخبتي يمضِي الأميرُ خالد الفيصل في كتابِهِ في طرحِ التساؤلاتِ، ويبدأُ الفصلَ الأوَّلَ بسؤالٍ آخرَ: لماذَا؟ لماذَا أكتبُ لتقرأنِي؟ إجابةُ (لماذَا؟) استغرقتْ جميعَ الكتابِ.. يقولُ إنَّهُ تردَّدَ في الكتابةِ عن تجربتِهِ إلاَّ أنَّه أمامَ الإلحاحِ من القريبِينَ منهُ استجابَ.. هذِهِ ليستْ إجابةَ لماذَا؟ لماذَا هنَا استفزازيَّةٌ جدليَّةٌ لا تجدُ إجابةً عنهَا حتَّى تنهِي الكتابَ.. خلالَ الرحلةِ في طولِ الكتابِ تجدُ لماذَا؟ يستفزكَ بهَا، ويجادلُ بهَا من أجلِ طرحِ وشرحِ القضيةِ التِي يطرحُهَا من خلالِ المواقفِ والأحداثِ في الطفولةِ والشبابِ والكهولةِ، والتِي تتركَّزُ في الإسلامِ كمنهجٍ، والوطنِ كانتماءٍ، والعملِ والإنجازِ كمسؤوليَّةٍ.
وقال الخبتي هذِهِ قضيَّةُ خالد الفيصل في الكتابِ.. وهذِهِ أهدافُ أسئلتهِ الجدليَّةِ التِي تمَّ تعريفُهَا في البدايةِ تعريفًا علميًّا محددًا، بعدَ الحديثِ والإسهابِ في التجاربِ التي مرَّ بهَا، والمناصبِ التي تقلَّدهَا، وقصصِ تكليفهِ بهَا، والرجالِ الذينَ تحدَّثَ عنهم.. هذَا الكلُّ المتكاملُ الذِي شكَّلَ شخصيَّتهُ افتتحَ فصلاً آخرَ في الكتابِ يبدأُ بسؤالٍ ثالثٍ: هلْ يتشكَّلُ الإِنسانُ فكرًا؟ أمْ يتشكَّلُ الفكرُ إنسانًا ؟ ولا يمكنُ أنْ يختلفَ اثنانِ في أنَّ هذَا سؤالٌ فلسفيٌّ جدليٌّ عميقٌ.. لمْ يجبْ عن السؤالِ، بلْ أمطرنَا بأحدَ عشرَ سؤالاً، كلهَا أسئلةٌ جدليَّةٌ تطرحُ قضيَّتهُ وتوضِّحهَا، وتحاولُ الإقناعَ بهَا.. وتبيِّنُ بوضوحٍ مدَى تأثرِهِ الكبيرِ، وأسفهِ العميق أنَّهُ لمْ يتنبهْ إلى ثقافةِ السؤالِ منذُ وقتٍ مبكرٍ.. خالد الفيصل ينبهنَا من خلالِ هذِهِ الأسئلةِ الأحد عشر أنْ ننتبَّهَ إلى الغرباتِ، والجامعاتِ، ومجالسِ الرجالِ، والملحوظاتِ، والتقاليدِ والعاداتِ، والفطرةِ، وشخصيتنَا المولودةِ معنَا، والأحداثِ، وتجاربِ الأيَّامِ، لنطرحَ حولهَا الأسئلةَ بجرأةٍ ودونَ خجلٍ لاستحلابِ العلمِ منهَا.. هكذَا سنعجِّل بنضجنَا ونعمقهُ، ونستفيدُ منهُ في وقتٍ مبكرٍ وطولِ حياتنَا.. هذَا الأمرُ الذِي افتقدهُ ويتأسفُ عليهِ.. ويمضِي الكتابُ في طرحِ الأسئلةِ: مَنْ نحنُ؟ وماذَا نريدُ؟ سؤالٌ جدليٌّ جديدٌ.. هو يظنُّ من خلالِ هذَا السؤالِ الجدليِّ أنَّنَا في المملكةِ العربيَّةِ السعوديَّةِ لا نعرفُ مكانتنَا الحقيقيَّةَ، ونتصرَّفُ فِيضوئِهَا.. وأنَّلنا خصوصيَّةً دونَ الأممِ تحتمُ علينَا أنْ نكونَ قدوةً.. يريدُ أنْ يقولَ لنَا من خلالِ هذَا السؤالِ إنَّنَا قِبلةٌ وقدوةٌ، ولنَا أصولٌ وتاريخٌ مشرِّفٌ، وحاضرٌ زاهرٌ.. يجبُ أنْ نعرفَ مكانتنَا، ونتصرَّفَ علَى أساسهَا، ونعلّم أجيالنَا هذِهِ المكانةَ؛ ليتصرَّفُوا على أساسِها.. أمَّا ماذَا نريدُ؟ فقد بدأ الإجابةَ بأسئلةِ: لماذَا؟ (نريدُ) وكيفَ؟ (نريدُ) ولماذَا نفضِّلُ هذَا الأسلوبَ؟ وكيفَ نحقِّقُ المطلوبَ؟
وقال الخبتي إنَّهَا ثقافةُ الأسئلةِ التِي اكتشفَهَا الأميرُ خالد الفيصل متأخِّرًا متأسفًا ضائقًابتأخَّرِ هذَا الاكتشافِ الذِي سيطرَ علَى فكرهِ خلالَ كتابةِ هذَا المؤلَّفِ، وبالغَ في إيصالِ أهميَّةِ ثقافةِ السؤالِ حتَّى تصلَ إلينَا واضحةً، وبصوتٍ عالٍ.. ثمَّ استعرضَ الكثيرَ من الأحداثِ والحقائقِ التي توضَّحُ قضيتهُ في مَنْ نحنُ؟ وماذَا نريدُ؟ ولماذَا نريدُ؟ وكيفَ؟ مَنْ نحنُ؟ ..
وختم الدكتور الخبتي بقوله وظَّفَ الأميرُ خالدُ الفيصل السؤالَ أفضلَ توظيفٍ في طرحِ قضيَّتهُ، واستشهدَ بشعرِهَ لتوضيحَهَا. يقولُ:" فِي "كتابِ ليسَ فيهِ أنَا":
نحنُ لنَا خصوصيَّةٌ في المملكةِ العربيَّةِ السعوديَّةِ، أكرمنَا اللهُ بجوارِ بيتهِ العتيقِ، والكعبةِ المشرَّفةِ، والأمنِ والاستقرارِ، والعيشِ الكريمِ، وأنْ نثبتَ للعالمِ أجمع أنَّ الإسلامَ صالحٌ لكلِّ زمانٍ ومكانٍ،وأنَّ السعوديينَ أحقُّ بتأكيدِهَا .. فهلْ نفعلُهَا ؟ يقولُ خالدُ الفيصل:إنْ لمْ.. فَمَنْ ..؟! إنْ لمْ نفعلْهَافَمَنْ يفعلهَا؟.
بعد ذلك فتح مدير المحاضرة الدكتور عبدالرحمن السلمي مداخلات حضور الامسية حيث شكر الدكتور عبدالله بن صادق دحلان النادي على هذه الامسية الرائعة التي تتحدث عن خالد الفيصل الامير الانسان. بعدها تلاه عدة مداخلات
بعدها كرم رئيس النادي الاستاذ الدكتور عبدالله بن عويقل السلمي الدكتور علي الخبتي بحضور الدكتور عبدالله بن صادق دحلان بدرع تذكاري ولوحة تشكيلية.
وكانت المحاضرة قد استهلت بأفتتاح معرض مصغر للكتاب بالأضافه لأفتتاح المعرض التشكيلي المصاحب للفعاليه بمشاركة عدد من الفنانين والفنانات حيث قدمت الفنانه التشكيلية سلوى عبدالرحمن لوحه إهداء للامير خالد الفيصل . كما شارك الخطاط سعيد لافي في كتابة أسماء الحضور .
حيث استهل الخبتي الحديث قائلا : قبل أن أبدأ في قراءة الكتاب أود أن أسجل هنا أن ما سأقوله هو قراءتي أنا للكتاب وليس بالضرورة ما قصده الكاتب.. أرجو أن يكون ذلك واضحاً..كتاب إن لم.. فمن..!!؟ وقال قررت قراءته لسببين: الأول: لمكانة مؤلفه..فمؤلفه فنان في الحكم.. اليس هو من قال: " وهل الحكم إلا فن؟!.مؤلفة حكيم في الفن.. إلهام في الشعر..مؤلفه مجموعة إنسان.. بل هو موسوعة إنسان.. والسبب الثاني: لمكانة القضية التي يطرحها وعمقها.. كتابٌ عنوانه سؤال مُستَفِز: إنْ لمْ... فَمَنْ..؟! يطرح قضية كبيرة..كتابٌ عبارة سيرةٌ ذاتيَّةٌ في ثوبٍ جديدٍ.. جعلهُ يقولُ"إنَّهَا ليستٍ سيرةً ذاتيَّةً"... وَلاَ مذكَّراتٍ شخصيَّةً..
وقال الخبتي قسمتُ محاضرتِي الليلةَ إلى قسمَينِ: الأوَّلُ: عنِ النظريَّةِ أستخدمُهَ القراءةِ الكتابِ.الثَّانِي: قراءةٌ للكتابِ..بعدها تحدث الدكتور الخبتي عن حياة الامير خالد الفيصل العملية والفنية والشعرية .
وبين الخبتي قائلا هذَادليلٌ يؤكِّدهُ طرحُ هذَاالكتابِ في طريقةِ وأسلوبِ،وطريقةِ طرحِ الأميرِ خالد الفيصل،وفي هذَاالكتابِ إنْ لمْ... فَمَنْ ..؟!يبدُوالأميرُ خالد الفيصل مهمومًا بقضايَاالأمَّةِ، وشبابِ الأمَّةِ، ومستقبلِ الأمَّةِ..وفِي هذَاالكتابِ الذِي نستعرضُهُ اليومَ اختارَ الأميرُ خالد الفيصل بعضَ التجاربِ ليسَ بهدفِ طرحِهَا في حدِّ ذاتِهَا، ولكنْ بهدفِ إثارةِ أسئلةٍ تحفِّزُ الفكرَ، وتُعمِلُ العقلَ، وتستفزُّ اليقظةَ.. أسئلةٌ بعضُهَا يسمِّيهَا علماءُ البلاغةِ الأسئلةُ الجدليَّةُ ، تلكَ الأسئلة التي لا تتطلَّبُ إجابةً، لكنَّهَا تُحدِثَ التأثيرَ الكبيرَ فِي المتلقِّي للقضيَّةِ التِي يريدُ أنْ يطرحَهَا المؤلِّفُ أو الكاتبُ.. إجاباتُ هذِهِ الأسئلةِ عادةً مَا تكونُ واضحةً جدًّاً، مثلُ تساؤلِ الأميرِ خالد الفيصل في العنوانِ الذَي اختارَهُ للكتابِ: إنْ لمْ..فَمَنْ..؟!! نعرفُ تمامًاماذَا يقصدُ الأميرُ مِن طرحِ السؤالِ.. هُو لا يهدفُ الحصولَ علَى إجابةٍ.. هُو يكرِّسُ الإجابةَ من خلالِ هذَا التساؤلِ، وهنَا العمقُ في الطرحِ للإقناعِ بالقضيَّةِ التِي يثيرُهَا بالسؤالِ الجدليِّ.. وهي-أيّ هذِهِ الوسيلة- أكثرُ تأثيرًاً مِن كتابةِ عدَّةِ صفحاتٍ يتمُّ كتابتُهَا للإقناعِ.. السؤالُ الجدليُّ الذِي يُطرحُ بهذهِ الصفةِ أوَّلاً يحدِثُ صعقةً في العقلِ تنبههُ بشكلٍ عميقٍ للفكرةِ المطروحةِ، وتجعلُهُ يفكرُ فيهَا.. وهذَا هُو المقصودُ من طرحِ السؤالِ، وليسَ الحصول علَى إجابةٍ هِي واضحةٌجدًّاللسائلِ وللمتلقِّي.. الهدفُ الثَّانِي مِن طرحِ مثلِ هذَا السؤالِ هُو توجيهُ القارئِ بشكلٍ مقنعٍ وذكيٍّ إلى الوصولِ إلى الفكرةِ التِي يريدُ طرحَهَا، والاقتناعَ بهَا وتبنيهَا.. لمْ يقلْ لنَا الأميرُ خالد إنَّ هذِهِ هِي فكرتِي فاقتنعُوا بهَا.. وإنَّمَا سدَّدَ إلى عقولِنَا سؤالاً جدليًّا واضحَ الفكرةِ والقضيَّةِ والمعنَى.. والإجابةُ عنهُ تكونُ بمَا يريدُ الوصولَ إليهِ والإقناعَ بهِ.. وهذَا عمقٌ في الطرحِ، وبلاغةٌ في الأسلوبِ.. هذَا ما يخصُّ العنوانَ.. ويمضِي خالدُ الفيصل في طرحِ الأسئلةِ التِي قالَ لنَا إنَّهُ يتأسَّفُ أنَّهُ أمضَى حياتَهُ وهُو لمْ يتنبَّهْ إلى ثقافتِهَا.. إلى ثقافةِ السؤالِ التِي كانَ مِن الممكنِ أنْ توفِّرَ عليهِ الكثيرَ مِن عناءِ البحثِ، وتعجِّلَ لهُ النضجَ، وتعمِّقَ له التجربةَ: ووأينَ كانَ السؤالُ في طفولتِي؟ لقدْ خسرتُ بعدمِ السؤالِ أكثرَ بكثيرٍ ممَّا خسرَ غيرِي بالجرأةِ علَى طرحِ السؤالِ.
وقال الدكتور الخبتي ونتيجةٌ لذلكَ أمطرنَا فِي هذَا الكتابِ بالكثيرِ مِن الأسئلةِ.. ليسَ هذَا فحسبْ، بلْ نصحَ القارئَ وقالَ إنَّهُ نصحَ أبناءَهُ، وكلَّ القريبينَ منهُ أنْيتبنُوا ثقافةَ السؤالِ في البيتِ، والعملِ، والمدرسةِ، والجامعةِ، وفي كلِّ مكانٍ يُوجدُونَفيهِ، والتِي ستعجِّلُ لهمْ تجربتهُم وتثريهَا وتعمقهَا.. ومضَى الكتابُ في طرحِ الأسئلةِ بأسلوبِ الشاعرِ المرهفِ العميقِ.. قضيَّتهُ الإسلامُ والانتماءُ للوطنِ والإنجازِ.. إنَّهَاأسئلةٌ توجِّهُ العقلَ وتحثُّهُ علَى القيمِ والمُثلِ والأخلاقِ والتطويرِ والنجاحاتِ والمثابرةِ والاستمرارِ في عالمٍ لا يرحمُ الكسالَى، والمقصِّرينَ، والخاملِينَ.. يدعُو للوصولِ إلى العوالمِ المتقدِّمةِ.. يؤمنُ بأنَّنَا نملكُ كلَّ الأدواتِ التِي يجبُ أنْ تضعنَا في القمةِ.. وأنَّنَا إذَا لمْ نصلَ للقمةِ سنكونُ مقصِّرِينَ في استخدامِ أدواتِنَا التِي تنبعُ من دينِنَا وعقيدتِنَا وثوابتِنَا.. وهذَا الفكرُ نجدُهُ فِي كلِّ طرحٍ يطرحُهُ الأميرُ خالد الفيصل، ويتَّضحُ بجلاءٍ فِي هذَا الكتابِ.
وقال الخبتي يمضِي الأميرُ خالد الفيصل في كتابِهِ في طرحِ التساؤلاتِ، ويبدأُ الفصلَ الأوَّلَ بسؤالٍ آخرَ: لماذَا؟ لماذَا أكتبُ لتقرأنِي؟ إجابةُ (لماذَا؟) استغرقتْ جميعَ الكتابِ.. يقولُ إنَّهُ تردَّدَ في الكتابةِ عن تجربتِهِ إلاَّ أنَّه أمامَ الإلحاحِ من القريبِينَ منهُ استجابَ.. هذِهِ ليستْ إجابةَ لماذَا؟ لماذَا هنَا استفزازيَّةٌ جدليَّةٌ لا تجدُ إجابةً عنهَا حتَّى تنهِي الكتابَ.. خلالَ الرحلةِ في طولِ الكتابِ تجدُ لماذَا؟ يستفزكَ بهَا، ويجادلُ بهَا من أجلِ طرحِ وشرحِ القضيةِ التِي يطرحُهَا من خلالِ المواقفِ والأحداثِ في الطفولةِ والشبابِ والكهولةِ، والتِي تتركَّزُ في الإسلامِ كمنهجٍ، والوطنِ كانتماءٍ، والعملِ والإنجازِ كمسؤوليَّةٍ.
وقال الخبتي هذِهِ قضيَّةُ خالد الفيصل في الكتابِ.. وهذِهِ أهدافُ أسئلتهِ الجدليَّةِ التِي تمَّ تعريفُهَا في البدايةِ تعريفًا علميًّا محددًا، بعدَ الحديثِ والإسهابِ في التجاربِ التي مرَّ بهَا، والمناصبِ التي تقلَّدهَا، وقصصِ تكليفهِ بهَا، والرجالِ الذينَ تحدَّثَ عنهم.. هذَا الكلُّ المتكاملُ الذِي شكَّلَ شخصيَّتهُ افتتحَ فصلاً آخرَ في الكتابِ يبدأُ بسؤالٍ ثالثٍ: هلْ يتشكَّلُ الإِنسانُ فكرًا؟ أمْ يتشكَّلُ الفكرُ إنسانًا ؟ ولا يمكنُ أنْ يختلفَ اثنانِ في أنَّ هذَا سؤالٌ فلسفيٌّ جدليٌّ عميقٌ.. لمْ يجبْ عن السؤالِ، بلْ أمطرنَا بأحدَ عشرَ سؤالاً، كلهَا أسئلةٌ جدليَّةٌ تطرحُ قضيَّتهُ وتوضِّحهَا، وتحاولُ الإقناعَ بهَا.. وتبيِّنُ بوضوحٍ مدَى تأثرِهِ الكبيرِ، وأسفهِ العميق أنَّهُ لمْ يتنبهْ إلى ثقافةِ السؤالِ منذُ وقتٍ مبكرٍ.. خالد الفيصل ينبهنَا من خلالِ هذِهِ الأسئلةِ الأحد عشر أنْ ننتبَّهَ إلى الغرباتِ، والجامعاتِ، ومجالسِ الرجالِ، والملحوظاتِ، والتقاليدِ والعاداتِ، والفطرةِ، وشخصيتنَا المولودةِ معنَا، والأحداثِ، وتجاربِ الأيَّامِ، لنطرحَ حولهَا الأسئلةَ بجرأةٍ ودونَ خجلٍ لاستحلابِ العلمِ منهَا.. هكذَا سنعجِّل بنضجنَا ونعمقهُ، ونستفيدُ منهُ في وقتٍ مبكرٍ وطولِ حياتنَا.. هذَا الأمرُ الذِي افتقدهُ ويتأسفُ عليهِ.. ويمضِي الكتابُ في طرحِ الأسئلةِ: مَنْ نحنُ؟ وماذَا نريدُ؟ سؤالٌ جدليٌّ جديدٌ.. هو يظنُّ من خلالِ هذَا السؤالِ الجدليِّ أنَّنَا في المملكةِ العربيَّةِ السعوديَّةِ لا نعرفُ مكانتنَا الحقيقيَّةَ، ونتصرَّفُ فِيضوئِهَا.. وأنَّلنا خصوصيَّةً دونَ الأممِ تحتمُ علينَا أنْ نكونَ قدوةً.. يريدُ أنْ يقولَ لنَا من خلالِ هذَا السؤالِ إنَّنَا قِبلةٌ وقدوةٌ، ولنَا أصولٌ وتاريخٌ مشرِّفٌ، وحاضرٌ زاهرٌ.. يجبُ أنْ نعرفَ مكانتنَا، ونتصرَّفَ علَى أساسهَا، ونعلّم أجيالنَا هذِهِ المكانةَ؛ ليتصرَّفُوا على أساسِها.. أمَّا ماذَا نريدُ؟ فقد بدأ الإجابةَ بأسئلةِ: لماذَا؟ (نريدُ) وكيفَ؟ (نريدُ) ولماذَا نفضِّلُ هذَا الأسلوبَ؟ وكيفَ نحقِّقُ المطلوبَ؟
وقال الخبتي إنَّهَا ثقافةُ الأسئلةِ التِي اكتشفَهَا الأميرُ خالد الفيصل متأخِّرًا متأسفًا ضائقًابتأخَّرِ هذَا الاكتشافِ الذِي سيطرَ علَى فكرهِ خلالَ كتابةِ هذَا المؤلَّفِ، وبالغَ في إيصالِ أهميَّةِ ثقافةِ السؤالِ حتَّى تصلَ إلينَا واضحةً، وبصوتٍ عالٍ.. ثمَّ استعرضَ الكثيرَ من الأحداثِ والحقائقِ التي توضَّحُ قضيتهُ في مَنْ نحنُ؟ وماذَا نريدُ؟ ولماذَا نريدُ؟ وكيفَ؟ مَنْ نحنُ؟ ..
وختم الدكتور الخبتي بقوله وظَّفَ الأميرُ خالدُ الفيصل السؤالَ أفضلَ توظيفٍ في طرحِ قضيَّتهُ، واستشهدَ بشعرِهَ لتوضيحَهَا. يقولُ:" فِي "كتابِ ليسَ فيهِ أنَا":
نحنُ لنَا خصوصيَّةٌ في المملكةِ العربيَّةِ السعوديَّةِ، أكرمنَا اللهُ بجوارِ بيتهِ العتيقِ، والكعبةِ المشرَّفةِ، والأمنِ والاستقرارِ، والعيشِ الكريمِ، وأنْ نثبتَ للعالمِ أجمع أنَّ الإسلامَ صالحٌ لكلِّ زمانٍ ومكانٍ،وأنَّ السعوديينَ أحقُّ بتأكيدِهَا .. فهلْ نفعلُهَا ؟ يقولُ خالدُ الفيصل:إنْ لمْ.. فَمَنْ ..؟! إنْ لمْ نفعلْهَافَمَنْ يفعلهَا؟.
بعد ذلك فتح مدير المحاضرة الدكتور عبدالرحمن السلمي مداخلات حضور الامسية حيث شكر الدكتور عبدالله بن صادق دحلان النادي على هذه الامسية الرائعة التي تتحدث عن خالد الفيصل الامير الانسان. بعدها تلاه عدة مداخلات
بعدها كرم رئيس النادي الاستاذ الدكتور عبدالله بن عويقل السلمي الدكتور علي الخبتي بحضور الدكتور عبدالله بن صادق دحلان بدرع تذكاري ولوحة تشكيلية.
وكانت المحاضرة قد استهلت بأفتتاح معرض مصغر للكتاب بالأضافه لأفتتاح المعرض التشكيلي المصاحب للفعاليه بمشاركة عدد من الفنانين والفنانات حيث قدمت الفنانه التشكيلية سلوى عبدالرحمن لوحه إهداء للامير خالد الفيصل . كما شارك الخطاط سعيد لافي في كتابة أسماء الحضور .