المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
السبت 23 نوفمبر 2024
من أحكام الصيام  مع  الدكتور .خالد بن حمد الخريف
محمد الياس - فقيد غرب رحمه الله
بواسطة : محمد الياس - فقيد غرب رحمه الله 30-04-2019 01:00 مساءً 38.6K
المصدر -  

بمناسبة قرب شهر رمضان الكريم تحدث الدكتور " خالد الخريف لغرب " حول احكام الصيام في الاسلام حيث قال :::

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين أما بعد :
فإن صوم رمضان ركن من أركان الإسلام التي لا يقوم دين المسلم الا بها ،والصيام فريضة على جميع الأمم وإن اختلفت كيفيته ووقته كما قال تعالى" يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون " و( كتب ) بمعنى فرض وقد كانوا في أول الإسلام مخيرين بين الصوم والفدية لقوله تعالى ( وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين " الآية ثم نسخ التخيير بإيجاب الصوم عيناً بقوله " فمن شهد منكم الشهر فليصمه "
وحكمه ذلك التدرج في التشريع والرفق بالأمة ، لكن الصحيح أن الآية منسوخة في حق القادر على الصيام وأما في حق العاجز عن الصيام لكبر أو مرض لا يرجى برؤه فالآية لم تنسخ في حقهم فلهم أن يفطروا ويطعموا عن كل يوم مسكيناً وليس عليهم قضاء .
ومن أحكام الصيام:
1) أنه يثبت دخول شهر رمضان برؤية هلاله لقوله صلى الله عليه وسلم ( إذا رأيتم الهلال فصوموا وإذا رأيتموه فأفطروا فإن غم عليكم فأقدروا له ) ولقوله أيضاً " لا تصوموا حتى تروا الهلال ولا تفطروا حتى تروه "
فإن لم يروا الهلال أكملوا عدة شعبان ثلاثين يوماً لقوله صلى الله عليه وسلم فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين "
ولهذا الشهر العظيم مزايا عظيمة تميزه بها عن بقية الشهور فمنها
1) إنزال القرآن فيه، كما قال تعالى( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن) الآية
2) أنه تفتح فيه أبواب الجنة وذلك لكثرة الأعمال الصالحة فيه .
3) إغلاق أبواب النار في هذا الشهر وذلك لقلة المعاصي .
وقد جاء ذلك في قوله صلى الله عليه وسلم " إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين "
4) ومن مزايا هذا الشهر وفضائله أنه تضاعف فيه الحسنات فالنافلة تعدل فيه أجر الفريضة والفريضة فيه كسبعين فريضة فيما سواه
2- ومن أحكام الصيام النية وهي شرط لصحة كل عمل ولابد أن ينوي صيام رمضان من الليل لقوله صلى الله عليه وسلم ( من لم يبيت الصيام قبل طلوع الفجر فلا صيام له )
قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله كل من علم أن غداً من رمضان وهو يريد صومه فقد نوى وهو فعل عامة المسلمين ..." انتهى
ومن أحكام الصيام أيضاَ :
3- أنه يجب على كل مسلم بالغ عاقل فإن كان صحيحاً مقيماً وجب عليه أداءاً وأن كان مريضاً وجب عليه قضاءاً وإن كان صحيحاً مسافراً خير بين الصيام أو الأفطار والأفطار أفضل.
ويعذر بترك الصيام في شهر رمضان :ـ
1) المريض الي يشق عليه الصيام فيستحب له أن يفطر .
2) المسافر الذي حل عليه رمضان وهو في سفر أو أنشأ سفراً في أثناء الشهر تبلغ مسافته ثمانين كيلو متر فأكثر .
3) الحائض والنفساء – يحرم عليهما الصيام مدة الحيض والنفاس لقول عائشة رضي الله عنها ( كنا نؤمر بقضاء الصوم ولا نؤمر بقضاء الصلاة ) .
4) المريض مرضاً مزمناً لا يرجى برؤه ويعجز معه عن الصيام عجزاً مستمراً فهذا يفطر ويطعم عن كل يوم مسكيناً نصف صاع من البر أو غيره وليس عليه قضاء
5) الكبير الهرم الذي لا يستطيع الصوم فهذا يفطر ويطعم عن كل يوم مسكيناً ولا قضاء عليه .
6) الحامل والمرضع إذا خافتا على نفسيهما أو على ولديهما من ضرر الصيام ويقضيان فإن كان فطرهما خوفاً على ولدهما فقط فإنهما يقضيان ويطعمان مسكيناً عن كل يوم .
4- ومن أهم أحكام الصيام – يا عباد الله – قوله صلى الله عليه وسلم " من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه "
فينبغي للمسلم أن يصومه عن إيمان واحتساب حتى يحصل على الأجر ومغفرة الذنوب .
ومن فضائله: قوله صلى الله عليه ( كل عمل ابن آدم له الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف قال الله : إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به ، ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي للصائم فرحتان فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه ، ولخلوف فم الصائم عند الله أطيب عند الله من ريح المسك " فمضاعفة الصيام لا تنحصر بعدد .
ومن فضائله أيضاَ: أن الإخلاص في الصيام أكثر منه في غيره لقوله " ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي
ومن فضائله أيضاَ: أن الله اختص الصائمين باب من أبواب الجنة وهو الريان لا يدخل منه غيرهم .
ومنها:
أن للصائم دعوة مستجابة لقوله صلى الله عليه وسلم " أن للصائم عند فطره دعوة لا ترد "
5- ومن احكام الصيام : أن له مفسدات وانها على نوعين :
1) نوع يبطل الصوم وتلزم معه الإعادة .
2) نوع يفسد ثواب الصوم ولا تلزم معه الإعادة فالنوع الذي يبطل الصوم ويوجب الإعادة أنواع :
1- الجماع : فمتى جامع في نهار رمضان بطل صيامه و عليه الإمساك بقية يومه ، وعليه التوبة والاستغفار ، ويقضي هذا اليوم الذي جامع فيه وعليه الكفارة وهي عتقه رقبه فإن لم يجد صام شهرين متتابعين فإن لم يستطع أن يصوم شهرين متتابعين ، أطعم ستين مسكيناً لكل مسكين نصف صاع من بر أو غيره مما يكون طعاماً للبلد .
2- انزل المني بسبب تقبيل أو مباشرة أو استمناء أو تكرار نظر فإذا أنزل الصائم بسبب من هذه الأسباب فسد صومه وعليه الإمساك .
ويقضي هذا اليوم ولا كفارة عليه ولكن عليه التوبة والندم والاستغفار والابتعاد عن هذه الأشياء المثيرة للشهوة لأنه في عبادة عظيمة .
3- الأكل والشرب متعمداً.
4- استخراج الدم من الصائم بحجامة او فصد أو سحب دم للتبرع به .
والأصل في هذا قوله صلى الله عليه وسلم في الحجامة : " أفطر الحاجم والمحجوم " رواه أحمد الترمذي قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله : والقول بأن الحجامة تفطر مذهب اكثر فقهاء الحديث كأحمد وإسحاق وابن خزيمة وابن المنذر .
وأما خروج الدم بغير قصد من الصائم كالرعاف ودم الجراحة وخلع الضرس ونحوه فإنه لا يؤثر على الصيام .
5- التقيؤ : وهو استخراج ما في المعدة من طعام او شراب عن طريق الفم متعمداً لقوله صلى الله عليه وسلم (منه استقاء عمداً فليقضي) أما إذا غلبه القيء وخرج منه بغير اختياره فلا يؤثر على صيامه لقوله صلى الله عليه وسلم "من ذرعه القيء فليس عليه قضاء " رواه الترمذي ومعنى ذرعه : غلبه.
ومما ينتهي عنه الصائم المبالغة في المضمضة والاستنشاق قال صلى الله عليه وسلم (وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائماً )
6- ومن أحكام الصيام أيضاً :
أن من أفطر في رمضان بسبب مباح كالأعذار الشرعية التي تبيح الفطر أو بسبب محرم كمن أبطل صومه بجماع أو غيره وجب عليه القضاء لقوله تعالى ( فعدة من أيام أخر ) ويستحب له المبادرة بالقضاء لإبراء ذمته ويستحب أن يكون القضاء متتابعاً لأن القضاء يحكى الأداء ويجوز له التأخير ،لأن وقته موسع .
كما يجوز له أن يقضيه متفرقاً ، لكن أن لم يبقى من شعبان إلا قدر ما عليه فإنه يجب عليه التتابع إجماعاً لضيق الوقت ولا يجوز تأخيره إلى ما بعد رمضان الآخر لغير عذر .
هذا ما تيسر جمعة وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.