المصدر -
في يوم الخميس الموافق 25-ابريل 2019، بجناح مؤسسة بحر الثقافة بمعرض أبوظبي للكتاب 2019، وبحضور سمو الشيخة روضة بنت محمد بن خالد آل نهيان مؤسس ورئيس مجلس إدارة " بحر الثقافة " بابوظبي وبحضور كبار الشخصيات وسمو الشيخات من آل حامد وصديقاتهن وحشد كبير من المثقفين، والوجوه الثقافية والإعلامية والأدبية ومحبي الأدب والكتاب.شهد جناح المؤسسة المزدان بالمحبة المتفرد بأبهى صورة للكتب المعلقة على جدرانه
في جلسة مناقشة عضوات مؤسسة بحر الثقافة لرواية ( النبيذة ) التي كانت إحدى الروايات الستة الفائزة بجائزة البوكر، التي تستمدُ الأمكنةُ خصوصيتها من الذكريات التي تختزنها وتقاوم بها سيولة الأحداث والتحولات، وما يستتبعُ ذلك من التقلبات في الطبائع على المستوى الاجتماعي والسياسي، لذلك فـــــإنَّ المشاهد التي تعجُ بها الذاكرةُ تُستعادُ ضمن الخطابات السردية، عندما يكونُ الواقعُ مُثخناً بالهزائم والانكسارات، إذ يربط حسن النعمي ظهور الفنون السردية والسير الشعبية، بحالة الإحباط التي تمر بها الأمة.
لا يجانبُ هذا الرأي صواباً إذا نظرنا إلى ما حملتهُ تطورات ما بعد 2003 في العراق من أعمال روائية قد تفوقُ كل ما قدمت قبل هذا التاريخ، ومن بين الأصوات الروائية على الساحة الأدبية تُعد الكاتبة والروائية العراقية إنعام كجه جي من القلائل الذين تمكنوا من تأثيث موادهم الروائية بتأنٍ وبدافع إبداعي محض، لذا يجدُ المتلقي آلية مميزة لدى إنعام كجه جي، في معالجة الثيمات المتنوعة، حيثُ لا تكتفي بتحويل ما هو حاضر وعياني، إلى مادة مسرودة، بل تتفاعل شخصياتها الروائية مع الحاضر، وتسترجعُ الوقائع التاريخية في آن، وبذلك تستكملُ عناصر وصفتها الروائية، وتندمجُ مُعطيات الماضي مع ما يفور به الحاضر من التطورات المُتَلاحِقة في نسيج سردها الروائي، وهذا الإجراء يتمثلُ أكثر في عملها الجديد «النبيذة» الصادر عن دار جديد ـ بيروت.
تدور الرواية حول حياة شخصية إشكالية ولدت في إيران ونشأت في العراق منتسبةً إلى زوج أمها، وعرفت باسم تاج الملوك عبدالمجيد، ما أن تظهر مفاتن الأنوثة على جسدها حتى تغادرُ منزل الأم وتقيمُ لدى طبيبة. تلمست تاجي أولى خطواتها نحو عالم الصحافة عن طريق شقيق الدكتورة، إذ بدأت بنشر المقالات والخواطر الأدبية إلى أن اتخذت العمل في الصحافة مهنةً وانضمت إلى صحيفة «النداء»، ومن ثُمَّ أطلقت مشروع مجلة «الرحاب»، بدعم من القصر الملكي، الأمر الذي فتح لها الباب على عوالم جديدة.
ولا تسع جغرافية معينة لحجم طموحاتها، وتجمعها الصحافة بشخصيات سياسية نافذة، تتيح لها فرصة المعايشة عن كثب للحظات مفصلية في تاريخ العراق، إضافة إلى كل ذلك تعيشُ قصة حب فريدة مع منصور البادي الفلسطيني، الذي عانى مرارة الهجرة القسرية إثر هزيمة 1948 وشد رحاله نحو بغداد بحثاً عن أفق جديد، هنا يسمع باسم تاجي ويقرأُ ما خطه قلمها دفاعاً عن فلسطين، فتتملكه رغبة في رؤية هذه الصحافية الجريئة، غير أنَّ مسرح اللقاء سيكون خارج بغداد.
وأكّد الحضور أنّ رواية (النبيذة) استثمرت الحياة الشّخصيّة لصاحبتها، وحاولت الارتقاءَ بالواقع الذي تصدّت لمعالجته، ورفْعَه إلى مصاف التّخييل الفنيّ، وأنها حفرت في التاريخ، وأحسنتْ استثماره بصفته عنصراً سرديّاً، وأجادت التنقل بين الأزمنة والأمكنة، ولكنها لم تنجح في استثمار الوثيقة كما ينبغي؛ إذ بقيت الوثيقة نافرةً فيها، ولم تصبح جزءاً منها، كما ذكروا أنّ الكاتبة أغفلت الأسماء الحقيقية في نصّها الرّوائي لأسباب فنية، وأنّ نصّها اتصف بالرّشاقة في تنقُّلاته بين الأزمنة والأمكنة، واستخدم لأجل ذلك تقنية الفلاش باك، ونجح في ذلك إلى حد كبير، كما أشاروا إلى أن الكاتبة أحسنت في استثمار الأغاني والأحاجي، ولامست وجدان القارئ، ودفعته إلى القراءة طلباً للمتعة، ورغبة في الاطلاع على المادة التاريخية التي قاربتها الرواية، وأثارت من خلالها واقعا موجعاً لا يزال العراق يكتوي بناره، ويتألم مما أفضى إليه من معاناة وآلام حتى الآن.
وأشار بعضهم إلى أن الرواية ممتعة وسلسة، وتطفح بكثير من الجماليات التي تحفِّـز القارئ على مطالعة النص، والاستمتاع بما فيه من سرد آسر، في حين ذكر آخرون أن الرواية تنوء تحت تقل المباشرة والتقريرية، وأن الطابع الصحفي طغى على كثير من فقراتها، وتجلى بشكل خاص في بناء الجملة السردية، وآلية مقاربة الأحداث وتناولها وهو ما شكل ضعفا في بنائها الفنيّ.
وجائزة البوكر هي جائزة أدبية عالمية تختص بالأدب العربي، أنشئت في عام 2007، في أبو ظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة، حيث يوجد مقرها، وتم تنظيمها بتمويل من هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة وبدعم من مؤسسة جائزة بوكر البريطانية[1] وتمنح الجائزة في مجال الرواية حصرًا ويتم ترشيح قائمة طويلة يستخلص منها قائمة نهائية (قصيرة) من ست روايات لتتنافس فيما بينها على الجائزة وتمنح الرواية الفائزة خمسين ألف دولار أمريكي بالإضافة إلى عشرة آلاف دولار لكل رواية من الروايات الستة ضمن القائمة القصيرة.
في جلسة مناقشة عضوات مؤسسة بحر الثقافة لرواية ( النبيذة ) التي كانت إحدى الروايات الستة الفائزة بجائزة البوكر، التي تستمدُ الأمكنةُ خصوصيتها من الذكريات التي تختزنها وتقاوم بها سيولة الأحداث والتحولات، وما يستتبعُ ذلك من التقلبات في الطبائع على المستوى الاجتماعي والسياسي، لذلك فـــــإنَّ المشاهد التي تعجُ بها الذاكرةُ تُستعادُ ضمن الخطابات السردية، عندما يكونُ الواقعُ مُثخناً بالهزائم والانكسارات، إذ يربط حسن النعمي ظهور الفنون السردية والسير الشعبية، بحالة الإحباط التي تمر بها الأمة.
لا يجانبُ هذا الرأي صواباً إذا نظرنا إلى ما حملتهُ تطورات ما بعد 2003 في العراق من أعمال روائية قد تفوقُ كل ما قدمت قبل هذا التاريخ، ومن بين الأصوات الروائية على الساحة الأدبية تُعد الكاتبة والروائية العراقية إنعام كجه جي من القلائل الذين تمكنوا من تأثيث موادهم الروائية بتأنٍ وبدافع إبداعي محض، لذا يجدُ المتلقي آلية مميزة لدى إنعام كجه جي، في معالجة الثيمات المتنوعة، حيثُ لا تكتفي بتحويل ما هو حاضر وعياني، إلى مادة مسرودة، بل تتفاعل شخصياتها الروائية مع الحاضر، وتسترجعُ الوقائع التاريخية في آن، وبذلك تستكملُ عناصر وصفتها الروائية، وتندمجُ مُعطيات الماضي مع ما يفور به الحاضر من التطورات المُتَلاحِقة في نسيج سردها الروائي، وهذا الإجراء يتمثلُ أكثر في عملها الجديد «النبيذة» الصادر عن دار جديد ـ بيروت.
تدور الرواية حول حياة شخصية إشكالية ولدت في إيران ونشأت في العراق منتسبةً إلى زوج أمها، وعرفت باسم تاج الملوك عبدالمجيد، ما أن تظهر مفاتن الأنوثة على جسدها حتى تغادرُ منزل الأم وتقيمُ لدى طبيبة. تلمست تاجي أولى خطواتها نحو عالم الصحافة عن طريق شقيق الدكتورة، إذ بدأت بنشر المقالات والخواطر الأدبية إلى أن اتخذت العمل في الصحافة مهنةً وانضمت إلى صحيفة «النداء»، ومن ثُمَّ أطلقت مشروع مجلة «الرحاب»، بدعم من القصر الملكي، الأمر الذي فتح لها الباب على عوالم جديدة.
ولا تسع جغرافية معينة لحجم طموحاتها، وتجمعها الصحافة بشخصيات سياسية نافذة، تتيح لها فرصة المعايشة عن كثب للحظات مفصلية في تاريخ العراق، إضافة إلى كل ذلك تعيشُ قصة حب فريدة مع منصور البادي الفلسطيني، الذي عانى مرارة الهجرة القسرية إثر هزيمة 1948 وشد رحاله نحو بغداد بحثاً عن أفق جديد، هنا يسمع باسم تاجي ويقرأُ ما خطه قلمها دفاعاً عن فلسطين، فتتملكه رغبة في رؤية هذه الصحافية الجريئة، غير أنَّ مسرح اللقاء سيكون خارج بغداد.
وأكّد الحضور أنّ رواية (النبيذة) استثمرت الحياة الشّخصيّة لصاحبتها، وحاولت الارتقاءَ بالواقع الذي تصدّت لمعالجته، ورفْعَه إلى مصاف التّخييل الفنيّ، وأنها حفرت في التاريخ، وأحسنتْ استثماره بصفته عنصراً سرديّاً، وأجادت التنقل بين الأزمنة والأمكنة، ولكنها لم تنجح في استثمار الوثيقة كما ينبغي؛ إذ بقيت الوثيقة نافرةً فيها، ولم تصبح جزءاً منها، كما ذكروا أنّ الكاتبة أغفلت الأسماء الحقيقية في نصّها الرّوائي لأسباب فنية، وأنّ نصّها اتصف بالرّشاقة في تنقُّلاته بين الأزمنة والأمكنة، واستخدم لأجل ذلك تقنية الفلاش باك، ونجح في ذلك إلى حد كبير، كما أشاروا إلى أن الكاتبة أحسنت في استثمار الأغاني والأحاجي، ولامست وجدان القارئ، ودفعته إلى القراءة طلباً للمتعة، ورغبة في الاطلاع على المادة التاريخية التي قاربتها الرواية، وأثارت من خلالها واقعا موجعاً لا يزال العراق يكتوي بناره، ويتألم مما أفضى إليه من معاناة وآلام حتى الآن.
وأشار بعضهم إلى أن الرواية ممتعة وسلسة، وتطفح بكثير من الجماليات التي تحفِّـز القارئ على مطالعة النص، والاستمتاع بما فيه من سرد آسر، في حين ذكر آخرون أن الرواية تنوء تحت تقل المباشرة والتقريرية، وأن الطابع الصحفي طغى على كثير من فقراتها، وتجلى بشكل خاص في بناء الجملة السردية، وآلية مقاربة الأحداث وتناولها وهو ما شكل ضعفا في بنائها الفنيّ.
وجائزة البوكر هي جائزة أدبية عالمية تختص بالأدب العربي، أنشئت في عام 2007، في أبو ظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة، حيث يوجد مقرها، وتم تنظيمها بتمويل من هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة وبدعم من مؤسسة جائزة بوكر البريطانية[1] وتمنح الجائزة في مجال الرواية حصرًا ويتم ترشيح قائمة طويلة يستخلص منها قائمة نهائية (قصيرة) من ست روايات لتتنافس فيما بينها على الجائزة وتمنح الرواية الفائزة خمسين ألف دولار أمريكي بالإضافة إلى عشرة آلاف دولار لكل رواية من الروايات الستة ضمن القائمة القصيرة.