المصدر -
يجول في شرايين وأوردة الانسان البالغ 6-8 لتر من الدم حاملة الغذاء والطاقة والأوكسجين إلى كل أعضاء وأجهزة الانسان وناقلة مخلفات عمليات بناء الجسم وإنتاج الطاقة وغاز الكربون إلى أعضاء الجسم الطارحة للسموم والمخلفات (الرئة والكبد والكلية) كما يؤدي الدم دوراً في نقل الإشارات الكيميائية المنظمة لعمل أعضاء الجسم بين مختلف الأعضاء المنتجة لها والمتأثرة بها.
يتألف الدم من قسمين: قسم سائل يسمى البلازما يحمل المواد الغذائية المختلفة اللازمة لبناء خلايا جسم الانسان ومركبات كيميائية تعمل كناقل للإشارة ووسيلة اتصال بين مختلف الأعضاء والخلايا بالإضافة لبروتينات جهاز تخثر الدم التي تعمل كمرقئة لأي وعاء يتعرض للثقب لإيقاف النزيف وفقد الدم .
أما القسم الثاني: الخلوي فيتشكل من خلايا مسؤولة عن جهاز المناعة هي كريات الدم البيضاء وخلايا صغيرة هي الصفيحات تعمل كعامل أساسي في جهاز تخثر الدم وكريات الدم الحمراء ناقل الأوكسجين والكربون
تعيش كريات الدم الحمراء من شهر إلى شهرين وكريات الدم البيضاء المحببة بضعة أيام بينما تعيش اللمفاوية لمدة طويلة وهي تمثل الذاكرة المناعية للجسم أما الصفيحات فتعيش 4 إلى7 أيام، في فقر الدم المزمن ينخفض عديد خلايا الدم الحمراء عن العدد اللازم لعمل أعضاء الجسم المختلفة بشكل سليم، وفي أمراض أخرى تتأثر خلايا الدم البيضاء ما يؤثر على جهاز المناعة، والصفيحات ما يؤثر على وظيفة تخثر الدم ويعرض الانسان لنزف داخلي , يحاول الجسم جاهدا تعويض هذا النقص لكن في الكثير من الأحيان يلزم نقل دم من متبرع للحفاظ على حياة وصحة المريض, أما في الحوادث الطارئة التي ينجم عنها نزف شديد كحوادث السير والاصابات الرضية والنزف بعد الولادة أو عند اجراء عمل جراحي تتأثر أعضاء الجسم الحيوية لاسيما الدماغ والقلب بشدة وبسرعة للنقص في الأوكسجين والطاقة ولانخفاض ضغط الدم ما يعرض حياة الانسان ووظائفه الحيوية للخطر خلال دقائق ما يوجب النقل السريع للدم لإنقاذ حياته.
تعمل بنوك الدم على جمع الدم من متبرعين وفحصه للتأكد من خلوه من أي عوامل معدية والتأكد من ملائمته للمتبرع قبل نقله عند الحاجة اليه، لا يسمح الشرع الإسلامي ولا قوانين المملكة (وقوانين الكثير من الدول) بالمتاجرة بالدم: أي جمعه من متبرعين لقاء عائد مادي، ويبقى المصدر الرئيسي له هو التبرع الارادي لعمل الخير أو التبرع من أهل وأصدقاء المريض، ويعمل بنك الدم على التأكد من قدرة المتبرع على التبرع بدمه حيث يجب عليه الإجابة على العديد من الأسئلة ثم يفحص طبيا ويتم التأكد من عمره ووزنه وخلوه من الأمراض ومن وجود كمية كافية من خضاب الدم عنده تسمح له بالتبرع كما يطلب منه أن يؤكد موافقته الواعية خطيا لذلك بعد أن يتم شرح كل ما يجب معرفته للتبرع .
ويمكن للإنسان البالغ الصحيح الجسم التبرع حتى نصف لتر من دمه دون أي تأثير على صحته ونشاطه , قد تظهر أحيانا بعض الأعراض من دوار وتعب لكن سرعان ما تزول وغالبا ما تعود لتأثير عصبي نفسي, وبعد التبرع يتلقى نخاع العظم (وهو النسيج المسؤول عن انتاج خلايا الدم) إشارات عن الحاجة لتعويض الدم المفقود فيقوم بتنشيط توليد خلايا دم جديدة تعوض المفقود خلال أيام بخلايا أكثر نشاطا وحيوية في تأدية المهام المطلوبة منها .
وفي مستشفى الحمادي نقول لزائيرنا من المواطنين والمقيمين أنه بإمكانك في وقت صحتك أن تمنح غيرك فرصة للحياة , بضع دقائق لا تتجاوز 10-15 دقيقة ( وهو الوقت اللازم للتبرع ) يمكنك فيها أن تنقذ روح مريض, وأثناء قراءتك لهذه السطور فد يكون هناك مريض يعاني من مرض خطير أو مصاب بحادث وتعتمد حياته على توفر وحدة دم مطابقة لنوع دمه, قد لا يحتاج معظمنا لنقل دم طوال حياته لكن بالنسبة للبعض قد تعني قطرة الدم الفرق بين الحياة والموت
وأخيرا نقول تذكر قوله تعالى ( من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا ) .
الدكتور/مازن كراوي *
_______ *استشاري المختبر بمستشفى الحمادي بالرياض
يجول في شرايين وأوردة الانسان البالغ 6-8 لتر من الدم حاملة الغذاء والطاقة والأوكسجين إلى كل أعضاء وأجهزة الانسان وناقلة مخلفات عمليات بناء الجسم وإنتاج الطاقة وغاز الكربون إلى أعضاء الجسم الطارحة للسموم والمخلفات (الرئة والكبد والكلية) كما يؤدي الدم دوراً في نقل الإشارات الكيميائية المنظمة لعمل أعضاء الجسم بين مختلف الأعضاء المنتجة لها والمتأثرة بها.
يتألف الدم من قسمين: قسم سائل يسمى البلازما يحمل المواد الغذائية المختلفة اللازمة لبناء خلايا جسم الانسان ومركبات كيميائية تعمل كناقل للإشارة ووسيلة اتصال بين مختلف الأعضاء والخلايا بالإضافة لبروتينات جهاز تخثر الدم التي تعمل كمرقئة لأي وعاء يتعرض للثقب لإيقاف النزيف وفقد الدم .
أما القسم الثاني: الخلوي فيتشكل من خلايا مسؤولة عن جهاز المناعة هي كريات الدم البيضاء وخلايا صغيرة هي الصفيحات تعمل كعامل أساسي في جهاز تخثر الدم وكريات الدم الحمراء ناقل الأوكسجين والكربون
تعيش كريات الدم الحمراء من شهر إلى شهرين وكريات الدم البيضاء المحببة بضعة أيام بينما تعيش اللمفاوية لمدة طويلة وهي تمثل الذاكرة المناعية للجسم أما الصفيحات فتعيش 4 إلى7 أيام، في فقر الدم المزمن ينخفض عديد خلايا الدم الحمراء عن العدد اللازم لعمل أعضاء الجسم المختلفة بشكل سليم، وفي أمراض أخرى تتأثر خلايا الدم البيضاء ما يؤثر على جهاز المناعة، والصفيحات ما يؤثر على وظيفة تخثر الدم ويعرض الانسان لنزف داخلي , يحاول الجسم جاهدا تعويض هذا النقص لكن في الكثير من الأحيان يلزم نقل دم من متبرع للحفاظ على حياة وصحة المريض, أما في الحوادث الطارئة التي ينجم عنها نزف شديد كحوادث السير والاصابات الرضية والنزف بعد الولادة أو عند اجراء عمل جراحي تتأثر أعضاء الجسم الحيوية لاسيما الدماغ والقلب بشدة وبسرعة للنقص في الأوكسجين والطاقة ولانخفاض ضغط الدم ما يعرض حياة الانسان ووظائفه الحيوية للخطر خلال دقائق ما يوجب النقل السريع للدم لإنقاذ حياته.
تعمل بنوك الدم على جمع الدم من متبرعين وفحصه للتأكد من خلوه من أي عوامل معدية والتأكد من ملائمته للمتبرع قبل نقله عند الحاجة اليه، لا يسمح الشرع الإسلامي ولا قوانين المملكة (وقوانين الكثير من الدول) بالمتاجرة بالدم: أي جمعه من متبرعين لقاء عائد مادي، ويبقى المصدر الرئيسي له هو التبرع الارادي لعمل الخير أو التبرع من أهل وأصدقاء المريض، ويعمل بنك الدم على التأكد من قدرة المتبرع على التبرع بدمه حيث يجب عليه الإجابة على العديد من الأسئلة ثم يفحص طبيا ويتم التأكد من عمره ووزنه وخلوه من الأمراض ومن وجود كمية كافية من خضاب الدم عنده تسمح له بالتبرع كما يطلب منه أن يؤكد موافقته الواعية خطيا لذلك بعد أن يتم شرح كل ما يجب معرفته للتبرع .
ويمكن للإنسان البالغ الصحيح الجسم التبرع حتى نصف لتر من دمه دون أي تأثير على صحته ونشاطه , قد تظهر أحيانا بعض الأعراض من دوار وتعب لكن سرعان ما تزول وغالبا ما تعود لتأثير عصبي نفسي, وبعد التبرع يتلقى نخاع العظم (وهو النسيج المسؤول عن انتاج خلايا الدم) إشارات عن الحاجة لتعويض الدم المفقود فيقوم بتنشيط توليد خلايا دم جديدة تعوض المفقود خلال أيام بخلايا أكثر نشاطا وحيوية في تأدية المهام المطلوبة منها .
وفي مستشفى الحمادي نقول لزائيرنا من المواطنين والمقيمين أنه بإمكانك في وقت صحتك أن تمنح غيرك فرصة للحياة , بضع دقائق لا تتجاوز 10-15 دقيقة ( وهو الوقت اللازم للتبرع ) يمكنك فيها أن تنقذ روح مريض, وأثناء قراءتك لهذه السطور فد يكون هناك مريض يعاني من مرض خطير أو مصاب بحادث وتعتمد حياته على توفر وحدة دم مطابقة لنوع دمه, قد لا يحتاج معظمنا لنقل دم طوال حياته لكن بالنسبة للبعض قد تعني قطرة الدم الفرق بين الحياة والموت
وأخيرا نقول تذكر قوله تعالى ( من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا ) .
الدكتور/مازن كراوي *
_______ *استشاري المختبر بمستشفى الحمادي بالرياض