المصدر -
يتم حاليًا بيع جهاز «نوتا نوتا» لصناعة العطور، الذي ابتكره الشاب السعودي عبدالله باهبري، في كافة أنحاء العالم، واستطاع أن يجذب استثمارات تفوق الـ 1 مليون دولار. وتذكر رايتشل ماك أرثر أن الهدف التالي، الذي يسعى باهبري إلى تحقيقه هو أن يصبح جهازه بمثابة «يوتيوب فن صناعة العطور».
تُعد صناعة العطور من الصناعات الكبرى في المنطقة، حيث يشير أحد التقارير الصادر عن شركة يورو مونيتور إنترناشونال إلى أنه من المتوقع أن تصل قيمة بيع التجزئة في سوق العطور في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا إلى 8.5 مليارات دولار بحلول عام 2021 مقارنة بنحو 6.1 مليارات دولار في 2017.
وصلت قيمة إنفاق المستهلكين على العطور في منطقة دول التعاون الخليجي في عام 2017 إلى ما يقرب من 3 مليارات دولار، وتأتي كل من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة في مقدمة دول المنطقة انفاقًا على العطور بحجم مبيعات قدرها 1.8 مليار دولار و674 مليون دولار لكل منهما على الترتيب. ولا توجد أي مؤشرات على أن صناعة العطور ستعاني من أي موجة تباطؤ، حيث إنه من المتوقع أن تصل قيمة مبيعات التجزئة في صناعة العطور إلى ما يقرب من 3.6 مليارات دولار بحلول عام 2021، منها 2.1 مليار دولار نصيب المملكة العربية السعودية وحدها.
لذلك، فإنه ليس من المستغرب أن تأتي أحدث ابتكارات طرق تركيب وتصميم العطور على يد أحد رواد الأعمال السعوديين، على الرغم من اعترافه بنفسه بأن هذه الصناعة لم تكن تشغل المكانة الأولى في ترتيب الصناعات التي أراد العودة إليها عند تأسيسه لمشروعه في البداية في عام 2014.
ويقول عبدالله باهبري صاحب الابتكار: «لقد كنت أتساءل دومًا عن الأسباب التي تجعلنا نقف عند كوننا دولة مصدرة للمواد العطرية، وفكرت عن الوسيلة التي تمكننا من طرح منتجاتنا من العطور بأنفسنا في الأسواق العالمية. ولماذا ننتظر دومًا لأن تأتي الابتكارات والتكنولوجيا إلينا من الخارج، وهل يمكن أن نعكس تلك الفكرة بأن نصدر نحن تلك التكنولوجيا؟ وحينها قلت لنفسي إننا إذا أردنا أن ننطلق إلى العالمية، فيجب علينا أن نبتكر شيئًا مميزًا ومختلفًا».
ابتكار جهاز «نوتا نوتا»
يوصف جهاز نوتا نوتا بأنه «بمثابة بوابة للدخول إلى عالم السحر والجمال الذي يجمع بين المبدعين والمصممين من كافة أنحاء العالم»، حيث يسمح جهاز نوتا نوتا بما يضمه من تكنولوجيا فريدة للمستخدمين بأن يقوموا بمزج وتركيب مكونات عطورهم الشخصية بأنفسهم من خلال التطبيق المستخدم في الجهاز.
ووفقا للتوصيف المذكور على الموقع الخاص بعرض جهاز نوتا نوتا البالغ ثمنه 2699 ريال سعودي (أي ما يوازي 720 دولار) فإنه بمثابة «فكرة مستحدثة تساعد المرء على تركيب عطوره بلمسة شخصية، وأن استعمال هذا الجهاز سيكون جزءا من روتين حياتك اليومية تمامًا مثل قيامك بإعداد كوب من القهوة بمساعدة ماكينة صناعة القهوة. وباستعمال هذا الجهاز يمكن للمرء تجهيز العطر الذي يروق له قبل الخروج من المنزل، وأن يبتكر عطرًا فريدًا ليس فقط كل يوم بل وكل ليلة ولكل مناسبة وبحسب اختلاف حالته المزاجية».
وأشار باهبري -الذي قام مؤخرا بعرض جهازه نوتا نوتا خلال قمة مجموعة رواد الأعمال دبي 2019- قائلاً: «لقد كنت في بداية الأمر مهتمًّا بصناعة الطباعة الثلاثية الأبعاد». وأوضح أن فكرة ابتكار جهاز نوتا نوتا بدأت تتبلور في ذهنه عقب لقائه مع أحد مُصنعي العطور في الرياض.
وأضاف باهبري قائلاً: «طرأت على ذهني فكرة ابتكار طابعة ثلاثية الأبعاد خاصة بالعطور... وتخيلت شكل جهاز يعطيه المُستخدم أمرًا لطباعة العطر الذي يروق له».
بدأ باهبري، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة نوتا نوتا، العمل على فكرة جهاز يحمل اسم شركته «نوتا نوتا» في عام 2014، واستطاع أخيرا أن يدشنه بعد مرور أربع سنوات من العمل، وتحديدا في عام 2018، وكان الإقبال على الجهاز الجديد إيجابيًا بصورة مذهلة، حيث تم بيع الجهاز في منافذ كثيرة من بينها متاجر سيلفريدجز في المملكة المتحدة. وقد حصل الجهاز الجديد على جائزة آي.إف. العالمية لتصميم المنتجات لعام 2018.
وفي حين أن الجهاز مطروح حاليا للبيع في المتجر الإلكتروني الخاص بالشركة، إلا أن هناك خططًًا لتوزيع هذا الجهاز في الأسواق العالمية الكبرى من بينها البرازيل، التي تعد أكبر مستهلك للعطور على مستوى العالم. وعلى ما يبدو فإن رائد الأعمال السعودي المبتكر استطاع أن يبرم صفقة ستمكنه من بيع الجهاز في أكثر من 4000 منفذ بيع في أكبر دولة في قارة أمريكا الجنوبية.
والآن السؤال الذي يتبادر إلى الذهن هو: كيف يعمل هذا الجهاز؟ يستوعب الجهاز عددًا من الخراطيش المعروفة باسم «التولا»، وتحتوي كل منها على إحدى المجموعات العطرية الأساسية مثل:عطر الزعفران من عائلة التوابل وعطر الطحلب من عائلة المشتقات الحيوانية، وعطر الصندل من عائلة الأخشاب، وعطر البيرغموت من عائلة الحمضيات. وبمجرد وضع هذه الخراطيش في الجهاز، يمكن للمرء مزجها بمساعدة تطبيق الكتروني وصناعة زجاجة صغيرة من عطر من تصميمه الخاص قام بنفسه باختيار مكوناته.
ويوضح باهبري: «يمكن للجهاز أن يستوعب خراطيش مع الزيوت العطرية، بينما يقوم التطبيق بعمل العطر».
وبذلك يساعدنا الجهاز في عمل زجاجة العطر الخاصة بنا في بضع دقائق معدودة.
حرية اختيار عطرك الخاص
لقد بات من الواضح أن باهبري يمتلك خططًا من شأنها أن تحدث ثورة كبرى في طريقة تسوقنا للعطور.
ويوضح باهبري قائلاً: «لم أكن أرغب في الدخول في صناعة العطور، لكنني كنت مهتما بالثورة الصناعية الثالثة. عندما دخلت في هذا الأمر رأيت أن الأشخاص في هذه الصناعة يفتقدون للبيانات، بمعنى أنهم ينتجون ملايين من أنواع العطور، ويقومون بشحنها، لكن بعد ذلك لا يكون لديهم أي فكرة عما يحدث من جانب الموزعين، فالبيانات غير متوافرة.
يقول باهبري إنه يأمل أن تتمكن الأفكار الابتكارية مثل جهاز نوتا نوتا من تغيير ذلك الأمر ومنح فرصة للآخرين للمساهمة في الصناعة. فعلى سبيل المثال، يتضمن تطبيق نوتا نوتا شبكة اجتماعية تسمح للمستخدمين بتصميم العطر الخاص بهم واختيار اسم له ومشاركته مع الآخرين.
ويشير باهبري: «نحن نعمل من خلال هذا الابتكار على حل مشكلتين ونقدم في الوقت ذاته أفكارًا جديدة. لقد أصبحت مسألة إضفاء اللمسة الشخصية توجهًا شائعًا بصورة كبيرة في عالم المنتجات الاستهلاكية، ولذلك فإننا نُدخل صناعة العطور في المشهد الرقمي ونضفي عليها الطابع الديمقراطي من خلال حرية اختيار تركيبة العطر الشخصي. إننا نهدف إلى أن يصبح الجهاز هو بمثابة «يوتيوب فن صناعة العطور».
تحمس المستثمرين للفكرة
ويختتم باهبري حديثه قائلا: «في البداية وتحديدا في أول عامين من طرح الفكرة كنت اعتمد على جهودي الذاتية في المشروع والعمل بأقل التكاليف الممكنة. وفي وقت لاحق، استطعنا أن نحصل في عام 2017 على مليون دولار من مستثمرين داعمين للمشروعات الناشئة، علاوة على نصف مليون أخرى في العام الماضي 2018، وفيما يتعلق بالمستقبل، فإننا نفكر حاليا في الاستراتيجية التي ستناسبنا للمضي قدمًا في مشروعنا».
تُعد صناعة العطور من الصناعات الكبرى في المنطقة، حيث يشير أحد التقارير الصادر عن شركة يورو مونيتور إنترناشونال إلى أنه من المتوقع أن تصل قيمة بيع التجزئة في سوق العطور في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا إلى 8.5 مليارات دولار بحلول عام 2021 مقارنة بنحو 6.1 مليارات دولار في 2017.
وصلت قيمة إنفاق المستهلكين على العطور في منطقة دول التعاون الخليجي في عام 2017 إلى ما يقرب من 3 مليارات دولار، وتأتي كل من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة في مقدمة دول المنطقة انفاقًا على العطور بحجم مبيعات قدرها 1.8 مليار دولار و674 مليون دولار لكل منهما على الترتيب. ولا توجد أي مؤشرات على أن صناعة العطور ستعاني من أي موجة تباطؤ، حيث إنه من المتوقع أن تصل قيمة مبيعات التجزئة في صناعة العطور إلى ما يقرب من 3.6 مليارات دولار بحلول عام 2021، منها 2.1 مليار دولار نصيب المملكة العربية السعودية وحدها.
لذلك، فإنه ليس من المستغرب أن تأتي أحدث ابتكارات طرق تركيب وتصميم العطور على يد أحد رواد الأعمال السعوديين، على الرغم من اعترافه بنفسه بأن هذه الصناعة لم تكن تشغل المكانة الأولى في ترتيب الصناعات التي أراد العودة إليها عند تأسيسه لمشروعه في البداية في عام 2014.
ويقول عبدالله باهبري صاحب الابتكار: «لقد كنت أتساءل دومًا عن الأسباب التي تجعلنا نقف عند كوننا دولة مصدرة للمواد العطرية، وفكرت عن الوسيلة التي تمكننا من طرح منتجاتنا من العطور بأنفسنا في الأسواق العالمية. ولماذا ننتظر دومًا لأن تأتي الابتكارات والتكنولوجيا إلينا من الخارج، وهل يمكن أن نعكس تلك الفكرة بأن نصدر نحن تلك التكنولوجيا؟ وحينها قلت لنفسي إننا إذا أردنا أن ننطلق إلى العالمية، فيجب علينا أن نبتكر شيئًا مميزًا ومختلفًا».
ابتكار جهاز «نوتا نوتا»
يوصف جهاز نوتا نوتا بأنه «بمثابة بوابة للدخول إلى عالم السحر والجمال الذي يجمع بين المبدعين والمصممين من كافة أنحاء العالم»، حيث يسمح جهاز نوتا نوتا بما يضمه من تكنولوجيا فريدة للمستخدمين بأن يقوموا بمزج وتركيب مكونات عطورهم الشخصية بأنفسهم من خلال التطبيق المستخدم في الجهاز.
ووفقا للتوصيف المذكور على الموقع الخاص بعرض جهاز نوتا نوتا البالغ ثمنه 2699 ريال سعودي (أي ما يوازي 720 دولار) فإنه بمثابة «فكرة مستحدثة تساعد المرء على تركيب عطوره بلمسة شخصية، وأن استعمال هذا الجهاز سيكون جزءا من روتين حياتك اليومية تمامًا مثل قيامك بإعداد كوب من القهوة بمساعدة ماكينة صناعة القهوة. وباستعمال هذا الجهاز يمكن للمرء تجهيز العطر الذي يروق له قبل الخروج من المنزل، وأن يبتكر عطرًا فريدًا ليس فقط كل يوم بل وكل ليلة ولكل مناسبة وبحسب اختلاف حالته المزاجية».
وأشار باهبري -الذي قام مؤخرا بعرض جهازه نوتا نوتا خلال قمة مجموعة رواد الأعمال دبي 2019- قائلاً: «لقد كنت في بداية الأمر مهتمًّا بصناعة الطباعة الثلاثية الأبعاد». وأوضح أن فكرة ابتكار جهاز نوتا نوتا بدأت تتبلور في ذهنه عقب لقائه مع أحد مُصنعي العطور في الرياض.
وأضاف باهبري قائلاً: «طرأت على ذهني فكرة ابتكار طابعة ثلاثية الأبعاد خاصة بالعطور... وتخيلت شكل جهاز يعطيه المُستخدم أمرًا لطباعة العطر الذي يروق له».
بدأ باهبري، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة نوتا نوتا، العمل على فكرة جهاز يحمل اسم شركته «نوتا نوتا» في عام 2014، واستطاع أخيرا أن يدشنه بعد مرور أربع سنوات من العمل، وتحديدا في عام 2018، وكان الإقبال على الجهاز الجديد إيجابيًا بصورة مذهلة، حيث تم بيع الجهاز في منافذ كثيرة من بينها متاجر سيلفريدجز في المملكة المتحدة. وقد حصل الجهاز الجديد على جائزة آي.إف. العالمية لتصميم المنتجات لعام 2018.
وفي حين أن الجهاز مطروح حاليا للبيع في المتجر الإلكتروني الخاص بالشركة، إلا أن هناك خططًًا لتوزيع هذا الجهاز في الأسواق العالمية الكبرى من بينها البرازيل، التي تعد أكبر مستهلك للعطور على مستوى العالم. وعلى ما يبدو فإن رائد الأعمال السعودي المبتكر استطاع أن يبرم صفقة ستمكنه من بيع الجهاز في أكثر من 4000 منفذ بيع في أكبر دولة في قارة أمريكا الجنوبية.
والآن السؤال الذي يتبادر إلى الذهن هو: كيف يعمل هذا الجهاز؟ يستوعب الجهاز عددًا من الخراطيش المعروفة باسم «التولا»، وتحتوي كل منها على إحدى المجموعات العطرية الأساسية مثل:عطر الزعفران من عائلة التوابل وعطر الطحلب من عائلة المشتقات الحيوانية، وعطر الصندل من عائلة الأخشاب، وعطر البيرغموت من عائلة الحمضيات. وبمجرد وضع هذه الخراطيش في الجهاز، يمكن للمرء مزجها بمساعدة تطبيق الكتروني وصناعة زجاجة صغيرة من عطر من تصميمه الخاص قام بنفسه باختيار مكوناته.
ويوضح باهبري: «يمكن للجهاز أن يستوعب خراطيش مع الزيوت العطرية، بينما يقوم التطبيق بعمل العطر».
وبذلك يساعدنا الجهاز في عمل زجاجة العطر الخاصة بنا في بضع دقائق معدودة.
حرية اختيار عطرك الخاص
لقد بات من الواضح أن باهبري يمتلك خططًا من شأنها أن تحدث ثورة كبرى في طريقة تسوقنا للعطور.
ويوضح باهبري قائلاً: «لم أكن أرغب في الدخول في صناعة العطور، لكنني كنت مهتما بالثورة الصناعية الثالثة. عندما دخلت في هذا الأمر رأيت أن الأشخاص في هذه الصناعة يفتقدون للبيانات، بمعنى أنهم ينتجون ملايين من أنواع العطور، ويقومون بشحنها، لكن بعد ذلك لا يكون لديهم أي فكرة عما يحدث من جانب الموزعين، فالبيانات غير متوافرة.
يقول باهبري إنه يأمل أن تتمكن الأفكار الابتكارية مثل جهاز نوتا نوتا من تغيير ذلك الأمر ومنح فرصة للآخرين للمساهمة في الصناعة. فعلى سبيل المثال، يتضمن تطبيق نوتا نوتا شبكة اجتماعية تسمح للمستخدمين بتصميم العطر الخاص بهم واختيار اسم له ومشاركته مع الآخرين.
ويشير باهبري: «نحن نعمل من خلال هذا الابتكار على حل مشكلتين ونقدم في الوقت ذاته أفكارًا جديدة. لقد أصبحت مسألة إضفاء اللمسة الشخصية توجهًا شائعًا بصورة كبيرة في عالم المنتجات الاستهلاكية، ولذلك فإننا نُدخل صناعة العطور في المشهد الرقمي ونضفي عليها الطابع الديمقراطي من خلال حرية اختيار تركيبة العطر الشخصي. إننا نهدف إلى أن يصبح الجهاز هو بمثابة «يوتيوب فن صناعة العطور».
تحمس المستثمرين للفكرة
ويختتم باهبري حديثه قائلا: «في البداية وتحديدا في أول عامين من طرح الفكرة كنت اعتمد على جهودي الذاتية في المشروع والعمل بأقل التكاليف الممكنة. وفي وقت لاحق، استطعنا أن نحصل في عام 2017 على مليون دولار من مستثمرين داعمين للمشروعات الناشئة، علاوة على نصف مليون أخرى في العام الماضي 2018، وفيما يتعلق بالمستقبل، فإننا نفكر حاليا في الاستراتيجية التي ستناسبنا للمضي قدمًا في مشروعنا».