متعلق بأستار الكعبة، وكأنه جزء من ثوبها، 30 عاماً مضت، وهو الأقرب لعيون الراغبين بتقبيل الحجر الأسود، والأكثر ظهوراً على شاشات التلفاز، لكن قلة من الناس تعرف أنه "حمد الشريف" المستمتع كثيراً بوظيفته جاراً للحجر الأسود. وينتمي حمد الشريف إلى قطاع شرطة الحرم، المعنية كقيادات وأفراد بضمان ارتفاع مقاييس أمن البيت الحرام و سلاسة حركة مرتاديه، والتأكيد على أن كل فرد أمن موجود لتحقيق قوله تعالى (أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آمِنًا)، وبالتالي حمايتهم من أضرار التزاحم جزء من الأمن. ويتقارب حمد في بعض ساعات نهاره مع جيرانه في خدمة الكعبة، ثوبها، ومحيطها ونظافته، وكذلك زيادة في محفزاته على الاستمرار في العمل، لأنه وخلال ثلاثين عاماً لا يرغب في مفارقة الكعبة بينما غيره مستمر في خدمتها. وعندما يرخي الليل سدوله، ويبلغ الجسد أقصى جهده، ينزع حمد الشريف يده عن مكانها، ويعود إلى أسرته، وفي جيوب آخرته دعوات كبار سن ساعدهم على الاقتراب من الحجر الأسود مسحاً أو تقبيلاً.
المصدر -