المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الإثنين 25 نوفمبر 2024
ظاهرة التنمر لدىٰ طلاب المرحلة الإبتدائية وكيفية الحد منها
مرفت طيب
بواسطة : مرفت طيب 01-04-2019 09:24 مساءً 181.1K
المصدر -  
يعرف التنمر بأنه شكل من أشكال الإساءة والإيذاء موجه من قبل فرد أو مجموعة نحو فرد أو مجموعة تكون أضعف (في الغالب جسديا)، وهي من الأفعال المتكررة على مر الزمن والتي تنطوي على خلل (قد يكون حقيقياً أو متصورا) في ميزان القوى بالنسبة للطفل ذي القوة الأكبر أو بالنسبة لمجموعة تهاجم مجموعة أخرى أقل منها في القوة. يمكن أن يكون التنمر عن طريق التحرش الفعلي والاعتداء البدني، أو غيرها من أساليب الإكراه الأكثر دهاء مثل التلاعب.

كما يمكن تعريف التنمر بطرق مختلفة وكثيرة.

يشار إلى التنمر أيضاً في المدارس بالقرين المزعج. وغالباً ما يوصف التنمر في كثير من الأحيان على أنه شكل من أشكال المضايقات التي يرتكبها المسيء الذي يمتلك قوة بدنية أو اجتماعية وهيمنة أكثر من الضحية. أحياناً ما يشار إلى ضحية التنمر على أنها هدف. يمكن أن يكون التنمر لفظي وجسدي أو نفسي. في بعض الأحيان.

والتنمر ليس بالجديد بل موجود منذ عام 1825م ولكن لم يدرج تحت مسمى تنمر ولكن دُرج تحت الجرائم الأقل من القتل وكانت تسجل حوادث التنمر تحت سياق آخر .

أما في عصرنا الحالي فأصبح مسمىٰ التنمر معروفاً لدى الجميع .

وسوف يوضح لنا الأستاذ : عبدالرحمن عبدالله الصليهم المتخصص في التوجية والإرشاد الطلابي ، ماجستير علم إجتماع
من خلال الدراسة التي أجراها عن ظاهرة التنمر في المرحلة الإبتدائية ( بنين ) والتي سيوضح فيها:

أسباب التنمر ، وماهي النظريات المفسرة لتلك الأسباب ، وأشكالها، وماهي نتائج الدراسة الميدانية الخاصة بالتنمر، وهل أصبحت ظاهرة لدى الطلاب ، وكيف يمكننا الحد منها
وهذا ما سنلقي علية الضوء في السطور التالية .


بدأ الأستاذ/عبدالرحمن حديثه قائلاً:


image

تعد الاحداث المتسارعة سواء كانت الاقتصادية او الاجتماعية او التربوية و التكنولوجيا المتغيرة سببا في زياة صعوبة الحياة وتعقيداتها و ظهور العديد من المشكلات على كافة الاصعدة و من المشاكل التي تحدث في الخفاء و التي تؤثر سلبا علي ابنائنا الاطفال سلوك التنمر الاستقواء و الذي يؤثر على الطفل نفسيا وجسديا واجتماعيا وقد اصبحت هذه الظاهرة اكثر شيوعا في ظل عصر العولمة و الانفجار المعرفي ثوره الاتصالات والمعلومات الامر الذي يحتم علينا كمختصين وباحثين و معلمين ومربين و اولياء امور ان نهتم بهذه الظاهرة ونعرف اسبابها والنظريات المفسره لها ومنها:

١ - النظرية السلوكية :

تنظر للمتنمر على ان سلوكه يعززه من قبل المحيطين به مثل الاسره و الاصدقاء مما يعني ان السلوك متعلم من البيئه و من ثم فان الخبرات المختلفة التي اكتسب منها شخص ما السلوك العدواني قد تم تدعيمها بما يعزز لدى الشخص ظهور الاستجابه العدوانية كلما تعرض للموقف المحبب ولا يخفى ما لوسائل الاعلام و التواصل الاجتماعي دور كبير في هذا الشأن لان احساس وادراك الطفل يعتمد في المقام الاول على المحسوسات و الحركة و التلفزيون يحول المجردات الى محسوسات تساعد على سرعه وسهولة الاتصال التاثير المباشر علي الطفل كما ان نزعة التقليد لدى الطفل تنمي لديه العدوان المكتسب ويذهب السلوكيون الى ان السلوك العدواني المتمثل في التنمر كغيره من السلوكيات الانسانية الاخرى متعلم من خلال نتائجه فالسلوك العدواني كالتنمر متعلم اجتماعيا عن طريق ملاحظه الاطفال نماذج العدوان عند والديهم و مدرسيهم واصدقائهم و عبر وسائل الاعلام كما ان لاساليب التنشئه الاجتماعيه دورا كبيرا في هذا سواء كانت مباشرة او غير مباشرة مثل توجيهات الوالدين نحو عدوانيه اطفالهم بأخذ حقه ممن ضربه بيده او وجود النماذج و القدوات العدوانيه امام الاطفال.

٢- نظرية لازاروس للضغوط والتأقلم معها :

تقدم منظورا للمشاكل التي يعاني منها الاطفال و ما تسببه من ضغوط لديهم وانعكاساتها على ردود افعالهم في مواجهتهم لمختلف المواقف الحياتيه بما فيها الحياه المدرسيه فان استجابه الطفل و ردود افعاله في مواجهة هذه الضغوط تعتمد جزئيا على التفاعل المعقد بين مجموعه من العوامل الحاسمه مثل مستوى تطور الطفل و الحاله المزاجيه وطبيعه الشخصيه و العلاقات الاجتماعيه و المواقف السابقه التي تعرض فيها الطفل لضغط نفسي ومدى نجاحه في التعامل مع هذه المواقف او مدى الصعوبه التي لاقاها مع السياق الاجتماعي بالعلاقات بين الافراد و الذي حدثت في ظله هذه الاحداث فهناك اختلاف في مدى استجابات الاطفال للمواقف المهدده فبعضهم يواجهون الضغوط النفسيه بمرونه وثقه وبعضهم و خاصه التي تواجهه الضغوط القاسيه و هم الذين يخضعون لنوع من القسوه بصفه مستمره مثل تعرضهم لبعض انواع العنف و والمضايقات وكذلك المشاجرات مما يكون له التاثير السلبي عليهم فمنهم الذين يستمتعون بإرضاء الشعور بالاقتدار و السيطره على من هم اضعف منهم نفسيا أو جسديا او الاثنين معا وهنا يظهر سلوك التنمر ومع ابداء الطفل الاضعف الاستسلام و السلبيه و عدم ابلاغ الكبار من الاباء والامهات والمعلمين وهؤلاء هم من الذين تتمثل ردود افعالهم في مثل هذه المواقف الضاغطه بالاستسلام وفقدان الثقه بالنفس و صعوبه التغلب على المواقف الصعبه كمواقف الاعتداء من الاطفال الاقوى منهم جسديا او نفسيا او الاثنين معا وباستمرار سلوك التنمر وتكراره يصبح مزمنا مدى الحياه بحيث بمزاوله المتنمر له يزداد على مدار الاسبوع و تزداد كذلك حدته وتتفاقم بذلك مشاعر خيبه الامل و العجز و الرعب الدائم الذي يقع الطفل فريسه له و ضحيه .

٣- نظرية مهارات العقل ً المهارات الاجتماعية - المعرفية ً :

مهارات الأطفال الاجتماعية والمعرفية او قدرتهم على المعالجه و التفكير في المواقف الاجتماعيه يجب تضمينها ايضا كتفسير محتمل لسلوكيات التنمر والايذاء .
لانها مهارات لتهدئه النفس و السيطره على الغضب و تنظيم المجموعات و ايجاد حلول للنزاعات او القدره على المواجهه و الاحساس بلوئام الاجتماعي و القدره على التعرف على مشاعر الاخرين واقامه علاقه وديه معهم تؤثر في درجه فهمهم للحالات العقليه و معتقدات و مشاعر الاخرين فتتمثل رؤيه مؤيدي هذه النظريه حول النمط المشهور للتنمر الذي يعاني من قصور في المهارات الاجتماعيه - المعرفيه ويفتقر للتعاطف وفهم و مراعاه شعور الغير ويلجأ للعنف في حاله التنمر الجسدي والى استخدام اساليب التخويف الشديده في حاله التنمر العقلي لمعرفه نقطه ضعف الضحيه القاتله واستغلالها من ما يضعف مما من ثقة وتقدير الضحيه لذاتها فيما يشعرها ذلك بانها عديمه القيمه وتظل تحمل الاثار التي خلفها وتركها المتنمر عليها من ادراك منخفض للذات و النقد المستمر لها حتى لو توقف المتنمر عن سلوكيات وبالنسبه للضحايا فيتوافر لديهم مهارات اجتماعيه - معرفيه ولكن القصور يظهر في قدرتهم المنخفضة على استخدام هذه المهارات بصوره ايجابيه و بوجه عام فقصور المهارات الاجتماعيه يعني ارتكاب الحماقات السلوكيه و الاتصاف بالعدوانيه للمتنمر وبالسلبية للضحيه .

٤- نظرية العدوان الانفعالي :

هي من النظريات المعرفية وترى ان العدوان يمكن ان يكون ممتعا حيث ان هناك بعض الاشخاص يجدون استمتاعا في ايذاء الاخرين بالاضافه الى منافع اخرى فهم يستطيعون اثبات رجولتهم و يوضحوا انهم اقوياء وذو اهميه و انهم يكتسبون المكانه الاجتماعيه.
ولذلك فهم يرون ان العدوان يكون مجزيا مرضيا ومع استمرار مكافاتهم على عدوانهم يجدون في العدوان متعه لهم فهم يؤذون الاخرين حتى اذا لم تتم اثارتهم انفعاليا فاذا اصابهم ضجر وكانوا غير سعداء فمن الممكن ان يخرجوا في مرح عدواني ، إن هذا العنف يعززه عدد من الدوافع و الاسباب وأحد هذه الدوافع ان هولاء العدوانيين المتنمرين يريدون ان يبينوا للعالم وربما لا نفسهم انهم اقوياء ولابد ان يحظوا بالأهميه و الانتباه فقد اكدت الدراسات التي اجريت على العصابات العنيفه من الجانحين المراهقين بان هؤلاء يمكن ان يواجهوا الاخرين غالبا لاي سبب من اجل المتعه التي يحصلون عليها من إنزال الالم بالاآخرين بالاضافه الى تحقيق الاحساس بالقوه والضبط و السيطره .

سألت الأستاذ الصليهم عن نتائج الدراسة الميدانية الخاصة بظاهرة التنمر التي قام بها فقال :


نتائج الدراسة الميدانية الخاصة بظاهرة التنمر وانطلاقا من أهمية أن تعالج البحوث الإجتماعيه الظواهر المعاصرة التي تمثل خطورة لا سيما ما يتعلق منها بالنشء و الشباب وبقراءة سريعة في كتاب ظاهرة التنمر لطلاب المرحلة الابتدائية من وجهه نظر المعلمين وهذا الكتاب قمت بتأليفه بهدف الكشف عن مدى انتشار الظاهرة و الأسباب المؤدية اليها وانماطها الرئيسة ودور كل من المدرسة و الاسرة في الحد منها والقضاء عليها فمن ابرز النتائج التي توصلت اليها هذه الدراسه :


اولا :عن سؤال ما مدى انتشار التنمر داخل المدرسه ؟

اظهرت النتائج ان 101 من افراد الدراسه يمثلون ما نسبته 69.7% من اجمالي افراد الدراسه يرون ان ظاهره التنمر منتشره داخل المدرسه وهم الفئه الاكثر من افراد الدراسه بالاضافه الى 17 من افراد الدراسه يمثلون ما نسبته 11.7 % من افراد الدراسة يرون أن ظاهرة التنمر منتشرة بدرجة كبيره داخل المدرسه وهذا يدل على مدى انتشار ظاهره التنمر اي تقريبا 82% من المعلمين يرون انتشار ظاهره التنمر داخل المدارس.

ثانيا : اهم نتائج السؤال الثاني في الدراسه ما اسباب التنمر ودوافعه عند طلاب المرحله الابتدائيه من وجهه نظر المعلمين ؟

ان المتوسط العام لاستجابات افراد الدراسه قد بلغ 3.76 درجه من خمسه وهذا يعني ان فراد الدراسة موافقين على ان من اهم اسباب التنمر ودوافعه عند طلاب المرحله الابتدائيه من وجهه نظر المعلمين هي اولا حسب الاهميه

١- مشاهدة القنوات المرئية والعاب البلاي ستيشن العنيفه .

٢- التربيه الاسريه الخاطئه .

٣ - شخصية الطالب المتنمر مهيمنة على الاخرين .

ثالثا : من اهم نتائج السؤال الثالث ما اشكال التنمر الاكثر شيوعا عند طلاب المرحله الابتدائي من وجهه نظر المعلمين ؟

فنجد حسب الاجابات واختيار العبارات اهم انماط التنمر:

١ - السبب او التهديد

٢ - يعطي القاب ومسميات سيئه لزميله

٣ - التطاول على زملائه بالضرب او الصفع

٤ - تهديد زملائه باصدقاء اخرين .

رابعا : من اهم نتائج السؤال الرابع ما دور الاسره في الحد من التنمر عند طلاب المرحله الابتدائيه من وجهه نظر المعلمين؟

فنجد ان المتوسط العام لاستجابات افراد الدراسه قد بلغ اربعه فاصله 4،62 درجه من خمسه وهذا يعني ان افراد الدراسه موافقون بشده على ان دور الاسره في الحد من التنمر عند طلاب المرحلة الابتدائية يمكن ان يتلخص فيما يلي :

1- تعليم الطفل الاعتذار عند الاساءة للغير .

2- تعليم الابن اللجوء للمعلم ولادارة المدرسة حال تعرضه للايذاء لردع المتنمر .

3 - معرفة أصدقاء الابن ومدى تأثيره عليه سلبا او إيجابا .

4 - سؤال المدرسة عن سلوكيات الطالب السلبيه عن طريق الوكيل والمرشد الطلابي للاسراع بعلاجها .

5 - المراقبة والتحكم في البرامج التلفزيونيه و العاب البلاي ستيشن التي يشاهدها الابناء

خامسا :
من اهم نتائج السؤال الخامس في الدراسة ما دور المدرسة في الحد من التنمر عند طلاب المرحله الابتدائيه ؟

اظهرت النتائج ان المتوسط العام قد بلغ 4.63 درجه من 5 مما يعني انا افراد الدراسه موافق بشده على ان دور المدرسه في الحد من التنمر يكون من خلال :

1 - تطبيق الانظمه المدرسيه من الاداره - لائحة السلوك والمواظبة
- وعدم السماح لأي طالب ايذاء طالب اخر

2 - تشجيع الطلاب على الابلاغ الفوري لاي مشكلة تواجههم داخل المدرسة وخارجها .

3- تفعيل دور المراقبة لجميع مرافق المدرسة.

4 - تدريب المعلمين على حل وادارة النزاع الذي يحصل بين الطلاب حالة حدوثه .

5 - تفعيل دور المرشد الطلابي في مواجهة مشكله التنمر .

6 - تطبيق المعلم لمبدأ العدل بين الطلاب دون تمييز .

ولقد توصل الأستاذ: عبدالرحمن لعدة توصيات من خلال نتائج تلك الدراسة للحد من التنمر عند طلاب المرحله الابتدائية تتعلق بالأسرة وهي كالتالي :

1 - اعتماد مبادئ تربويه اساسيه
واضحه في تنشئه الاطفال والعمل على خلق مناخ نفسي وعاطفي طبيعي لنمو وازدهار قدرات الطفل في مراحل النمو المتواصله .

2 - فتح باب الحوار مع الطفل و الاستماع الى ما يقوله وذلك تحديد المشكله بشكل دقيق من اجل علاجها بوقت اسرع .

3 - تقبل الامر من الاسره وذلك عند معرفه ان الطفل قام بالتنمر على الطرف الاخر وعدم القيام بحمايته لان ذلك يعتبر مكافأة له على تنمره .

4 - يجب على الاسره تعويد الابن على اظهار الثقه بالنفس و التحدث بدون خجل عن اي مشكله تواجهه .

5 - العمل عن التربيه المتوازنه و التنشئه الجيده فلها تاثير على سلوكيات الابناء وتعاملهم مع الاخرين . 6 - يجب على الاسره المراقبه والتحكم في البرامج التلفزيونيه و العاب البلاي ستيشن التي يشاهدها الابناء ومتابعتهم بشكل جيد وبحذر .

7 - يجب على الاسره تعليم الابن اللجوء للمعلم ولاداره المدرسه حاله تعرضه للايذاء باي شكل من اشكال لردع المتنمر .

توصيات تتعلق بالمدرسه :

1 - يجب على المدرسه تطبيق الانظمه المدرسيه ( لائحه السلوك والمواظبه ) من قبل الاداره وعدم السماح لاي طالب ايذاء طالب اخر.

2 - يجب على المدرسه تشجيع الطلاب على الابلاغ الفوري لاي مشكله تواجههم داخل المدرسه وخارجها حتى لا تستفحل اكثر .

3 - يجب على المدرسه تفعيل دور المراقبه في جميع مرافق المدرسه . 4 - يجب على المدرسه تدريب المعلمين على حل واداره النزاع الذي يحصل بين الطلاب حال حدوثه .

5 - يجب على المدرسه تفعيل دور المرشد الطلابي في مواجهه المشكله ووضع الحلول المناسبه من وقايه وتوعيه وبرامج علاجيه .

6 - يجب على المدرسه تشجيع الطفل على الحديث والانصات له سواء كان الضحيه او المعتدي و توفير بيئه آمنه للتعليم داخل المدرسه .

7 - إقامة برامج توعويه للطلاب تشجع على السلوكيات وتعزز القيم الايجابيه .

8 - تفعيل الانشطه المدرسيه اللاصفيه التي يفرغ فيها الطالب طاقاته .

9 - التواصل الجيد بين الاباء والمعلمين وعقد لقاءات ومناقشات معهم في المدرسه لكي يكون الاباء على وعي بسلوكيات التنمر وتوضيح الاثار السلبيه للتنمر.