المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الأربعاء 25 ديسمبر 2024
من قمة القدس إلى قمة تونس: ترقـــــب.. وآمـــــال.. وطمــوحـــات
بواسطة : 28-03-2019 02:15 مساءً 12.0K
المصدر -  
يصل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز- حفظه الله- إلى تونس اليوم الخميس في زيارة رسمية بدعوة من فخامة الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي تسبق مشاركته في القمة العربية الـ30 التي تستضيفها تونس الأحد القادم. وتجيء زيارة الملك سلمان وسط ترحيب رسمي وشعبي كبير، لما يكنه الشعب التونسي من حب للمملكة وللملك سلمان خاصة أنه لم يزر تونس منذ سنوات طويلة عندما كان أميراً لمدينة الرياض. ويحظى الملك سلمان بتقدير واحترام وإعجاب على الصعيدين الرسمي والشعبي وله أفضال كبيرة على العلاقات الممتازة بين الشعبين الشقيقين في تونس والمملكة.
وحول هذه الزيارة الحدث، يقول الأستاذ محمد بن محمود العلي سفير المملكة لدى تونس: إن الزيارة تمثل حدثاً تاريخياً، هدفها تعزيز العلاقات التونسية السعودية ودفعها إلى الأمام والزيادة في حجم التعاون الثنائي بين البلدين الشقيقين في مختلف الميادين. وإن هناك ٣٠٠ ألف تونسي يعملون في المملكة في القطاع الأكاديمي والصحي وغيرهما، هم يعيشون بيننا كأشقاء لم نلحظ منهم ما يسيء لنا، والتونسيون هم من أعز الأشقاء معنا نفتح لهم قلوبنا قبل بيوتنا، وهناك إرادة على الزيادة في الاستفادة من الخبرات والكفاءات التونسية في المملكة. ورغم أننا تعودنا في المملكة على أننا لا نتحدث عما نقدمه لأشقائنا ومنهم تونس فإن قيمة الدعم السعودي لتونس يبلغ ٨٠٠ مليون دولار، منها ١٠٠ مليون دولار لإنشاء مستشفى جامعي في مدينة القيروان هبة من خادم الحرمين الشريفين وسيحمل المستشفى اسمه.. كما تبرع الملك سلمان بمبلغ ١٥ مليون دولار لترميم جامعة عقبة بن نافع بالقيروان وبمبلغ ٥ ملايين دولار لترميم جامع الزيتونة في تونس العاصمة، وهما إرث تاريخي سيتم ترميمهما تحت إشراف منظمة اليونسكو.. كما قامت المملكة ببناء ٤٦٠٠ مسكن في تونس، هذه من ثوابت تقاليدنا وقيمنا، وهذا من واجبنا.. إلى جانب ذلك تبلغ قيمة الاستثمارات السعودية الخاصة في تونس ومنها الفنادق السياحية ٤٠٠ مليون دولار. وعبّر السفير محمد بن محمود العليّ عن أمله بأن تخرج قمة تونس بنتائج إيجابية، وقال: نحن في المملكة نريد أن نكون عامل وحدة وتجميع لأمتنا العربية ولا نريد أن تتراكم الخلافات العربية. ولا يمكن أن نتخلى عن جامعة الدول العربية لأنها البيت العربي.
وقال: المملكة دولة قوية في المنطقة ومحورية، لن نتخلى عن أشقائنا وهي الوحيدة القادرة على مواجهة إيران التي تهدد المنطقة، والتي هي دولة عدوانية بأطماعها الفارسية، سنستمر في مواجهتها لحماية حدودنا وأشقائنا العرب. وإن المملكة مستهدفة لمكانتها وريادتها وقادتها وإصلاحاتها واقتصادها ولثقلها الإقليمي والدولي، وهي قوية بالله وبقيادتها ومحبيها. ولا بد أن نرتقي بأمتنا ونركز على التنمية والاقتصاد والفكر والثقافة.. وإن العرب في حاجة إلى الأمن والاستقرار. وقد دخلت المملكة إلى اليمن للدفاع عن الشرعية بقرار من الأمم المتحدة، ونحن لا نقبل أن نبقى تحت تهديد الحوثيين لأمن المملكة ولا نقبل بأن يكون الحوثيون «حزب الله» آخر في اليمن وأن ١١ مليار دولار هو حجم المساعدات الإنسانية التي قدمتها المملكة إلى اليمن.
ويقول الدكتور أحمد ونيس وزير الخارجية التونسي السابق: نرحب بالملك سلمان ونقول له: أهلاً وسهلاً بك وبالوفد الذي معك في تونس العربية الإسلامية التي لا تنسى ما قدمته المملكة لها وما قدمه الملك عبدالعزيز من دعم مالي ومعنوي ومن مؤازرة سياسية في سنوات كفاحها ضد الاستعمار الفرنسي من أجل استقلالها، وما تقدمه المملكة اليوم لنا من مساندة على جميع المستويات، وننتظر من زيارة الخير هذه أن تفعل اتفاقيات ومشاريع التعاون بين تونس والمملكة ومزيد من الارتقاء بالعلاقات التونسية السعودية الجيدة دائماً. ونتطلع إلى أن تكون قمة تونس ناجحة وفاعلة ولبنة في صرح التضامن العربي والعمل العربي المشترك.
ويقول الدبلوماسي التونسي عبدالله العبيدي: خادم الحرمين الشريفين مرحب به بقوة في تونس التي تحبه وتحب المملكة مهبط الوحي ومهد الرسالة المحمدية، ونرجو له ولمن معه إقامة طيبة، وندعو الله أن تكون زيارته طالع خير علينا وأن تكون نتائجها إيجابية جداً.. كما نطمح إلى أن تخرج قمة تونس بقرارات مهمة لفائدة الشعوب العربية التي تطالب بمزيد من الوحدة والتعاون والتضامن والتقدم لها ولدولها. ويقول الدكتور عبداللطيف عبيد الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية رئيس مركز تونس: إن وجود الملك سلمان بن عبدالعزيز في القمة الثلاثين مفتاح نجاح لها وعنصر قوة لتجمع القادة العرب ودليل على أن المملكة هي الحامية للوجود العربي والمدافعة عن الأمن القومي العربي والمصالح العربية.
ومن جانبه قال الدكتور صلاح الدين الجمالي

القمة العربية:
ويتوقع أن يفتتح خادم الحرمين الشريفين بصفته رئيساً للقمة العربية فى دورتها الـ29 أعمال القمة الثلاثين يوم الأحد القادم بحضور الملوك والرؤساء. وتنعقد هذه القمة والمنطقة العربية تواجه تحديات مختلفة وأزمات ومشاكل متعددة وأخطاراً شتى وسط آمال وطموحات كبيرة بتجاوز هذه الأزمات والمشاكل والتحديات اعتماداً على وحدة الصف العربي والتضامن وخدمة المصالح العليا للأمة العربية. ويرى كثير من المراقبين والمحللين السياسيين أن المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين نجحت خلال رئاستها للقمة العربية في العام الماضي بمدينة الظهران إلى الآن في عودة الوعي العربي ومحاصرة الخلافات العربية وتقوية التعاون العربي على جميع الأصعدة. وبذلت كل ما في وسعها لحل الأزمات القائمة في اليمن وسوريا والعراق وليبيا والصومال. وحققت نجاحات ممتازة في مكافحة الإرهاب وصيانة الأمن القومي العربي وأعادت القضية الفلسطينية إلى صدارة الاهتمامات العالمية ووضعتها في مقدمة أولويات القضايا العربية الراهنة. وكان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أطلق على قمة الظهران عند افتتاحها في شهر أبريل من العام الماضي اسم «قمة القدس»، وقال في كلمته الافتتاحية: ليعلم القاصي والداني أن فلسطين وشعبها في وجدان العرب والمسلمين.. وأن القضية الفلسطينية هي قضيتنا الأولى وستظل كذلك حتى حصول الشعب الفلسطيني الشقيق على جميع حقوقه المشروعة وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. وعلى هذا الأساس تبرعت المملكة بمبلغ ١٥٠ مليون دولار لبرنامج دعم الأوقاف الإسلامية في القدس و٥٠ مليون دولار لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى «الأونروا». ووصل حجم الدعم المالي والمساعدات الإنسانية والتنموية والمجتمعية الذي قدمته المملكة لفلسطين في المدة ما بين سنة ٢٠٠٠م وسنة ٢٠١٨م أكثر من ٦ مليارات دولار، إضافة إلى تمويلات أخرى.. كما قدمت المملكة ٢٦٤ مليون دولار لترميم وإنشاء الوحدات السكنية ٣٦٥ مليون دولار لتنفيذ مشروع سكني في رفح و١١١ مليون دولار للمراكز والخدمات الطبية و١٦٥ مليون دولار لمشاريع التعليم والمدارس و١٨ مليون دولار لمشاريع الأمن الغذائي و٢٥٠ مليون دولار لدعم الأسر والأيتام والجرحى و٣٠٠ مليون دولار للجنة الوطنية لإغاثة الشعب الفلسطيني و٤٢ مليون دولار لمشروعات إنشائية فلسطينية.
وخلال عام من الرئاسة السعودية للقمة العربية تحركت المملكة على جميع الجبهات لتطبيق توصيات قمة الظهران، وأكدت مصادر دبلوماسية لـ «اليمامة» أن قمة تونس ستكون استمراراً لقمة الظهران واستكمالاً لها وستتابع قمة تونس الملفات نفسها التي تناولها القادة العرب في قمتهم الماضية في الظهران. فهناك عدة عناصر تجمع المملكة وتونس من أبرزها الاعتدال والعقلانية وخدمة التعاون العربي والعمل العربي المشترك في كنف التضامن والإخوة والتوافق وفي هذا المناخ السليم من العلاقات السعودية التونسية المتميزة تسلم المملكة راية رئاسة القمة العربية إلى تونس، ووجود خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في قمة تونس أفضل ضمانة على نجاحها نظراً لحكمته ومصداقيته وصدقه وإخلاصه من أجل خير العرب وعزتهم وكرامتهم واستعادة مجدهم.