المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
السبت 28 ديسمبر 2024

حضرها ويرويها (لغرب) محمد توفيق بلو

فعاليات الجلوكوما والدروس المستفادة
يوسف بن ناجي- سفير غرب
بواسطة : يوسف بن ناجي- سفير غرب 27-03-2019 09:47 صباحاً 16.1K
المصدر -  
حظيت بحضور فعاليات الأسبوع العالمي للجلوكوما الذي نظمته الجمعية السعودية لطب العيون يومي الجمعة والسبت 22-23 مارس 2019م في الياسمين مول بجدة بالتزامن مع (الرياض، المدينة المنورة، جازان، بريدة، الظهران، تبوك، حائل، الباحة، حفر الباطن)، وأهنئهم على ما حققته تلك الفعاليات من نجاح خصوصاً جدة التي شهدتها من حيث التنظيم وعدد الحضور، والبرنامج.

وبرأيي كانت أهم فقرة من البرنامج هي اللقاء التثقيفي الذي عقده الأطباء للإجابة على أسئلة الجمهور عن مرض المياه الزرقاء «الجلوكوما» وطرق علاجه والوقاية منه، فقد طرحت خلالها سؤالين أحدهما عن اعتلالات الشبكية للمواليد الخدج، فقدم الدكتور أرشد منكابو استشاري طب عيون وجراحة الشبكية جواباً خلاصته أن الخدج هم الأطفال الذين يولدون مبكراً قبل ثلاثة أسابيع أو أكثر من وقت الولادة الطبيعي، وعادة ما يتعرضون لمشاكل صحية تستلزم عناية مركزة تتفاوت حسب مضاعفات الحالة، وإحدى تلك المشاكل هي اعتلال الشبكية بسبب نقص أو زيادة الأكسجين أثناء تلقيهم الرعاية في «الحضّانة»، مما قد يؤدي إلى تندب وانفصال الشبكية، وقد يكون الاعتلال بسيطا ويشفى من تلقاء نفسه وفي الحالات الخطيرة يؤدي إلى العمى، والكشف المبكر على الطفل هام جداً في الأسبوع الأول من الولادة على الأكثر، ويجب على والديه المتابعة المستمرة مع طبيب العيون خاصة إذا تقدمت الحالة ووصلت إلى حد أن يريا سحابة بيضاء على العين، وإن البرنامج الوطني لاعتلال الشبكية الخِداجي الذي دشنته وزارة الصحة مؤخراً في 21 قسم للعناية المركزة للخدج في المستشفيات التابعة لـ"الصحة" بمناطق المملكة يرسل تقارير الحالات المكتشفة إلى مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون للتشخيص الدقيق للحالة وإرسال التوصية إلكترونياً، متضمنة الخطة العلاجية، إما بالمتابعة أو بتحويلها إلى أحد الاستشاريين لتقديم العلاج، مما سيسهم بإذن الله في الحفاظ على بصر مئات من الخدج سنوياً.

وكان سؤالي الآخر عن أهمية ارتداء النظارات الشمسية خصوصا لمرضى المياه البيضاء والزرقاء فقدم الدكتور موسى الحربي استشاري جراحات القرنية والماء الأبيض جواباً مفاده أنها ضرورية لحماية العينين من الأشعة فوق البنفسجية التي قد تسبب لا قدر الله الإصابة بالساد «الماء الأبيض»، أو السرطان، أو تلف الشبكية لذلك على الكبار والصغار ارتداء النظارات الشمسية عند الخروج في أشعة الشمس نهاراً.

ومما أثار إعجابي هو حضور عدد من ذوي الإعاقة البصرية وأسرهم للفعالية منهن الأخصائية النفسية هناء باطرفي التي سألتها عن انطباعها ورأيها في الفعالية، فأعربت عن شكرها وتقديرها للأطباء الذين قدموا الإجابات الوافية عن مرض المياه الزرقاء الذي أدى إلى إعاقتها البصرية بسبب ولادتها المبكرة، وأشادت بالتنظيم وكثافة الحضور، وقالت إنها من أفضل الفعاليات التي حضرتها واثرتها بالمعلومات، وأوردت بعض الملاحظات والاقتراحات منها أن الضوضاء وارتفاع صوت السماعات بأكثر مما يجب أعاقها من الاعتماد على حاسة السمع في تركيزها وتنقلها لاسيما وأن السمع هي الحاسة الرئيسية التي يعتمد عليها المعاق بصرياً في التواصل والتنقل، وطالبت بأن يتم في الفعاليات المستقبلية تخصيص شخص ورقم هاتف في موقع الفعالية للتواصل معه في حال جاء معاق بصرياً بمفرده بسيارة أجرة واحتاج من يستقبله ويرشده لمكان الفعالية.

ومن وجهة نظري إن هذه الملاحظات والمقترحات في غاية الأهمية فمن الطبيعي أن يكون من بين الحضور ذوي إعاقة بصرية أو مرضى مياه زرقاء متقدمة التي من اعراضها ضعف البصر أو عدم القدرة على الرؤية بوضوح في الإضاءة الخافتة والتأثر بالوهج المنعكس من الإضاءات المشعة الأمر الذي سيجعلهم في حكم المعاقين بصرياً ولو ظرفياً، لذلك فأنه من الضروري عند اختيار مكان لتنظيم أي فعاليات مستقبلية أن يكون المكان مهيأ للوصول الشامل لذوي الإعاقة وقابل للتحكم في إضاءته والوهج المنبعث من انعكاسات أرضياته وهادئاً قليل الضوضاء وأن توزع السماعات بطريقة متوازنة للحد من الصدى، وأن يؤخذ في الاعتبار نشر الوعي والتعريف بالفعالية بين العاملين في المكان.

ومن المفيد جداً إشراك اختصاصيي بصريات وأخصائيي إعادة تأهيل ضمن برامج الفعاليات المشابهة بحكم أنهم المكملون للخدمات الطبية المرتبطة بمضاعفات المياه الزرقاء «الجلوكوما» وأمراض العيون الأخرى المسببة للإعاقة البصرية وذلك لتقديم المعلومات عن أحدث الأجهزة التعويضية المتوفرة والإرشادات اللازمة للتكيف مع الحالة.


خبر نشر بغرب: جمعية العيون السعودية .. تنبه لأن .. حرامي البصر يسبب العمى
https://garbnews.net/news/s/127336