المصدر -
انطلقت صباح الاثنين إعمال المؤتمر والمعرض السعودي للروبوتات والذي تنظمه الهيئة الملكية للجبيل وينبع بمركز الملك عبدالله الحضاري بمدينة الجبيل الصناعية والذي يعقد خلال الفترة ما بين 25-27 مارس 2019م وذلك برعاية الرئيس التنفيذي للهيئة الملكية بالجبيل المهندس مصطفى بن محمد المهدي وبحضور عددٍ من المسؤولين .
حيث ابدى المتحدث الرئيسي للمؤتمر المهندس فيصل الخالدي مدير الخبراء بوحدة التحول الرقمي الوطني شعوره بالفخر لتواجده في منطقةٍ صناعيةٍ وطنيةٍ ضخمةٍ مثل الجبيل الصناعية، والتي يقود التحول الرقمي فيها كوادر وطنية كفؤة.
وأضاف الخالدي أن وحدة التحول الرقمي تسعى لأن تساعد القطاعين الحكومي والخاص لوضع رؤيةٍ وطنيةٍ موحدةٍ تضع المملكة في ريادة عالم التقنية الرقمي، وأن مشاركته في هذا المؤتمر تهدف لتوضيح رؤية وحدة التحول الرقمي في تمكين القطاع الصناعي، وتصوره للمستقبل الوطني المعتمد على التقنية، وماهية الخطوات العملية التي تجعل من أعمالنا اليومية ومبادراتنا السنوية خططاً للوصول إلى رؤية المملكة 2030 الطموحة.
وأشار الخالدي إلى أن التحول الرقمي وثيق الصلة بالثورة الصناعية الرابعة، والتي يساعد على انتشارها عدد من العوامل، مثل زيادة عدد الحساسات الصناعية إلى 50 مليارٍ بحلول عام 2025، والتضخم المتسارع للقوة الحسابية لأجهزة الكمبيوتر خلال العقد الماضي، وزيادة عدد الروبوتات الصناعية بنسبة 63% ما بين عامي 2015 و 2019.
وناقش المهندس الخالدي أحد أكثر المخاوف انتشاراً في المجتمع اليوم، وهو أن الروبوتات ستقوم بالاستيلاء على وظائف البشر، فوضح أنها ستلغي الكثير من الوظائف المعتمدة على المجهود بالفعل، ولكنها على الجانب الآخر ستفتح الباب للكثير من الوظائف ذات القيمة العالية والتي تتطلب مهارات متخصصةٍ، وهي بطبيعتها ذات عائد أكبر على رأس المال البشري.
وقال الخالدي إن نماذج الأعمال الجديدة ستغير من هيكلة مؤسساتنا الإدارية وطريقة اتخاذ القرار، وهو ما يجعل التحول الرقمي ضرورةً قصوى وليس مجرد رفاهيةٍ جانبيةٍ، وأوضح أن وحدة التحول الرقمي عملت على وضع معايير تساعد القطاع الصناعي على تفعيل التحول الرقمي، وهي: هندسة العمليات على أسس رقمية, واستخدام التقنية لجعل تلك العوامل ذكيةً وتلقائيةً ومتصلةً، وأخيراً إعادة تشكيل الهيكلة الإدارية للمؤسسات وتجهيز كوادرها لتستوعب هذا التحول.
وعرج بعدها المهندس الخالدي على أحد أهم النقاط في كلمته، إذ تحدث عن دور التحول الرقمي في برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية، وهو أحد البرامج الأساسية لرؤية 2030 والذي أعلن عنه في شهر يناير الماضي وعلى مستوى المملكة، فقال المتحدث الخالدي أن المنظومة الاقتصادية للتحول الرقمي تشمل عدة مستوياتٍ من التعاون.
عقب ذلك القى المتحدث الضيف، الأستاذ المشارك في علم الروبوتكس بجامعة الملك سعود الدكتور خالد المتعب، كلمة عن التوجهات السائدة في عالم الروبوتات وتطبيقاتها عالمياً ومحلياً. والذي قال فيها أن الثورة الصناعية الرابعة أصبحت من ضروريات العصر، وأضاف أنه من الواجب علينا التأكد من تكامل القطاعين الأكاديمي والصناعي للموافقة بين استراتيجية النمو الاقتصادي في المملكة ونمو قطاع الروبوت.
وأشار الدكتور إلى تطبيقات الروبوتات المتنوعة، فذكر منها استخدام الروبوتات لاستكشاف الفضاء والكواكب المجاورة، واستغلاله للمساعدة في العمليات الجراحية وإعادة التأهيل ورعاية ذوي الاحتياجات الخاصة في القطاع الصحي، والاستخدامات الترفيهية كالروبوت الترحيبي والعناية المنزلية.
واستشهد الدكتور المتعب بحالة الروبوت الشهيرة صوفيا، والتي تم إعطائها الجنسية السعودية في مبادرة مستقبل الاستثمار قبل عامين، لتكون بذلك أول روبوت صاحب جنسيةٍ وطنيةٍ على مستوى العالم.
وتحدث الدكتور المتعب في كلمته عن بعض الاحصائيات الدالة على انتشار وجاذبية قطاع الروبوتيكس، مثل معدل نموه المركب السنوي 17%، كما أن القيمة السوقية لقطاع الروبوت ستتعدى حاجز 320 مليار دولارٍ بحلول 2030.
وأشار إلى أن الدول المتصدرة لقطاع الروبوتات دولياً تأتي من منطقة شرق آسيا، مثل اليابان وسنغافورة وكوريا الجنوبية، متبوعين ببعض الدول الأوربية المتقدمة صناعياً مثل ألمانيا والسويد وإيطاليا وفنلندا. وتحدث المتعب عن أحد أبرز الأمثلة لاستخدام الروبوت عالمياً وهو استخدام شركة أماوزن لروبوتات النقل في مستودعاتها، وهو ما قلل فترة إيصال البضائع المطلوبة من ساعة كاملةٍ إلى ربع ساعة فقط.
وانتقل الدكتور المتعب بعدها لمناقشة مستوى انتشار الروبوت في منطقة الشرق الأوسط، فذكر أنها متأخرةٌ في هذا المجال للأسف، وقال أنه عندما رجع من البعثة الدراسية بالخارج قبل 30 سنة لم يكن أحد على درايةٍ بهذا المجال، ولكنه اليوم منتشر كثيراً محلياً ولله الحمد، إذ تقوم الكثير من الشركات الصناعية السعودية باستخدامه، كما أن الجهات البحثية قامت بتخصيص الكثير من الموارد لتطويره ونشره على مستوى واسعٍ محلياً.
وقال الدكتور المتعب أن تأثير الروبوت على قطاع الصناعة واضح للعيان من جانب زيادة الفعالية وتقليل التكاليف، ولكنه تطرح في نفس الوقت بعض التحديات التي يجب علاجها أيضاً، مثل عدم عدالة توزيع الثروة وما يتبع ذلك من اضطراباتٍ اجتماعية.
عقب ذلك انطلقت جلسات المؤتمر والتي تحدث فيها مدير كلية الجبيل الصناعية الدكتور عيد الهاجري، عن أهمية الربط بين القطاعين الأكاديمي والصناعي للاستفادة من إمكانيات الروبوتيكس، واضاف ن الجيل القادم سيستخدم الذكاء الاصطناعي والروبوتيكس لأداء بعض المهام والاستفادة من تجاربها مباشرةً.
وذكر الدكتور الهاجري أن فجوة المهارات بين متطلبات السوق ومؤهلات الكوادر الحالية أخذةٌ في التوسع، ولهذا يجب على الجهات الأكاديمية أن تستثمر وبقوةٍ لتجهيز البنى التحتية، تطوير المعلمين،و تطوير المناهج وطرق التدريس، بما يتوافق مع متطلبات سوق العمل من مهاراتٍ متخصصةٍ ودقيقةٍ.
وقال الدكتور أن المهارات الحديثة المطلوبة اليوم مختلفةٌ عن السابق، إذ يركز سوق العمل على المهارات الرقمية، والتفكير الناقد، ومهارات التقنية والحواسيب، والعمل مع الأدوات الاستراتيجية، ومهارات البرمجة والأتمتة.
وركزت الأستاذة المساعدة بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتور فاطمة باعثمان في كلمتها، والتي تمحورت حول الذكاء الاصطناعي وكيفية استخدامه لزيادة فعالية عملية التصنيع.
فقالت أن التصنيع الذكي المستقبلي سيتميز بعدةٍ عوامل تزيد من تنافسيته، مثل اعتماده على الابتكار المزعزع الذي يزيد من الحصة السوقية، واستخدامه للتقنيات المبتكرة مثل الروبوتيكس، والبيانات الضخمة، والتحليل التنبؤي، والمحاكاة، والحوسبة عالية الأداء.
وأشارت الدكتورة باعثمان إلى أن الأدوات والطرق الهندسية التقليدية تستخدم دائماً لتحسين عمليةٍ ما، ولكنها لا تستطيع التكيف مع المتغيرات البيئية بسرعةٍ كافيةٍ، ولهذا تم ادخال الذكاء الاصطناعي لعلاج هذا النقص، وهو مما أدى لظهور قسمٍ هندسي جديدٍ يٌسمى بالتصميم التوليدي، والذي تقوم فيه الحواسيب برسم مئات التصاميم في كل ثانيةٍ بناءً على المتطلبات بدون أي تدخل بشري، وهو ما لا يمكننا فعله بنفس السرعة.
وتواصلت الجلسة بكلمة لرئيس الجمعية العربية للروبوت المهندس إسماعيل ياسين، والذي وضح أن التقنيات المتقدمة تصدرت مسرح الصناعة العالمي مثل الروبوتيكس وإنترنت الأشياء والبيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي، وهو ما سيعطينا القدرة على إنتاج أنظمةٍ ذكيةٍ قادرةٍ على خدمتنا بطرقٍ أدق وأفضل.
ونبه المهندس ياسين على أن بعض التقنيات الحديثة ما زالت غير ناضجة حتى الآن، وأن الاعتماد الكامل عليها لاتخاذ القرار في هذه المرحلة ليس محبذاً، واستشهد المهندس بكارثة تحطم الطائرة الأثيبوية قبل أيامٍ والتي توفي فيها 157 شخصاً، والتي يُعتقد أنها سقطت لعوامل مرتبطةٌ بأخطاءٍ في نظام الذكاء الاصطناعي.
فيما تحدث مهندس المختبر من جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية المهندس كاوت تيليجونف، عن جهود مختبر الروبوتيكس والأنظمة الذكية والتحكم التابع للجامعة، وقال أن بحوثهم تركز على أربعة مجالاتٍ رئيسيةٍ في عملهم، وهي النظم الذاتية القيادة، التفاعل بين البشر والآليات، والآليات الذاتية التجميع، وأخيراً الأساسيات. واستعرض المهندس تيليجونف بعض المخرجات البحثية للمختبر.
ثم تواصلت إعمال المؤتمر بالجلسة الثانية من المؤتمر، والتي استضافت عدداً من خبراء الصناعة لمناقشة حالات استخدام الروبوتات الناجحة في شركاتهم وبدأت الجلسة بممثل شركة شركة بيكر هيوز السيد راميش باريز، والذي تحدث عن نظامٍ روبوتي متطورٍ صنعته الشركة لفحص الأوعية، سواءً كان أنبوباً لنقل الموائع أو خزاناً لحفظ السوائل وغيرها، وتعتمد هذه التقنية على قدرة الروبوت بالالتصاق بجدران الوعاء والمشي عليها وتصويرها، ما يعطي المهندسين القدرة على فحص سلامة الوعاء وصيانته عن بعد ومن الداخل والخارج. تحدث عقيها ممثل شركة سابك المهندس هديب الشهراني عن استخدام نظامٍ شبيهٍ لصيانة أحد خزانات الأمونيا الضخمة، وهو ما وفر مبالغ طائلة على الشركة وقلل من مدة الصيانة المفترضة من ستة شهورٍ إلى إيامٍ قليلة.
استعرض في هذه الجلسة أيضاً الرئيس التنفيذي لشركة ايه سي اس الألمانية السيد اندري بالفينوف أحد ابتكارات شركته، وهو روبوت زاحف يفحص الأنابيب من الداخل. وتحدث ممثل شركة بلانيس تكنولوجي سيد أمين حسن عن الحلول التي تقدمها شركته للفحص الروبوتي للمناطق المغمورة بالماء.
وقدم سنلكومار بيلاي من شركة حديد ورقة بحثية عن استخدام الروبوتات في أحد مصانع الشركة لأتمتة عمليات صهر وصب الحديد.
وتحدث بعدها ممثل شركة شرق المهندس عمرو حسنين عن حالة استخدام الطائرات من دون طيارٍ لفحص الشعلات النارية العالية للمصانع، وذلك باستخدام الطائرات بدون طيار (درون) المزودة بمناظير الرؤية الحرارية.
واختتمت الجلسة بمتحدثٍ من شركة حديد وهو عبدالله المسند، والذي ناقش جانب الدعم التقني والصيانة للروبوتات، فوضح أن شركته واجهت عدة مشاكل متكررةً مع أحد الأذرع الصناعية الآلية التي يملكونها، والتي لم يتمكنوا من حلها رغم محاولاتهم الحثيثة والجهد الكبير.
وأقيم على هامش فعاليات اليوم الأول ورشة عمل تتحدث عن مجال ريادة الأعمال في مجال الروبوتيكس، والتي قدمها الأستاذ وسام منشي من شركة الأساليب الذكية، والذي تحدث فيها عن طريقة بناء الشركات الناشئة في مجال الروبوتيكس، وأهم اللاعبين والداعمين والمستثمرين في المنظومة البيئي في هذا المجال، وكيف يمكن للشركات الصغيرة أن تنافس عمالقة الصناعة القائمين بالفعل.
ووجه الأستاذ وسام عدة نصائح عمليةٍ للحضور لاختصار الوقت والتكاليف اللازمة، مثل طريقة استخدام المكتبات العامة للملفات مفتوحة المصدر، والتركيز على بعض المهارات التي يتصاعد الطلب عليها في السوق محلياً.
هذا وقد ناقش المؤتمر مواضيع مهمةٍ لتطوير قطاع الروبوتيكس في المملكة العربية السعودية، مثل التصنيع الذكي وتطبيقات الأتمتة،و أسباب انتشار الروبوتات الصناعية التقنيات المستقبلية ونقص المهارات، وتطبيقات السلامة في مجال الروبوتيكس. ولقد استضاف المعرض المصاحب أبرز الجهات البحثية والأكاديمية والصناعية الفاعلة في مجال الروبوتيكس بالمملكة، مثل مركز أبحاث الروبوتات الذكية من جامعة الملك سعود، وجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، شركة بيكر هيوز التابعة لجنرال إلكتريك، وشركة الروبوتات العربية، غيرهم الكثير.
حيث ابدى المتحدث الرئيسي للمؤتمر المهندس فيصل الخالدي مدير الخبراء بوحدة التحول الرقمي الوطني شعوره بالفخر لتواجده في منطقةٍ صناعيةٍ وطنيةٍ ضخمةٍ مثل الجبيل الصناعية، والتي يقود التحول الرقمي فيها كوادر وطنية كفؤة.
وأضاف الخالدي أن وحدة التحول الرقمي تسعى لأن تساعد القطاعين الحكومي والخاص لوضع رؤيةٍ وطنيةٍ موحدةٍ تضع المملكة في ريادة عالم التقنية الرقمي، وأن مشاركته في هذا المؤتمر تهدف لتوضيح رؤية وحدة التحول الرقمي في تمكين القطاع الصناعي، وتصوره للمستقبل الوطني المعتمد على التقنية، وماهية الخطوات العملية التي تجعل من أعمالنا اليومية ومبادراتنا السنوية خططاً للوصول إلى رؤية المملكة 2030 الطموحة.
وأشار الخالدي إلى أن التحول الرقمي وثيق الصلة بالثورة الصناعية الرابعة، والتي يساعد على انتشارها عدد من العوامل، مثل زيادة عدد الحساسات الصناعية إلى 50 مليارٍ بحلول عام 2025، والتضخم المتسارع للقوة الحسابية لأجهزة الكمبيوتر خلال العقد الماضي، وزيادة عدد الروبوتات الصناعية بنسبة 63% ما بين عامي 2015 و 2019.
وناقش المهندس الخالدي أحد أكثر المخاوف انتشاراً في المجتمع اليوم، وهو أن الروبوتات ستقوم بالاستيلاء على وظائف البشر، فوضح أنها ستلغي الكثير من الوظائف المعتمدة على المجهود بالفعل، ولكنها على الجانب الآخر ستفتح الباب للكثير من الوظائف ذات القيمة العالية والتي تتطلب مهارات متخصصةٍ، وهي بطبيعتها ذات عائد أكبر على رأس المال البشري.
وقال الخالدي إن نماذج الأعمال الجديدة ستغير من هيكلة مؤسساتنا الإدارية وطريقة اتخاذ القرار، وهو ما يجعل التحول الرقمي ضرورةً قصوى وليس مجرد رفاهيةٍ جانبيةٍ، وأوضح أن وحدة التحول الرقمي عملت على وضع معايير تساعد القطاع الصناعي على تفعيل التحول الرقمي، وهي: هندسة العمليات على أسس رقمية, واستخدام التقنية لجعل تلك العوامل ذكيةً وتلقائيةً ومتصلةً، وأخيراً إعادة تشكيل الهيكلة الإدارية للمؤسسات وتجهيز كوادرها لتستوعب هذا التحول.
وعرج بعدها المهندس الخالدي على أحد أهم النقاط في كلمته، إذ تحدث عن دور التحول الرقمي في برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية، وهو أحد البرامج الأساسية لرؤية 2030 والذي أعلن عنه في شهر يناير الماضي وعلى مستوى المملكة، فقال المتحدث الخالدي أن المنظومة الاقتصادية للتحول الرقمي تشمل عدة مستوياتٍ من التعاون.
عقب ذلك القى المتحدث الضيف، الأستاذ المشارك في علم الروبوتكس بجامعة الملك سعود الدكتور خالد المتعب، كلمة عن التوجهات السائدة في عالم الروبوتات وتطبيقاتها عالمياً ومحلياً. والذي قال فيها أن الثورة الصناعية الرابعة أصبحت من ضروريات العصر، وأضاف أنه من الواجب علينا التأكد من تكامل القطاعين الأكاديمي والصناعي للموافقة بين استراتيجية النمو الاقتصادي في المملكة ونمو قطاع الروبوت.
وأشار الدكتور إلى تطبيقات الروبوتات المتنوعة، فذكر منها استخدام الروبوتات لاستكشاف الفضاء والكواكب المجاورة، واستغلاله للمساعدة في العمليات الجراحية وإعادة التأهيل ورعاية ذوي الاحتياجات الخاصة في القطاع الصحي، والاستخدامات الترفيهية كالروبوت الترحيبي والعناية المنزلية.
واستشهد الدكتور المتعب بحالة الروبوت الشهيرة صوفيا، والتي تم إعطائها الجنسية السعودية في مبادرة مستقبل الاستثمار قبل عامين، لتكون بذلك أول روبوت صاحب جنسيةٍ وطنيةٍ على مستوى العالم.
وتحدث الدكتور المتعب في كلمته عن بعض الاحصائيات الدالة على انتشار وجاذبية قطاع الروبوتيكس، مثل معدل نموه المركب السنوي 17%، كما أن القيمة السوقية لقطاع الروبوت ستتعدى حاجز 320 مليار دولارٍ بحلول 2030.
وأشار إلى أن الدول المتصدرة لقطاع الروبوتات دولياً تأتي من منطقة شرق آسيا، مثل اليابان وسنغافورة وكوريا الجنوبية، متبوعين ببعض الدول الأوربية المتقدمة صناعياً مثل ألمانيا والسويد وإيطاليا وفنلندا. وتحدث المتعب عن أحد أبرز الأمثلة لاستخدام الروبوت عالمياً وهو استخدام شركة أماوزن لروبوتات النقل في مستودعاتها، وهو ما قلل فترة إيصال البضائع المطلوبة من ساعة كاملةٍ إلى ربع ساعة فقط.
وانتقل الدكتور المتعب بعدها لمناقشة مستوى انتشار الروبوت في منطقة الشرق الأوسط، فذكر أنها متأخرةٌ في هذا المجال للأسف، وقال أنه عندما رجع من البعثة الدراسية بالخارج قبل 30 سنة لم يكن أحد على درايةٍ بهذا المجال، ولكنه اليوم منتشر كثيراً محلياً ولله الحمد، إذ تقوم الكثير من الشركات الصناعية السعودية باستخدامه، كما أن الجهات البحثية قامت بتخصيص الكثير من الموارد لتطويره ونشره على مستوى واسعٍ محلياً.
وقال الدكتور المتعب أن تأثير الروبوت على قطاع الصناعة واضح للعيان من جانب زيادة الفعالية وتقليل التكاليف، ولكنه تطرح في نفس الوقت بعض التحديات التي يجب علاجها أيضاً، مثل عدم عدالة توزيع الثروة وما يتبع ذلك من اضطراباتٍ اجتماعية.
عقب ذلك انطلقت جلسات المؤتمر والتي تحدث فيها مدير كلية الجبيل الصناعية الدكتور عيد الهاجري، عن أهمية الربط بين القطاعين الأكاديمي والصناعي للاستفادة من إمكانيات الروبوتيكس، واضاف ن الجيل القادم سيستخدم الذكاء الاصطناعي والروبوتيكس لأداء بعض المهام والاستفادة من تجاربها مباشرةً.
وذكر الدكتور الهاجري أن فجوة المهارات بين متطلبات السوق ومؤهلات الكوادر الحالية أخذةٌ في التوسع، ولهذا يجب على الجهات الأكاديمية أن تستثمر وبقوةٍ لتجهيز البنى التحتية، تطوير المعلمين،و تطوير المناهج وطرق التدريس، بما يتوافق مع متطلبات سوق العمل من مهاراتٍ متخصصةٍ ودقيقةٍ.
وقال الدكتور أن المهارات الحديثة المطلوبة اليوم مختلفةٌ عن السابق، إذ يركز سوق العمل على المهارات الرقمية، والتفكير الناقد، ومهارات التقنية والحواسيب، والعمل مع الأدوات الاستراتيجية، ومهارات البرمجة والأتمتة.
وركزت الأستاذة المساعدة بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتور فاطمة باعثمان في كلمتها، والتي تمحورت حول الذكاء الاصطناعي وكيفية استخدامه لزيادة فعالية عملية التصنيع.
فقالت أن التصنيع الذكي المستقبلي سيتميز بعدةٍ عوامل تزيد من تنافسيته، مثل اعتماده على الابتكار المزعزع الذي يزيد من الحصة السوقية، واستخدامه للتقنيات المبتكرة مثل الروبوتيكس، والبيانات الضخمة، والتحليل التنبؤي، والمحاكاة، والحوسبة عالية الأداء.
وأشارت الدكتورة باعثمان إلى أن الأدوات والطرق الهندسية التقليدية تستخدم دائماً لتحسين عمليةٍ ما، ولكنها لا تستطيع التكيف مع المتغيرات البيئية بسرعةٍ كافيةٍ، ولهذا تم ادخال الذكاء الاصطناعي لعلاج هذا النقص، وهو مما أدى لظهور قسمٍ هندسي جديدٍ يٌسمى بالتصميم التوليدي، والذي تقوم فيه الحواسيب برسم مئات التصاميم في كل ثانيةٍ بناءً على المتطلبات بدون أي تدخل بشري، وهو ما لا يمكننا فعله بنفس السرعة.
وتواصلت الجلسة بكلمة لرئيس الجمعية العربية للروبوت المهندس إسماعيل ياسين، والذي وضح أن التقنيات المتقدمة تصدرت مسرح الصناعة العالمي مثل الروبوتيكس وإنترنت الأشياء والبيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي، وهو ما سيعطينا القدرة على إنتاج أنظمةٍ ذكيةٍ قادرةٍ على خدمتنا بطرقٍ أدق وأفضل.
ونبه المهندس ياسين على أن بعض التقنيات الحديثة ما زالت غير ناضجة حتى الآن، وأن الاعتماد الكامل عليها لاتخاذ القرار في هذه المرحلة ليس محبذاً، واستشهد المهندس بكارثة تحطم الطائرة الأثيبوية قبل أيامٍ والتي توفي فيها 157 شخصاً، والتي يُعتقد أنها سقطت لعوامل مرتبطةٌ بأخطاءٍ في نظام الذكاء الاصطناعي.
فيما تحدث مهندس المختبر من جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية المهندس كاوت تيليجونف، عن جهود مختبر الروبوتيكس والأنظمة الذكية والتحكم التابع للجامعة، وقال أن بحوثهم تركز على أربعة مجالاتٍ رئيسيةٍ في عملهم، وهي النظم الذاتية القيادة، التفاعل بين البشر والآليات، والآليات الذاتية التجميع، وأخيراً الأساسيات. واستعرض المهندس تيليجونف بعض المخرجات البحثية للمختبر.
ثم تواصلت إعمال المؤتمر بالجلسة الثانية من المؤتمر، والتي استضافت عدداً من خبراء الصناعة لمناقشة حالات استخدام الروبوتات الناجحة في شركاتهم وبدأت الجلسة بممثل شركة شركة بيكر هيوز السيد راميش باريز، والذي تحدث عن نظامٍ روبوتي متطورٍ صنعته الشركة لفحص الأوعية، سواءً كان أنبوباً لنقل الموائع أو خزاناً لحفظ السوائل وغيرها، وتعتمد هذه التقنية على قدرة الروبوت بالالتصاق بجدران الوعاء والمشي عليها وتصويرها، ما يعطي المهندسين القدرة على فحص سلامة الوعاء وصيانته عن بعد ومن الداخل والخارج. تحدث عقيها ممثل شركة سابك المهندس هديب الشهراني عن استخدام نظامٍ شبيهٍ لصيانة أحد خزانات الأمونيا الضخمة، وهو ما وفر مبالغ طائلة على الشركة وقلل من مدة الصيانة المفترضة من ستة شهورٍ إلى إيامٍ قليلة.
استعرض في هذه الجلسة أيضاً الرئيس التنفيذي لشركة ايه سي اس الألمانية السيد اندري بالفينوف أحد ابتكارات شركته، وهو روبوت زاحف يفحص الأنابيب من الداخل. وتحدث ممثل شركة بلانيس تكنولوجي سيد أمين حسن عن الحلول التي تقدمها شركته للفحص الروبوتي للمناطق المغمورة بالماء.
وقدم سنلكومار بيلاي من شركة حديد ورقة بحثية عن استخدام الروبوتات في أحد مصانع الشركة لأتمتة عمليات صهر وصب الحديد.
وتحدث بعدها ممثل شركة شرق المهندس عمرو حسنين عن حالة استخدام الطائرات من دون طيارٍ لفحص الشعلات النارية العالية للمصانع، وذلك باستخدام الطائرات بدون طيار (درون) المزودة بمناظير الرؤية الحرارية.
واختتمت الجلسة بمتحدثٍ من شركة حديد وهو عبدالله المسند، والذي ناقش جانب الدعم التقني والصيانة للروبوتات، فوضح أن شركته واجهت عدة مشاكل متكررةً مع أحد الأذرع الصناعية الآلية التي يملكونها، والتي لم يتمكنوا من حلها رغم محاولاتهم الحثيثة والجهد الكبير.
وأقيم على هامش فعاليات اليوم الأول ورشة عمل تتحدث عن مجال ريادة الأعمال في مجال الروبوتيكس، والتي قدمها الأستاذ وسام منشي من شركة الأساليب الذكية، والذي تحدث فيها عن طريقة بناء الشركات الناشئة في مجال الروبوتيكس، وأهم اللاعبين والداعمين والمستثمرين في المنظومة البيئي في هذا المجال، وكيف يمكن للشركات الصغيرة أن تنافس عمالقة الصناعة القائمين بالفعل.
ووجه الأستاذ وسام عدة نصائح عمليةٍ للحضور لاختصار الوقت والتكاليف اللازمة، مثل طريقة استخدام المكتبات العامة للملفات مفتوحة المصدر، والتركيز على بعض المهارات التي يتصاعد الطلب عليها في السوق محلياً.
هذا وقد ناقش المؤتمر مواضيع مهمةٍ لتطوير قطاع الروبوتيكس في المملكة العربية السعودية، مثل التصنيع الذكي وتطبيقات الأتمتة،و أسباب انتشار الروبوتات الصناعية التقنيات المستقبلية ونقص المهارات، وتطبيقات السلامة في مجال الروبوتيكس. ولقد استضاف المعرض المصاحب أبرز الجهات البحثية والأكاديمية والصناعية الفاعلة في مجال الروبوتيكس بالمملكة، مثل مركز أبحاث الروبوتات الذكية من جامعة الملك سعود، وجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، شركة بيكر هيوز التابعة لجنرال إلكتريك، وشركة الروبوتات العربية، غيرهم الكثير.