المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الإثنين 23 ديسمبر 2024
انتحلت شخصية شقيقها وعاشت بين طالبان 12 عاماً
تيرنو بن بشير صو - السنغال
بواسطة : تيرنو بن بشير صو - السنغال 13-03-2019 06:43 مساءً 11.1K
المصدر -  
فتاة أفغانية تدعى «نادية» تنكرت في زيّ أخيها «زلماي»، وحملت اسمه وعاشت 12 عاماً في صفوف طالبان كما لو أنها فتى، انخرطت خلالها في العمل داخل التنظيم في شؤون «الزراعة والطبخ والحراسة والقتال، بل وتطور الأمر لأن أصبحت إماماً للمصلين، لتفرّ بعدها براً إلى أن استقر الحال بها في مدينة برشلونة بإسبانيا، حيث التحقت بالدراسة في الصفوف الأساسية، لتعود بعد سنوات طوال لصورتها كأنثى، وتصبح حديث الناس.

محنة أليمة

قصة الفتاة نادية باتت حديث الناس في أوروبا وخاصة فرنسا، لا سيما بعد أن دعتها وسائل الإعلام الفرنسية لإجراء لقاءات معها للتعرف على هذه القصة المثيرة التي نشرتها الصحف الإسبانية والفرنسية والكثير من وسائل الإعلام الأوروبية، حيث سردت نادية قصتها أمام الجمهور الفرنسي، قائلة:

«وُلدت عام 1985 في مدينة كابول عاصمة أفغانستان، وعند بلوغي الثامنة، أي عام 1992، سقطت قذيفة على منزلنا خلال الحرب السوفييتية الأفغانية، حصدت أرواح أبي وشقيقيّ الذين توفوا في الحال، أما أنا وشقيقاتي وأمي فقد نقلنا إلى المستشفى، وكنت مصابة بجروح قطعية خطيرة في الوجه والجسم، وما زالت ندوبها ظاهرة على وجهي حتى اليوم»، وتضيف: «كنت في السنة الثانية من المرحلة الابتدائية، وشعرت بأن الحياة انتهت، فقد قتل والدي وشقيقاي، ولم يبقَ لدينا من يعيلنا، ولا نملك من الدنيا شيئاً، لم أجد أمامي خيارات متاحة إلا طريقاً واحداً وهو العمل مع طالبان».
image


حياة وسط الموت

وتكمل نادية: «تنكرت في زيّ شقيقي المتوفى زلماي، وأصبحت في لحظة فتى، والتحقت بتنظيم طالبان وعملت في بادئ الأمر كمزارع، ثم مساعد طباخ ثم طباخ، وكنت أحياناً إماماً للمصلين، ولم يشك أحد في أمري، كنت أجيد إخفاء مظاهر الأنوثة في جسدي، واستمرت حياتي الشاقة بين التنظيم لمدة 12 عاماً، كانت الحياة قاسية، عانيت كثيراً من أجل لقيمات تعيل أمي وشقيقاتي، لم يكن أمامي سبيل آخر سوى الإصرار على الحياة وسط الموت، وفي عام 2004، كنت قد بلغت مرحلة النضج كأنثى، وأصبح التنكر في هيئة شاب أمراً مستحيلاً، كنت في تلك الأثناء قد واصلت دراستي واجتزت المرحلة الثانوية «البكالوريا»، كان عمري 21 عاماً، فقررت المغادرة للالتحاق بالجامعة في أوروبا».

وعندما كبرت ناديا، بات من المتعذّر إخفاء ملامح الأنوثة. وقبل أن ينكشف أمرها فرّت براً من بلادها واستقر الحال بها في مدينة برشلونة بإسبانيا، حيث التحقت بالدراسة في الصفوف الأساسية، لتعود بعد سنوات طوال لصورتها كأنثى، وتصبح حديث أوروبا كلّها.