المصدر -
يعتبر التعب والإرهاق من الأمراض المزمنة والخفية التي تصيب الإنسان و تستمر معه لفترات طويلة دون اكتشاف سببها بشكل واضح , فكثيرا ما يراجع المرضى العيادات الخارجية و أقسام الطوارىء حيث يشكون من الارهاق و الخمول حتى دون بذل أي مجهود يذكر وهم يتساءلون عن سبب هذه الأعراض وما إذا كان هناك لا قدر الله أي مرض خطير و خفي وراءها .
إن جسد الإنسان لهُ طاقةُ محدوّدة لا يستطيع تجاوزها , فعندما نعمل أو نسهر لفترة طويلة يتجاوز جسمنا القدرة والطاقة القصوى التي نستطيع تحملها و هذا يسبب دخول الجسم في مرحلة التعب و الارهاق وهذا ما ينبه الإنسان أنه بحاجة للراحة و النوم حتّى يستطيع القيام بوظائفهِ الحيويّة والطبيعية فيما بعد.
هناك أسباب كثيرة تسبب الإرهاق والتعب عند الإنسان , منها اسباب بسيطة تتعلق بطبيعة العمل خاصة الأعمال اليدوية المرهقة وفترات العمل الطويلة ،وهنا ننوه انه يجب تجنّب العمل بشكل متواصل دون أخذ قسط من الراحة بين الفينة والأخرى.
كما أن السهر لساعات متأخرة يوميا"يضعف الجسم ويؤّدي به إلى حالة من اليقظة والانتباه المُستمرّ التي تأخذ من طاقة الجسم وحيويته. و كلنا نعلم عن الساعة البيولوجية عند الإنسان ولذلك فإن عدم انتظام الأوقات الطبيعيّة في حياة الإنسان ، كتغيير ساعات النوم والاستيقاظ بشكل متكرر يسبب الإرهاق و التعب.
كثير من الناس تتطلّب طبيعة أعمالهم أن يعملوا بدوام متواصل في الليل ويقضون ساعات النهار في النوم ، وفي هذا مُخالفة لطبيعة الإنسان ، ولطبيعة خلق الله عزّ وجلّ حيث جعل الليل سباتاً والنهار معاشاً ليسعى الإنسان في طلب رزقه ، و لذلك يجب تنظيم هذهِ الأوقات ما استطاع الإنسان إلى ذلك سبيلا حتّى يذهب التعب عن الجسم الذي لم ينعم بطعم الراحة في النوم ليلاً.
إن عدم وجود برنامج غذائي متوازن يزيد من الشعور بالإرهاق والتعب ، فالغذاء الصحيح والسليم هو أساس القوّة الجسمانيّة ، والإنسان الذي لا يحافظ على غذائه بشكل متوازن ولا يتناول الكميّات التي تُناسب جسمه وطبيعة عملهِ هو أكثر عُرضة للتعب والإرهاق.
من المعلوم أن التدخين من العادات السيئة والضارّة بالجسم ،و الأشخاص المدخنين من أكثر الناس عرضةً للتعب والإرهاق المتواصل.
و يجب المحافظة على تناول المشروبات والسوائل بشكل عام وخصوصاُ الماء فنقص الماء في الجسم يؤدّي إلى الشعور بالتعب والإرهاق.
كما أن الشعور بالتعب و الإعياء المزمن قد يكون العرض الرئيسي للعديد من الأمراض المزمنة ، وهناك أمراض قد تضعف الجهاز المناعي في الجسم، و بالتالي تسبب فقدان الطاقة و الحيوية .
و من هذه الأمراض وأهمها نقص نشاط الغدة الدرقية التي تفرز هرموناتها مباشرة إلى الدم و تدير عملية الاستقلاب وتحرير الطاقة في خلايا الجسم وبالتالي فإن هذا النقص يسبب الشعور بالتعب والاعياء الدائم لدى المريض ويجب إجراء تحليل هرمونات الغدة عند استمرار حالة التعب والاعياء .
و هناك ايضا" نقض نشاط الغدة الكظرية أو الغدة فوق الكلية و هي المسؤولة عن إفراز هرمونات الشدة التي تساعد المريض في حالات الهلع والخوف والقلق وهذه الهرمونات هي الادرينالين و الكورتيزون .
و عند إصابة هذه الغدة تقل نسبة الهرمونات المفرزة و بالتالي يشعر المريض بالاعياء والتعب ويصيبه الخمول ونقص الطاقة و الحيوية
مرض السكري المزمن ايضا يسبب حالة من التعب و الإرهاق خاصة عند انخفاض نسبة السكر في الدم أو في حالة ارتفاع نسبته بشكل كبير مما يسبب أعراض التعب و كثرة التبول والتجفاف.
هناك مرض خاص بحالة التعب يسمى متلازمة التعب المزمن حيث يعاني المريض من آلام معممة في عضلات الجسم قد تستمر لفترات طويلة و يصاحبها شعور متواصل بالتعب و الإرهاق. مما يجعل ممارسة الأنشطة اليومية أمراً صعباً للغاية.
إن فقر الدم أو الانيميا يترافق بالشعور بالتعب و الإرهاق مع أعراض أخرى مثل تسرع ضربات القلب و ضيق النفس والتعب السريع لأقل جهد مبذول.
حيث أن انخفاض تركيز الهيموغلوبين في كريات الدم الحمراء يجعل الجسم غير قادر على توفير الأوكسجين الكافي لجميع أجزاء الجسم، ما يترتب عليه الشعور بالوهن وتسارع دقات القلب والصداع والدوخة.
و الآن نذكر أهم النصائح للتغلب على ظاهرة التعب و الإرهاق :
من الضروري أن يحصل الإنسان على معدل ساعات نوم مناسبة حسب العمر و الجهد المبذول يوميا، فالبالغون عموما بحاجة إلى ٧ أو ٨ ساعات من النوم يومياً.
الوزن الزائد قد يسبب تكرار حالة انقطاع التنفس أثناء النوم مما قد يؤدي إلى استيقاظ المريض خلال الليل من دون علمه بالمشكلةً. وهنا من الضروري انقاص الوزن حتى يشعر الإنسان بتحسن و ينتهي هذا الشعور بالتعب والإعياء،
و من الضروري ايضا" التوقف عن التدخين حتى يتحسن النفس ويحصل الإنسان على ساعات نوم مريحة .
إن الشعور بالجوع يؤدي إلى الإرهاق، كما أن تناول الطعام بكمبات كبيرة و بطريقة غير منتظمة يسبب التعب أيضاً، إذ لا بدّ من تناول غذاء متوازناً لمنع انخفاض مستوى السكر في الدم، ومن الضروري المواظبة على تناول وجبة الإفطار والحرص على أن تحتوي كل الوجبات على البروتينات والسكريات المركبة، إلى جانب توزيع الوجبات على مدار اليوم في مواعيد منتظمة؛كما يجب معالجة الأنيميا بتناول الأطعمة الغنيّة بمركبات الحديد مثل اللحوم والكبد والبقوليات بالإضافة إلى الأدوية حسب شدة الحالة و نصيحة الطبيب.
إن معالجة الحالة النفسية لدى المريض من اكتئاب و قلق دائم مهمة جدا للسيطرة على حالة الإرهاق والتعب حيث يجب على المريض التوجه إلى الطبيب إذا استمرت تلك الأعراض لفترة حيث أن المرض يستجيب جيداً للعلاج النفسي والأدوية المضادة للاكتئاب.
إن معالجة نقص نشاط الغدة الدرقية بعد اجراء الفحوصات وتأكيد التشخيص ضروري جدا" حيث إن تناول الهرمونات التعويضية على صورة أقراص يساهم في تحسين الأعراض .
و يساعد الكافيين على تحسين التركيز ويمدّ الجسم بالنشاط عند تناوله بكميات معتدلة، غير أن الإفراط في تناول الكافيين يؤدي إلى زيادة خفقات القلب وارتفاع ضغط الدم. وقد أثبتت بعض الأبحاث أن تناول كميات كبيرة من الكافيين تسبب الإرهاق بالفعل لدى العديد من الناس.
إذا كنتم تعانون من إرهاق مستمر غير واضح من الضروري إجراء تحليل سكر الدم و مراقبته بشكل منتظم وفي حال ارتفاعه يجب استشارة الطبيب و أخذ العلاج المناسب.
إن الإرهاق والتعب قد يكون علامة على أن الجسد يعاني من الجفاف، فالجسم يحتاج إلى السوائل طيلة الوقت ومن الضروري شرب كمية كافية من المياه يوميا"حوالي 2 ليتر على الأقل .
و أخيرا" نقول , من الضروري لتجنب الارهاق و التعب أخذ قسط مناسب من الراحة و النوم خاصة بعد بذل الجهد الجسدي و الفكري و تناول السوائل لتلبية الحاجة اليومية للجسم وعند استمرار الشعور بالتعب يجب إجراء التحاليل والفحوصات لاستبعاد أي مرض عضوي قد يسبب هذا التعب. وقانا الله وإياكم شر المرض .
_________________
أختصاصي الباطنة بمستشفى الحمادي بالرياض
يعتبر التعب والإرهاق من الأمراض المزمنة والخفية التي تصيب الإنسان و تستمر معه لفترات طويلة دون اكتشاف سببها بشكل واضح , فكثيرا ما يراجع المرضى العيادات الخارجية و أقسام الطوارىء حيث يشكون من الارهاق و الخمول حتى دون بذل أي مجهود يذكر وهم يتساءلون عن سبب هذه الأعراض وما إذا كان هناك لا قدر الله أي مرض خطير و خفي وراءها .
إن جسد الإنسان لهُ طاقةُ محدوّدة لا يستطيع تجاوزها , فعندما نعمل أو نسهر لفترة طويلة يتجاوز جسمنا القدرة والطاقة القصوى التي نستطيع تحملها و هذا يسبب دخول الجسم في مرحلة التعب و الارهاق وهذا ما ينبه الإنسان أنه بحاجة للراحة و النوم حتّى يستطيع القيام بوظائفهِ الحيويّة والطبيعية فيما بعد.
هناك أسباب كثيرة تسبب الإرهاق والتعب عند الإنسان , منها اسباب بسيطة تتعلق بطبيعة العمل خاصة الأعمال اليدوية المرهقة وفترات العمل الطويلة ،وهنا ننوه انه يجب تجنّب العمل بشكل متواصل دون أخذ قسط من الراحة بين الفينة والأخرى.
كما أن السهر لساعات متأخرة يوميا"يضعف الجسم ويؤّدي به إلى حالة من اليقظة والانتباه المُستمرّ التي تأخذ من طاقة الجسم وحيويته. و كلنا نعلم عن الساعة البيولوجية عند الإنسان ولذلك فإن عدم انتظام الأوقات الطبيعيّة في حياة الإنسان ، كتغيير ساعات النوم والاستيقاظ بشكل متكرر يسبب الإرهاق و التعب.
كثير من الناس تتطلّب طبيعة أعمالهم أن يعملوا بدوام متواصل في الليل ويقضون ساعات النهار في النوم ، وفي هذا مُخالفة لطبيعة الإنسان ، ولطبيعة خلق الله عزّ وجلّ حيث جعل الليل سباتاً والنهار معاشاً ليسعى الإنسان في طلب رزقه ، و لذلك يجب تنظيم هذهِ الأوقات ما استطاع الإنسان إلى ذلك سبيلا حتّى يذهب التعب عن الجسم الذي لم ينعم بطعم الراحة في النوم ليلاً.
إن عدم وجود برنامج غذائي متوازن يزيد من الشعور بالإرهاق والتعب ، فالغذاء الصحيح والسليم هو أساس القوّة الجسمانيّة ، والإنسان الذي لا يحافظ على غذائه بشكل متوازن ولا يتناول الكميّات التي تُناسب جسمه وطبيعة عملهِ هو أكثر عُرضة للتعب والإرهاق.
من المعلوم أن التدخين من العادات السيئة والضارّة بالجسم ،و الأشخاص المدخنين من أكثر الناس عرضةً للتعب والإرهاق المتواصل.
و يجب المحافظة على تناول المشروبات والسوائل بشكل عام وخصوصاُ الماء فنقص الماء في الجسم يؤدّي إلى الشعور بالتعب والإرهاق.
كما أن الشعور بالتعب و الإعياء المزمن قد يكون العرض الرئيسي للعديد من الأمراض المزمنة ، وهناك أمراض قد تضعف الجهاز المناعي في الجسم، و بالتالي تسبب فقدان الطاقة و الحيوية .
و من هذه الأمراض وأهمها نقص نشاط الغدة الدرقية التي تفرز هرموناتها مباشرة إلى الدم و تدير عملية الاستقلاب وتحرير الطاقة في خلايا الجسم وبالتالي فإن هذا النقص يسبب الشعور بالتعب والاعياء الدائم لدى المريض ويجب إجراء تحليل هرمونات الغدة عند استمرار حالة التعب والاعياء .
و هناك ايضا" نقض نشاط الغدة الكظرية أو الغدة فوق الكلية و هي المسؤولة عن إفراز هرمونات الشدة التي تساعد المريض في حالات الهلع والخوف والقلق وهذه الهرمونات هي الادرينالين و الكورتيزون .
و عند إصابة هذه الغدة تقل نسبة الهرمونات المفرزة و بالتالي يشعر المريض بالاعياء والتعب ويصيبه الخمول ونقص الطاقة و الحيوية
مرض السكري المزمن ايضا يسبب حالة من التعب و الإرهاق خاصة عند انخفاض نسبة السكر في الدم أو في حالة ارتفاع نسبته بشكل كبير مما يسبب أعراض التعب و كثرة التبول والتجفاف.
هناك مرض خاص بحالة التعب يسمى متلازمة التعب المزمن حيث يعاني المريض من آلام معممة في عضلات الجسم قد تستمر لفترات طويلة و يصاحبها شعور متواصل بالتعب و الإرهاق. مما يجعل ممارسة الأنشطة اليومية أمراً صعباً للغاية.
إن فقر الدم أو الانيميا يترافق بالشعور بالتعب و الإرهاق مع أعراض أخرى مثل تسرع ضربات القلب و ضيق النفس والتعب السريع لأقل جهد مبذول.
حيث أن انخفاض تركيز الهيموغلوبين في كريات الدم الحمراء يجعل الجسم غير قادر على توفير الأوكسجين الكافي لجميع أجزاء الجسم، ما يترتب عليه الشعور بالوهن وتسارع دقات القلب والصداع والدوخة.
و الآن نذكر أهم النصائح للتغلب على ظاهرة التعب و الإرهاق :
من الضروري أن يحصل الإنسان على معدل ساعات نوم مناسبة حسب العمر و الجهد المبذول يوميا، فالبالغون عموما بحاجة إلى ٧ أو ٨ ساعات من النوم يومياً.
الوزن الزائد قد يسبب تكرار حالة انقطاع التنفس أثناء النوم مما قد يؤدي إلى استيقاظ المريض خلال الليل من دون علمه بالمشكلةً. وهنا من الضروري انقاص الوزن حتى يشعر الإنسان بتحسن و ينتهي هذا الشعور بالتعب والإعياء،
و من الضروري ايضا" التوقف عن التدخين حتى يتحسن النفس ويحصل الإنسان على ساعات نوم مريحة .
إن الشعور بالجوع يؤدي إلى الإرهاق، كما أن تناول الطعام بكمبات كبيرة و بطريقة غير منتظمة يسبب التعب أيضاً، إذ لا بدّ من تناول غذاء متوازناً لمنع انخفاض مستوى السكر في الدم، ومن الضروري المواظبة على تناول وجبة الإفطار والحرص على أن تحتوي كل الوجبات على البروتينات والسكريات المركبة، إلى جانب توزيع الوجبات على مدار اليوم في مواعيد منتظمة؛كما يجب معالجة الأنيميا بتناول الأطعمة الغنيّة بمركبات الحديد مثل اللحوم والكبد والبقوليات بالإضافة إلى الأدوية حسب شدة الحالة و نصيحة الطبيب.
إن معالجة الحالة النفسية لدى المريض من اكتئاب و قلق دائم مهمة جدا للسيطرة على حالة الإرهاق والتعب حيث يجب على المريض التوجه إلى الطبيب إذا استمرت تلك الأعراض لفترة حيث أن المرض يستجيب جيداً للعلاج النفسي والأدوية المضادة للاكتئاب.
إن معالجة نقص نشاط الغدة الدرقية بعد اجراء الفحوصات وتأكيد التشخيص ضروري جدا" حيث إن تناول الهرمونات التعويضية على صورة أقراص يساهم في تحسين الأعراض .
و يساعد الكافيين على تحسين التركيز ويمدّ الجسم بالنشاط عند تناوله بكميات معتدلة، غير أن الإفراط في تناول الكافيين يؤدي إلى زيادة خفقات القلب وارتفاع ضغط الدم. وقد أثبتت بعض الأبحاث أن تناول كميات كبيرة من الكافيين تسبب الإرهاق بالفعل لدى العديد من الناس.
إذا كنتم تعانون من إرهاق مستمر غير واضح من الضروري إجراء تحليل سكر الدم و مراقبته بشكل منتظم وفي حال ارتفاعه يجب استشارة الطبيب و أخذ العلاج المناسب.
إن الإرهاق والتعب قد يكون علامة على أن الجسد يعاني من الجفاف، فالجسم يحتاج إلى السوائل طيلة الوقت ومن الضروري شرب كمية كافية من المياه يوميا"حوالي 2 ليتر على الأقل .
و أخيرا" نقول , من الضروري لتجنب الارهاق و التعب أخذ قسط مناسب من الراحة و النوم خاصة بعد بذل الجهد الجسدي و الفكري و تناول السوائل لتلبية الحاجة اليومية للجسم وعند استمرار الشعور بالتعب يجب إجراء التحاليل والفحوصات لاستبعاد أي مرض عضوي قد يسبب هذا التعب. وقانا الله وإياكم شر المرض .
_________________
أختصاصي الباطنة بمستشفى الحمادي بالرياض