المصدر -
عاشت معظم مدن السودان، أمس الأربعاء يوم دام، حيث قتلت الشرطة ثلاثة من المعارضة في نظاهرات خرجت تجوب الشوارع إنطلاقا من أم درمان، وقابلتها حشود مؤيدة للبشير، وأعلنت الشرطة الخميس مقتل ثلاثة أشخاص وجرح آخرين في تظاهرة مناهضة للحكومة قامت بتفريقها بالغاز المسيل للدموع، في أم درمان المدينة التوأم للخرطوم الأربعاء.
وقال الناطق باسم الشرطة هاشم عبد الرحيم في بيان إن “تجمعا غير قانوني جرى في أم درمان وقامت الشرطة بتفريق المتظاهرين بالغاز المسيل للدموع”. وأضاف أن الشرطة “أبلغت في وقت لاحق بموت ثلاثة متظاهرين” و”قمنا بفتح تحقيق” بدون أن يضيف أي تفاصيل.
دعم البشير:
وتجمع الالاف في العاصمة السودانية الأربعاء دعما للرئيس عمر البشير الذي يواجه منذ أسابيع حملة تظاهرات واحتجاجات مناهضة للحكومة في جميع أنحاء البلاد، فيما أطلقت شرطة مكافحة الشغب الغاز المسيل للدموع على متظاهرين مناهضين للحكومة.
وانتشر مئات من رجال شرطة مكافحة الشغب والجنود وعناصر الأمن الذي حملوا رشاشات، في موقع التجمع في الساحة الخضراء، وهي مساحة واسعة ومفتوحة في المدينة، بحسب مراسل فرانس برس.
وكان رجال ونساء وأطفال يحملون لافتات مؤيدة للبشير وصلوا إلى مكان التظاهرة في حافلات منذ الصباح الباكر. وهذا أول تجمع يعقد في الخرطوم تأييدا للبشير منذ اندلاع الاحتجاجات. وقال البشير لمناصريه “هذا الحشد يرسل رسالة للذين يظنون أن السودان سيلحق بالدول التي انهارت”.
وفي بداية الاحتجاجات التي اندلعت في 19 ديسمبر في بلدات وقرى سودانية قبل أن تمتد إلى الخرطوم، أحرق المتظاهرون العديد من مقار حزب المؤتمر الوطني الذي يتزعمه البشير.
ومنذ ذلك الوقت يشهد السودان تظاهرات غاضبة بعد قرار الحكومة رفع أسعار الخبز ثلاثة أضعاف، في وقت تعاني البلاد من نقص حاد في العملات الأجنبية وتضخم بنسبة 70%.
تحدي كبير:
ووصف محللون الاحتجاجات بأنها أكبر تهديد يواجهه نظام البشير حتى الآن.
وأفادت السلطات أنّ 19 شخصاً على الأقلّ قتلوا في التظاهرات، بينهم عنصرا أمن، إلاّ أنّ منظمة هيومان رايتس ووتش تقول إنّ عدد القتلى وصل إلى 40 قتيلا.
واستقبل الحشد وصول الرئيس بهتافات “الله أكبر”، وهتافات أخرى مؤيدة. ورافق الرئيس زوجته وعدد من الوزراء والمسؤولين الحكوميين.وفور وصول الرئيس السوداني إلى موقع التجمع، حصل تشويش على الهواتف النقالة، وانقطع الإنترنت.
وقال البشير في كلمته لمناصريه “الذين سعوا لتكسير السودان .. قالوا لنا شروط لو عملتها كل المشاكل ستحل. نحن عزتنا أغلى من أي دولار”، في إشارة على ما يبدو لواشنطن التي فرضت حظراً تجاريا على الخرطوم في 1997. وتم رفع الحظر في 2017.
وقال مسؤولون سودانيون بينهم البشير مراراً أن الحظر الذي فرضته واشنطن على البلاد هو السبب في مشاكلها الاقتصادية.
متآمرين
ووصل الرئيس السوداني إلى التجمع مرتديا سروالا وقميصا باللون الكاكي، وحيّا أنصاره.
وكان البشير الذي أمر الشرطة باستخدام “قدر أقل من القوة” ضد المتظاهرين، ألقى باللوم في أعمال العنف التي حصلت خلال الاحتجاجات، على متآمرين لم يسمهم.
وقال في كلمة خلال مهرجان للرماية العسكرية شرق مدينة عطبرة (250 كلم شمال الخرطوم) الثلاثاء “الذين تآمروا على السودان بكل أسف زرعوا في وسطنا بعض العملاء وبعض الخونة الذين استطاعوا أن يستغلوا بعض ضعاف النفوس الذين كسّروا وحرقوا وخربوا”، بحسب ما أوردت وكالة أنباء السودان الرسمية.
وأضاف البشير الثلاثاء “البعض يقولون إنّ الجيش بصدد تسلّم السلطة. لا مشكلة لدينا في ذلك. إذا أتى أحد يرتدي كاكي (البزّة المرقّطة)، فوالله لا مانع لدينا. لأنّ الجيش حين يتحرّك لا يتحرّك من فراغ ولا يتحرّك لدعم العملاء بل يتحرّك دعماً للوطن”.
معارضة كبيرة:
وعقب انتهاء تجمع الأربعاء، خرجت مجموعات من المناهضين للحكومة إلى الشوارع في أم درمان.
واخذ مئات يهتفون “حرية، سلام، عدالة” واغلقوا طريقا رئيسية في أم درمان، إلا أن شرطة مكافحة الشغب سارعت إلى إطلاق الغاز المسيل للدموع لتفريقهم، كما أضاف الشهود.
وفي وقت لاحق الاربعاء، قال حزب الامة المعارض إن مستشفى أم درمان تلقى العديد من الجرحى الذي اصيبوا بالرصاص.
وناشد الحزب في بيان الاطباء والطواقم الطبية التوجه الى المستشفى الرئيسي في أم درمان في أسرع وقت حيث هناك عدد كبير من المصابين بالرصاص.
وقالت مجموعة اطباء في المستشفى المذكور في بيان ان الشرطة اطلقت الغاز المسيل للدموع داخل المستشفى.
واعتقل أكثر من 800 شخص منذ بدء الاحتجاجات، بحسب مسؤولين أكدوا أن الوضع استقر الآن.
إدانات دولية:
وبين المعتقلين عدد من زعماء المعارضة والنشطاء والصحافيين. وجددت بريطانيا والنروج والولايات المتحدة وكندا التعبير عن قلقها بشأن الوضع في السودان.
وقالت في بيان مشترك الثلاثاء “نشعر بالصدمة حيال التقارير عن سقوط قتلى ووقوع إصابات خطيرة في صفوف أولئك الذين يمارسون حقهم المشروع في التظاهر، إضافة إلى التقارير عن استخدام الذخيرة الحية ضد المتظاهرين”.
وأضافت “ندعو الحكومة السودانية إلى إجراء تحقيق شفاف تماما ومستقل في موت المتظاهرين بأسرع وقت ممكن، ومحاسبة المسؤولين”.
كما دعت الخرطوم إلى الإفراج عن جميع المعتقلين بدون تهم، محذرة من أنّ تحرّك الحكومة في هذه المسألة “سيؤثّر” على تعاملاتها مع حكومات الدول الأربع.
وردت وزارة الخارجية السودانية الأربعاء على موقف الدول الغربية الاربع وقالت في بيان “تعرب وزارة الخارجية عن رفضها واستنكارها للبيان المجافي للحقائق والصادر من دول الترويكا وكندا”، مؤكدة ان “السودان ملتزم بحرية التعبير والتظاهر السلمي والذين فقدوا أرواحهم مواطنون سودانيون”.
ويواجه السودان أزمة اقتصادية متفاقمة منذ العام الماضي لأسباب أهمّها نقص العملات الأجنبية. ووردت تقارير عن نقص الغذاء والوقود في العديد من المدن بينها الخرطوم.
وقال الناطق باسم الشرطة هاشم عبد الرحيم في بيان إن “تجمعا غير قانوني جرى في أم درمان وقامت الشرطة بتفريق المتظاهرين بالغاز المسيل للدموع”. وأضاف أن الشرطة “أبلغت في وقت لاحق بموت ثلاثة متظاهرين” و”قمنا بفتح تحقيق” بدون أن يضيف أي تفاصيل.
دعم البشير:
وتجمع الالاف في العاصمة السودانية الأربعاء دعما للرئيس عمر البشير الذي يواجه منذ أسابيع حملة تظاهرات واحتجاجات مناهضة للحكومة في جميع أنحاء البلاد، فيما أطلقت شرطة مكافحة الشغب الغاز المسيل للدموع على متظاهرين مناهضين للحكومة.
وانتشر مئات من رجال شرطة مكافحة الشغب والجنود وعناصر الأمن الذي حملوا رشاشات، في موقع التجمع في الساحة الخضراء، وهي مساحة واسعة ومفتوحة في المدينة، بحسب مراسل فرانس برس.
وكان رجال ونساء وأطفال يحملون لافتات مؤيدة للبشير وصلوا إلى مكان التظاهرة في حافلات منذ الصباح الباكر. وهذا أول تجمع يعقد في الخرطوم تأييدا للبشير منذ اندلاع الاحتجاجات. وقال البشير لمناصريه “هذا الحشد يرسل رسالة للذين يظنون أن السودان سيلحق بالدول التي انهارت”.
وفي بداية الاحتجاجات التي اندلعت في 19 ديسمبر في بلدات وقرى سودانية قبل أن تمتد إلى الخرطوم، أحرق المتظاهرون العديد من مقار حزب المؤتمر الوطني الذي يتزعمه البشير.
ومنذ ذلك الوقت يشهد السودان تظاهرات غاضبة بعد قرار الحكومة رفع أسعار الخبز ثلاثة أضعاف، في وقت تعاني البلاد من نقص حاد في العملات الأجنبية وتضخم بنسبة 70%.
تحدي كبير:
ووصف محللون الاحتجاجات بأنها أكبر تهديد يواجهه نظام البشير حتى الآن.
وأفادت السلطات أنّ 19 شخصاً على الأقلّ قتلوا في التظاهرات، بينهم عنصرا أمن، إلاّ أنّ منظمة هيومان رايتس ووتش تقول إنّ عدد القتلى وصل إلى 40 قتيلا.
واستقبل الحشد وصول الرئيس بهتافات “الله أكبر”، وهتافات أخرى مؤيدة. ورافق الرئيس زوجته وعدد من الوزراء والمسؤولين الحكوميين.وفور وصول الرئيس السوداني إلى موقع التجمع، حصل تشويش على الهواتف النقالة، وانقطع الإنترنت.
وقال البشير في كلمته لمناصريه “الذين سعوا لتكسير السودان .. قالوا لنا شروط لو عملتها كل المشاكل ستحل. نحن عزتنا أغلى من أي دولار”، في إشارة على ما يبدو لواشنطن التي فرضت حظراً تجاريا على الخرطوم في 1997. وتم رفع الحظر في 2017.
وقال مسؤولون سودانيون بينهم البشير مراراً أن الحظر الذي فرضته واشنطن على البلاد هو السبب في مشاكلها الاقتصادية.
متآمرين
ووصل الرئيس السوداني إلى التجمع مرتديا سروالا وقميصا باللون الكاكي، وحيّا أنصاره.
وكان البشير الذي أمر الشرطة باستخدام “قدر أقل من القوة” ضد المتظاهرين، ألقى باللوم في أعمال العنف التي حصلت خلال الاحتجاجات، على متآمرين لم يسمهم.
وقال في كلمة خلال مهرجان للرماية العسكرية شرق مدينة عطبرة (250 كلم شمال الخرطوم) الثلاثاء “الذين تآمروا على السودان بكل أسف زرعوا في وسطنا بعض العملاء وبعض الخونة الذين استطاعوا أن يستغلوا بعض ضعاف النفوس الذين كسّروا وحرقوا وخربوا”، بحسب ما أوردت وكالة أنباء السودان الرسمية.
وأضاف البشير الثلاثاء “البعض يقولون إنّ الجيش بصدد تسلّم السلطة. لا مشكلة لدينا في ذلك. إذا أتى أحد يرتدي كاكي (البزّة المرقّطة)، فوالله لا مانع لدينا. لأنّ الجيش حين يتحرّك لا يتحرّك من فراغ ولا يتحرّك لدعم العملاء بل يتحرّك دعماً للوطن”.
معارضة كبيرة:
وعقب انتهاء تجمع الأربعاء، خرجت مجموعات من المناهضين للحكومة إلى الشوارع في أم درمان.
واخذ مئات يهتفون “حرية، سلام، عدالة” واغلقوا طريقا رئيسية في أم درمان، إلا أن شرطة مكافحة الشغب سارعت إلى إطلاق الغاز المسيل للدموع لتفريقهم، كما أضاف الشهود.
وفي وقت لاحق الاربعاء، قال حزب الامة المعارض إن مستشفى أم درمان تلقى العديد من الجرحى الذي اصيبوا بالرصاص.
وناشد الحزب في بيان الاطباء والطواقم الطبية التوجه الى المستشفى الرئيسي في أم درمان في أسرع وقت حيث هناك عدد كبير من المصابين بالرصاص.
وقالت مجموعة اطباء في المستشفى المذكور في بيان ان الشرطة اطلقت الغاز المسيل للدموع داخل المستشفى.
واعتقل أكثر من 800 شخص منذ بدء الاحتجاجات، بحسب مسؤولين أكدوا أن الوضع استقر الآن.
إدانات دولية:
وبين المعتقلين عدد من زعماء المعارضة والنشطاء والصحافيين. وجددت بريطانيا والنروج والولايات المتحدة وكندا التعبير عن قلقها بشأن الوضع في السودان.
وقالت في بيان مشترك الثلاثاء “نشعر بالصدمة حيال التقارير عن سقوط قتلى ووقوع إصابات خطيرة في صفوف أولئك الذين يمارسون حقهم المشروع في التظاهر، إضافة إلى التقارير عن استخدام الذخيرة الحية ضد المتظاهرين”.
وأضافت “ندعو الحكومة السودانية إلى إجراء تحقيق شفاف تماما ومستقل في موت المتظاهرين بأسرع وقت ممكن، ومحاسبة المسؤولين”.
كما دعت الخرطوم إلى الإفراج عن جميع المعتقلين بدون تهم، محذرة من أنّ تحرّك الحكومة في هذه المسألة “سيؤثّر” على تعاملاتها مع حكومات الدول الأربع.
وردت وزارة الخارجية السودانية الأربعاء على موقف الدول الغربية الاربع وقالت في بيان “تعرب وزارة الخارجية عن رفضها واستنكارها للبيان المجافي للحقائق والصادر من دول الترويكا وكندا”، مؤكدة ان “السودان ملتزم بحرية التعبير والتظاهر السلمي والذين فقدوا أرواحهم مواطنون سودانيون”.
ويواجه السودان أزمة اقتصادية متفاقمة منذ العام الماضي لأسباب أهمّها نقص العملات الأجنبية. ووردت تقارير عن نقص الغذاء والوقود في العديد من المدن بينها الخرطوم.