المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الجمعة 15 نوفمبر 2024
ميزانية الخير والعطاء من ملك الحزم والعزم * الأستاذ الدكتور عوض بن خزيم الأسمري
احمد السعدي
بواسطة : احمد السعدي 20-12-2018 10:32 مساءً 14.2K
المصدر -  نعيش بحمد الله وفضله هذه الأيام مناسبات وطنية رائعة وعظيمة. كان آخرها التي أطل منها المليك المفدى عبر شاشات التلفاز عند رئاسته مجلس الوزراء الموقر ليقر- سلمه الله - ميزانية العطاء والخير لوطن الخير والنماء، وقال عند إقراره - حفظه الله - لميزانية المملكة للعام 2019 التي بلغ الإنفاق فيها تريليوناً ومائة وستة مليارات ريال بزيادة 7% عن المتوقع صرفه بنهاية العام المالي 2018 م، كما تبلغ الإيرادات (تسعمائة وخمسة وسبعين مليار ريال) بزيادة تبلغ 9% عن المتوقع بنهاية العام 2018 م

وقال في كلمته - أيده الله - بهذه المناسبة:- إننا عازمون - بعون الله - على المضي قدماً في طريق الإصلاح الاقتصادي، وضبط الإدارة المالية، وتعزيز الشفافية، وتمكين القطاع الخاص، والحرص على أن تكون جميع الخدمات التي تقدم للمواطنين متميزة. وتأتي هذه الميزانية استمراراً لسياسة الحكومة بالتركيز على الخدمات الأساسية للمواطنين وتطوير الخدمات الحكومية. واستطرد المليك المفدى "إن اهتمامي الأول يتركز على مواصلة العمل نحو تحقيق التنمية الشاملة في جميع مناطق المملكة، وفي كل المجالات، وإن الحكومة ماضية في تحقيق ذلك، مستعينون بالله عز وجل، ومتوكلون عليه، وأكد - حفظه الله - أنه وجّه الوزراء والمسؤولين بسرعة تنفيذ ما تضمنته الميزانية من برامج ومشاريع تنموية تنصب على خدمة المواطن ورفاهيته .."، وكان قد صدر في وقت سابق لإقرار الميزانية الأمر الكريم للمليك الوالد القائد باستمرار صرف بدل غلاء المعيشة للمواطنين، فحمداً الله وشكراً على نعمة الأمن والأمان والاستقرار والنماء في ظل هذه القيادة الحكيمة الرحيمة بشعبها.

وبنظرة فاحصة وسريعة لميزانية العام 2019، وجد أن لبرامج التعليم بشكل عام، والجامعات بشكل خاص، النصيب الأوفر لتقوم بدورها المناط بها لخدمة هذا الوطن، وتحقيق تطلعاته في تعليم وتدريب أبنائه وبناته، وجعلهم صالحين لخدمة مجتمعهم ووطنهم.

وقد تزامن مع إعلان الميزانية العامة للدولة - حرسها الله - بأيام قلائل مناسبة أخرى عزيزة، وذكرى غالية، وهي الذكرى الرابعة لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، زمام المُلك في هذه البلاد الطاهرة – حرسها الله - أسأل الله العظيم جل في علاه أن يسبغ عليه وولي عهده الأمين موفور الصحة والعافية ويعينهما، ويسدد خطاهما ليكملا مسيرة البناء في وطن الخير والنماء.

كما أبتهل إلى الله عز وجل وأحمده وأشكره أن قيض لهذه البلاد العزيزة من يقوم على شؤونها، ويُسَيّر أمرها، فقد استطاع المليك العادل والقائد الفذ سلمان بن عبدالعزيز ـ بكل حنكة واقتدارـ أن يواصل مسيرة العطاء والبناء، التي أرسى دعائمها مؤسس هذه البلاد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود ـ طيب الله ثراه ـ وتمكن خلال الأعوام القليلة منذ بداية حكمه المجيد أن ينهض بحزم وعزم بهذا الكيان العظيم، وأن يجعل له مكانة رفيعة بين شعوب وبلدان العالم، فَعَهْدُ سلمان الحزم يُعَدّ نقطة مفصلية مهمة، وكبيرة في تاريخ الجزيرة العربية، وسَيَكْتُبُ التاريخ بمداد من نور لقائد هذا العهد المشرق الزاهر بإذن الله، فقد جَمَعَ المليك المفدى أَمْرَهُ، واستخار بتوفيق الله مولاه، واختار ولياً لعهده شاباً مرموقاً، يحمل بصيرة نافذة وبصرًا ثاقبًا، ويجمع بين الحزم والعزم كأبيه، وبين الحكمة والحنكة، كجده المؤسس إنه الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود. الذي وضع لوطنه رؤية طموحة لهذا الوطن الشامخ فحدد استراتيجيات وبرامج العمل، وبَيّن الأهداف العملية التي يسعى لتحقيقها ( رؤية مليك .. وطموح شعب ..)، فأعلن للناس كافة ولمواطني هذا الوطن خاصة عن رؤيته البعيدة واستراتيجيته العميقة واستشرف مستقبلاً مشرقاً عن بُعْد، لوطن واعد، ومواطنين كرماء، وشعب وفي، وبين لهم أهمية هذه الرؤية لبناء الوطن ورعاية مواطنيه، بنظرة فاحصة وتفكير وقّاد من سمو ولي العهد الذي يتحرى تحقيق الخير للمواطنين، وللأجيال القادمة ولوطنهم الكريم .

لقد قاد الربان الحكيم سلمان بن عبدالعزيز بلده السعودية رغم كل ما يحيط بها من قلاقل ومشاكل واضطرابات، اضطرته الظروف المحيطة للوقوف بحزم القائد وقرار المسؤول البصير، فأعلن عن( عاصفة الحزم )؛ للوقوف مع الشعب اليمني الجار والصديق بإعادة الحق للحكومة الشرعية التي ارتضاها اليمنيون أنفسهم، فأوكل لولي العهد الشاب جمع التحالف العربي من الدول الشقيقة، والجارة، والصديقة؛ ليكونوا مع المملكة سداً منيعاً ضد زمرة البغي، والفساد التي ارتبطت فكرياً وعقائدياً بإيران المكر والحقد، والدسائس ، وكان للمليك ما أراد حيث هب الإخوة، والأشقاء، والأصدقاء بإجابة مدروسة، خطط لها بسرية تامة فاجأت الدول الغربية، وجمع لهذه العاصفة عتادًا كبيرًا، وتكتيكًا حربيًا رائعًا، مصحوبًا بخطط عسكرية ميدانية، فوقف الجميع مع المملكة العربية السعودية لمؤازرة جيشها ودعم قواتها.

وفي خضم هذا القرار المهم لم يغفل القائد حاجة الوطن للبناء وفق سياسة اقتصادية ناجحة ترتكز على تنويع مصادر الدخل، من خلال بناء المدن الصناعية والجامعية، والاقتصادية في مناطق المملكة المختلفة؛ من أجل خلق فرص عمل للمواطنين، واستقطب بحكمة عضده الأمين ولي العهد الأمير محمد بن سلمان مراكز المال، والأعمال، والاستثمار، والشركات الكبرى، ووقع معهم العقود الضخمة لبناء التحالفات العملاقة للاستثمار في المملكة، وركز على دعم البنى التحتية وتحديثها ، ودعم صناديق الإقراض التنموية، ووجهها لتوفير السكن الملائم الكريم للمواطنين الذين يحتاجون له، إلى غيرها من المشاريع الاقتصادية الموفقة.

اهتم المليك بالقطاع التعليمي، والأكاديمي، والمعرفي من خلال تطوير التعليم بعد أن ضم التعليم العام، والجامعي تحت مظلة واحدة؛ لتوحد الجهود، وتتكاتف النشاطات. ويركز السعي الحثيث لخدمة التعليم وأهله في هذا العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ـ حفظه الله ـ الذي كان يوجه ولا يزال جلَّ ميزانية الدولة للتعليم والتدريب، فنهض القطاع التعليمي بحمد الله وتوفيقه ثم بدعم القيادة الرشيدة نهضة طيبة مباركة، وحقق مستويات رفيعة، وخطى خطوات موفقة بمسيرة ناجحة.

وجامعة شقراء هذا الصرح العملاق التي أصبحت أحد الرموز التعليمية الكبيرة في مملكتنا الغالية، هي إحدى ثمار هذه النهضة التعليمية، والنقلة النوعية في التعليم والبحث العلمي، حيث اشتملت على تخصصات العلوم التطبيقية، والأساسية، والعلوم الإنسانية؛ لتكون جامعة شاملة تغطي قطاعاً عزيزاً من بلادنا يضم (8) محافظات من محافظات غرب منطقة الرياض.

ولا يخف على الجميع سياسة الابتعاث وفق برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، الذي يفخر بها كل مواطن، بإرسال أبنائنا وبناتنا إلى الخارج لأعرق الجامعات في العالم، التي تحظى بتصنيف عالمي عال، وربط جامعات المملكة بمثيلاتها من الجامعات العالمية المزودة بالمستجدات العلمية، والتقنية، والثورة المعلوماتية في الشرق والغرب، ووجه الجامعات لتوسيع مجالها بإتاحة الفرصة للدراسات العليا، إنه بالفعل الاستثمار الحقيقي من قبل ملك حكيم وعراب رائع لهذا الوطن، فقد عرف كيف يستثمر في أبنائه، الذين بجهودهم، ومثابرتهم وجدهم، واجتهادهم، وعلى أكتافهم - بمشيئة الله - سينهض الوطن؛ ليكون في مصاف الدول المتقدمة، لذا يؤكد المليك وولي عهده الأمين أنهم ماضون بتوفيق العزيز الحكيم على السعي الحثيث، والعمل الدؤوب للاستمرار ببناء الدولة على أسس علمية حضارية متقدمة.

أخيراً أسأل المولى العظيم - جل في علاه - أن يديم على مليكنا المفدى وسمو ولي عهده الأمين ـ حفظهم الله ـ نعمة الصحة والعافية، وأن يديم على وطننا الغالي أمنه واستقراره.

* مدير جامعة شقراء