المصدر -
أيها الأخوة : ومن حكمته سبحانه أن فاوت بين الناس في أرزاقهم، واختلف عطاؤه من عبد إلى آخر؛ فيعطي هذا ما يمنعه غيرَه والعكس، وقد لا يدرك المرء النّعم التي أنعمها اللّه عليه، فلا يراها شيئا، وقد يؤدي به ذلك إلى الملل والسآمة والضجر، فيريد أن يتحول عنها إلى غيرها .
معاشر المسلمين: إن الملل من نعمة الله آفةٌ عظيمةٌ قد يخسر العبد بسببها ما هو فيه، ويصبح في حال يتمنى لو أن قد رضي بما كان عليه. يقول ابن القيم رحمه الله متحدثا عن هذه الآفة : (من الآفات الخفية العامّة أن يكون العبد في نعمة أنعم الله بها عليه واختارها له فيملَّها ويطلبَ الانتقال منها إلى ما يزعمُ لجهله أنه خيرٌ له منها، وربه برحمته لا يخرجه من تلك النعمة، ويعذره بجهله وسوء اختياره لنفسه، حتى إذا ضاق ذرعاً بتلك النعمة وسخِطها وتبرم بها واستحكم ملَلُه لها سلبه الله إياها، فإذا انتقل إلى ما طلبه ورأى التفاوت بين ما كان فيه وما صار إليه اشتد قلقه وندمُه، وطلب العودة إلى ما كان فيه، فإذا أراد الله بعبده خيراً ورشداً أشهده أن ما هو فيه نعمةٌ عليه ورضّاه به، وأوزعه شكره عليه… )
نعم عباد الله إن من الناس من لا يشعر بقدر النعمة التي هو فيها فما أكثر ما يشكو! وما أكثر ما يتضجر! عن عبد الله بن أبي نوح قال : ( قال لي رجل على بعض السواحل : كم عاملتَه تبارك اسمه بما يكره فعاملك بما تحب؟ قلت ما أحصي ذلك كثرةً ، قال:فهل قصدت إليه في كربك فخذلك ؟ قلت لا والله، ولكنه أحسن إليّ فأعانني، قال : فهل سألته شيئاً قط فأعطاك ؟ قلت وهل منعني شيئاَ سألتُه؟ ما سألتُه قط إلا أعطاني، ولا استغثت به إلا أغاثني : قال أرأيت لو أن بعض بني آدم فعل بك هذه الخلال ما كان جزاؤه عندك ؟ قلت ما كنت أقدر له على مكافأة ولا جزاء، قال فربك أحق وأحرى أن تدني نفسك له في أداء شكر نعمته عليك، وهو المحسن قديماً وحديثاً إليك، واللهِ لشكرهُ أيسر من مكافأة عباده . إنه تبارك وتعالى رضي بالحمد من العباد شكراً ).
فالواجب علينا عباد الله أن نحمد الله دائما على كل حال تحدثا بنعمة الله، وإظهارا لشكره فقد روى الطبراني عن عبد الله بن عَمرٍو، قال :قَال رَسول اللهِ صلى اللهُ عَلَيْهِ وسلم لرجل: ( كَيْفَ أَصْبَحْتَ يَا فُلَانُ؟ ) ، قَالَ: أَحْمَدُ اللهَ إِلَيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (هَذَا الَّذِي أَرَدْتُ مِنْكَ)
أي إظهار الحمد والشكر والثناء.
وقد يحمله ذلك على أن يدعو على نفسه بالموت وغاب عنه تحذير النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك بقوله :
( لَا يَتَمَنَّيَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمْ الْمَوْتَ لِضُرٍّ نَزَلَ بِهِ ، فَإِنْ كَانَ لَا بُدَّ مُتَمَنِّيًا لِلْمَوْتِ فَلْيَقُلْ : اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مَا كَانَتْ الْحَيَاةُ خَيْرًا لِي ، وَتَوَفَّنِي إِذَا كَانَتْ الْوَفَاةُ خَيْرًا لِي ) رواه البخاري ومسلم ومن الناس من يعيش مع والديه أو أحدهما حياة سعيدة طيبة، بارا بهما محسنا إليهما فإذا كَبِرا عاف الحياة معهما وملّ صحبتهما وتنكر لهما وصار يعاديهما ويؤذيهما ويتضجر منهما، ويُسمعهما من عبارات التأنيب ما يؤلمهما ويجرح مشاعرهما، وينسى فضائلهما، وأي عقوق أعظم من ذلك؟!
عباد الله : إن الأولى بالملل والكلل والفتور هو صاحبُ المعصية والمجاهر بفسقه، فجدير به أن يسأم من ارتكاب المحرمات ويتوقف عن اجتراح الموبقات ويحذر من سوء الخاتمة والمهلكات ويقبل على من يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات.
أيها المسلمون : اجعلوا نصب أعينكم وانتم في طريق سيركم إلى ربكم هدي قدوتنا صلى الله عليه وسلم، فمع ان الله قد غفر الله له ما تقدّم وما تأخّر من ذنبه إلا أنه لم ينقطع عن العبادة بل كان دائم الصلة بربه مقبلا عليه مجتهدا في طاعته لا يكلّ ولا يملّ، ولا يسأم ولا يفتر.
معاشر المسلمين: إن الملل من نعمة الله آفةٌ عظيمةٌ قد يخسر العبد بسببها ما هو فيه، ويصبح في حال يتمنى لو أن قد رضي بما كان عليه. يقول ابن القيم رحمه الله متحدثا عن هذه الآفة : (من الآفات الخفية العامّة أن يكون العبد في نعمة أنعم الله بها عليه واختارها له فيملَّها ويطلبَ الانتقال منها إلى ما يزعمُ لجهله أنه خيرٌ له منها، وربه برحمته لا يخرجه من تلك النعمة، ويعذره بجهله وسوء اختياره لنفسه، حتى إذا ضاق ذرعاً بتلك النعمة وسخِطها وتبرم بها واستحكم ملَلُه لها سلبه الله إياها، فإذا انتقل إلى ما طلبه ورأى التفاوت بين ما كان فيه وما صار إليه اشتد قلقه وندمُه، وطلب العودة إلى ما كان فيه، فإذا أراد الله بعبده خيراً ورشداً أشهده أن ما هو فيه نعمةٌ عليه ورضّاه به، وأوزعه شكره عليه… )
نعم عباد الله إن من الناس من لا يشعر بقدر النعمة التي هو فيها فما أكثر ما يشكو! وما أكثر ما يتضجر! عن عبد الله بن أبي نوح قال : ( قال لي رجل على بعض السواحل : كم عاملتَه تبارك اسمه بما يكره فعاملك بما تحب؟ قلت ما أحصي ذلك كثرةً ، قال:فهل قصدت إليه في كربك فخذلك ؟ قلت لا والله، ولكنه أحسن إليّ فأعانني، قال : فهل سألته شيئاً قط فأعطاك ؟ قلت وهل منعني شيئاَ سألتُه؟ ما سألتُه قط إلا أعطاني، ولا استغثت به إلا أغاثني : قال أرأيت لو أن بعض بني آدم فعل بك هذه الخلال ما كان جزاؤه عندك ؟ قلت ما كنت أقدر له على مكافأة ولا جزاء، قال فربك أحق وأحرى أن تدني نفسك له في أداء شكر نعمته عليك، وهو المحسن قديماً وحديثاً إليك، واللهِ لشكرهُ أيسر من مكافأة عباده . إنه تبارك وتعالى رضي بالحمد من العباد شكراً ).
فالواجب علينا عباد الله أن نحمد الله دائما على كل حال تحدثا بنعمة الله، وإظهارا لشكره فقد روى الطبراني عن عبد الله بن عَمرٍو، قال :قَال رَسول اللهِ صلى اللهُ عَلَيْهِ وسلم لرجل: ( كَيْفَ أَصْبَحْتَ يَا فُلَانُ؟ ) ، قَالَ: أَحْمَدُ اللهَ إِلَيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (هَذَا الَّذِي أَرَدْتُ مِنْكَ)
أي إظهار الحمد والشكر والثناء.
وقد يحمله ذلك على أن يدعو على نفسه بالموت وغاب عنه تحذير النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك بقوله :
( لَا يَتَمَنَّيَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمْ الْمَوْتَ لِضُرٍّ نَزَلَ بِهِ ، فَإِنْ كَانَ لَا بُدَّ مُتَمَنِّيًا لِلْمَوْتِ فَلْيَقُلْ : اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مَا كَانَتْ الْحَيَاةُ خَيْرًا لِي ، وَتَوَفَّنِي إِذَا كَانَتْ الْوَفَاةُ خَيْرًا لِي ) رواه البخاري ومسلم ومن الناس من يعيش مع والديه أو أحدهما حياة سعيدة طيبة، بارا بهما محسنا إليهما فإذا كَبِرا عاف الحياة معهما وملّ صحبتهما وتنكر لهما وصار يعاديهما ويؤذيهما ويتضجر منهما، ويُسمعهما من عبارات التأنيب ما يؤلمهما ويجرح مشاعرهما، وينسى فضائلهما، وأي عقوق أعظم من ذلك؟!
عباد الله : إن الأولى بالملل والكلل والفتور هو صاحبُ المعصية والمجاهر بفسقه، فجدير به أن يسأم من ارتكاب المحرمات ويتوقف عن اجتراح الموبقات ويحذر من سوء الخاتمة والمهلكات ويقبل على من يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات.
أيها المسلمون : اجعلوا نصب أعينكم وانتم في طريق سيركم إلى ربكم هدي قدوتنا صلى الله عليه وسلم، فمع ان الله قد غفر الله له ما تقدّم وما تأخّر من ذنبه إلا أنه لم ينقطع عن العبادة بل كان دائم الصلة بربه مقبلا عليه مجتهدا في طاعته لا يكلّ ولا يملّ، ولا يسأم ولا يفتر.