لمعرفة تلك المهنة العريقة والتى كان العامة سابقا يتناوبون بل ويحرصون على المتابعة في قبل ان تطل القنوات والمذياع وتقتحم الاسرة والمجتمع وتصبح وجهت المجتمع كان ذلك الحكواتي هو المتفرد في تلك الحقبة يحمل لهم الاخبار ويسرد لهم قصص البطولات ويعلمهم المواقف ويرفههم في جماعات تلتف حوله كل ليلة .





تحدث لنا الحكاواتي خالدزينى ( حكاوتي الحجاز المعروف ) عن مهنة ( الحكواتيه ) التى كانت محط أنظار المجتمعات بكل أطيافها وبإختلاف لغاتها :

قائلا : كانت مهنة الحكواتي في التاريخ وخلال عصور مضت تمتد الى مئات السنين فهي مهنة الفن والأدب والشعر.. والسيطرة على المستمعين، عبر الإصغاء الكلي وشد انتباههم وخيالهم، لسيرة "عنترة بن شداد" أو "ابو زيد الهلالي"، أو صلاح الدين..
والسيرة والسرد وجذب الانتباه، تطول مدته لأيام او أسابيع، مع نهاية سعيدة في فوز بطل الرواية، والقضاء على الأشرار والمجرمين والخارجين عن القانون.
وأختلفت في عصرنا الحاضر بعد انتشار القنوات والفضائيات واصبحت تقتصر في زوايا معينه حول تاريخ الاجداد وسيرهم العطرة وعاداتهم القيمة واصبحت اداة تذكرة للأجيال الحالية .

ويعد الحكواتي شخصية شعبية محببة لدى الكبار والصغار، والأجداد يروون عن “الحكواتية” قصصاً حماسية اقتبسوها اي الأجداد في نبرتهم العالية عن الراوي الذي كان يجمع أبناء الاحياء الشعبية وأعيان الحاره والمنطقة والمدينة ووجهاء المناطق في شهر رمضان المبارك، ليجسد لهم بالصوت والصورة إحدى الملاحم التاريخية، المليئة بالبطولة والمغامرات، وما يعرف الآن بفن الاكشن.

وحول كلمة حكواتي :

قال : كلمة حكواتي مشتقة من حكى وحاكى. حكى تعني قص وأخبر وحاكى تعني قلّد أي جرى على منوال. وبهذا فإن كلمة الحكواتي تعني الشخص الذي يقص ويشخص. والحكواتي يشخص حكاياته عن طريق الإلقاء، والغناء، والحركة. الحكواتي مقلد جيد لطرائق تحدث الناس رجالا ونساء، وللهجات الدارجة، وهو يشق البطون إذا ما أضحك ويبعث الدموع في المآقي إذا ما حكى عن مأساة.

بعد أن استمعنا الى السيد الحكواتي خالد زينى والملقب بحكواتي الحجاز لهذا الموجز الي فصل تلك المهنة ما قبل وبعد حتى يومنا هذا ..

وجهنا له سؤلا للإجابة عليه وهي ماهي صفة الحكواتي فأجاب قائلا :

صفة الحكواتي الأساسية هو أن حكايته قابلة للتغيير بناء على رد فعل الجمهور..

كما وإنه يقوم بنفسه بتغيير الدراماتورغي والخطة الإخراجية (إذا صحت مثل هذه التسميات) ويخلط الحكايات كل مرة بناء على تحسس مزاج المستمع ..

فالحكواتي يعتمد على عملية الشد (الانتباه) بينه وبين المشاهدوالمستمع
أيضاً فالحكواتي يوزع الأدوار على المشاهدين، فمثلا ثمة فتاة جميلة تستمع للقصص ولهذا عندما يتحدث الحكواتي عن الفتاة العاشقة الجميلة أتحدث إليها!..

أو أن الحكواتي مثلا لا يحب سلوك أحد من المتابعين، ولهذا يوجه حديثه إلى ذلك الشخص إذا ما تحدث عن الشخصية الشريرة خصوصاً .
إن قصص الحكواتي مزيج من خط الحكاية، وما بين سطور النص، وموقف الحكواتي من النص ومن المستمعين أفراد أو جماعات.

وأيضا للحكايات دور في تنشئة الجيل وتنبيه للمسىء وتحذير للمحيطين من التجاوزات وخلق العادات الحسنة والاخلاق الحميده في مجتمعه من خلال تلك الرسائل المباشرة .