المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الأربعاء 25 ديسمبر 2024
البيعجان في خطبة الجمعة: إن سبيل التخلص من شرور النفس هو تزكيتها ورعايتها ومعاهدتها
حسين عســير - مستقيل
بواسطة : حسين عســير - مستقيل 05-10-2018 03:24 مساءً 55.5K
المصدر -  
أكد فضيلة الشيخ الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن البعيجان إمام وخطيب المسجد النبوي في خطبة الجمعة اليوم أن الله تعالى خلق الإنسان ، وعلمه البيان ، ومنحه العقل واللسان ، وهداه النجدين ، وبين له السبيلين إما شاكراً وإما كفوراً.

وأضاف فضيلته : امتحنه بعداوة النفس والشيطان ، وكتب له التوفيق أو الخذلان ، وجعل مصيره إما إلى الجنة وإما إلى النيران.

شرع من أجله الشرائع وأنزل الكتب وبعث الرسل مبشرين ومنذرين فمن الناس من استجاب وتزكى ، ومن يتزكى فإنما يتزكى لنفسه ، ومنهم من أعرض وأبى ، ومن نكث فإنما ينكث على نفسه .

وقد أشار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى هذا الإحساس فقال : " الإثم ما حاك في نفسك وكرهت أن يطلع عليه الناس " .

وأوضح فضيلته : إن سبيل التخلص من شرور النفس هو تزكيتها ورعايتها ومعاهدتها ، وقد أقسم الله في كتابه أحد عشر قسماً متتالية على فلاح من زكاها ، وخيبة من دساها فقال سبحانه : " وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا * وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا * وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا * وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا * وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا * وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا * وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا " .

وذكر فضيلته : أن تزكية النفوس لا تتأتى إلا بمقام الإحسان : أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك .

لا تتأتى إلا بمخالفة الهوى وملازمة التقوى .

لا تتأتى إلا بمخالفة النفس الأمارة بالسوء ، وترك ملذاتها وشهواتها ، فمن وُفق لقمعها نال المنى ونفسه بنى ، ومن أرخى لها العنان ألقت به إلى سبل الهلاك والردى .

وأوضح فضيلته : الجهاد ذروة سنام الإسلام ، وفريضة من أعظم فرائضه ، وأعظم الجهاد مجاهدة النفس فألجموها عن ملذاتها وافطموها عن شهواتها ففي قمعها عن رغبتها عزها ، وفي تمكينها مما تشتهي ذلها وهوانها .

فعداوة النفس مثل عداوة الشيطان ، وإن الله قد حذركم طاعتها في القرآن ، قال تعالى : " وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى ".

وفي الخطبة الثانية أوضح فضيلته أن النفس أمارة بالسوء ، وهي ظلومة وجهولة ، تصاب بالعجب والكبرياء والحسد والرياء ، والغضب والحرص والطمع والشح والبخل والخوف والجشع وغير ذلك من الأمراض ، فتزكيتها إفراغها وتطهيرها من تلك الأعراض.

تزكية النفس بالتحلي بمكارم الأخلاق والسلوك الحسن والآداب الشرعية كالمحبة والإخلاص والصبر والصدق والتواضع والخوف والرجاء والكرم والسخاء والتوبة والاستغفار وتذكر الموت والفناء والإعراض عن الدنيا والإقبال على الله تعالى .

تزكية النفس بمخالفة الهوى وعدم تلبية رغباتها وفطامها عن شهواتها وملذاتها والإنكار عليها ومعاتبتها . " قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّىٰ * وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّىٰ " اجتهدوا في تزكية النفوس قبل فجاءة الفجعة ، وندامة الحسرة .

واختتم فضيلته الخطبة بالدعاء : اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه ، اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان، واجعلنا من الراشدين ، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وانصر عبادك الموحدين، واجعل اللهم هذا البلد آمنا مطمئنا وسائر بلاد المسلمين .