المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الأحد 24 نوفمبر 2024
الجندي وروح الشهيد للدكتورة فوزية آل غاصب القحطاني بمناسبة #اليوم_الوطني_88
مرفت طيب
بواسطة : مرفت طيب 23-09-2018 06:49 صباحاً 52.8K
المصدر -  




يقوم الوطن في يومه الوطني شامخاً عالياً ثم مايلبث لينحنى اجلالًا واكراماً لأرواح أبطاله .
‏وتغيب الشمس خجلًا من تلك الشموس .

‏أهدي سلامًا طأطأت حروفه رؤوسها خجلة ، وتحية تملؤها المحبة والافتخار لكل شهيدٍ قدم روحه ليحيا الوطن .

‏الجندي والشهيد هما رمز الإثيار ، فكيف يمكن لنا أن لا نخصص شيئًا من يومنا الوطني لهذا الإنجازالعظيم ،‏فأيام الدنيا كلها تنادي بأسماء الجنود والشهداء وتلهج بالذكر وصاياهم .

‏عندما يرتقي الشهيد ويسير في زفاف ملكي إلى الفوز الأكيد وتختلط الدموع بالتهليل والتكبير . عندها لا يبقى لدينا شيئًا لنفعله أو نقوله لأنه قد لخص كل قصتنا بابتسامة .

‏فلكل قطرة دمٍ سقت نخيل الوطن فارتفع شامخًا ، ولكل روح شهيدٍ كسرت قيود الطواغيت ، ولكل يتيمٍ غسل بدموعه جسد أبيه الموسّم بالدماء ولكل أمٍ مازالت على الباب تنتظر اللقاء ، نقف صمتا نبكي دعاءً نركع حمداً نسجد شكراً لله على نعمة الجندي البطل المقدام الشجاع.

‏الجندي والشهيد هما لحظة التسامي فوق كل الغرائز العمياء حينما يثبتا في مواجهة الموت ويعلوا فوق الانعكاسات الشرطية وقتها يتحقق فيهما الانسان الكامل الذي ترفع له التحية العسكرية وتسجد له الملائكة في السماء .

‏ليس هناك كلمة يمكن لها أن تصف الجندي أوالشهيد ولكن قد تتجرأ بعض الكلمات لتحاول وصفهما فهما شمعة تحترق ليحيا الآخرون ، وهما من يجعل من عظامه جسرًا ليعبر الآخرين إلى الحرية ،‏وهما الشمس التي تشرق إن حلّ ظلام الحرمان والإضطهاد.
‏علينا في هذا اليوم الوطني أن نستذكر كل جندي وشهيدٍ في هذا الوطن كذكرى أيام ولاداتهم واستشهادهم.

‏في ظاهر الأمر أنهم أحياء لأنهم شهداء ونحن نعيش حياة الأمل ، نمارس العيش المترف، نركض خلف قوس قزح ، نلهو ، نعبث نضحك ونبكي ، نحمل الهم على الأرزاق ، نولول على صفقاتنا البائسة التي لا تنجح ، نتشاجر على حطام الدنيا.

‏إن على كل واحد منا قد أنعم الله عليه فكان ممن عايش الجنود والشهداء أن يتحدث عنهم وعن أخلاقهم وصفاتهم الرائعة وكلماتهم النيرة ،‏فهذه بنظري أمانة في أعناقنا علينا أن نؤديها ، فإذا كنا نحن من أُنعم علينا بمعايشتهم لا نتحدث عنهم فمن الذي سينقل كلماتهم الطيبة وسماتهم الصالحة إلى الآخرين الذين حرموا من معرفتهم أو إلى الأجيال الأخرى القادمة التي لا تعرف بأن على هذه الأرض مشوا أناس قد يكونوا من أفضل من كانوا في عصرهم.

‏حين يبذل الجندي روحه طواعية وعنوة، حين يثبت في مواجهة الموت حين يسمو على الحياة التي نحرص عليها بغريزة أساسية مثلنا مثل سائر المخلوقات، ‏كلنا نحرص على الحياة مهما ضقنا بها حتى لو تمنينا الموت بطرف اللسان تكذبنا جوارحنا بأنه حين يقترب الخطر بسبب حلاوة الروح نهرب منه،‏رغم أننا كنا في أوقات الشقى نتحدث عن ضجرنا بالحياة.
‏وهذا الجندي يبذل روحه طواعية وعنوة لهذا الوطن الغالي، فكلنا عيون دامعة داعية للجنود والشهداء الذين دًُثر تراب الوطن بدمائهم الغالية فشكلت متلازمة وسيامية التضحية التي يصعب فصلها اوبترها.