المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الخميس 26 ديسمبر 2024

د محمد آل عباس: على المجتمع أن يختار النماذج الثقافية دون وصاية

ابراهيم ال رشه - نجران
بواسطة : ابراهيم ال رشه - نجران 04-08-2018 12:44 صباحاً 17.2K
المصدر -  انتقد أكاديمون مختصون عدم وجود أقسام للفلسفة في جميع الجامعات السعودية، مما سبب هزالا ثقافيا وغيابا للمناظرات والتجديد و الإبداع، مع ضعف إيمان المجتمع بالتفلسف وهو ضرورة لتجويد الصناعة الثقافية، بزعم أنها مناهضة للدين مما أقصى بشكل أو بآخر حقلا مهما في تعميق النتاج الثقافي.
جاء ذلك في ندوة نضمها نادي أبها الأدبي بالتعاون مع الهيئة العامة للثقافة الأربعاء، بعنوان " المجتمع السعودي والتنمية الثقافية" شارك فيها كل من عضو مجلس الشورى د. محمد آل عباس و الأستاذ في جامعة القصيم د. عبدالله البريدي و أدارها د. خالد أبو حكمة.
بدأ د. عبدالله البريدي ورقته، قائلا: ق.ق.ج. (قصة قصيرة جدا): فاز كتابه ، لم يحتفل به، ترقت وظيفته، فمات بتخمة! ثم عدد أسبابا لضعف المكون الثقافي في المجتمع، ومن ضمنها : ضمور التفلسف وضعف الإيمان المجتمعي به ، وتخلي الجامعات عن وظيفة النقد الثقافي، وتحولها للأعمال البحثية ذات النزعة الوضعية المعتمدة على "الوصف الإذعاني". واصفاً الاهتمام بالثقافة بأنه يأتي على هامش البرامج والخطط لمؤسساتنا التنموية، معتبراً غياب نخبة رجال الأعمال عن دعم الفعل الثقافي لعدم تحقيق الربحية ويستوي هذا الإحجام لدى الأثرياء المتدينين حيث لا يرونه عملا خيرا ، و"لهذا فقد بات الفعل الثقافي مقذوفا خارج الدنيا والآخرة"، مضيفا ان هذا ياتي متزامنا مع تراجع دعم ميزانية المؤسسات الثقافية، حاثا وزراة الثقافة على سرعة تسليم الأندية الأدبية مستحقاتها إنفاذا للأمر الملكي الكريم، لئلا تغلب الأقدام الأقلام، في إشارة لاستلام الأندية الرياضية مستحقاتها .
و أكد البريدي تعرض الثقافة للإختطاف في المجتمع بإسم الدين أو الليبرالية لينتج تراشقا ايدلوجيا واستعداء لسلطة الدين والدولة والتاريخ. وختم البريدي ورقته قائلا: "ق.ط.ج (قصة طويلة جدا): أخفقوا في إخصاب ثقافتهم، فأفلحوا في إجداب مستقبلهم!".

من جانبه أوضح عضو مجلس الشورى د. محمد آل عباس أن هناك مشكلة عميقة في البنية الثقافية لدينا وهذا أثر بشكل كبير في منتجاتنا الثقافية وخياراتنا الاقتصادية والاجتماعية، وضعف مخرجاتنا التعليمية والسبب في كل ذلك هو التوقف عن بناء نموذجنا الفلسفي في رويتنا للوجود واختياراتنا في مجال المعرفة وتطوير مناهجنا في البحث عن الحقيقة والخير والجمال وباختصار توقفنا عن التفلسف مما أوقف التنمية الثقافية، وطالب باستصلاح التربة الثقافية بالعودة للحوارات والمناظرات العلنية بين تيارات الفكر الناضجة مع حرية النشر والتعبير المسؤولة ، وجعل المجتمع مسؤولا عن خياراته الثقافية ويتحمل تبعات اختياراته، مضيفاً أن على الجامعات الاشتغال بالثقافة وبناء اقسام الفلسفة من جديد والمساهمة مع الأندية الأدبية في بناء مدارس فكرية تسهم في نشر المعرفة وإصلاح التعليم.

المداخلات
وفي المداخلات التي تلت الندوة طالب أستاذ الشريعة في جامعة نجران د. محمد بن سرار اليامي بتفعيل الثقافة في الميدان مع الحفاظ على الهوية الخاصة بالوطن، وتسأل الشاب إبراهيم عسيري عن مدى تعرض الثقافة للادلجة، وقال الإعلامي عوض القحطاني إن مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني مسؤول في هذا الجانب، والملاحظ أن الحوار في هذه المؤسسة يدار كمدرسة يبحث فيها مدير الحوار عن فكرته ثم ينتقل لغيرها، وأشارت الإعلامية نورة عسيري إلى فوقية المثقف السعودي على المجتمع وعدم تعايشه مع المحيطين.
و أوضح رئيس نادي أبها الأدبي د. أحمد آل مريع أن الثقافة تتداخل مع الترفية والإقتصاد وكل منها مؤثر في الآخر وموجه له، ولكن تبقى قيمة الثقافة في أنها الركيزة الأساسية للوعي وتنمية الإنسان ليكون في مستوى الحضارة التي يعيشها وفي مستوى التطلعات والمسؤوليات. وقال إن هناك مشكلة حقيقيةً وقديمة فالمجتمع العربي يفهم العقل بمعنى بعيد عن معناه في القران الكريم ففي القرآن العقل يدل على البحث والتفكر والسؤال، ولكنه في المجتمع العربي ظل رديفا للمحاكاة والاتباع والسائد.. وتساءل عن مسؤولية صراع التيارات في الحد من التنمية الثقافة، فالملاحظ أن التيارات ورموزها يتصارعون على اقتطاع أكبر حصة من الواقع وليس على تقديم الحقيقة والمعرفة وإتاحتهما بشروطها الإنسانية.. لكنها تطرح كخطابات ناجزة للحقيقة!
وفي نهاية الندوة دعا رئيس النادي د. أحمد آل مريع الأديب أ. حسين الأشول لتكريم المشاركين ومدير الحوار.