المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الإثنين 25 نوفمبر 2024

أصعب لحظات المرض ألماً ليست وخزات الإبر ، ولكنها نظرات الشفقه من الآخرين

قصة الشاب صاحب الإرادة ومحارب السرطان في سطور
بواسطة : 01-08-2018 05:07 مساءً 38.0K
المصدر -  


من أكثر الأفكار المرعبة التي يعيشها الإنسان هو العد التنازلي في إنتظار الموت ، فعقارب الساعة تتسابق وساعات الدنيا تستصرخ الوقت أن يتوقف ، فكل ثانية تمر في أحضان المرض تنهش في أضلع مرضى السرطان .

ذلك المرض الذي يقتحم حياة الانسان بدون استئذان ويحاول السيطرة عليه بكل الطرق ليضعف قوته ويجعله يستسلم، وحين ينتصر السرطان تتحول حياته إلى جحيم بين أركان المستشفيات وغرف جلسات العلاج الكيماوى وعمليات الاستئصال وغير ذلك من المحاولات الطبية الهادفة لقهر هذا الوحش القاتل.

لكن بالإرادة، والصبر، والقوة، والأمل، والمواجهة، والإيمان..
كلمات يحتاج أن يؤمن بها مريض السرطان لينتصر في معركته الطويلة مع المرض.
اليوم قصتنا مع شاب قهر السرطان بإرادته الفذة وانتصر بقوة إيمانه :


الشاب محمد شراحيلي احد أبطال الحرب ضد هذا المرض الخبيث والذي عانى كثيرا حتى تغلب عليه ، فعندما إلتقيته كان خجولاً لايتحدث كثيراً ولكنه في نظر الكثير أيقونة القوة والصبر والعزيمة ، ولا أخفي أنني طلبت وساطة أحد الأصدقاء في فتح مجال الحديث معه رغم بساطته، ولكنها قد تكون هيبة المحاربين الشامخين دائماً ، محمد الذي تلقى خبر المرض بعد معاناة الفحص والإجتهادات التي أضرت به كثيرا حيث لجأ إلى الطب الشعبي في البداية حتى أن آثار العلاج مازالت ظاهرة تسبب له إحراجاً حتى مع سائق التاكسي الذي يركب معه ويوجه له هذا السؤال المتكرر .
صدمة محمد بداية كانت كبيرة عاش معها لحظات من الإحباط حتى التقى في أحد المرات وهو يتألم أثناء فترة العلاج شخصاً آخر يتعالج بجانبه تفصل بينهما ستارة مع سماع صرخات الوجع وكأنها نداءات آتية لإنتشاله من مصيبته ، وعند فتح الستارة فُتح معها باب أمل كبير لحياة مليئة بالصبر والإصرار .
كان حديث المريض المرافق له بالغرفة بمثابة مواساة لمحمد.
حيث سبقه في العلاج بمراحل يقول محمد عنها " عندما تحدثت مع هذا الشخص شعرت بأمل كبير وأنه بإمكاني أن أصمد مثله، فقط كنت أصغي له وأحاول تطبيق ماكان يقوله ويفعله وحين تعافى شعرت بتفاؤل كبير في أنه قد يحدث معي نفس الشيء وأتعافى " .

ولكن اقسى ماكان يحدث له ويزيد عليه الأفكار السلبية ويؤثر في حالته النفسية هو نظرة الآخرين له حيث قال عنها " حتى اكون صادقاً معك نظرة الشفقة من الناس تجعلك تشك في نفسك وتجلب لك الإكتئاب حيث بدأت تاخذ حيزاً كبيراً من تفكيري ولكن مع الوقت كنت أقول أنني سأستقبل كل مايقوله الناس وأحاول طرد الكلام السلبي عني ولكن عندما تجد شريحة كبيرة من الناس على نفس النمط من التفكير هذا أكثر مايتعب المريض ويجعله يفكر في إعتزالهم أحيانا ً ".

واليوم ولله الحمد بعدما هزم محمد هذا المرض الخبيث ولسان حاله يقول له :
هل إكتفيت ! الحمدلله لقد تعافيت .