المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الجمعة 26 أبريل 2024
الدكتور/أحمد قابيل فيروس سي ..ثورة في العلاج لابد أن يقابلها ثورة في التشخيص
فوز العواد
بواسطة : فوز العواد 28-06-2018 12:42 مساءً 39.5K
المصدر -  
من المسلم به طبياً أن التشخيص يسبق العلاج، وحيث أن فيروس سي يشكل عبئاً صحياً واقتصادياً عالمياً ومحلياً، ونظراً لما يشهده العلاج حالياً من ثورة هائلة، إلا انه لا يزال هناك فجوة كبيرة بين هؤلاء المصابين بالفيروس وهؤلاء الذين تم تشخيصهم فعلياً بالتحاليل الطبية فضلاً عن الذين يخضعون للعلاج أو الذين تم شفاؤهم بالفعل وهم أقل بكثير، لذا فإننا في هذا المقال نود إبراز أهمية إجراء الفحص الطبي المختبري لاكتشاف هؤلاء المصابين حيث أن الوقت قد حان لعلاج كل المرضى .
وطئة المرض عالمياً ومحلياً:
بالرغم من أن الإحصاءات العالمية تشير إلى أن حوالي 3% من سكان العالم مصابون بفيروس سي، وما يقدر بنصف مليون شخصا يتوفون سنويا بسبب مضاعفات هذا الفيروس إلا أن التقارير تشير إلى إرتفاع هذه المعدلات خلال العقد أو العقدين القادمين نظرا لما تتطلبه المضاعفات من وقت يصل الى عدة سنوات لحدوثها، في الوقت التي تنخفض فيه وفيات فيروس ( بي )وفيروس الإيدز.
وطبقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن المملكة العربية السعودية من الدول التي تتراوح نسبة الإصابة بفيروس سي بها من 1%-2% ( واغلبها من النمط الجيني الرابع 65% ثم الاول 25% ).
وقد تبدو هذه النسبة بسيطة اذا ما قورنت ببعض الدول الأخرى في حوض المتوسط أو في جنوب شرق اسيا، الا ان تلك النسبة المحلية تمثل-كما هو الحال عالميا-قمة الجبل الجليدي! ونعني بذلك ان الغالبية العظمي من المرضي المصابين بفيروس سي ( حوالي 70% طبقا لمنظمة الصحة العالمية ) لم يتم تشخيصهم بالفعل.
الكبد عضو لا يبكي
نظرا للاختلاف التشريحي للكبد عن كثير من الأعضاء الأخرى من ناحية غياب الامداد العصبي لنسيجه الداخلي، فإن أغلبية المرضى لا يشعرون بأعراض خاصة بالكبد إلا في مراحل متقدمة من المرض أو مع وجود المضاعفات، وربما تكون هناك أعراض عامة، وغيرمباشرة في بعض الأحيان ، مثل: الخمول والوهن والآم المفاصل وعسر الهضم ، مما يؤخر التشخيص الاكلينيكي لسنوات أو حتي عقود.
لذا لا يمكن أن تقول "انا ليس عندي فيروس كبدي ما دمت لا أشعر بأي أعراض"، وحتى وظائف الكبد مثل الأنزيمات وصورة الكبد بالموجات الصوتية قد تكون طبيعية مع وجود الفيروس الكبد سي.
العوامل التي تساعد على نقل الفيروس:
من المعروف ان فيروس سي ينتقل عن طريق الدم، لذا فان طرق العدوى غالبا تكون عن طريق نقل الدم الملوث أو مشتقاته ( قبل عام 1992م )، الغسيل الكلوي، الحقن وأدوات الجراحة أو الأسنان الملوثة بدم مصاب، أدوات الحجامة أو الحلاقة أو قص الاظافر أو فرشاة الاسنان الملوثة بالدم، تعاطي المخدرات عن طريق الحقن، وكذلك بنسب أقل من الام للجنين أو بالاتصال الجنسي، ولا يزال نسبة غير قليلة من الحالات مجهولة السبب.
ومما يجدر ذكره أنه طبقا لمركز مكافحة الأمراض والوقاية منها تشير الإحصاءات الى انتشار الفيروس الكبد سي بطائفة عمرية معينة لدى الامريكيين هي مواليد الفترة من 1945م الى 1965م ،مما أدى إلى إدراج هذة الفئة العمرية إلى الأشخاص الذي يتعين فحصهم ضد فيروس سي، حتى بدون تعرضهم لأي من عوامل نقل الفيروس المحتملة والمذكورة سابقا.
كيفية التشخيص
أن الاختبار الموصى به طبيا هو تحليل الكشف عن الأجسام المضادة للفيروس وهو تحليل بسيط وسريع وغير مكلف ودقيق الى حد كبير ، حيث تعني إيجابية هذا التحليل وجود الفيروس بنسبة تصل الى 90%.
وفي حال إيجابية هذا التحليل، يتعين عمل تحليل الكشف عن الحمض النووي للفيروس بالدم للتأكد من الإصابة بنسبة 100% ثم تحويل المريض لاخصائي أمراض الكبد لتقديم الرعاية الصحية المناسبة طبقا لحالة المريض ونمط الفيروس.
وهنا يجب ان ننوه الى أن الطفل المولود لأم مصابة بالفيروس قد يحمل الأجسام المضادة للفيروس من آلام لفترة تصل الي 18 شهرا، لذا لا يمكن الاعتماد على هذا الاختبار بمفرده و يوصي بعمل تحليل الكشف عن الحمض النووي للفيروس بالدم.
ثورة العلاج
شهد العامان السابقان ثورة هائلة وتغير جذري في التوصيات والبروتوكولات العلاجية، ليصبح العلاج الدوائي عبارة عن أقراص تعطى بالفم، وليس بالحقن، وليشمل كل المرضى المصابين، دون التقيد بسن معين، أو درجة تليف الكبد، أو مستوى انزيمات الكبد، بخلاف الماضي فقد كان قرار البدء في العلاج محيرا وليس منصفا، حيث كان يستثنى من العلاج هؤلاء الذين ليس لديهم أي نسبة تليف بالكبد وكذلك من لديهم مستوى ألانزيمات الكبدية طبيعيا، وعلى الجانب الآخر من تطورت حالتهم ليصبح التليف عندهم متقدما.
ويختلف العلاج الجديد عن السابق فيما يلي:
1- يهاجم انزيمات الفيروس مباشرة لوقف تكاثره.
2- أقل مدة زمنية (3اشهر) مقارنة ب(12شهرا) للعلاج السابق.
3- أقل في الآثار الجانبية.
4- أكثر فاعلية حيث وصلت معدلات النجاح الى ما يزيد عن 90% مقارنة بنحو 50% للعلاج السابق.
إذن نستطيع ان نقول "حان الوقت لعلاج كل المرضى"
حتى مع الإصابة تستطيع أن تحمي كبدك
1- امتنع تماما عن الكحوليات والمخدرات والتدخين.
2- كن حريصا عند تعاطيك للأدوية، اخبرطبيبك ليتخير لك أدوية صديقة للكبد أو يعدل لك جرعة الدواء لتكون آمنة مع الكبد.
3- تجنب زيادة الوزن والسمنة.
4- الحرص من الإبر والأدوات الملوثة بالدم مثل أدوات الحجامة والحلاقة وقص الاظافر والوشم وفرشاة الاسنان
5- وكذلك أخذ التطلعيمات الواقية ضد فيروس أ وفيروس بي،
وفي الختام
لأن الخطوة الأولى في العلاج والشفاء من المرض هي معرفة المرض نفسه، ونظرا لان الغالبية العظمي من المصابين بالفيروس لاتزال دون تشخيص، لذا فمن الضروري جدا الان اكثر من السابق الاهتمام بتشخيص كل المرضى عن طريق الاهتمام بالكشف عن الفيروس من خلال أطباء الصفوف الأولى لمقدمي الرعاية الصحية الأولية.
_______




*استشاري الجهاز الهضمي بمستشفى الحمادي بالرياض