عقد مؤخرا المركز الثقافي الإسلامي في لندن مع وزارة الداخلية البريطانية أمسية حوار حول "الإسلام في الإعلام" وقد حضر الأمسية أكثر من 150 ممثلا من المنظمات المدنية والمؤسسات الإسلامية وعدد من القائمين على وسائل الاعلام والمهتمين بالشان الإعلامي.
وكان ابرز موضوع شغل حيز الأمسية هو مناقشة وعرض صورة الإسلام في الإعلام ودور المنظمات الإسلامية والأفراد في تقديمها و إعطاء الصورة الحقيقية للإسلام.
افتتح اللقاء بكلمة المدير العام للمركز الدكتور "أحمد بن محمد الدبيان" الذي رحب بالضيوف واستعرض التطور الإعلامي في القرن الماضي حتى اليوم وكيف ان ثورة التقنية جعلت الإعلام والإنترنت يشكل فرصا وتحديا في الوقت نفسه للمجتمعات في العالم.
وأوضح الدكتور "الدبيان" كيف تلعب وسائل الإعلام دورا قويا كأداة تكوين اجتماعية وكمجال لفرص اقتصادية وكأداة تأثير سياسية في حياتنا اليومية ، وطرح هنا الإشكالية الأخلاقية والمعايير الموضوعية للإعلام خاصة عند استخدام وسائل التواصل الاجتماعي.
كما بين كيف ساهمت وسائط الإعلام المختلفة في تكوين آراء سلبية ابرزها الإسلاموفوبيا والتحريض والكراهية والترويج لأفكار سيئة عن الآخر.
وتضمنت كلمة د. الدبيان استعراضا لتكوين الصورة التاريخية السلبية عن الإسلام في أوروبا قبل عدة قرون وأسبابها وتطورها حتى العصر الحاضر لتصبح المسألة فردية بصورة أخطر*، وكذلك مناشدة صادقة للقائمين على وسائل الاعلام وللشباب الناشطين في الشبكة للحرص على تحري الموضوعية وجعل التقنية أداة فاعلة في خدمة القضايا الاجتماعية والفكرية والتنموية والدينية وتقديمها بطريقة صادقة وموضوعية ومناسبة وعادلة.
وأكد د.الدبيان مقابل هذا على دور الاعلام للأسف في بث أفكار مضللة بين الناس والشباب لا سيما من خلال وسائل التواصل الاجتماعي ونشر العنف أحيانا، وأن هناك حاجة إلى أن تكون المؤسسات الدينية مثالا جيدا في تمثيل دينها بأمانة وموثوقية.
فيما تحدث السيد "أياز زبيري" مدير العلاقات العامة في المركز عن دور المركز في حماية صورة الإسلام وإبرازها بمعناها الحقيقي من خلال العمل والمشاركة الاجتماعية والإعلامية ونشر بيانات صحفية عن الشؤون الراهنة وتقديم المشورة الدينية والخدمات الإلكترونية.
ثم سلط السيد "زبيري" الضوء على نمو استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وتحدياتها القائمة ، وهو الأمر الذي دفع المركز الى مضاعفة جهوده وقدراته من مواد إعلامية وآلية لتلبية احتياجات أكثر من 10 ملايين مشاهد على شبكة الإنترنت.
تحدث بعد ذلك السيدتان شارلوت أوروين و بيانكا ستروهمان ممثلتين لهيئة إيبسو - وهي مؤسسة منظمة للمعايير المستقلة للصحافة وعلقتا بالتناوب على دور المنظمة في تنظيم أكثر من 1500 مادة مطبوعة وصحف ، مع النظر في التعامل مع شكاوى الإساءة والمضايقات ومعايير عمل المحرر.
وتقدم هذه الهيئة التنظيمية أيضا المشورة إلى المحررين والصحفيين بهدف رفع معايير ومبادئ صناعة الإعلام مع معالجة مخاوف الجمهور الأوسع نطاقا ، واستعرضتا سبل التغيير والتأثير والجوانب القانونية لتغيير الصورة والتأثير على وسائل الاعلام البريطاني.
وكان للمحامي "هاشي محمد" مداخلة مطولة حول تعزيز القيم الصحيحة للإسلام والقيم الدينية وطرق توصيل الرسائل إلى الجماهير الذين لا يستطيعون الوصول إلى هذه القيم الصحيحة. وتطلع السيد محمد إلى إيجاد طرق مقنعة لجذب الجماهير المستهدفة عبر أخبار مؤثرة.
وواصل الحوار عدد من العاملين في الساحة القانونية والإعلامية وبعض الخبراء من وزارة الداخلية البريطانية محللين جوانب هامة حول مقاومة العنف ودور الانترنت واستعمالها ، وأهمية إيجاد مواد علمية تنافس المواد المغرضة في الشبكة لحماية المجتمع وضرورة أن تكون المؤسسات المدنية نقاط توجيه للشباب ومساهمة في الأمن المجتمعي.
وتواصلت الأمسية عبر أسئلة وأجوبة من الخبراء وقام المشاركون بملء استبانات الحوار كما عرضوا توصيات على المركز الثقافي الإسلامي ستتناولها الإدارة بالنظر.