المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الثلاثاء 7 مايو 2024

ساحل العاج

مرفت طيب
بواسطة : مرفت طيب 11-06-2018 11:51 مساءً 10.1K
المصدر - الانترنت  
ساحل العاج أو (كوت ديفوار) كما تسمى بالفرنسية، دولة من دول غرب أفريقيا، يشكل المسلمون أكثر من 40% من تعداد سكانها البالغ 20 مليون نسمة، وصل الإسلام إلى ساحل العاج عن طريق الشمال، وذلك عن طريق التجار المسلمين الذين قدموا من تمبكتو من دولة (مالي) الإسلامية، ونشط هؤلاء التجار في نشر الدعوة في النطاق الجنوبي من ساحل العاج، حتى أصبح الإسلام يشكل غالبية عقيدة سكان هذا البلد. ولرمضان عند مسلمي ساحل العاج نكهة خاصة وتقاليد مميزة.


استقبال شهر رمضان
تطلق كل دولة من دول غرب أفريقيا على شهر رمضان اسماً أو لقباً معروفاً، وعند العاجيين المنتسبين إلى سلالات قبائل أو أسر ماندي (مانديجو) من مالي وبوركينافاسو وغينيا وساحل العاج يسمون شهر رمضان: "سون كالو" يعنى "شهر الصوم" وهو الشهر الواقع بين "سونكالو ماكونو" أي شهر انتظار الصوم، و"ميكالو" شهر شراب "شوال".

قبيل رمضان تتكاثف المحاضرات والوعظ والإرشاد في المساجد والأحياء؛ لتثقيف الناس بفقه الصوم، ويعلن المجلس الأعلى للأئمة في ساحل العاج مع المجلس الوطني الإسلامي "نداء الزكاة" للأثرياء، عبر برنامجه الاجتماعي المعروف بالتضامن في رمضان، ومن خلال هذا البرنامج يطلب من رواد المساجد جمع تبرعات نقداً أو مؤناً غذائية، أرز وسكر وحليب، ثم توزع على ذوي الحاجات في الأحياء الشعبية.
جرت العادة في ساحل العاج أنه إذا جاء 29 من شهر شعبان يجتمع المجلس الأعلى للأئمة، وعلى رأسه شيخ الأئمة، في مسجد الجامع (ريفيرا غلف) في بلدية كوكودى، داخل العاصمة أبيدجان، ابتداء من ساعة 5 مساء إلى ساعة 7، ليتحروا هلال شهر رمضان، وذلك بحضور الصحافين، وإذا تمت رؤية الهلال فيعلن بداية الصوم في جميع البلاد، وإلا فيكمل عدة شعبان ثلاثين يوما.

المسلمون العاجيون يستعدون لاستقبال شهر رمضان بدءا من شهر شعبان، حيث يعدون المساجد والمصليات، فيشعلون مصابيحها، وينظفون الجدران والأرضيات ويبخرونها، ثم يعمرونها بالصلاة وقراءة القرآن الكريم خلال الشهر المبارك، فتكثر حلقات الذكر، وتلاوة القرآن مع تفسيره، كما تكثر الصدقات وأعمال الخير، حيث ينتهز كثير من أغنياء البلاد هذا الشهر لدفع زكاة أموالهم إلى مستحقيها.
وفى القرى تجد منذ الليلة الأولى من الشهر الكريم، يخرج السكان حاملين المشاعل، ويتجهون بها إلى السواحل والقرى المجاورة، ويضربون بالطبول إعلانا بقدوم رمضان، كما يضربون الطبول لإيقاظ الناس وقت السحور.
وطوال أيام الشهر الكريم يتحول الشعب العاجي إلى أسرة واحدة، يجمعها نداء الأذان بالصلاة خاصة أذان المغرب في رحاب المساجد والمصليات، ويجتمعون لأداء صلاة المغرب، ويبدأون بعدها تناول الإفطار.


طعام الإفطار:
يتكون طعام الإفطار غالبا من وجبة خفيفة تختلف من منطقة إلى أخرى، وعلى كل حال تبقى وجبة المديد، والثريد، والحساء (شوربة) من أهم الأطعمة الرئيسية على مائدة الإفطار في ساحل العاج. وأما مائدة السحور غالبا يكون بالأرز أو الحصيد، بالإضافة إلى اللحوم والفوا كه والحمضيات. أما المشروبات فتشمل بصفة أساسية عصيرالزنجبيل الذي هو من أشهر المشروبات في البلاد، والأناناس وبعض الفواكه الأخرى أغلبها من منتجات الدولة، كالبرتقال والتفاح واليوسفي، والخضروات، بالإضافة إلى الشاي الذى يحرص العاجيون على شربه في وجبة السحور.


العبادة والتهجد
وبعد تناول وجبة الإفطار، يستعد المصلون للذهاب إلى المساجد والمصليات لأداء صلاة العشاء والتراويح، وتمتلء الشوارع بالمصلين، وعقب الصلاة يجتمع أهل المسجد أو أبناء القرية أو الحي رجالا ونساء شبابا وشيوخا في الحلقات يستمعون فيها إلى بعض الدروس والمحاضرات الدينية، والتي عادة تدور حول فضائل الشهر الكريم وآداب الصوم، بالإضافة إلى محاضرات تقام يوميا بعد صلاة الظهر أو العصر من حيث البلديات والمناطق والقرى.
ويقيم العلماء وطلبة العلم وأئمة المساجد دروسا في التفسیر فقط في كل مسجد بعد صلاة الظھر، ولا تجد مسجدا یخلو من ذلك، وھذه فكرة رائعة إذ إن رمضان شھر القرآن.


العشر الأواخر
وإذا دخلت العشر الأواخر فكل المساجد تمتلئ بالمتهجدين والمعتكفين والتالين للقرآن والذاكرين، ولا تجد اليوم مسجدا في ساحل العاج إلا وتقام فيها صلاة التهجد.

وليلة القدر ليلة عظيمة عند المسلمين العاجيين، وقديماً كانت تشوبها بعض العادات السيئة، كخروج الفتيات شبه عاريات لرقصات شعبية معروفة برقصة كوروبي. واليوم بفضل الله ثم جهود الدعاة والأئمة، تلاشت هذه الممارسات الخاطئة التي كانت ملتصقة بإحياء ليلة السابع والعشرين من رمضان - وهذا لا يمنع البعض من إقامة الحفلة الشعبية بإحياء ليلة السابع والعشرين بالإرشاد والوعظ، ويكون محتوى أكثر هذه الحلقات في تلك الليلة قصص الأنبياء، وتبدأ بعد صلاة التراويح إلى وقت السحور. ويجول بعض التلاميذ على أبواب الناس حتى يعطوهم هدايا من المال وغيره.


منقول بتصرف