المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
محلل بريطاني: كوربين محق وهجوم مانشستر مرتبط بالسياسة الخارجية
بواسطة : 27-05-2017 05:08 صباحاً 7.9K
المصدر -  

كتب المحلل المعروف في صحيفة "الغارديان" سايمون جينكنز، مقالا يعلق فيه على التصريحات الأخيرة لزعيم حزب العمال جيرمي كوربين، التي قال فيها إن التفجير الانتحاري الأخير في مانشستر جاء نتاجا للسياسة الخارجية البريطانية.

ويقول جينكنز إن "كوربين محق تماما عندما ربط الهجوم الإرهابي الأخير بالسياسة البريطانية الخارجية في الشرق الأوسط، فكلما كافح توني بلير وغوردون براون وديفيد كاميرون لتوضيح سبب وجوب سفك الدم وإنفاق المال البريطاني للإطاحة بأنظمة في أفغانستان والعراق وليبيا، فإنهم كانوا واضحين: (كان لمنع وصول الإرهاب إلى شوارع بريطانيا)، وتم الحديث عن السبب مرارا وتكرارا: لقمع التشدد الإسلامي". ويضيف الكاتب في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، أنه "عندما قادت هذه السياسة إلى زيادة الإرهاب الإسلامي، فإن من حقنا دعم موقف كوربين، وهو أن هذه السياسة (فشلت ببساطة)، حيث تمت الإطاحة بأنظمة، إلا أن عشرات الآلاف قتلوا، والكثير منهم أبرياء مثل ضحايا مانشستر، ولم يتوقف الإرهاب". ويتابع جينكنز قائلا: "كلما حاول تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الحديث عن مبرر جرائمهما، فإنهما يشيران في العادة إلى التدخل العسكري البريطاني الذي قتل الأبرياء المسلمين". ويرى الكاتب أن "من الكذب محاولة تبرير الخطاب الشوفيني الذي صدر ردا على الإرهاب المحلي من خلال التظاهر بأن لا علاقة له بالسياسة البريطانية الخارجية، فنحن من قام بالربط قبل أن يفعل ذلك الإرهابيون". ويستدرك جينكنز قائلا: "بالطبع، فإن هذا لا يبرئ أحدا، صحيح أن المتشددين الإسلاميين يحاولون تدمير حس الغرب بالأمن والقيم الليبرالية، وصحيح أن الغرب استمر بقصف الأسواق والمستشفيات وحفلات الزفاف والقرى (بطريق الخطأ) -وهو أمر لا مفر منه في ضوء الحروب المعاصرة- لكننا استخدمنا لغة (الصدمة والترويع) عندما قصفنا بغداد عام 2003، *وأعطينا الإرهاب الإسلامي المعاصر دافعا وسببا ومبررا، وإن كان منحرفا، وقمنا بعدوان ضد شعوب ذات سيادة لم تقم بمهاجمتنا". وينتقد الكاتب كلام كوربين "عندما لا يربط الإرهاب فقط بالسياسة الخارجية، ولكن بسياسات التقشف المحلية، ويتهم رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي بأنها ترغب بتحقيق رأسمال انتخابي من المأساة، ولو لم يكن يريد الحصول على ثناء لكان بإمكانه اتهامها بأنها تتلاعب بسياسة الخوف، التي تدفقت إلى شوارع العاصمة، وأمرها بنشر الجنود فيها، وقد يتعاون ويناشد المجتمع المسلم للكشف عن الذين يقومون بـ(تهيئة) الإرهابيين". ويجد جينكنز أنه "لا توجد أدلة تكشف عن قلة العناصر والمصادر لدى السلطات الأمنية بشكل يعرقل عملها، فهذه الأجهزة هي الجهة الوحيدة التي يدر عليها المال بكثرة". ويتهم الكاتب الساسة الذين يتلاعبون ويستغلون المآسي الاجتماعية بممارسة لعبة خطيرة، ويقول: "سواء كان كوربين بارعا تكتيكيا بالعودة إلى الحملات الانتخابية لأنه قال إن هجوم مانشستر محل نقاش، فإنه كان من الحكمة بمكان لو انتظر بعض الأيام". ويخلص جينكنز إلى القول: "تظل القضية الأساسية أن الإرهاب الإسلامي مرتبط بالسياسة الخارجية، مهما بدا الأمر بغيضا لنا، فهو وسيلة لمصالح السياسيين، وأحيانا من الجيد لو سمينا الأشياء بأسمائها".