اليابان
المصدر - الانترنت
على الرغم من أن الزائر إلى اليابان يشعر لأول وهلة أن هذه البلاد التي يُحْرَمُ أبناؤها من الإسلام , أو التمسك بعقيدة سماوية, لا يمكن أن تقام فيها قائمةٌ لهذا الدين, ما دام سكانها على هذه الحالة من السجود لأصنام "بوذا" الشهيرة, وعبادتهم إياها, إلا أن المفاجأة الكبرى التي سَرْعَان ما يكتشفها الزائر لليابان, أنّ هناك حضورًا إسلاميًّا لافتًا في اليابان, وأنّ من بين ما يحتفلون به شهرَ رمضان المبارك, الذي يتميز بخصوصية كبرى في هذه البلاد, ويقدره على السواء المسلمون، وغيرهم من اليابانيين.
موضع التقدير يأتي من أن اليابانيين لا يضطهدون أصحاب الديانات, ولا يقفون موقف المتعصب ضد أصحاب الأديان الأخرى , وخاصة الدين الإسلامي, والذي يعتبرون سلوكياته متوافقةً مع سلوكياتهم, التي تتسم بالطابع الشرقي.
ومن هنا يجد كثير من المسلمين , سواء كانوا من جنسيات يابانية , أو غيرها , أنّ الشهر الفضيل فرصة كبيرة لِعَرْض الإسلامِ بأهدافه وسلوكياته ومعاملاته, وتقديمه إلى الشعب الياباني, خاصةً وأنَّهُم تَوَّاقُونَ لمعرفة الإسلام , والاطلاع على عاداته وتقاليده.
استقبال رمضان
وغالبًا ما يقوم المسلمون في اليابان باستطلاع الشهر الكريم, من خلال الصعود لأعلى عمارات اليابان لرؤية الهلال، وإن غُمَّ عليهم اضطروا إلى اتباع أقرب بلد إسلامي إليهم, وهى ماليزيا, التي تقوم سفارتها باليابان بالإعلان عن أول يوم من رمضان.
كما يقوم المركز الإسلامي في طوكيو - الذي يظل مفتوحًا طَوَال اليوم- بإعلام المسلمين بثبوت هلال رمضان، ويجيب عن استفسارات المسلمين في شتى أنحاء اليابان حول الهلال، ومواقيت الصلاة، والصوم، ويصدر تقويمًا بهذه المناسبة يتضمن أوقات الصلاة، والمواعيد التقريبية للإمساك والإفطار في رمضان، ويوزع على الملتقيات، والمساجد، والمصليات، والتجمعات الإسلامية المختلفة في أنحاء اليابان.
ويتكرر هذا بالنسبة للعيدين والمناسبات الإسلامية الأخرى, كما يتم توزيع قوائم أخرى بالمطاعم والمحلات التي تبيع الأطعمة الحلال، ويعاد تعديلها دوريًّا.
وعادةً ما ينظم المركز الإسلامي في طوكيو مائدة للإفطار كل يوم, لمن يرغب في الالتقاء والتجمع من المسلمين باليابان, وكذلك إعداد وجبة السحور، بينما يكون غالب الحضور من أبناء الجاليات المسلمة التي تعيش في اليابان, بالإضافة إلى حرص أبناء الجاليات العربية والإسلامية, على تنظيم موائد إفطار وسحور خاص بها .
كما يقوم المركز الإسلامي بطوكيو بتنظيم دَرْسَيْنِ يوميًّا بعد صلاة العصر, وبعد صلاة التراويح, ويقوم المركز بالاستعانة بعدد من الدعاة المُبْتَعَثِين من قِبَلِ جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية, بالإضافةِ إلى حرص المركز على تنظيم حلقات لتحفيظ القران الكريم.
ويحرص اليابانيون من غير المسلمين على الحديث دائمًا عن الإسلام للزائرين لبلادهم, وخاصة شهر رمضان, وجوانب الإعجاز فيه, خاصةً فيما يتعلق بالصحة العامة, وفوائد الصوم عند المسلمين, انطلاقًا من اعتنائهم الشديد بالصحة, وبكل ما يمكن أن يساهم في الاهتمام بها والمحافظة عليها.
فضلًا عن ذلك , فإن اليابانيين يعرفون مواعيد إفطار المسلمين في رمضان, ومنهم من يُقَلِّد المسلمين في صومه نفس عدد ساعات صيام المسلمين، والإفطار في نفس توقيت إفطارهم, بل ومحاكاة المسلمين في السجود إلى الأرض, طمعًا في تقليد المسلمين, وهو ما يشعرهم بعد ذلك براحة نفسية كبيرة-كما يعبرون هم عن ذلك- عندما يتركون جباههم في الأرض, والمكوث على هذه الحالة لبعض الوقت!
مظاهر رمضانية
وعلى الرغم من قلة المساجد والمراكز الإسلامية في اليابان, فإن هذا العدد القليل, يحرص على أن يكون له حضوره وفعاليته, خلال أيام الشهر المبارك؛ حيث تحرص المساجد في رمضان على فتح أبوابها أمام المسلمين وغير المسلمين من أجل تعريفهم بالدين الإسلامي.
ومن أبرز مظاهر شهر رمضان في اليابان, تنظيم موائد للإفطار الجماعي, بغرض زيادة الروابط بين المسلمين في هذا المجتمع الغريب، وتكون هذه الموائد بديلًا عن التجمعات الإسلامية المعروفة في أيٍّ من البلدان الأخرى، بالنظر إلى غياب هذه التجمعات في اليابان.
ويرجع ذلك إلى أن المسلمين في اليابان, يختلف حالهم عن أحوال غيرهم من المسلمين في دول الغرب أو الشرق؛ حيث إن الرابطة الجامعة بينهم تكاد تكون أقل من تجمع المسلمين في الدول الأخرى , حتى ولو كانوا أقلية في هذا البلاد .
ولا يعني ذلك وجود صعوبات يمكن أن تواجه المسلمين, ولكن المشكلة الأكبر هي في بنية المجتمع الإسلامي الصغير بداخل هذا المجتمع الياباني الكبير, الذي يُعْرَف عنه التقدير للانضباط والنظام بشكل كبير.
وعلى الرغم من ذلك يجد الزائر لليابان أن المسلمين لا يتعرفون على بعضهم البعض, إلا أثناء تأدية الصلوات, وخاصة صلاة التراويح والقيام في أيام الشهر الكريم, وذلك لانهماك اليابانيين الشديد في العمل؛ حيث يصل الحد الأدنى لعدد ساعات العمل يوميا 12 ساعة, من السابعة صباحًا، وقد تمتد إلى منتصف الليل!!
وتبدأ مظاهر الاحتفال بالشهر الفضيل عادةً قبل حلوله بفترة؛ حيث يقوم المركز الإسلامي بتوزيع قوائم بالمطاعم والمحلات التي تبيع الأطعمة الحلال, فضلًا عن تكثيف توزيع نتائج أوقات الصلوات, وموعد صلاة العيد, وبعض الأحكام الفقهية الخاصة بالصوم وصلاة العيد, وذلك باللغة اليابانية.
وفي هذه البلاد يُشَكِّل المهاجرون غالبيةَ المجتمع الإسلامي, القليل الأفراد, وإن كان هناك مسلمون يابانيون، إلا أنَّ هناك دورًا واجبًا على البلاد العربية والإسلامية بتكثيف جهودها للدعوة في هذه البلاد, ونشر المدارس والمراكز الإسلامية باليابان.
ويعتبر حلول شهر رمضان فُرْصَةً كبيرة لتعزيز التقارب بين المسلمين بعضهم البعض, من أجل ممارسة شعائر دينهم في أجواء احتفالية تُذَكِّرُهم بالوضع في بلادهم التي جاءوا منها, وذلك في مشهدٍ يراه اليابانيون للتعرف على الإسلام, في ظل توقهم إلى هذا الدين السماوي, بعد افتقادهم للجانب العقيدي, في عاداتهم وتقاليدهم الدنيوية.
موضع التقدير يأتي من أن اليابانيين لا يضطهدون أصحاب الديانات, ولا يقفون موقف المتعصب ضد أصحاب الأديان الأخرى , وخاصة الدين الإسلامي, والذي يعتبرون سلوكياته متوافقةً مع سلوكياتهم, التي تتسم بالطابع الشرقي.
ومن هنا يجد كثير من المسلمين , سواء كانوا من جنسيات يابانية , أو غيرها , أنّ الشهر الفضيل فرصة كبيرة لِعَرْض الإسلامِ بأهدافه وسلوكياته ومعاملاته, وتقديمه إلى الشعب الياباني, خاصةً وأنَّهُم تَوَّاقُونَ لمعرفة الإسلام , والاطلاع على عاداته وتقاليده.
استقبال رمضان
وغالبًا ما يقوم المسلمون في اليابان باستطلاع الشهر الكريم, من خلال الصعود لأعلى عمارات اليابان لرؤية الهلال، وإن غُمَّ عليهم اضطروا إلى اتباع أقرب بلد إسلامي إليهم, وهى ماليزيا, التي تقوم سفارتها باليابان بالإعلان عن أول يوم من رمضان.
كما يقوم المركز الإسلامي في طوكيو - الذي يظل مفتوحًا طَوَال اليوم- بإعلام المسلمين بثبوت هلال رمضان، ويجيب عن استفسارات المسلمين في شتى أنحاء اليابان حول الهلال، ومواقيت الصلاة، والصوم، ويصدر تقويمًا بهذه المناسبة يتضمن أوقات الصلاة، والمواعيد التقريبية للإمساك والإفطار في رمضان، ويوزع على الملتقيات، والمساجد، والمصليات، والتجمعات الإسلامية المختلفة في أنحاء اليابان.
ويتكرر هذا بالنسبة للعيدين والمناسبات الإسلامية الأخرى, كما يتم توزيع قوائم أخرى بالمطاعم والمحلات التي تبيع الأطعمة الحلال، ويعاد تعديلها دوريًّا.
وعادةً ما ينظم المركز الإسلامي في طوكيو مائدة للإفطار كل يوم, لمن يرغب في الالتقاء والتجمع من المسلمين باليابان, وكذلك إعداد وجبة السحور، بينما يكون غالب الحضور من أبناء الجاليات المسلمة التي تعيش في اليابان, بالإضافة إلى حرص أبناء الجاليات العربية والإسلامية, على تنظيم موائد إفطار وسحور خاص بها .
كما يقوم المركز الإسلامي بطوكيو بتنظيم دَرْسَيْنِ يوميًّا بعد صلاة العصر, وبعد صلاة التراويح, ويقوم المركز بالاستعانة بعدد من الدعاة المُبْتَعَثِين من قِبَلِ جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية, بالإضافةِ إلى حرص المركز على تنظيم حلقات لتحفيظ القران الكريم.
ويحرص اليابانيون من غير المسلمين على الحديث دائمًا عن الإسلام للزائرين لبلادهم, وخاصة شهر رمضان, وجوانب الإعجاز فيه, خاصةً فيما يتعلق بالصحة العامة, وفوائد الصوم عند المسلمين, انطلاقًا من اعتنائهم الشديد بالصحة, وبكل ما يمكن أن يساهم في الاهتمام بها والمحافظة عليها.
فضلًا عن ذلك , فإن اليابانيين يعرفون مواعيد إفطار المسلمين في رمضان, ومنهم من يُقَلِّد المسلمين في صومه نفس عدد ساعات صيام المسلمين، والإفطار في نفس توقيت إفطارهم, بل ومحاكاة المسلمين في السجود إلى الأرض, طمعًا في تقليد المسلمين, وهو ما يشعرهم بعد ذلك براحة نفسية كبيرة-كما يعبرون هم عن ذلك- عندما يتركون جباههم في الأرض, والمكوث على هذه الحالة لبعض الوقت!
مظاهر رمضانية
وعلى الرغم من قلة المساجد والمراكز الإسلامية في اليابان, فإن هذا العدد القليل, يحرص على أن يكون له حضوره وفعاليته, خلال أيام الشهر المبارك؛ حيث تحرص المساجد في رمضان على فتح أبوابها أمام المسلمين وغير المسلمين من أجل تعريفهم بالدين الإسلامي.
ومن أبرز مظاهر شهر رمضان في اليابان, تنظيم موائد للإفطار الجماعي, بغرض زيادة الروابط بين المسلمين في هذا المجتمع الغريب، وتكون هذه الموائد بديلًا عن التجمعات الإسلامية المعروفة في أيٍّ من البلدان الأخرى، بالنظر إلى غياب هذه التجمعات في اليابان.
ويرجع ذلك إلى أن المسلمين في اليابان, يختلف حالهم عن أحوال غيرهم من المسلمين في دول الغرب أو الشرق؛ حيث إن الرابطة الجامعة بينهم تكاد تكون أقل من تجمع المسلمين في الدول الأخرى , حتى ولو كانوا أقلية في هذا البلاد .
ولا يعني ذلك وجود صعوبات يمكن أن تواجه المسلمين, ولكن المشكلة الأكبر هي في بنية المجتمع الإسلامي الصغير بداخل هذا المجتمع الياباني الكبير, الذي يُعْرَف عنه التقدير للانضباط والنظام بشكل كبير.
وعلى الرغم من ذلك يجد الزائر لليابان أن المسلمين لا يتعرفون على بعضهم البعض, إلا أثناء تأدية الصلوات, وخاصة صلاة التراويح والقيام في أيام الشهر الكريم, وذلك لانهماك اليابانيين الشديد في العمل؛ حيث يصل الحد الأدنى لعدد ساعات العمل يوميا 12 ساعة, من السابعة صباحًا، وقد تمتد إلى منتصف الليل!!
وتبدأ مظاهر الاحتفال بالشهر الفضيل عادةً قبل حلوله بفترة؛ حيث يقوم المركز الإسلامي بتوزيع قوائم بالمطاعم والمحلات التي تبيع الأطعمة الحلال, فضلًا عن تكثيف توزيع نتائج أوقات الصلوات, وموعد صلاة العيد, وبعض الأحكام الفقهية الخاصة بالصوم وصلاة العيد, وذلك باللغة اليابانية.
وفي هذه البلاد يُشَكِّل المهاجرون غالبيةَ المجتمع الإسلامي, القليل الأفراد, وإن كان هناك مسلمون يابانيون، إلا أنَّ هناك دورًا واجبًا على البلاد العربية والإسلامية بتكثيف جهودها للدعوة في هذه البلاد, ونشر المدارس والمراكز الإسلامية باليابان.
ويعتبر حلول شهر رمضان فُرْصَةً كبيرة لتعزيز التقارب بين المسلمين بعضهم البعض, من أجل ممارسة شعائر دينهم في أجواء احتفالية تُذَكِّرُهم بالوضع في بلادهم التي جاءوا منها, وذلك في مشهدٍ يراه اليابانيون للتعرف على الإسلام, في ظل توقهم إلى هذا الدين السماوي, بعد افتقادهم للجانب العقيدي, في عاداتهم وتقاليدهم الدنيوية.