المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الأربعاء 27 نوفمبر 2024

السنقال

مرفت طيب
بواسطة : مرفت طيب 30-05-2018 09:23 مساءً 12.8K
المصدر -  جميع الدول الإسلامية حكومات وشعوباً تستقبل شهر رمضان بحفاوة بالغة واهتمام كبير تحيطه بمظاهر الإجلال والإكرام، ما يدل على عمق الإيمان بالدين الإسلامي وشرائعه، وينفرد شهر رمضان المعظم بتقاليد وعادات رائعة أصبحت بمرور الوقت شكلاً من التراث الذي خلفه لنا الآباء والأجداد، وكل دولة أو شعب أو قبيلة داخل البلد الواحد تحيي رمضان بشكل مختلف مع اختفاء المظاهر التي لا تليق وجلال هذا الشهر، فداخل البيوت تتغير الأشكال والمظاهر والأكلات، وفي الشارع يظهر النشاط الحافل في الأسواق التجارية وتنقلب أحوال لناس فيصبح الليل نهاراً والنهار ليلاً ويحلو السهر وتتجلى العبادة.. ولنبدأ جولتنا من السنغال.

فالسنغال من الدول الأفريقية ذات الأغلبية المسلمة، حيث تزيد نسبة المسلمين فيها على 96 % وتقع في غرب القارة الإفريقية، ودخلها الإسلام في القرن السابع الهجري، ويتمسك شعبها بالإسلام بدرجة قوية جداً، فيرسل مسلمو السنغال أولادهم للجامعات الإسلامية الكبيرة كالأزهر وجامعات المملكة العربية السعودية وبلاد الشام لتلقي التعليم الإسلامي ليعودوا دعاة إلى الإسلام بين أهليهم.

في السينقال يستقبلون شهر رمضان الكريم بفرحة كبيرة كسائر البلدان الإسلامية بل إن أكثر من 20 % من شباب السنغال يصومون الأيام الستة الأخيرة من شعبان تمهيداً لصيام شهر رمضان.

وقبل رؤية هلال رمضان يتجمع زعماء الطوائف من المسلمين في السنغال سواء الطرق الصوفية أو غيرهم كما يقوم مفتي البلاد باستطلاع الهلال وإعلان الرؤية، وبعد الإعلان يقوم زعيم كل طائفة بالاجتماع بأعضاء الطائفة وقادتها ليعلن أمامهم رؤية الهلال و من ثم يتم إبلاغ الشعب ببداية الصوم حيث يخرج آلاف المسلمين لأداء صلاة التراويح لأول ليلة من ليالي رمضان وتمتلئ المساجد بالمصلين، كما تستعد كل بيوت المسلمين بإعداد السحور وبعدها يخرج كل أفراد الأسرة المسلمة لصلاة الفجر وتكتظ المساجد بالأطفال والنساء والشيوخ والرجال.

ومع بداية رمضان يتحول المسجد إلى خلية أشبه بخلية النحل حيث تعلو فيه أصوات تلاوة كتاب الله ليلاً ونهاراً كما تكثر الدروس الدينية ما بين تفسير وسيرة وحديث وروحانيات عن الشهر الكريم وفضله وبركته، إذ إن الشعب السنغالي متدين بطبيعته ويقبل على المساجد ودروس العلم والدين ويحترم العلماء المحليين والوافدين خاصة علماء الأزهر ويستجيب لتوجيهاتهم في رمضان وغير رمضان.

كما أن المسجد ينظم مسابقات دينية كثيرة طوال شهر رمضان ويرصد لها الأغنياء التبرعات والجوائز القيمة، الأمر الذي يشجع على متابعة الندوات الدينية وتلاوة القرآن وحفظه في رمضان بصفة خاصة.

إن الشعب السنغالي أجود ما يكون في رمضان حيث تعد الموائد في البيوت لتسع الجميع أقرباء وغرباء وعابري سبيل لدرجة أنه من الممكن أن يجلس على المائدة إنسان لا يعرفه أحد ويتناول الطعام ثم يرحل دون أدنى امتعاض أو ضيق من صاحب المائدة لأن هذه عادة كل أفراد الشعب السنغالي. أما بالنسبة للصلاة فنجد الشوارع خالية من المارة حيث يسارع جميع المسلمين إلى أداء الصلاة ويترك التاجر تجارته والبائع سلعته ويغلق كل واحد دكانه وتتوقف حركة البيع والشراء حتى تنتهي الصلاة ومن كثرة المصلين تكتظ المساجد وتمتلئ الساحات والميادين ويفترش كل مصل سجادته الخاصة كما تسارع النساء لأداء الصلاة في المساجد، كما تقوم الجماعات الصوفية والجمعيات الخيرية الإسلامية بابتكار الأنشطة المختلفة والمتنوعة والمسابقات في رمضان وغير رمضان كما يبنون المعاهد الدينية والمدارس ويسعون لنشر الثقافة الإسلامية على امتداد البلاد، إذ تنشط هذه الجماعات في رمضان عن غيره من الشهور في ضم آلاف الشباب والفتيات إلى صفوفها ويساعدهم في ذلك تدين الشعب وارتفاع إيمانياته بسبب الشهر الكريم.

وعن استقبال الشعب السنغالي للعيد : قبل مجيء العيد بليلة واحدة تزهو الحياة ويتجمع الأطفال والفتيات والصبية عند الخياطين فرحاً بالملابس الجديدة التي يجهزونها لاستقبال العيد بها ومن كثرة الإقبال عليهم يزدحم المكان ويصبح أشبه بالمهرجان ومن كثرة فرح الأولاد ينشدون الأناشيد ويلعبون معبرين عن فرحتهم بمجيء العيد.

وعلى الجانب الآخر نجد استعداد القائمين على المساجد، إذ يستعدون لاحتواء الأعداد الغفيرة التي تأتي للصلاة بعمل مظلات خارج المساجد ليصلي المصلين في الخلاء ويزداد عدد المتبرعين يوم العيد من الأثرياء على المشاريع الخيرية وتحسين حالة المساجد وتجديدها ويعقب صلاة العيد تبادل التهاني والتصافح ثم ينصرف كل مسلم إلى منزله لتناول الإفطار والكعك والبسكويت وتبادل الزيارات بين الأهل والأقارب وإعطاء (العيدية) للصغار والكبار الذين تعودوا عليها.