المصدر -
لو حاولنا أن نضع كلمة الاغتصاب في سلم الجرائم لاحتلت هذه الكلمة وبجدارة متناهية قمة سلم الجرائم الاخلاقية واكثرها بشاعة من بين تلك الجرائم التي يرتكبها الانسان بحق الانسان والمجتمع، والاغتصاب لا يقتصر على المرأة فقط ، رغم أنها تُشكل الهدف الأول لهذه الجريمة إلا أن هناك ايضا من هذه الجرائم ما يرتكب بحق الاطفال القاصرين وحتى البالغين احيانا، وعلي الرغم من أن جريمة الاغتصاب جريمة عالمية ولا تقتصر على مجتمع دون آخر ولا على فئة دون اخرى إلا أنها تزداد بشاعة في بعض المجتمعات أكثر من غيرها.
كما أنها من اشد الجرائم قبحاً والتي يمكن أن تتعرض لها الأنثى في العالم. والإغتصاب يلحق بالمُغْتَصب ضرراً جسدياً ونفسياً وإجتماعياً بالغاً، بالذات الأنثى على وجه الخصوص فهي بالإضافة لتلك الأضرار السابقة فهي تضرر مستقبلاً من حيث الإقلال من فرص زواجها إذا كانت عذراء أو حرمانها من حياة زوجية مستقرة وسعيدة إذا كانت متزوجة ويتضاعف الأذى إذا نجم عن ذلك الاغتصاب حمل الضحية والتي قد تقدم على الانتحار تخلصاً من الفضيحة والعار في ظل مفاهيم اجتماعية قد تحمل الضحية المسئولية عن هذا الفعل.
وهذا بالإضافة إلى صدمة الرأي العام التي تتولد عن حوادث الاغتصاب .
وهناك بعض الآراء التي تتحدث عن الاغتصاب وتصفه بجريمة ناتجة عن الخلل الذي اصاب البنية الاجتماعية لبعض المجتمعات ، والأسرة على وجه الخصوص التي تشاهد تفككاً ملحوظاً وهي نسبة قابلة للارتفاع في ظل غياب المنهجيات الصحيحة لعلاج مثل هذه الجرائم البشعة .
سنستعرض مع المختصين ماهو الإغتصاب وماهي أنواعه
وتأثيره النفسي والإجتماعي على الفرد والمجتمع، و كيفية علاج المُغتَصِب والمُغْتَصَبْ، والعقوبة القانونية لهذه الجريمة .
الدكتورة :إمتثال دوم أخصائية نفسية قالت :
بدأت الدكتورة إمتثال حديثها عن هذه القضية بتعريف الإغتصاب
فقالت : يُعرف الاغتصاب الجنسي
بأنه هو ممارسة الجنس مع شخص سواء دون رضاه بواسطة القوة أو بالترهيب.
وذكرت الدكتورة إشكال الاغتصاب الجنسي :
*اغتصاب فردي
*اغتصاب جماعي
كما عددت أنواع الاغتصاب الجنسي:
*اغتصاب موجه للرجل
*اغتصاب موجه للمرأة
*اغتصاب موجه للطفل
*اغتصاب موجه للحيوانات
ووضحت الدكتورة من هم أكثر الفئات عرضة للاغتصاب فقالت :
من لا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم لضعف أو عجز مثل الأطفال وكبار السن
*ذو الاحتياجات الخاصة
*العمالة الوافدة
*الزوجة التي يغصب عليها زوجها المعاشرة باستمرار دون رغبة منها
*من هم في المخيمات او دور الإيواء او دور كبار السن أو الأحداث أو السجون.
ثم ذكرت الآثار الضارة للاغتصاب على الفرد والمجتمع :
أن مايتركه الاغتصاب من اثأر ليست وقتية ترتبط بالحدث فقط، بل تستمر لسنوات عديدة خاصة اذا ترك دون علاج وتظهرا هذه الآثار الضارة على معظم جوانب حياتهم بشكل مباشر أو غير مباشر وتختلف حدة الضرر باختلاف تكرار الحادثة وشدتها وقرابة المغتصب للضحية وسن الضحية
أثرها الضار على الضحية
الحمل ، الإصابة بالإمراض الجنسية ،الإصابة بالجروح والتمزقات ،
الاصابة بمتلازمة صدمة الاغتصاب (RTS) ( هو نوع من الصدمات النفسية تستمر يعاني منها ضحايا جرائم الاغتصاب التي تشمل: اضطرابات السلوك الجسدي والعاطفي والمعرفي عن الأشخاص العادية تستمر لعدة اشهر او عدة سنوات.
أول من اكتشف ووصف هذه المتلازمة كانت الطبيبة النفسية آن وولبيرت بورغيس وعالمة الاجتماع ليندا هولمستروم ليتل في عام1974م
سيطرة الأفكار الانتحارية على تفكير الضحية، وقد يصل إلى إجراء محاولات انتحارية بالفعل، تؤدى أحيانا إلى موتها
أثرها الضار على المجتمع :
نبذ الضحية وأسرها معنويا
الطلاق الرسمي أو الغير رسمي بين الزوجين
التفكك الأسري
ازدياد نسبة الانتحار
ازدياد الجريمة بتحول سلوك الضحية الى سلوك عدواني ناقم على المجتمع
ازدياد التمسك بثقافة الاغتصاب بترك علاج الضحية والانشغال بالفضيحة عن الضحية
وتحدثت الدكتورة امتثال عن كيفية علاج الضحية فقالت :
يجب ان يحتويهم المجتمع وان يعاملهم بطريقة موضوعية وانهم ضحايا يجب عدم لومهماو ايقاع الذنب عليهم
اتخاذ الإجراءات القانونية وعدم التزام الصمت خشية الفضيحة
الكشف على المعتدى عليه جسديا
الذهاب بالمعتدى عليه لعيادات النفية المتخصصة لاجتياز الأزمة.
دكتور تركي الشلاقي علم إجتماع قال :
عرف الدكتور تركي الاغتصاب فقال : هو جريمة إنسانية بشعة وهو موضوع كبير تتعدد مداخله وتصنيفاته وأسبابه وآثاره ولا يمكن حصره في مداخلة أو تعليق بسيط.
الاغتصاب بمعناه الإنساني هو الممارسة الجنسية بالاكراه ، بغض النظر عن المبرر ؛ حيث أنه قد يحدث ذلك بتبريرات متخلفه ومقززة؛ بل أن هناك اغتصاب مشروع تحت مظلة العادات والتقاليد أو المفاهيم الخاطئة.
وليس اقسى من جريمة الاغتصاب إلا تبريرها تحت أي ذريعه فالمغتصِب مجرم والمغتصَب ضحية ولا يجوز انتهاك كرامته وحقوقه بأي حال من الأحوال؛ فالاغتصاب جريمة بحق المجتمع بأكمله.
الاغتصاب مرض اجتماعي ونفسي يكاد لايخلو منه مجتمع في العالم ويرتبط بالعديد من العوامل العضوية والنفسية والثقافية والدينية ولا شك أن المحرك الاساسي له الضعف البشري الطبيعي المتمثل بالغريزة الجنسية؛ التي تهذبها الاخلاق والتربية والثقافة الاجتماعية. وتختلف الاسباب المؤدية للاغتصاب بإختلاف البيئة الثقافية التي تحدث فيها عملية الاغتصاب؛ لذلك الخوض في مسببات ارتكاب جريمة الاغتصاب معقد جداً لتشعب تلك العوامل وتداخلها.
والاغتصاب له آثار اجتماعية ونفسية كبيرة جداً تتفاوت من شخص الى آخر فلا يمكن فهمها من خلال مقياس اجتماعي أو نفسي واحد فكل حالة فريدة من نوعها، وهي عميقة جداً على الضحية ومن الصعب أن يتم تجاوزها، مما يسبب أنهيار ثقة الضحية بالمجتمع وأنظمته الأمنية وألاخلاقية ، ويجعله في حذر دائم من الآخرين وهذا يؤدي إعاقة التفاعل الاجتماعي السوي مع بقية أفراد المجتمع.
ذلك يجب تصميم برامج علاجية اجتماعية ونفسية خاصة لكل حالة ، فهي ضرورية ونافعة في التخفيف من حدة الأزمة، وتساعد في عملية تجاوز المعاناة النفسية والاجتماعية ولها دور فاعل في التكيف الاجتماعي والنفسي بعد الحادثة، وإعادة بناء الثقة من جديد ؛ ولكن كل ذلك لن يمحي من ذاكرة الضحية الذكريات السلبية لهذه التجربة القاسية.
القانوني : راشد حسن اليامي .. قال :
بدأ الأستاذ راشد حديثه قائلاً : الاعتداء الجنسي أو ما يسمى بالاغتصاب فعل قبيح محرم شرعاً ويعد فعل الاغتصاب من أبشع الجرائم ضد الشخص الضحية سواءً فتاة أو شاب لما يتعرض له في هذا الفعل من اضطرابات نفسية وجسدية، حيث تدخل قضايا الاغتصاب ضمن الجرائم الجنائية المجرمة في الشرع والقانون فهي تصنف في المملكة العربية السعودية ضمن القضايا الجنائية ولا ينظر في قضايا الاغتصاب كبقية القضايا، بل تصنف ضمن القضايا الأخلاقية وتصل عقوبة المرتكب لهذه الجريمة إلى القتل وقد يكتفي القاضي بالحبس والجلد ، كل هذا يرجع إلى وقائع الجريمة وكل ما يراه القاضي من أدله وإثباتات، فقد تكون عقوبة المغتصب حد الزنا ، وهو الرجم إن كان محصناً ، وجلد مائة وتغريب عام إن كان غير محصن فإن كان الإغتصاب بتهديد ينطبق على المغتصب الحد المذكور في قوله تعالى : ( إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ).
هنا سأذكر بعض الصور التي تحدث بها جريمة الاغتصاب
1- إذا كان الاغتصاب من خلال اقتحام مكان وجود الضحية فهنا يستجوب حكم حد الحرابة في حال ثبوت الأدلة.
2- إذا كان الاغتصاب من خلال الخطف بالقوة يستوجب حكم حد الحرابة في حال ثبوت الأدلة.
3- إذا كان الاغتصاب بعد استدراج وخداع الضحية فلا يحكم بالحرابة وقد يكون الحكم في هذه الحالة بحد الزنا.
4- إذا كان الاغتصاب مع فتاة أقل من 17 عاماً فهنا تعد الجريمة اغتصاباً وخطفاً حتى في حال ذهبت معه بإرادتها باعتبارها قاصرة لا إرادة لها وفقاً للمبدأ المعتمد لدى النيابة العامة.
وأخيراً إليكم بعض الإجراءات التي تساعد في اتخاذ حكم مشدد تجاه المغتصب، التوجه للمستشفى فوراً بعد وقوع الاغتصاب لتوقيع الكشف الطبي كذلك إبلاغ الشرطة مباشرةً فهذا يؤدي إلى سرعة القبض على الجاني.
وتشير الأحصائيات التابعة للأمم المتحدة أن نسبة إبلاغ الشرطة عن جرائم الاغتصاب حالة واحدة من كل 10 حالات حول العالم , وأن جميع الدول بلا استثناء تعاني النساء فيها من شكل من أشكال الإساءة الجنسية بدرجات متفاوتة , بداية من التحرش اللفظى حتى الإغتصاب الجنسى
في هذه القائمة سوف نتناول العشر بلدان الأوائل في معدلات جرائم الاغتصاب في العالم :
المركز العاشر
غرينادا Grenada
“غرينادا” هي دولة صغيرة عبارة عن جزيرة تقع في الطرف الجنوبي من جزر “غرينادين” في البحر الكاريبي , وهي الجزيرة المعروفة باسم جزيرة التوابل بسبب أنها منتجة لبعض التوابل , وتعتبر من أكبر الدول المصدرة للتوابل في العالم
سجلت في هذه الجزيرة جرائم اغتصاب عديدة بمعدل يقارب 30.6 حالة لكل 100.000 مرأة , مما جعلها من بين الدول المتصدرة في مثل هذه الجرائم , وتم إتخاذ اجراء قانوني وهو إيداع كل مغتصب في السجن لمدة 15 عاما , وهو الامر الذي قلل نسبياً من هذه الجرائم في السنوات الماضية
المركز التاسع
نيكاراغوا Nicaragua
“نيكاراغوا” هي موطن لعدد كبير من السكان متعددى الأعراق مثل الأوروبيين والأفارقة والآسيويين والشعوب الأصلية , ووفقا لبرنامج الأمم المتحدة فقد صنفت “نيكاراجوا” من بين الدول الاكثر أمانا في أمريكا الللاتينية بعد أن انخفضت جرائم القتل الى معدل 8.7 لكل 100.000 نسمة , ولكن الحقيقة أن هذا البلد غير أمن أبدا بالنسبة للاناث , حيث بلغ معدل حالات الإغتصاب 31.6 لكل 100.000 امرأة
المركز الثامن
كوستاريكا Costa Rica
“كوستاريكا” واحدة من الدول المستقرة إقتصادياً فى أمريكا اللاتينية , بعد أن حققت تنمية كبرى خلال سنوات معدودة , ولكن للأسف تعتبر هذه الدولة من أكبر بؤر إغتصاب النساء فى العالم بمعدل بلغ 36.7 من كل 100.000 امرأة
المركز السابع
سورينام Suriname
“سورينام” دولة تقع على ساحل المحيط الأطلسي الشمالي الشرقي , وتعد واحدة من أرقى بلدان الكاريبي ثقافة وأكبرها تجاريا , وتنتشر العديد الجرائم في هذه الدولة وخصوصا القتل والسرقة وتجارة المخدرات وجريمة الاغتصاب هي كذلك منتشرة بكثرة في هذا البلد حيث تقدر بـ 45.2 حالة بين كل 100.000 امرأة
المركز السادس
السويد Sweden
“السويد” هى ثالث أكبر دولة في الاتحاد الأوروبي حيث تغطي مساحة 175000 ميل مربع تقريباً وبها 9.7 مليون نسمة
في “السويد” تنتشر الجرائم الاجتماعية بكثرة بما في ذلك جريمة الإغتصاب, وذلك رغم التقدم التكنولجى الكبير والحالة الإقتصادية الممتازة , ويقدر معدل جريمة الإغتصاب فى السويد بـ 63.5 حالة لكل 100.000 امرأة , والجدير بالذكر أن عام 2008 تم تسجل أكثر من 4000 جريمة اغتصاب , وتم اتخاذ العديد من التعديلات التشريعية للحد من هذه الظاهرة
المركز الخامس
برمودا Bermuda
دولة “برمودا ” تقع قبالة الساحل الشرقي لأمريكا الشمالية , وهو بلد أمنً تغيب عنه الجريمة نسبيا ولذلك فهى وجهة للسياح والزوار , ولكن وعلى نحو مفاجأ تزايدت معدلات الجرائم مثل السرقة والاعتداءات الجنسية حيث قدرت نسب جرائم الاغتصاب بـ 67.3 لكل 100.000 امرأة
المركز الرابع
سوازيلاند Swaziland
“سوازيلاند” والتى تقع في جنوب أفريقيا هي بلد آخر يعانى من إرتفاع معدل جريمة الاغتصاب , وأظهرت أحدث الإحصاءات أن معدلات الجرائم الجنسية زادت بشكل كبير في السنوات الماضية , وقد سجلت عمليات الاغتصاب معدل 77.5 لكل 100.000 امرأة , وهى نسبة مرتفعة للغاية بالنسبة للدول الاخرى
المركز الثالث
ليسوتو Lesotho
بلد غير ساحلي معزول نسبياً يقع في جنوب أفريقيا , وهى أحدى أصغر وأفقر دول العالم , حيث أن أكثر من 40٪ من سكانها يعيشون تحت خط الفقر , وتنتشر في هذه الدولة الكثير من الجرائم منها الاختطاف والقتل والاتجار بالبشر والاعتداء والسرقة والاعتداءات الجنسية , وتظهر اخر الارقام ان حالات الاغتصاب التي تم تسجيلها هناك بلغت نسبة 82.7 لكل 100.000 امرأة , و لا يجري الإبلاغ عن غالبية الحالات
المركز الثانى
بوتسوانا Botswana
“بوتسوانا” من بين الدول الأقل كثافة سكانية في العالم , ويوجد به 2 مليون نسمة فقط , ويواجه هذا البلد الفقير الكثير من الجرائم العنيفة بما في ذلك السطو والسرقة ومن ضمن هذه الجرائم كذلك الاعتداء الجنسي والاغتصاب مما جعل من الانثى غير امنة في هذا البلد , وتقدر نسبة الاغتصاب هناك 92.9 لكل 100.000 امرأة
المركز الاول
جنوب أفريقيا South Africa
“جنوب أفريقيا” الدولة الأفريقية الكبيرة هو مجتمع متعدد الأعراق وتوجد به مجموعة واسعة من الثقافات والأديان وما يقرب من 11 لغة رسمية , وقد اعتبرت “جنوب أفريقيا” واحدة من الدول المتقدمة في المنطقة الأفريقية, وتنتشر في هذه الدولة العديد من الجرائم مثل القتل والاعتداءات الجنسية وغيرها من الجرائم , وقد سجل معدل جريمة الإغتصاب هناك نسبة 132.4 لكل 100.000 امرأة , وتعتبر اعلى نسبة فى العالم , كما ان جنوب افريقيا واحدة من أعلى الدول فى معدلات الجرمية بشكلاً عام
لو حاولنا أن نضع كلمة الاغتصاب في سلم الجرائم لاحتلت هذه الكلمة وبجدارة متناهية قمة سلم الجرائم الاخلاقية واكثرها بشاعة من بين تلك الجرائم التي يرتكبها الانسان بحق الانسان والمجتمع، والاغتصاب لا يقتصر على المرأة فقط ، رغم أنها تُشكل الهدف الأول لهذه الجريمة إلا أن هناك ايضا من هذه الجرائم ما يرتكب بحق الاطفال القاصرين وحتى البالغين احيانا، وعلي الرغم من أن جريمة الاغتصاب جريمة عالمية ولا تقتصر على مجتمع دون آخر ولا على فئة دون اخرى إلا أنها تزداد بشاعة في بعض المجتمعات أكثر من غيرها.
كما أنها من اشد الجرائم قبحاً والتي يمكن أن تتعرض لها الأنثى في العالم. والإغتصاب يلحق بالمُغْتَصب ضرراً جسدياً ونفسياً وإجتماعياً بالغاً، بالذات الأنثى على وجه الخصوص فهي بالإضافة لتلك الأضرار السابقة فهي تضرر مستقبلاً من حيث الإقلال من فرص زواجها إذا كانت عذراء أو حرمانها من حياة زوجية مستقرة وسعيدة إذا كانت متزوجة ويتضاعف الأذى إذا نجم عن ذلك الاغتصاب حمل الضحية والتي قد تقدم على الانتحار تخلصاً من الفضيحة والعار في ظل مفاهيم اجتماعية قد تحمل الضحية المسئولية عن هذا الفعل.
وهذا بالإضافة إلى صدمة الرأي العام التي تتولد عن حوادث الاغتصاب .
وهناك بعض الآراء التي تتحدث عن الاغتصاب وتصفه بجريمة ناتجة عن الخلل الذي اصاب البنية الاجتماعية لبعض المجتمعات ، والأسرة على وجه الخصوص التي تشاهد تفككاً ملحوظاً وهي نسبة قابلة للارتفاع في ظل غياب المنهجيات الصحيحة لعلاج مثل هذه الجرائم البشعة .
سنستعرض مع المختصين ماهو الإغتصاب وماهي أنواعه
وتأثيره النفسي والإجتماعي على الفرد والمجتمع، و كيفية علاج المُغتَصِب والمُغْتَصَبْ، والعقوبة القانونية لهذه الجريمة .
الدكتورة :إمتثال دوم أخصائية نفسية قالت :
بدأت الدكتورة إمتثال حديثها عن هذه القضية بتعريف الإغتصاب
فقالت : يُعرف الاغتصاب الجنسي
بأنه هو ممارسة الجنس مع شخص سواء دون رضاه بواسطة القوة أو بالترهيب.
وذكرت الدكتورة إشكال الاغتصاب الجنسي :
*اغتصاب فردي
*اغتصاب جماعي
كما عددت أنواع الاغتصاب الجنسي:
*اغتصاب موجه للرجل
*اغتصاب موجه للمرأة
*اغتصاب موجه للطفل
*اغتصاب موجه للحيوانات
ووضحت الدكتورة من هم أكثر الفئات عرضة للاغتصاب فقالت :
من لا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم لضعف أو عجز مثل الأطفال وكبار السن
*ذو الاحتياجات الخاصة
*العمالة الوافدة
*الزوجة التي يغصب عليها زوجها المعاشرة باستمرار دون رغبة منها
*من هم في المخيمات او دور الإيواء او دور كبار السن أو الأحداث أو السجون.
ثم ذكرت الآثار الضارة للاغتصاب على الفرد والمجتمع :
أن مايتركه الاغتصاب من اثأر ليست وقتية ترتبط بالحدث فقط، بل تستمر لسنوات عديدة خاصة اذا ترك دون علاج وتظهرا هذه الآثار الضارة على معظم جوانب حياتهم بشكل مباشر أو غير مباشر وتختلف حدة الضرر باختلاف تكرار الحادثة وشدتها وقرابة المغتصب للضحية وسن الضحية
أثرها الضار على الضحية
الحمل ، الإصابة بالإمراض الجنسية ،الإصابة بالجروح والتمزقات ،
الاصابة بمتلازمة صدمة الاغتصاب (RTS) ( هو نوع من الصدمات النفسية تستمر يعاني منها ضحايا جرائم الاغتصاب التي تشمل: اضطرابات السلوك الجسدي والعاطفي والمعرفي عن الأشخاص العادية تستمر لعدة اشهر او عدة سنوات.
أول من اكتشف ووصف هذه المتلازمة كانت الطبيبة النفسية آن وولبيرت بورغيس وعالمة الاجتماع ليندا هولمستروم ليتل في عام1974م
سيطرة الأفكار الانتحارية على تفكير الضحية، وقد يصل إلى إجراء محاولات انتحارية بالفعل، تؤدى أحيانا إلى موتها
أثرها الضار على المجتمع :
نبذ الضحية وأسرها معنويا
الطلاق الرسمي أو الغير رسمي بين الزوجين
التفكك الأسري
ازدياد نسبة الانتحار
ازدياد الجريمة بتحول سلوك الضحية الى سلوك عدواني ناقم على المجتمع
ازدياد التمسك بثقافة الاغتصاب بترك علاج الضحية والانشغال بالفضيحة عن الضحية
وتحدثت الدكتورة امتثال عن كيفية علاج الضحية فقالت :
يجب ان يحتويهم المجتمع وان يعاملهم بطريقة موضوعية وانهم ضحايا يجب عدم لومهماو ايقاع الذنب عليهم
اتخاذ الإجراءات القانونية وعدم التزام الصمت خشية الفضيحة
الكشف على المعتدى عليه جسديا
الذهاب بالمعتدى عليه لعيادات النفية المتخصصة لاجتياز الأزمة.
دكتور تركي الشلاقي علم إجتماع قال :
عرف الدكتور تركي الاغتصاب فقال : هو جريمة إنسانية بشعة وهو موضوع كبير تتعدد مداخله وتصنيفاته وأسبابه وآثاره ولا يمكن حصره في مداخلة أو تعليق بسيط.
الاغتصاب بمعناه الإنساني هو الممارسة الجنسية بالاكراه ، بغض النظر عن المبرر ؛ حيث أنه قد يحدث ذلك بتبريرات متخلفه ومقززة؛ بل أن هناك اغتصاب مشروع تحت مظلة العادات والتقاليد أو المفاهيم الخاطئة.
وليس اقسى من جريمة الاغتصاب إلا تبريرها تحت أي ذريعه فالمغتصِب مجرم والمغتصَب ضحية ولا يجوز انتهاك كرامته وحقوقه بأي حال من الأحوال؛ فالاغتصاب جريمة بحق المجتمع بأكمله.
الاغتصاب مرض اجتماعي ونفسي يكاد لايخلو منه مجتمع في العالم ويرتبط بالعديد من العوامل العضوية والنفسية والثقافية والدينية ولا شك أن المحرك الاساسي له الضعف البشري الطبيعي المتمثل بالغريزة الجنسية؛ التي تهذبها الاخلاق والتربية والثقافة الاجتماعية. وتختلف الاسباب المؤدية للاغتصاب بإختلاف البيئة الثقافية التي تحدث فيها عملية الاغتصاب؛ لذلك الخوض في مسببات ارتكاب جريمة الاغتصاب معقد جداً لتشعب تلك العوامل وتداخلها.
والاغتصاب له آثار اجتماعية ونفسية كبيرة جداً تتفاوت من شخص الى آخر فلا يمكن فهمها من خلال مقياس اجتماعي أو نفسي واحد فكل حالة فريدة من نوعها، وهي عميقة جداً على الضحية ومن الصعب أن يتم تجاوزها، مما يسبب أنهيار ثقة الضحية بالمجتمع وأنظمته الأمنية وألاخلاقية ، ويجعله في حذر دائم من الآخرين وهذا يؤدي إعاقة التفاعل الاجتماعي السوي مع بقية أفراد المجتمع.
ذلك يجب تصميم برامج علاجية اجتماعية ونفسية خاصة لكل حالة ، فهي ضرورية ونافعة في التخفيف من حدة الأزمة، وتساعد في عملية تجاوز المعاناة النفسية والاجتماعية ولها دور فاعل في التكيف الاجتماعي والنفسي بعد الحادثة، وإعادة بناء الثقة من جديد ؛ ولكن كل ذلك لن يمحي من ذاكرة الضحية الذكريات السلبية لهذه التجربة القاسية.
القانوني : راشد حسن اليامي .. قال :
بدأ الأستاذ راشد حديثه قائلاً : الاعتداء الجنسي أو ما يسمى بالاغتصاب فعل قبيح محرم شرعاً ويعد فعل الاغتصاب من أبشع الجرائم ضد الشخص الضحية سواءً فتاة أو شاب لما يتعرض له في هذا الفعل من اضطرابات نفسية وجسدية، حيث تدخل قضايا الاغتصاب ضمن الجرائم الجنائية المجرمة في الشرع والقانون فهي تصنف في المملكة العربية السعودية ضمن القضايا الجنائية ولا ينظر في قضايا الاغتصاب كبقية القضايا، بل تصنف ضمن القضايا الأخلاقية وتصل عقوبة المرتكب لهذه الجريمة إلى القتل وقد يكتفي القاضي بالحبس والجلد ، كل هذا يرجع إلى وقائع الجريمة وكل ما يراه القاضي من أدله وإثباتات، فقد تكون عقوبة المغتصب حد الزنا ، وهو الرجم إن كان محصناً ، وجلد مائة وتغريب عام إن كان غير محصن فإن كان الإغتصاب بتهديد ينطبق على المغتصب الحد المذكور في قوله تعالى : ( إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ).
هنا سأذكر بعض الصور التي تحدث بها جريمة الاغتصاب
1- إذا كان الاغتصاب من خلال اقتحام مكان وجود الضحية فهنا يستجوب حكم حد الحرابة في حال ثبوت الأدلة.
2- إذا كان الاغتصاب من خلال الخطف بالقوة يستوجب حكم حد الحرابة في حال ثبوت الأدلة.
3- إذا كان الاغتصاب بعد استدراج وخداع الضحية فلا يحكم بالحرابة وقد يكون الحكم في هذه الحالة بحد الزنا.
4- إذا كان الاغتصاب مع فتاة أقل من 17 عاماً فهنا تعد الجريمة اغتصاباً وخطفاً حتى في حال ذهبت معه بإرادتها باعتبارها قاصرة لا إرادة لها وفقاً للمبدأ المعتمد لدى النيابة العامة.
وأخيراً إليكم بعض الإجراءات التي تساعد في اتخاذ حكم مشدد تجاه المغتصب، التوجه للمستشفى فوراً بعد وقوع الاغتصاب لتوقيع الكشف الطبي كذلك إبلاغ الشرطة مباشرةً فهذا يؤدي إلى سرعة القبض على الجاني.
وتشير الأحصائيات التابعة للأمم المتحدة أن نسبة إبلاغ الشرطة عن جرائم الاغتصاب حالة واحدة من كل 10 حالات حول العالم , وأن جميع الدول بلا استثناء تعاني النساء فيها من شكل من أشكال الإساءة الجنسية بدرجات متفاوتة , بداية من التحرش اللفظى حتى الإغتصاب الجنسى
في هذه القائمة سوف نتناول العشر بلدان الأوائل في معدلات جرائم الاغتصاب في العالم :
المركز العاشر
غرينادا Grenada
“غرينادا” هي دولة صغيرة عبارة عن جزيرة تقع في الطرف الجنوبي من جزر “غرينادين” في البحر الكاريبي , وهي الجزيرة المعروفة باسم جزيرة التوابل بسبب أنها منتجة لبعض التوابل , وتعتبر من أكبر الدول المصدرة للتوابل في العالم
سجلت في هذه الجزيرة جرائم اغتصاب عديدة بمعدل يقارب 30.6 حالة لكل 100.000 مرأة , مما جعلها من بين الدول المتصدرة في مثل هذه الجرائم , وتم إتخاذ اجراء قانوني وهو إيداع كل مغتصب في السجن لمدة 15 عاما , وهو الامر الذي قلل نسبياً من هذه الجرائم في السنوات الماضية
المركز التاسع
نيكاراغوا Nicaragua
“نيكاراغوا” هي موطن لعدد كبير من السكان متعددى الأعراق مثل الأوروبيين والأفارقة والآسيويين والشعوب الأصلية , ووفقا لبرنامج الأمم المتحدة فقد صنفت “نيكاراجوا” من بين الدول الاكثر أمانا في أمريكا الللاتينية بعد أن انخفضت جرائم القتل الى معدل 8.7 لكل 100.000 نسمة , ولكن الحقيقة أن هذا البلد غير أمن أبدا بالنسبة للاناث , حيث بلغ معدل حالات الإغتصاب 31.6 لكل 100.000 امرأة
المركز الثامن
كوستاريكا Costa Rica
“كوستاريكا” واحدة من الدول المستقرة إقتصادياً فى أمريكا اللاتينية , بعد أن حققت تنمية كبرى خلال سنوات معدودة , ولكن للأسف تعتبر هذه الدولة من أكبر بؤر إغتصاب النساء فى العالم بمعدل بلغ 36.7 من كل 100.000 امرأة
المركز السابع
سورينام Suriname
“سورينام” دولة تقع على ساحل المحيط الأطلسي الشمالي الشرقي , وتعد واحدة من أرقى بلدان الكاريبي ثقافة وأكبرها تجاريا , وتنتشر العديد الجرائم في هذه الدولة وخصوصا القتل والسرقة وتجارة المخدرات وجريمة الاغتصاب هي كذلك منتشرة بكثرة في هذا البلد حيث تقدر بـ 45.2 حالة بين كل 100.000 امرأة
المركز السادس
السويد Sweden
“السويد” هى ثالث أكبر دولة في الاتحاد الأوروبي حيث تغطي مساحة 175000 ميل مربع تقريباً وبها 9.7 مليون نسمة
في “السويد” تنتشر الجرائم الاجتماعية بكثرة بما في ذلك جريمة الإغتصاب, وذلك رغم التقدم التكنولجى الكبير والحالة الإقتصادية الممتازة , ويقدر معدل جريمة الإغتصاب فى السويد بـ 63.5 حالة لكل 100.000 امرأة , والجدير بالذكر أن عام 2008 تم تسجل أكثر من 4000 جريمة اغتصاب , وتم اتخاذ العديد من التعديلات التشريعية للحد من هذه الظاهرة
المركز الخامس
برمودا Bermuda
دولة “برمودا ” تقع قبالة الساحل الشرقي لأمريكا الشمالية , وهو بلد أمنً تغيب عنه الجريمة نسبيا ولذلك فهى وجهة للسياح والزوار , ولكن وعلى نحو مفاجأ تزايدت معدلات الجرائم مثل السرقة والاعتداءات الجنسية حيث قدرت نسب جرائم الاغتصاب بـ 67.3 لكل 100.000 امرأة
المركز الرابع
سوازيلاند Swaziland
“سوازيلاند” والتى تقع في جنوب أفريقيا هي بلد آخر يعانى من إرتفاع معدل جريمة الاغتصاب , وأظهرت أحدث الإحصاءات أن معدلات الجرائم الجنسية زادت بشكل كبير في السنوات الماضية , وقد سجلت عمليات الاغتصاب معدل 77.5 لكل 100.000 امرأة , وهى نسبة مرتفعة للغاية بالنسبة للدول الاخرى
المركز الثالث
ليسوتو Lesotho
بلد غير ساحلي معزول نسبياً يقع في جنوب أفريقيا , وهى أحدى أصغر وأفقر دول العالم , حيث أن أكثر من 40٪ من سكانها يعيشون تحت خط الفقر , وتنتشر في هذه الدولة الكثير من الجرائم منها الاختطاف والقتل والاتجار بالبشر والاعتداء والسرقة والاعتداءات الجنسية , وتظهر اخر الارقام ان حالات الاغتصاب التي تم تسجيلها هناك بلغت نسبة 82.7 لكل 100.000 امرأة , و لا يجري الإبلاغ عن غالبية الحالات
المركز الثانى
بوتسوانا Botswana
“بوتسوانا” من بين الدول الأقل كثافة سكانية في العالم , ويوجد به 2 مليون نسمة فقط , ويواجه هذا البلد الفقير الكثير من الجرائم العنيفة بما في ذلك السطو والسرقة ومن ضمن هذه الجرائم كذلك الاعتداء الجنسي والاغتصاب مما جعل من الانثى غير امنة في هذا البلد , وتقدر نسبة الاغتصاب هناك 92.9 لكل 100.000 امرأة
المركز الاول
جنوب أفريقيا South Africa
“جنوب أفريقيا” الدولة الأفريقية الكبيرة هو مجتمع متعدد الأعراق وتوجد به مجموعة واسعة من الثقافات والأديان وما يقرب من 11 لغة رسمية , وقد اعتبرت “جنوب أفريقيا” واحدة من الدول المتقدمة في المنطقة الأفريقية, وتنتشر في هذه الدولة العديد من الجرائم مثل القتل والاعتداءات الجنسية وغيرها من الجرائم , وقد سجل معدل جريمة الإغتصاب هناك نسبة 132.4 لكل 100.000 امرأة , وتعتبر اعلى نسبة فى العالم , كما ان جنوب افريقيا واحدة من أعلى الدول فى معدلات الجرمية بشكلاً عام