في الثامنة وخمس دقائق من صباح اليوم الأربعاء 30 أغسطس 2006 م في القاهرة الروائي المصري نجيب محفوظ، العربي الوحيد الحائز على جائزة نوبل للآداب.
وكان محفوظ (95 عاما) أدخل مستشفى الشرطة بحي العجوزة وسط القاهرة يوم 10 أغسطس/آب الجاري لإصابته بمشاكل في الرئة والكليتين.
وذكر مصدر طبي أن محفوظ توفي في وحدة العناية المركزة جراء قرحة نازفة بعدما أصيب بهبوط مفاجئ في ضغط الدم وفشل كلوي.
وكان الروائي الشهير قد أدخل في يوليو/تموز الماضي المستشفى ذاته إثر سقوطه في الشارع وإصابته بجرح غائر في الرأس تطلب جراحة فورية.
ويعد محفوظ أشهر روائي عربي حيث امتدت رحلته مع الكتابة أكثر من سبعين عاما كتب خلالها أكثر من خمسين رواية ومجموعة قصصية، فضلا عن كتب ضمت مقالاته.
ومن أشهر رواياته ثلاثية "بين القصرين" "قصر الشوق" و"السكرية"، وكذلك روايته "أولاد حارتنا" التي منع الأزهر نشرها.
ولد محفوظ عام 1911 في القاهرة وتخرج من جامعتها وعمل في وزارة الأوقاف وتولى إدارة الرقابة على المصنفات الفنية، وخلال ذلك كتب سيناريوهات عدد كبير من الأفلام.
وتوقف محفوظ عن الكتابة بعدما طعنه من وُصف بأنه إسلامي، في رقبته عام 1994. إلا أنه في السنوات الثلاث الأخيرة كان يكتب قصصا قصيرة أطلق عليها اسم "أحلام فترة النقاهة". وقد كتب ما يقارب السبعين من هذه "الأحلام" الصوفية والفلسفية.
حصل محفوظ على عدد كبير من الجوائز والأوسمة كان أبرزها جائزة نوبل للآداب عام 1988.
وظل الروائي المصري الشهير حتى أيامه الأخيرة حريصا على برنامجه اليومي في الالتقاء بأصدقائه في بعض فنادق القاهرة، حيث كانوا يقرؤون له عناوين الأخبار ويستمعون إلى تعليقاته على الأحداث أحمد محمد عبد الغنى يعقوب. .
و تودع مصر صباح يوم 31 /8/2006 في جنازة شعبية وعسكرية مهيبة الأديب العالمي نجيب محفوظ, الذي وافته المنية صباح أمس عن عمر يناهز95 عاما, بعد صراع طويل مع المرض.
وقد نعي الرئيس حسني مبارك أديب نوبل الكبير إلي شعب مصر, والأمة العربية, والعالم.
ووصف الرئيس مبارك ـ في بيان صدر عن رئاسة الجمهورية أمس ـ الأديب الكبير نجيب محفوظ بأنه علم من أعلام الفكر والثقافة, وروائي فذ, ومفكر مستنير, وقلم مبدع, وكاتب خرج بالثقافة العربية وآدابها إلي العالمية.
وقال الرئيس مبارك: إن نجيب محفوظ انحاز بقلمه لشعب مصر, وتاريخه, وقضاياه, وعبر بإبداعه عن القيم المشتركة للإنسانية, ونشر بكتاباته قيم التنوير, والتسامح النابذة للغلو والتطرف, وكان حصوله علي جائزة نوبل للآداب اعترافا بإسهام الفكر العربي في حضارة الإنسانية وتراثها المعاصر.
وأضاف البيان أن الرئيس مبارك إذ ينعي هذا المصري البار لشعب مصر, وأمتها العربية, والعالم, ليعرب عن خالص عزائه ومواساته لأسرة الفقيد الراحل, ولمحبيه, والعارفين بفضله, داعيا الله عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته, وأن يجزيه عن عطائه لوطنه وأمته خير الجزاء.
وعلي جانب آخر, نعي الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء الأديب الكبير نجيب محفوظ, ووصفه بأنه أحد الأعلام الثقافية المصرية, وأحد أعمدة الأدب العربي المعاصر, تميزت أعماله بالواقعية ومثلت تأريخا للتطور الاجتماعي في مصر.
وقال: لقد نال جائزة نوبل بجدارة تقديرا من المجتمع العالمي لعمله الأدبي المتفرد.
صرح بذلك الدكتور مجدي راضي المتحدث باسم مجلس الوزراء.
وأكد الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر أن وفاة الأديب العالمي نجيب محفوظ تمثل خسارة لرصيد الفكر والأدب في مصر والعالم.
وصرح مصدر مسئول بأن الأديب الكبير ستقام له جنازتان, الأولي شعبية حسب رغبته, وتبدأ في العاشرة من صباح اليوم من مسجد الإمام الحسين, حيث تقام الصلاة عليه بقلب المنطقة الشعبية التي عاش فيها الراحل وسط أهله وأصدقائه.
أما الجنازة الثانية فهي عسكرية, وتقام عقب صلاة الظهر اليوم من مسجد آل رشدان بمدينة نصر.
ويتقدم الجنازة العسكرية المهيبة كبار المسئولين والأدباء والصحفيين من مصر والعالم العربي, وسينقل جثمان الأديب الكبير علي عربة مدفع تجرها الخيول, ويلف الجثمان بعلم مصر التي طالما عشقها وأحبها, وعبر عنها في كل أعماله الأدبية وروائعه الفنية في مختلف مراحلها السياسية والاقتصادية والفنية.
وسيتقدم الجنازة حملة أكاليل الزهور من مختلف المؤسسات والهيئات, وحملة الأوسمة والجوائز التي حصل عليها الفقيد الكبير طوال مشوار حياته, وفي مقدمتها قلادة النيل, وهي أعلي وسام في مصر, الذي منحه الرئيس حسني مبارك للأديب الكبير تقديرا لمكانته الرفيعة, وإثرائه الأدب المصري والعربي, الذي ترجم إلي العديد من اللغات العالمية لينقل أدب مصر وحضارتها وثقافتها إلي مختلف المحافل الأدبية والثقافية في أنحاء العالم.
وسيتم دفن جثمان الأديب العالمي في مقابر أسرته بطريق الفيوم.
وتقام ليلة التعزية في فقيد مصر والأمة العربية مساء غد بمسجد الحامدية الشاذلية بالقاهرة.
ومن مستشفي العجوزة بالجيزة, أعلن الدكتور حسام موافي رئيس الفريق الطبي المعالج للأديب الكبير أن الوفاة حدثت في الساعة الثامنة وعشر دقائق من صباح أمس نتيجة هبوط حاد في الدورة الدموية, حيث توقف القلب عن الحياة مرتين, الأولي في السابعة من مساء أمس الأول, وتم عمل الإسعافات, ووضعه علي أجهزة الإفاقة والتنفس الصناعي, ونجح الفريق المعالج في إعادة القلب إلي الحياة, والمرة الثانية كانت في الساعة الثامنة من صباح أمس, ولم تفلح محاولات الأطباء, ووافته المنية.
وقد أعرب عدد كبير من زعماء العرب والعالم عن تعازيهم لمصر في فقيدها الكبير, وأشادوا بإسهاماته المتميزة في إثراء الحضارة الإنسانية.
وقد عبر الرئيس الأمريكي جورج بوش عن حزنه لرحيل الكاتب الكبير نجيب محفوظ وقال إن كتاباته تتجاوز جميع التصورات, وستواصل تعريف مصر للأمريكيين والقراء في أنحاء العالم.
كما أعرب الرئيس الفرنسي جاك شيراك عن تعازيه لرحيل نجيب محفوظ.
*