المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الإثنين 23 ديسمبر 2024

حوار مع الأمـوات!!

اعداد - سميره علي:

صفحة أخرى من كتاب الأموات دونت فيها *اني زائرة البرزخ أتيت وفي قلبي عب ء ثقيل

١ * القيكم التحية ياساكنيها..

-في داخلي شُرْفَةٌ لا يَمُرُّ بها أَحَدٌ للتَّحيَّة.

٢*لدي شأن عظيم من ملوك الارض اهتزت بها عروشهم لاحملها لقاطني القبر!

-قل ما تشاء . ضع النقاط على الحروف . ضع الحروف مع الحروف لتولد الكلمات , غامضة وواضحة ,

٣*من انت؟

_ أنا عربي ورقمُ بطاقتي خمسونَ ألفْ وأطفالي ثمانيةٌ وتاسعهُم.. سيأتي بعدَ صيفْ! أنا عربي وأعملُ مع رفاقِ الكدحِ في محجرْ وأطفالي ثمانيةٌ أسلُّ لهمْ رغيفَ الخبزِ، والأثوابَ والدفترْ من الصخرِ ولا أتوسَّلُ الصدقاتِ من بابِكْ ولا أصغرْ أمامَ بلاطِ أعتابكْ أنا عربي أنا اسم بلا لقبِ صبورٌ في بلادٍ كلُّ ما فيها يعيشُ بفورةِ الغضبِ أبي.. من أسرةِ المحراثِ لا من سادةٍ نجبِ وجدّي كانَ فلاحاً بلا حسبٍ.. ولا نسبِ! يعلّمني شموخَ الشمسِ قبلَ قراءةِ الكتبِ وبيتي كوخُ ناطورٍ منَ الأعوادِ والقصبِ فهل ترضيكَ منزلتي؟ أنا اسم بلا لقبِ سجل أنا عربي ولونُ الشعرِ.. فحميٌّ ولونُ العينِ.. بنيٌّ وميزاتي:على رأسي عقالٌ فوقَ كوفيّه وكفّي صلبةٌ كالصخرِ تخمشُ من يلامسَها وعنواني:أنا من قريةٍ عزلاءَ منسيّهْ شوارعُها بلا أسماء وكلُّ رجالها في الحقلِ والمحجرْ سجِّل.. برأسِ الصفحةِ الأولى أنا لا أكرهُ الناسَ ولا أسطو على أحدٍ ولكنّي.. إذا ما جعتُ آكلُ لحمَ مغتصبي حذارِ.. حذارِ.. من جوعي ومن غضبي.

٤*ولكن انت ميت!!

_ لاشيئ يُثبت أني ميت لاشيئ يُثبت أني حي..

٥* حدثني عن الموت

-الموت يعشق فجأة، مثلي وإن الموت، مثلي، لايحب الانتظار.

*٦ماذا عن وجع الموت؟؟

-الموت لا يوجع .. الموتى الموت يوجع .. الأحياء...!

٧* هل على الاحياء الهروب من الواقع والعيش في الخيال ونسيان الماضي بمافيه من الم ؟ -على قدر حلمك تتسع الأرض

٨*وهل ستحلم؟ -سأحلمُ ، لا لأصلح أيَّ معنىً خارجي بل كي أرمّم داخلي المهجور من أثر الجفاف العاطفيِّ . . حفظت قلبي كله عن ظهر قلبٍ و لم يعد متطفلاً و مدللاً تكفيه حبة " اسبرين " لكي يلين و يستكين . .

٩*هل اخبرك عن الوطن عن الرمال عن الاصوات المدججة؟ -اّه ياجرحي المكابر وطني ليس حقيبة وأنا لست مسافر إنني العاشق ...والأرض حبيب

١٠*حدثني عن الحنين.. -لا أحنُّ إلى أي شيء فلا أمس يمضي ولا الغد يأتي ولا حاضري يتقدَّم لا شيء يحدث لي..

١١*وعن مجدك؟ تُنسى، كأنك لم تكن شخصاً ، ولانصاً..وتُنسى

١٢*نحن نعيش ماضي في غوص حاضرنا.. لا بأس من أن يكون ماضينا أفضل من حاضرنا. و لكن الشقاء الكامل أن يكون حاضرُنا أفضل من غدنا. يا لهاويتنا كم هي واسعة!

__________________________________

حوارنا كان مع الشاعر محمود درويش من خلال اقتباسات شعرية أحد أهم الشعراء الفلسطينيين والعرب الذين ارتبط اسمهم بشعر الثورة والوطن. يعتبر درويش أحد أبرز من ساهم بتطوير الشعر العربي الحديث وإدخال الرمزية فيه. توفي في الولايات المتحدة الأمريكية بعد إجراءه لعملية القلب المفتوح في مركز تكساس الطبي في هيوستن، تكساس، التي دخل بعدها في غيبوبة أدت إلى وفاته بعد أن قرر الأطباء نزع أجهزة الإنعاش بناء على توصيته.

*

بواسطة : زائر
 0  0  81.7K