المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الجمعة 19 أبريل 2024

"كونغ فوتس" صاحب مذهب الكونفوشيوسية الأخلاقي

"كونغ فوتس" صاحب مذهب الكونفوشيوسية الأخلاقي

كونفوشيوس
هو الفيلسوف الحكيم الذي لاتزال الصين تجله على اختلاف مللها ونحلها، وهذه إشارة موجزة إلى ارائه الخلقية التى لاتزال في الصين نبراسا يهتدي به الكثرة الغالبة بها، يجدر أن نقول أن ذلك الحكيم لم تكن عنايته لتأليف الكتب بل إلى تكوين النفوس وإلى تربية طائفة من التلاميذ ليكونوا نواة.
"كونغ فوتس" أي الأستاذ أو الحكيم كونغ. ولد عام ٥٥١ قبل الميلاد بإحدى مقاطعة من مقاطعات الصين
ينتسب إلى أسرة تمت إلى فرع ملكي.
حياته:
ولد كونغ بعدما شارف والده على السبعين حيث توفي قبل أن يبلغ الرابعة من عمره، تعلم على أراء الأقدمين الدينية وتفهمها وأخذ بها فقد عاش على سمعة أسرته المرموقة مع الحد في الرزق فلم يترك له والده من حطام الدنيا شيء، هذه العوامل خلقت به نزوعا إلى معالي الأمور من دون استعلاء.
كانت مهنة التدريس أشد مايرغب في توليه فصنع من منزله منتدى لطلاب العلم ومقصده وأخذ يغرس مذهبه الأخلاقي في أذهن ونفوس طلابه.
بدأ كونغ يطوف في البلاد قاصدا الحكام معتقد أن صلاح الراعي يستدعي صلاح الرعية. وأن السياسة الحكيمة تكمن في تهذيب الرعية يقول" السياسة هي الإصلاح، فإن جعلت نفسك أسوة حسنة لرعيتك فمن ذا الذي يجتروء على الفساد؟"
ثم تولى إمارة إحدى المدن الصينية ثم نائبا للمقاطعة ثم تولى وزارة العدل ولكن لكثرة انتقاده السياسي استطاع بعض الأعداء تبديل ولاء أمير المدينة له وسرعان ما فقد كونغ كل ماكان يملكه من مناصب وعاد لمهنة التدريس في منزله.
فلسفته:
لم تكن فلسفة كونغ متجه إلى العبادة العقدية بل كانت متمضنه المذهب الأخلاقي والسلوك القويم لذا عقيدة كونغ هي ذاتها عقيدة الصينين في ذلك العصر.
ابتدأ بتعين المعنى واللفظ وتعيين الأسماء والمسميات، وهي النظرية التي ابتدأ بها سقراط.
جاء في كتاب الحوار لكونغ أن أحد تلاميذه سأله "بأي شيء يبتدىء سياسته أن تولى حكم الأماره؟ فقال : لابد من تصحيح الأسماء إذا لم تكن الأسماء صحيحة لايوافق الكلام حقائق الأشياء، وإذا لم يكن الكلام موافقا الحقائق وقع الخلط في اللغة وفسدت الأمور فلا تزهو الآداب ولا الموسيقى، ويضطرب التفكير، ولا تنزل العقوبات على من يستحقها، وإذا لم تنزل العقوبات على من يستحقها، لاتعرف الرعية كيف يحركون أيديهم وأرجلهم" فهو يحث على المعرفة الصحيحة ويعتبرها جزءا غير قابل للانفصام من مناهجه ويعتقد أن للمعرفة أو للعلم ثلاث مراتب :
١/معرفة للحق مجردة.
٢/ شوق إلى الحق ومحبة له.
٣/ عمل به وارتياح النفس عليه.
وأن معرفة الإنسان لايمكنها أن تصل إلى الغايات من الأشياء بل أقصى مايمكن أن تصل إليه هو معرفة مايمكن أن يعرفه أي النواميس و القوانين.
ايضا من فلسفته الفضيلة يرى أن طلب الفضيلة من كمان الإنسانية فالفضيلة عنده لاتطلب لما بها من لذات ولكن تطلب لما بها من كمال إنساني.
ويرى أن من الواجب على الشخص أن يراقب نفسه ويلاحظ البواعث التي تبعثه على الأعمال فإن كانت هي المنفعة الشخصية أو اللذة فهو حاد عن السنة وإن كانت هي الإخلاص والحق لذاته فهو الفطرة.
يقول" انظر إلى أعمال الناس ولاحظ بواعثها وراقب ما إليه يستريحون فأين يخفى الناس سرائرهم !! أين يخفى الناس سرائرهم"
أما دعايته إلى الأخلاق في فلسفته فقد سلك بها ثلاثة مسالك:
المسلك الأول: دعا إلى احترام الآباء.
والمسلك الثاني: الفضيلة مسلك التدرج. فهو يقول" ومن الناس من نستطيع محادثته في العلم ولايمكن أن نحمله على السير معنا بمقتضى الفطرة، ومنهم من نستطيع أن نسير بهم على الفطرة من غير أن يكونوا ذوى قدم ثابته فيها، ومنهم من يكون ذا خلق قويم شديد التمسك بالفطرة والكمال الإنساني ولكن لايمكننا مشاورته في تقدير الشؤون"
فهذه الطبقات في استعدادها و كل طبقة لها حظ من الإصلاح تعالج به.
والمسلك الثالث: القدوة والأسوة.
أما آراءه بالسياسة :
يرى كونغ أن السياسة الحكيمة هي ماتقوم على الأخلاق القويمة. سأله أحد تلاميذه عن ضرورات السياسة فقال: " من ضروريات السياسة الأقوات الكافية وذخائر الحرب الواقية وثقة الرعية" فقال التلميذ: " ولو اضطررنا إلى حذف واحد من هذه الثلاثة فبأيها تبتدىء بالحذف؟ قال: احذفوا ذخائر الحرب. قال: لو اضطررنا إلى حذف هذين الأمرين فأيهما نحذف وأيهما نبقي؟ قال: اخذفوا الأقوات فإن الموت حظ الإنسان منذ الغابر من الأزمان ولكن السياسة لاتقوم إلا بثقة الرعية"

لكونغ مؤلفات وتلخيصات وشروح للكتب المقدسة القديمة التي نسخها وشرحها وعلق عليها إحياء لآداب القدماء من الصينين متضمنه اراءه في الدين والأخلاق والسلوك القويم.
بواسطة :
 0  0  29.1K