في ذكرى وفاته وديع الصافي..الصوت اﻷجمل
صوت خالد كأرز لبنان ، عملاق كجبالها، العود سلاحه الذي لا يفارقه، عاش حياته كقديس ينشد السلام بالفن، عذوبته جعلت صوته يجري في بحر النغم وبعد رحيله تساءل محبوه "راحوا فين حبايب الدار" إنه الفنان وديع الصافي الذي تحل اليوم ذكرى وفاته الرابعة.
"إحنا أسرة ننتمى إلى فلاحي لبنان، ونشأتى البسيطة ساهمت فى تشكيل شخصيتى".
ففي إحدى قرى لبنان ولد الراحل وديع فرنسيس، في الخامس من نوفمبر عام 1921 في وهو الابن الثاني في ترتيب العائلة المكونة من ثمانية أولاد.
عاش وديع طفولة متواضعة يغلب عليها طابع الفقر والحرمان، وفي عام 1930، انتقلت عائلته إلى بيروت ودخل وديع الصافي مدرسة دير المخلص الكاثوليكية.
حبه للفن جعله يقرر أن يتوقف عن الدراسة، ويعمل في الموسيقى ليقضي نهمه منها وكذلك يستطيع مساعدة والده.
كانت انطلاقته الفنية سنة 1938، عندما فاز بالمرتبة الأولى في اللحن والغناء والعزف، من بين أربعين متسابقًا، تقدموا للإذاعة اللبنانية، وغنى "يا مرسل النغم الحنون".
وبعد سماع صوته أطلقت عليه لجنة المسابقة اسم "وديع الصافي"، لصفاء وعذوبة صوته.
بعد فوزه، التحق وديع الصافي بمعهد موسيقي تابع لإذاعة الشرق الأدنى، وتتلمذ على يد ميشال خياط وسليم الحلو، الذين كان لهما الأثر الكبير في تكوين شخصيّته الفنية.
بدأت مسيرته الفنية بشق طريق للأغنية اللبنانية، التي كانت ترتسم ملامحها مع بعض المحاولات الخجولة قبل الصافي، عن طريق إبراز هويتها وتركيزها على مواضيع لبنانية وحياتية ومعيشية، ولعب الشاعر أسعد السبعلي دورًا مهمًّا في تبلّور الأغنية الصافيّة، وكانت البداية مع "طل الصباح وتكتك العصفور" سنة 1940.
لُقب بـ"صاحب الحنجرة الذهبية"، و"صوت الجبل"، قيل عنه في مصر إنّه "مبتكر المدرسة الصافية "نسبة إلى اسمه وديع الصافي".
بدأ في أواخر الخمسينيات العمل المشترك بين العديد من الموسيقيين لنهضة الأغنية اللبنانية انطلاقًا من أصولها الفولكلورية، من خلال مهرجانات بعلبك التي جمعت "وديع الصافي، فيلمون وهبي، والأخوين رحباني، وذكي ناصيف".
عند قيام الحرب اللبنانية سافر وديع إلى مصر ثم بريطانيا وأخيرًا باريس حيث استقر هناك عام 1978، كان سفره اعتراضا على الحرب الدائرة في لبنان، وقف صوت وأغاني الصافي مدافعة عن لبنان الفن والثقافة كما كانت تجدد إيمان المغتربين بوطنهم لبنان.
بدأ الصافي منذ الثمانينيات بتأليف الألحان الروحية، نتيجة معاناته من الحرب وويلاتها على الوطن وأبنائه واقتناعًا منه بأن كلّ أعمال الإنسان لا يتوّجها سوى علاقته باللّه.
غنى وديع الصافي لعدد من الملحنين منهم "فريد الأطرش، محمد عبد الوهاب، والإخوان رحباني"..
إنه الأجمل منذ ألف سنة، لو جمعت أصوات المطربين كلهم في صوت واحد لما ألفت صوت وديع الصافي، صاحب أجمل صوت بين رجال الشرق " كل تلك الكلمات وصف بها موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب مطرب لبنان الأشهر وديع الصافي.
يربط عبد الوهاب بوديع الصافي علاقة متينة، فكان أول لقاء بينهم عام 1944 عندما سافر وديع إلى مصر، وفي عام 1947، سافر مع فرقة فنية إلى البرازيل حيث أمضى 3 سنوات في الخارج، بعد عودته من البرازيل، أطلق أغنية «عاللّوما»، فاشتهر بسبب هذه الأغنية التي صارت تردَّد على كل لسان، وأصبحت بمثابة التحية التي يلقيها اللبنانيون على بعضهم بعضا، وكان أول مطرب عربي يغني الكلمة البسيطة وباللهجة اللبنانية بعدما طعّمها بموال "عتابا" الذي أظهر قدراته الفنية.
قال عنه محمد عبدالوهاب عندما سمعه يغني أوائل الخمسينات «ولو» المأخوذة من أحد أفلامه السينمائية وكان وديع يومها في ريعان الشباب: «من غير المعقول أن يملك أحد هكذا صوت».
كان يجتمع الصافي مع عبد الوهاب في أمسيات فنية، خلدتها صور وصلت إلينا لتثبت مدى الترابط بينهم، ولحن موسيقار الأجيال عبد الوهاب لوديع الصافي أغنية "عندك بحرية يا ريس".
"إنها ضمير الأمة العربية وعاصمة الفن، فإذا مصر قالت نعم فأتبعوها وان قالت لا، فأسمعوها".
لم يتجاهل الفنان اللبناني مصر، فهي التى شهدت بداية انطلاقه الفنى سينمائيا مع نجيب الريحانى، حيث ظهر معه بفيلم "غزل البنات"، ليظل جميلها محفوظا عنده ليغني لها "عظيمة يا مصر يا أرض النعم".
حمل وديع السلام في قلبه فهو المسيحي الذي مدح النبي، فاختار قصيدة للشاعر السعودى المعروف حسن عبدالله القرشى تحمل عنوان مكة؛ ليقدمها
وليقرر وديع أن يلحن هذه القصيدة ويغنيها وتقول كلماتها " وفاض الضياء بها وانتشر بها كعبة الله طافت بها قلوبٌ تحن وأزهت عُصُر فيا جبل النور كم ذا شهدت من المعجزات وكم ذا ظهر تحدث ففى الغار شعّ اليقين وقد تنطق الذكريات الحجر ويا قمة فوق هام الخلود سمت بسناها الشذى العطر إذا ما ارتقيت إليكِ انطوى بحسى الزمان وكلًّ البصر وخففت وطئى أن يستقر أما سار فيك نبى البشر ! إلى أن أطل على الكائنات كإطلالة الفجر بعد السحر ".
كان صوت وديع لا يهزمه الزمن ومع تقدمه في العمر كان صوته بقمة الشباب بقمة الحدة وبحنان.
صوته كان تذكرة عبور للعديد من البلدان فهو يحمل ثلاث جنسيات المصرية والفرنسية والبرازيلية، إلى جانب جنسيته اللبنانية، إلاّ أنه يفتخر بلبنانيته، ويردد أن "الأيام علمته بأن ما أعز من الولد إلا البلد"
كرّمته أكثر من دولة ومؤسسة وجمعية، حمل أكثر من وسام استحقاق منها ستة أوسمة لبنانية منها وسام الأرز برتبة فارس، كما منحته جامعة "الروح القدس" دكتوراه فخرية في الموسيقى عام 1991.
من أشهر أعماله الغنائية "على رمش عيونها، دار يا دار، يا عيني على الصبر، ويا ابني بلادك".
شارك الصافي في أعمال سينمائية منها "غزل البنات، الخمسة جنيه، نار الشوق"، كما شارك في عدد من المهرجانات الغنائية منها مهرجان "بلعبك"، "الأرز"، و"بيت الدين".
رحل وديع الصافي في 11من أكتوبر 2013 عن عمرو يناهز 92 عامًا في مستشفى بالمنصورية بضواحي بيروت.
"إحنا أسرة ننتمى إلى فلاحي لبنان، ونشأتى البسيطة ساهمت فى تشكيل شخصيتى".
ففي إحدى قرى لبنان ولد الراحل وديع فرنسيس، في الخامس من نوفمبر عام 1921 في وهو الابن الثاني في ترتيب العائلة المكونة من ثمانية أولاد.
عاش وديع طفولة متواضعة يغلب عليها طابع الفقر والحرمان، وفي عام 1930، انتقلت عائلته إلى بيروت ودخل وديع الصافي مدرسة دير المخلص الكاثوليكية.
حبه للفن جعله يقرر أن يتوقف عن الدراسة، ويعمل في الموسيقى ليقضي نهمه منها وكذلك يستطيع مساعدة والده.
كانت انطلاقته الفنية سنة 1938، عندما فاز بالمرتبة الأولى في اللحن والغناء والعزف، من بين أربعين متسابقًا، تقدموا للإذاعة اللبنانية، وغنى "يا مرسل النغم الحنون".
وبعد سماع صوته أطلقت عليه لجنة المسابقة اسم "وديع الصافي"، لصفاء وعذوبة صوته.
بعد فوزه، التحق وديع الصافي بمعهد موسيقي تابع لإذاعة الشرق الأدنى، وتتلمذ على يد ميشال خياط وسليم الحلو، الذين كان لهما الأثر الكبير في تكوين شخصيّته الفنية.
بدأت مسيرته الفنية بشق طريق للأغنية اللبنانية، التي كانت ترتسم ملامحها مع بعض المحاولات الخجولة قبل الصافي، عن طريق إبراز هويتها وتركيزها على مواضيع لبنانية وحياتية ومعيشية، ولعب الشاعر أسعد السبعلي دورًا مهمًّا في تبلّور الأغنية الصافيّة، وكانت البداية مع "طل الصباح وتكتك العصفور" سنة 1940.
لُقب بـ"صاحب الحنجرة الذهبية"، و"صوت الجبل"، قيل عنه في مصر إنّه "مبتكر المدرسة الصافية "نسبة إلى اسمه وديع الصافي".
بدأ في أواخر الخمسينيات العمل المشترك بين العديد من الموسيقيين لنهضة الأغنية اللبنانية انطلاقًا من أصولها الفولكلورية، من خلال مهرجانات بعلبك التي جمعت "وديع الصافي، فيلمون وهبي، والأخوين رحباني، وذكي ناصيف".
عند قيام الحرب اللبنانية سافر وديع إلى مصر ثم بريطانيا وأخيرًا باريس حيث استقر هناك عام 1978، كان سفره اعتراضا على الحرب الدائرة في لبنان، وقف صوت وأغاني الصافي مدافعة عن لبنان الفن والثقافة كما كانت تجدد إيمان المغتربين بوطنهم لبنان.
بدأ الصافي منذ الثمانينيات بتأليف الألحان الروحية، نتيجة معاناته من الحرب وويلاتها على الوطن وأبنائه واقتناعًا منه بأن كلّ أعمال الإنسان لا يتوّجها سوى علاقته باللّه.
غنى وديع الصافي لعدد من الملحنين منهم "فريد الأطرش، محمد عبد الوهاب، والإخوان رحباني"..
إنه الأجمل منذ ألف سنة، لو جمعت أصوات المطربين كلهم في صوت واحد لما ألفت صوت وديع الصافي، صاحب أجمل صوت بين رجال الشرق " كل تلك الكلمات وصف بها موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب مطرب لبنان الأشهر وديع الصافي.
يربط عبد الوهاب بوديع الصافي علاقة متينة، فكان أول لقاء بينهم عام 1944 عندما سافر وديع إلى مصر، وفي عام 1947، سافر مع فرقة فنية إلى البرازيل حيث أمضى 3 سنوات في الخارج، بعد عودته من البرازيل، أطلق أغنية «عاللّوما»، فاشتهر بسبب هذه الأغنية التي صارت تردَّد على كل لسان، وأصبحت بمثابة التحية التي يلقيها اللبنانيون على بعضهم بعضا، وكان أول مطرب عربي يغني الكلمة البسيطة وباللهجة اللبنانية بعدما طعّمها بموال "عتابا" الذي أظهر قدراته الفنية.
قال عنه محمد عبدالوهاب عندما سمعه يغني أوائل الخمسينات «ولو» المأخوذة من أحد أفلامه السينمائية وكان وديع يومها في ريعان الشباب: «من غير المعقول أن يملك أحد هكذا صوت».
كان يجتمع الصافي مع عبد الوهاب في أمسيات فنية، خلدتها صور وصلت إلينا لتثبت مدى الترابط بينهم، ولحن موسيقار الأجيال عبد الوهاب لوديع الصافي أغنية "عندك بحرية يا ريس".
"إنها ضمير الأمة العربية وعاصمة الفن، فإذا مصر قالت نعم فأتبعوها وان قالت لا، فأسمعوها".
لم يتجاهل الفنان اللبناني مصر، فهي التى شهدت بداية انطلاقه الفنى سينمائيا مع نجيب الريحانى، حيث ظهر معه بفيلم "غزل البنات"، ليظل جميلها محفوظا عنده ليغني لها "عظيمة يا مصر يا أرض النعم".
حمل وديع السلام في قلبه فهو المسيحي الذي مدح النبي، فاختار قصيدة للشاعر السعودى المعروف حسن عبدالله القرشى تحمل عنوان مكة؛ ليقدمها
وليقرر وديع أن يلحن هذه القصيدة ويغنيها وتقول كلماتها " وفاض الضياء بها وانتشر بها كعبة الله طافت بها قلوبٌ تحن وأزهت عُصُر فيا جبل النور كم ذا شهدت من المعجزات وكم ذا ظهر تحدث ففى الغار شعّ اليقين وقد تنطق الذكريات الحجر ويا قمة فوق هام الخلود سمت بسناها الشذى العطر إذا ما ارتقيت إليكِ انطوى بحسى الزمان وكلًّ البصر وخففت وطئى أن يستقر أما سار فيك نبى البشر ! إلى أن أطل على الكائنات كإطلالة الفجر بعد السحر ".
كان صوت وديع لا يهزمه الزمن ومع تقدمه في العمر كان صوته بقمة الشباب بقمة الحدة وبحنان.
صوته كان تذكرة عبور للعديد من البلدان فهو يحمل ثلاث جنسيات المصرية والفرنسية والبرازيلية، إلى جانب جنسيته اللبنانية، إلاّ أنه يفتخر بلبنانيته، ويردد أن "الأيام علمته بأن ما أعز من الولد إلا البلد"
كرّمته أكثر من دولة ومؤسسة وجمعية، حمل أكثر من وسام استحقاق منها ستة أوسمة لبنانية منها وسام الأرز برتبة فارس، كما منحته جامعة "الروح القدس" دكتوراه فخرية في الموسيقى عام 1991.
من أشهر أعماله الغنائية "على رمش عيونها، دار يا دار، يا عيني على الصبر، ويا ابني بلادك".
شارك الصافي في أعمال سينمائية منها "غزل البنات، الخمسة جنيه، نار الشوق"، كما شارك في عدد من المهرجانات الغنائية منها مهرجان "بلعبك"، "الأرز"، و"بيت الدين".
رحل وديع الصافي في 11من أكتوبر 2013 عن عمرو يناهز 92 عامًا في مستشفى بالمنصورية بضواحي بيروت.