أمراض الكِبَر..حصاد الطفولة
هل يعلم من يضرب طفلا أو يعنفه أو يسخر منه ويحقره أو يؤذيه بأي شكل من الأشكال .. أن هذه الافعال ستؤدي إلى إصابة هذا الطفل *بأمراض جسدية ونفسية مزمنة حين يكبر ، ربما بعد عشرين أو ثلاثين سنة من هذه الحوادث والإساءات؟ ولعله حينها قد نسيها ولكنها تركت بصمات واضحة عليه، وهذا ليس تعبيرا مجازيا بل هو حقيقة علمية أثبتتها دراسات علمية وطبية في أنحاء عدة من العالم ودراسات وطنية على مجتمعنا فنحن جزء من هذا العالم.
فهناك دراسات أثبتت أن*الطفل الذي تعرض للإيذاء يكون أكثر عرضة للاصابة بالامراض المزمنة مثل السكر والضغط والسمنة وغيرها وذلك ناتج جزئيا عن نمط الحياة الذي يدفعه هذا الإيذاء لاتخاذه.
وكذلك الأطفال الذين تعرضوا لتجارب سيئة في الطفولة،أكثر عرضة للاكتئاب بمقدار ٤ أضعاف والاكتئاب يصيب النساء أضعاف الرجال, إضافة إلى انخفاض معدل الذكاء وما يرافقه من صعوبات التعلم وما ينتج عنها من فشل دراسي وبطالة.
من هنا تأتي أهمية الوعي المجتمعي بخطورة إساءة معاملة الأطفال وآثارها السلبية على الفرد والمجتمع ويقوم برنامج الأمان الأسري الوطني بجهود حثيثة على مدار العقد الماضي منذ تأسيسه بجهود كبيرة أثمرت نتائج طيبة على مستوى زيادة الوعي لدى الكوادر الطبية والمختصين وكذلك على مستوى البحوث والدراسات والمشاركات المجتمعية ولا زالت خططه طموحة لمواكبة التطورات في هذا المجال ومن الخدمات التي يقدمها البرنامج خط مساعدة الطفل 116111
وهو خط مجاني يستقبل المكالمات ويقدم النصائح والارشادات اللازمة للتعامل مع حالات الإيذاء وقد عكس تقريره السنوي 2015 تناميا ملحوظا في عدد المكالمات الواردة وخاصة من النساءوالبنات وهو يعكس زيادة في الوعي تستحق الإشادة.
*
الأطفال هم عماد المستقبل و الحفاظ على صحتهم وسلامتهم مسؤولية الجميع.